فنجان سياسي

العلاقة التاريخية بين “قطعة القماش” و”حبل المشنقة”… وجدلية الطواغيت العرب… صدام حسين مثالاً

فراس العبيد- (رسالة بوست)

لا يختلف في اﻹسلام “طاغوت” عن آخر، فالكل سواء في ميزان العدل والشريعة، والقضية متعلقة بالدين، وليس “التين”، فالأمر جلل، والخطب عظيم، ونحتاج إلى تصحيح المفاهيم، وتوجيه البوصلة.

وليس من ارتدى ثوب “العروبة” زيفًا، بأفضل من حال من “ارتداه قميصًا” ليخفي “عورته النصيرية”، فكلاهما سواء في الميزان.

وما بين صدام حسين، وحافظ اﻷسد، خيطٌ رفيع، وكلاهما اتبع “العلمانية والبعثية”، وأمّا اﻷول، فمن الطائفة السنية، والثاني نصيري خبيث، ولكن…

كما تقول جدتي؛ “كل الدروب تؤدي إلى روما، والزائد أخو الناقص”، فكلاهما عاث في اﻷرض فسادًا، وتحت راية “العلمانية”، والثاني، تستر بها ومكّن لأتباعه “النصيرية”.

اﻷول حارب “الفرس”، لكن على هوىً وطني، ﻻ علاقة له بالدين، وتحت رايةٍ عمية، ووطنيةٍ فارغة وقوميةٍ أمرنا سيد الخلاق بتركها، “دعوها فإنها منتنة”، والثاني، أركب الفرس الروافض على ظهور أبناء الشام، ومكّن لهم، حتى رأينا وسمعنا “سب أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها”، وسكتنا وصمتنا “خوفًا من بطش النصيرية المارقين”.

وحتى ندخل في صلب الموضوع، كتب اﻷستاذ الفاضل؛ عبود العثمان، مقاﻻً بعنوان؛ (الكرامة العربية بين “قطعة قماش” و “حبل مشنقة”)، وأرجعنا في الذاكرة، إلى تاريخٍ مشؤوم، لا ينكره عاقل، على اختلافنا مع “صدام حسين”، الذي أفضى إلى ما قدّم، يقول؛

“في عصر يوم التاسع من نيسان من العام 2003 ، وفي “ساحة الفردوس” في العاصمة العراقية “بغداد”، وفي مشهد هوليودي، يعتلي جندي أمريكي تمثالاً عملاقاً يبلغ ارتفاعه 12 متراً، حاملاً قطعة قماش “قذرة” تمثل العلم الأمريكي، ليضعها على وجه العملاق “صدام حسين”، وسط هتافات مجموعة من الخونة من أتباع إيران الذين دخلوا العراق تحت ظلال جيش الاحتلال الامريكي.

وبعد ثلاثة أعوام يتم إعدام العملاق بحبل الخونة والمحتلين.

بين “خرقة” العلم الأمريكي وحبل “مشنقة” الخونة، أطيح بالكرامة العربية وأهينت وتم إذلال الأمة بيد الغزاة والمحتلين وبدعم من أنظمة تدعي أنها عربية وهي أبعد ما تكون عن العروبة”.

قد اتفق مع الكثير مما جاء في تلك الكلمات، واختلف مع كثير من التفاصيل، فالعملاق، لم يكن إﻻ قزمًا، استبدل الذي هو أدنى “القومية” بالذي هو خير “اﻹسلام”، والرجل “علماني بعثي” بإجماع العلماء… (لا نتحدث في هذا المقام عن حكمه ومآله).

واتفق، مع اﻷستاذ الفاضل؛ في أنّ ما بين الخرقة والحبل، قضيةٌ يجب أن يثار عليها الرأي العام “اﻹسلامي” وليس العربي فحسب، فالروافض المجوس، أتونا على صهوة “عقيدة باطلة”، ﻹعلاء راية “الفرس القومية”، لا يمكن أن نحاربها إﻻ بمثلها، والله أعلم.

باختصار؛ اﻹصرار على فهم حقيقة الصراع على أنها وﻻء عرقي، قاصرة، والمسألة بيننا وبين القوم “عقدية بحتة”، سواء “علمانية وبعثية صدام” أو “نصيرية حافظ اﻷسد”، وحتى “روافض الفرس ومن لف حولهم”.

لن أطيل النفس، وأترك الباب للقارئ الكريم، فليراجع كتب الأولين واﻵخرين، ويزين بالقسطاس “العلمانية وحكمها ومن فرضها”، “مسائل الحاكمية في اﻹسلام”، و”القوانين الوضعية وحكمها”، والتحاكم إلى غير الله، وأخيرًا؛ “القومية في ميزان اﻹسلام”، وتلك عناوين وليست كتبًا.

وأعيد من بعد إذن اﻷستاذ الفاضل عبود العثمان صياغة التالي؛ “بين “خرقة” العلم الأمريكي وحبل “مشنقة” الخونة، أطيح بالكرامة اﻹسلامية، وأهينت، وتم إذلال الأمة بيد الغزاة والمحتلين وبدعم من أنظمة العمالة”.

والتاريخ لا يزال يذكر تحالف “الروافض والباطنية” مع “الصليبيين”، وما يجري اليوم إعادة السيناريو السابق، ليس أكثر، فالعملاق صدام، وغيره، لم يركبوا السفينة وصرخوا بنداء ابن نوحٍ عليه السلام، فأهلكهم الطوفان، وظنوا أن جبل العلمانية والبعثية سيعصمهم.

ويدور في ذاكرة الأمة والشباب المسلم، بماذا انتفعنا من “أصنام” و”تماثيل” صدام وحافظ الأسد، وغيرهم، والشارع فقير بائس، إذا صدقنا رواية “عروبة” صدام.

ومازلت احتفظ بصورة المشهد لحظة كسر “صنم صدام”، وكم احتاجت من وقت حتى سقط، أليس الأولى بالعملاق أن ينفق المال على شعبه بدل “آلاف التماثيل” التي انتشرت تمجيدًا وتقديسًا، وكأنه الفرعون، وما الفارق بينها وبين تماثيل الأسد في سوريا. ولكن يصدق في صدام وحافظ وغيره، قول الله تعالى؛ “فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ” الزخرف: 54

وأختم بالسؤال؛ ما حكم الشرع الإسلامي في وﻻء “أنظمة العروبة” التي أورد ذكرها اﻷستاذ الفاضل، لليهود والنصارى؟ وبناء على الرد في حكمهم تتضح الصورة وتتجلى المعاني.

والله غالب على أمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى