فنجان سياسي

حوار بين الملا “بشار اﻷسد” والملا “عمر الأفغاني” عن تجديد الخطاب الديني وإصلاح المفاهيم

فراس العبيد – رسالة بوست

بلغني أيها الشعب السعيد ذو الرأي الرشيد، أنّ الملا بشار اﻷسد، استقبل يوم أمس وفدًا من كبار علماء الدين الإسلامي في دمشق (حسب توصيفهم)، بمناسبة شهر رمضان المبارك، بحضور الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف.

ورجعت بالذاكرة إلى الوراء، وتحديدا إلى شهر آذار /مارس 2001 لحظة تفجير طالبان أفغانستان تماثيل بوذا العملاقة المنحوتة منذ 1500 عام في باميان!

يومها أرسلت اليابان والصين علماء مسلمين في محاولة لثنيها أو لشراء التماثيل فرد الملا عمر _رحمه الله_ عليهم قائلاً؛ “لأن يُنادى علي يوم القيامة بهادم الأصنام أحب إلي من أن ينادى علي ببائع الأوثان”.

وزبدة الحوار، وليس الزبد، حديث الملا بشار عن دور المؤسسة الدينية والمفاهيم والمصطلحات التي تُطرح أحيانًا من قبل البعض بمضامين مناقضة للعقيدة، وأهمية تبني علماء الدين للمصطلحات بالطريقة التي تناسب جوهر الدين ومقاصده. حسب قوله.

وللإنصاف؛ فالحديث “كَيّس جدًا” بفتح الخاء وتشديد الياء، وإذا ما عدنا إلى أصول عقيدة الملا بشار، فهمنا بالتحديد ما المغزى الذي يرمي إليه، عن “التسامح والتعايش” مع “النصيرية” الذين قال فيهم العلماء مقالتهم.

ويبدو أن الملا بشار يعني ما يقول؛ فقد أكد أن علماء المؤسسة الدينية في سوريا (يقصد سوريا اﻷسد) قطعوا مراحل هامة في تطوير هذه المؤسسة وإصلاح المفاهيم الخاطئة التي تغلغلت بين العلماء منذ فترات طويلة من الزمن وهو ما ساهم مباشرة في إصلاح المجتمع.

والملا بشار يتحدث ليس عن إصلاح المجتمع بل “المجتمع المتجانس”، و”طرش الغنم” الذي أراد وضعه في قالب وحظيرة “حكمه”، وسانده ملالي السلطان أو من يعرفون بـ”المرعيان”.

وكدت أذرف الدمع بينما مرت تحت عيني عبارة؛ مولانا الملا بشار، في حديثه عن “مبدأ الشورى”، ورجعت بالذاكرة إلى خطاب أبيه الملا حافظ، في تسعينات القرن الفائت، واستخدامه مصطلح “البيعة”، لمواجهة انقلاب أخيه “الجزار رفعت”.

وتابع الملا، حواره الشيّق، و”الغنم” تسمع وتصفق، متحدثًا عن “أهمية العودة الى تعاليم الدين كما أنزلها الله، والعودة الى المصدر الأساسي للتشريع وهما القرآن والحديث الشريف”.

وللأمانة أيضًا، الملا بشار إمّا “خرِف” أو “كذوب”، أو اجتمع فيه الصفتان، فهو “رويبضة”، فجملة الكلام السابق تصطدم، مع ديمقراطيته ودستوره “الياسق”، الذي وضعه.

كما اعتبر الملا بشار أن أمام المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي تحديات كبيرة ومتسارعة جدّاً من الناحية العقائدية، لاسيما مواجهة المعركة الفكرية،حتى تستطيع ضرب الأفكار السامة التي تتعرض لها مجتمعاتنا. والسعيد من وفقه الله لفهم “خلفيات” تلك العبارة.

بالمختصر، يريد الملا بشار، رسم سوريا التي تشتم فيها أمهات المؤمنين والصحابة، وتنتهك فيها حرمات الله، وتمارس فيها “زواج المتعة” و”اللطميات”، ويمكّن فيها لحمير النصارى واليهود، من النصيرية والمجوس، و”الماعز” ترعى وتهلل.

يشار إلى أن العديد من العلماء الذين عارضوا الأسد قتلوا أو اعتقلوا أو هجروا، بالإضافة إلى الانتهاكات الواسعة التي حصلت لذوييهم.

وأدرك شهرزاد الصباح، وسكتت عن الكلام المباح، والتفت إلى زوجتي، دون أن أشرب فنجان قهوتي، العثملية، ولم أخبرها مطمئنًا كالعادة، واكتفيت باﻹشارة أنّ من سار مسار “طالبان” ضمن “السعادة”، ومن مشى على السنن دخل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى