فنجان سياسي

قصور الطموح التركي… ما المانع من النهوض؟

فراس العبيد – رسالة بوست

باختصار شديد، طموح تركيا “قاصر”، وهي وإن حاول البعض، توصيفها بـ”حفيدة العثمانيين”، إﻻ أن سياساتها تظهر “تلكؤ”، وغياب “الرؤية” الواضحة.

وبالمثل الشعبي؛ أنقرة “رجل (القدم) هون ورجل هنيك”… فمقارنة بسيطة مع المشروع الفارسي_ الإيراني بلباس شيعي تزال الغباشة وتتضح الصورة، تمامًا.

فالدولة التركية مكبّلة بـ”علمانية أتاتورك”، وإن جازفنا باﻻعتقاد أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يحاول التغيير، فالفرصة ممكنة، والظروف مواتية.

وبالعموم؛ فإن حكومة أنقرة تناور في المسافة البينية للنظام الدولي الحالي، والملاحظ زيادة نشاطها بعد ازدياد تلك المسافة على خلفية حرب روسيا والغرب في أوكرانيا، وفي أذربيجان والعراق وشيئاً ما في سوريا.

إﻻ أن التقدم الذي تقوم به “أنقرة” وتحديدًا في “سوريا”، اعتمد على انشغال اللاعبين الكبار، على عكس المشروع الفارسي الصفوي، فما هو واضح أمام الناظر، أن خطوات تركيا تسير بحذر وهدوء وبطء استراتيجي.

ولنا أن نتذكر كتابات وزير الخارجية التركي، “أحمد داوود أوغلو” مهندس سياسات أنقرة الحديثة، في كتاب “العمق اﻻستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية”، ومعادلة “صفر مشاكل” الخارجة عن الواقع، وحقيقة الصراع وسنن التدافع.

وتكفي تلك الاستراتيجية في فهم “عقلية القيادة التركية” اليوم، التي تقف في المنتصف، وترقص على الحبل.

وما يهمنا على اﻷقل بلحظات عاجلة، أن الدور التركي ‏في سوريا هو اكتفاء بالمناطق المحررة والسعي لتأمينها من أجل حشر الكتلة السكانية السنية فيها، خيم أو أبنية طوب لا يهم، المهم أن تكون هذه الكتلة ورقة سياسية، هذه الطريقة في التعامل سببها قصور الطموح التركي وعدم السعي لإقامة شراكة رابحة مع الأغلبية الثائرة في سوريا، لأسباب عدة.

بالمجمل؛ ليست تركيا الدولة العثمانية، ولن تكون حتى تخلع “علمانيتها” فلا يختلط الزيت بالماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى