منوعات

عيد للفصح أم عيد للذبح؟!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

يقوم الصهاينة بالإحتفال بعيد “الفصح اليهودي ” والذي ستمتد أيامه لمدة أسبوع من 15 نيسان حتى 23 نيسان من هذا العام، حيث بدأوا باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك تمهيداً لليوم الكبير الذي يصدف يوم الخميس المقبل معلنين أنهم سيُدخلون فيه قرابينهم وذبائحهم إلى داخل المسجد وذبحها ونثر الدماء في أرجائه وعلى أبوابه وجدرانه احياءً لذكرى عبور بني اسرائيل من أرض مصر إلى سيناء ونجاتهم من جيش الفرعون الذي سامهم العذاب والمهانة كما ورد في كتبهم وتوراتهم. هؤلاء الصهاينة ابتدأوا شعائر ذبح القرابين مبكراً حيث ابتدأوا بذبح المصلين والمعتكفين المسلمين داخل المسجد في شهر رمضان المبارك وإسالة دمائهم ونثرها في الساحات دون رادع ديني أو أخلاقي بل بمنتهى الهمجية والعدوانية والحقد التاريخي على المقدسات الإسلامية ممثلة بالمسجد الأقصى الذي يسعون لتهويده وانتزاعه من المسلمين تحت حراب الإحتلال العسكري وأمام الصمت والتخاذل العربي والإسلامي.لقد تهاونت الأنظمة العربية والإسلامية في الدفاع عن فلسطين بشكل عام وعن المقدسات الإسلامية فيها بشكل خاص وعلى رأسها المسجد الأقصى حيث سمح لليهود في سبعينيات القرن الماضي بدخول المسجد ك”زوّار “في فترتين زمنيتين من اليوم، الأولى قبل صلاة الظهر والأخرى ما بين صلاتي الظهر والعصر على أن تكون سمات الزيارة بصفة سياحة وليس للتعبد، ولكن الصهاينة -وخاصة اليهود المتطرفين- ما انفكوا يسعون لتحقيق حلمهم بإعادة بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وهاهم اليوم قد بدأوا بتنفيذ القسم الثاني من مخطط تهويد القدس وذلك بالإنتقال من الترخيص الزمني بدخول المقدسات الإسلامية إلى الترخيص المكاني وذلك باحتلال جزء منها بحجة مكاتب لهم فيها ومحاولة وضع رموز دينية لهم داخلها. هكذا يعمل الصهاينة وهذا هو دأبهم وهذا هو ديدنهم الذي عملوا عليه طيلة قرون حتى تمكنوا من احتلال أرض فلسطين ،وبالمقابل هكذا ضيّع العرب والمسلمون ارض فلسطين ومقدساتهم فيها بتخاذلهم وتهاونهم وبتفرقهم إلى شعوب وقبائل تقتتل فيما بينها وكيانات وأنظمة هزيلة بأسها على بعضها، متخاذلة ضعيفة أمام أعدائها.

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلامُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى