منوعات

عميد الأدب الإسلامي العالمي د. عبدالقدوس أبو صالح في ذمة الله

أ.د. عمار بن عبد الله ناصح علوان

مدير المركز الكندي للبحوث التطبيقية واستشراف المستقبل
عرض مقالات الكاتب

رحم الله الأديب الشاعر المفكر عميد الأدب الاسلامي ، ونجم الشهباء الألمع أدبا ، وشعرا ، وفكرا.د. عبدالقدوس أبو صالح الذي توفاه الله في الرياض عن عمر ناهز التسعين عاما.

 ولي مع فقيدنا العميد موقفان لا أنساهما ما تعاقب الليل والنهار،  وبقيت في محياي عرق ذاكرة نابض :

الموقف الأول:  حين ندب والدي الشيخ عبدالله ناصح علوان بعد دفنه في قبر المعلاة في مكة المكرمة منذ ما يزيد عن خمسة وثلاثين عاما.-من قرب قبر جدتنا خديجة أم المؤمنين-رضى الله عنها- فقد قدم عميد الأدب الإسلامي العالمي -رحمه الله تعالى- من الرياض العاصمة إلى مكة المكرمة ليشارك في تشييع فقيد الدعوة الإسلامية ، والتربية الإسلامية-رحمه الله تعالى- وقام رحمه الله تعالى بعد انزاله في أول منازل الأخرة على يد تلميذه الوفي فضيلة الشيخ مجد مكي –حفظه الله ورعاه-و بعد الدعاء للوالد وموارته بالتراب قام عميد الأدب الإسلامي العالمي -رحمه الله- نادبا للوالد –رحمه الله- ومما علق في ذاكراتي قوله “..رحمك الله يا شهيد العلم والقلم ، وشهيد الأمة..فمثلك لا تنساه الأمة أبدا.. “. وخلال الندب حاول شاب حدث غر -حشى عقله بالفكر التبديعي- مقاطعة ندبية عميد الأدب الإسلامي في فقيد الأمة ، فما كان من عميد الأدب الإسلامي-رحمه الله- إلا أن تجاهله ، ورفع نبرات صوته أعلى-وكان عميد الأدب العربي-رحمه الله- جهوري الصوت- وكأن الذي قاطعه غير حاضر بينا.وما فعله عميد الأدب الإسلامي عين الحكمة ، فلو ألقى بالا لأمثال هؤلاء لكثر مقاطعة الأصاغر للأكابر.

 الموقف الثاني: تواضعه –رحمه الله تعالى- حين حطت رحالي مدينة الرياض بعد قبولي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بفضل شفاعة أديبنا الفقيد بعدما سد باب القبول لغير السعوديين ، فلم يقبل غير سعودي إلا قلة..فتناولنا الفطور في بيته العامر في مدينة الرياض ، ثم انطلقنا معا بسيارته لنكمل اجراءات القبول في الجامعة. وكم سعدت بصحبته الجيليلة في ذلك اليوم . فرأيت البلاغة تدر من فيه في أسمى معانيها من غير تكلف وتقصح، والشعر حاضر في استدلالاته كأنه هو ناظمه!! والشعر يرف بين جوانحه ، حتى حبب إلي –رحمه الله- الانتساب الى كلية اللغة العربية التي يدرس فيها ، فحاول –رحمه الله – مع عميدها لقبولي ، فاعتذر عميد كلية اللغة العربية في الرياض ، وقال لي يمكن أن أحولك إلى كلية اللغة العربية في القصيم لكني اعنذرت ، وانتسبت إلى كلية الشريعة في الرياض. وكنت أجد في ملامح وجه-رحمه الله- ملامح الوفاء لوالدي-رحمه الله- في أقدس معانيها ، وأجد شكيمة شخصيته التي تتجاسروفاء لخدمة دعوته ، ووفاء لأصحابه ، ووذويهم.

لاأريد التفاصيل السردية الدقيقة لسيرة عميد الأدب الإسلامي فهو –رحمه الله- علم معروف لدى الكثير ، ويمكن للقارئ الحصول عليها بمجرد كتابة اسمه ،  لكن الذي أريد التنبيه إليه في هذا المقال المقتضب على أمرين:

الأمر الأول : البروز العلمي لأسرة  أبو صالح ،  فوالدهم الشيخ الفقيه الأصولي ناجي أبو صالح وأولاده رجالا ونساء  قد بلغوا أعلى المراتب العلمية الجامعية والتدريس فيها..

الأمرالثاني: عمادة الأدب الإسلامي العالمي  لفقيدنا الأديب –رحمه الله – قد أرسى دعائم تأسيس نواة مادة الأدب الاسلامي العالمي . ليس من وراء ترأسه إدارة رابطة الأدب الإسلامي العالمي لفترات طويلة ، فحسب ، بل من خلال مقالاته العلمية التي كان يكتبها في المجلات العلمية المحكمة ، والكثير منها  في مجلة الأدب الإسلامي العالمي ، بل حتى من خلال مقابلاته  القنوتية ، والصحفية ، ليس أدل على ذلك خلال مقابلة برنامج ” إضاءات” الذي يقدمه الصحفي الشهير تركي الدخيل على قناة العربية.

فنظرة سريعة على بعض نتاجه العلمي الذي تركه الفقيد:

دور الأدب الإسلامي في الوحدة الإسلامية.

قضية الأدب الإسلامي.

شبهات حول الأدب الإسلامي.

نحو منهج إسلامي في أدب الطفل.

موقف الأدب الإسلامي من العلاقة بين الجنسين – نشر في مجلة المنتدى في دبي .

شعر الدعاء والمناجاة في الأدب العربي.

دور الأدب الإسلامي في الوحدة الإسلامية – نشر في مجلة الأدب الإسلامي بالرياض.

الأدب الإسلامي مسيرة وتاريخ – نشر في مجلة الفيصل الأدبية بالرياض ( وهي ملحق فصلي يصدر عن مجلة الفيصل بالرياض ).

وله مقالات عديدة في مجلة الأدب الإسلامي، وقد كتب معظم افتتاحيات الأعداد من العدد الأول حتى العدد / 80 / آخر عدد صدر بنهاية عام 1434ه/ 2013م،حضر الدكتور عبد القدوس أبو صالح المؤتمرات الكثيرة التي مهدت لإقامة رابطة الأدب الإسلامي.

فمن خلال ما سبق يستحق فقيدنا –رحمه الله- لقب عمادة الأدب الإسلامي العالمي بكل جدارة واستحقاق. وتستحق أن تدون مادة الأدب الإسلامي العالمي في المقرارات الجامعية عمادها في ذلك مقالات أدينا عميد الأدب الإسلامي العالمي-رحمه الله تعالى ، وأعلى منزلته في الدارين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى