فنجان سياسي

جظ مظ وفتوش وسلطة وسياسة

فراس العبيد – رسالة بوست

بلغني أيها الشعب السعيد ذو الرأي الرشيد، أنّ بلادًا قامت ذات يومٍ على فرعونها للتغيير، وانبرى شبابٌ يافعٌ لنقل صورة ما يجري في الميدان ويصير.

وتشكّلت “دكاكين إعلامية”، لصالح الفرعون، وأخرى على حساب “الثائرين”، ومع مرور الوقت، ورغبة “الداعم الخطير”، وإغداقه _في البدايات_ من الخير الوفير، الذي هو أساسًا، من مال اﻷمة تغيّرت المقادير.

ومشت الرياح بما ﻻ يشتهي “الربان”، فصرنا “عرايا” نقرأ وفق رغبة “السلطان”، فتارةً “نرفع الثورة إلى السماء”، وأخرى، “نسقط رموزها”، باسم “الحياد”، ولم يسلم حيّ أو شهيد.

ولم تنتهِ الحكاية، واشتغل “اﻹعلامي” في تصيد الأخبار، وسميّ “الرصد” و”الراصد”، وتركت “الثغور” رغم أنّ السيف أصدق أنباء من القلمِ… وتوقفت “المعارك”، تحت مسمى “هدنة وضامن ومضمون”.

والتفت طرفا الحرب إلى “المعيشة”، ولا يخلو اﻷمر من مناوشاتٍ بين الفينة واﻷخرى، فالعصا لم توضع، والسيف لم يرفع، والطبخة لم تنضج في مطابخ من سلمه “الناس” رقابهم…

وأكملت شهرزاد الحكاية، وأكدت أن “الجظ مظ” خرج من الموائد، بعد “الفتوش”، و”التبولة”، منذ البداية، وأقصيت الكثير من “اﻷطباق” عن “الموائد، واستعرضت حال “رغيف الخبز” الرديء، وبينما تابعت تلك التفاصيل الدقيقة، مهتمةً بالمطبخ ووجباته، تكاد “طبخة اﻵخرين تنضج”، وتعويم الـ”فرعون” يسير، وربما أختم الرواية بالتهليل والتصفيق والتزمير.

ورغم أنّ “الجظ مظ” من اﻷكلات الشعبية، إلا أنّ رمزيتها التي تساق في حكايا الناس، عبرة، ﻻ يعلمها إﻻ الله، فهو من الوجبات “الرخيصة”، شأنه في ذلك شأن “الفتوش” و”السلطة”، والعوام كما هم بعض “السياسيون العرب” مولوعون بكل “رخيصٍ ورخيصة”، رغم أن أسماؤهم رنانة، كـ”صفوت الشريف”، في مصر، و”عبد الستار السيد” في سوريا، فاﻷول على رأي المصريين “غير نضيف”، واﻵخر “عبد بشار السيء”، بإجماع السوريين.

وتزامن ارتفاع سعر تحضير “الجظ مظ” مع ارتفاع تكاليف “مفركة البطاطا”، ويندب الغلابة حظهم، ويترك هامشٌ للنقد واﻻنتقاد، فإن تجاوز الناقد قيل تعال “خود وهات” وضربٌ مبرحٌُ في خلاط “المخابرات”، أو “أمنيو أحد الفصائل” التي بدل مولاها جلده، وخلع العمامة وارتدى “الجينز”، وﻻ يختلف اﻷمر عند غيره، من الـ”…”.

واستطردت شهرزاد حديثها عن “السَلَطَة” وكادت تحكي عن “السُلطةْ” لوﻻ أن تدراكها الله برحمته وصاح الديك “كوكو كوكو”.

وأدرك شهرزاد الصباح، وسكتت عن الكلام المباح، وعلى رأي عبد الله الشريف:

توتة توتة وحادي بادي وشغل تسلم الأيادي

واللي عاش في الذل عادي يحب سيسي أوحصان

والتفت إلى زوجتي، دون أن أشرب فنجان قهوتي، العثملية، ولم أخبرها مطمئنًا كالعادة، واكتفيت باﻹشارة أنّ يومًا ما ستكمل “شهرزاد” الحدوتة، دون مفركةٍ أو فتوشٍ أو جظ مظ، وقطعاً ﻻ يستقيم حديث السياسة والسلطة، إذا أراد المؤمنون الحياة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى