منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان حليقة 112

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية
54- المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب
بويع بالخلافة في 4 شعْبَان سنة 914هـ
بعد أبيه المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب
تنازل المتوكل عن الخلافة لسليم الأول في 27 رجب سنة 923هـ. فانقطعت الخلافة العباسية وبدأت الخلافة العثمانية
وقيل استمرت خلافة المتوكل إلى أن توفّي في 12 شعْبَان سنة 995هـ.
اسمه ونسبه:
أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب بن عبد العزيز بن يعقوب بن محمد المتوكل على الله الهاشمي العباسي
صفاته:
كَانَ المتَوَكل أديباً فاضلاً لَهُ شعر حسن (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 533، الأعلام للزركلي 7/ 146)
بيعته وخلافته:
وَآخرخلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر مُحَمَّد المتَوَكل على الله ابْن المستمسك بِاللَّه يَعْقُوب (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 532، الأعلام للزركلي 7/ 145)
أما آخر من ذكره الْعَلامَة السُّيُوطِيّ فِي منظومته فِي الْخُلَفَاء هُوَ المستمسك (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 533) وَقَالَ بَعضهم أن السيوطى ذكر خلع المستمسك هَذَا بعد طول عمره، وَكبر سنه، وانكفاف نظره، وَولَايَة ابْنه مُحَمَّد المتَوَكل على الله بن المستمسك بِاللَّه في منظومته التي ذكر فيها الخلفاء. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 537)
قال راقمه أبو معاذ: وهذا لا يصح، فقد توفي السيوطي سنة 911هـ، فلعل أحداً أضاف ذلك، فإن المتَوَكل بن المستمسك ولي الخلافة فِي 4 شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَتِسْعمِائَة (914هـ) أي بعد وفاة السيوطي بسنوات.
فقد خَلَعَ الخليفة يَعْقُوب أبو الصَّبْر المستمسك بِاللَّه بن عبد الْعَزِيز نفسه، وعهد لابنه (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص106، الأعلام للزركلي 7/ 145) وقال للسلطان: أنا قد شخت، وكبر سني، وقد عزلت نفسي من الخلافة، وعهدت إلى ولدي بالخلافة، فإن شاء السلطان أن يوليه أو لا؟ فقال السلطان قد وليت ولدك. (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/772) فَخلع وَولي وَلَده المتَوَكل عَليّ بن المستمسك فِي 4 شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَتِسْعمِائَة (914هـ) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 533)
ففِي يوم الأثنين 4 شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَتِسْعمِائَة (914هـ) حضر القضاة الأربعة، والخليفة يعقوب، وولده محمد، وابن عمهم خليل، وكان الخليفة يعقوب عهد لولده محمد بالخلافة، فعرض ذلك العهد على قاضي القضاة الشافعي كمال الدين الطويل، وكان الخليفة عبد العزيز عهد بالخلافة من بعده لولده يعقوب، ثم من بعده لولد ولده محمد، فلما وقف القاضي على هذين العهدين قال: الحق للناصري محمد بن الخليفة يعقوب (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/771)
انتهاء الخلافة العباسية وتنازل الخليفة المتوكل للسلطان سليم الأول:
ومن الحوادث التاريخية العظمى أنَّ مُحَمَّد المتَوَكل على الله بن المستمسك بالله أبو الصبر يعقوب بن عبد العزيز بن يعقوب بن محمد المتوكل آخر ذُرِّيَّة الدولة العباسية الَّذِي حضر أجداده لمصر بعد سُقُوط مَدِينَة بَغْدَاد مقرّ خلَافَة بني الْعَبَّاس فِي قَبْضَة هولاكو خَان التتري سنة 656 هـ (1091م) وَكَانَت لَهُ الْخلَافَة بِمصْر اسْماً، تنازل عَن حَقه فِي الْخلَافَة الإسلامية إِلَى السُّلْطَان سليم الأول العثماني، وَسلمهُ الْآثَار النَّبَوِيَّة الشَّرِيفَة: وَهِي البيرق وَالسيف والبردة، وَسَلَّمهُ أيضاً مَفَاتِيح الْحَرَمَيْنِ الشريفين، وَمن ذَلِك التَّارِيخ صَار كل سُلْطَان عثماني أميراً للْمُؤْمِنين، وَخَلِيفَة لرَسُول رب الْعَالمين اسْماً وفعلاً. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص194)
وقد استمرّت الخلافة بمصر إلى سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة (923هـ) ففي السابع والعشرين من رجب انقطعت بتنازل المتوكل على الله عنها لسليم الأول. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 1/ 286)
وقيل: لما دخل السلطان سليم خان مصر استصحب معه أبا عبد الله محمد بن يعقوب المتوكل على الله إلى القسطنطينية، ثم رجع بعد وفاة السلطان سليم إلى مصر، وبقيت ذريته بمصر إلى أن تقلّبت الأحوال. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 1/ 286) وأجرى له كل يوم 60 درهما فأقام إلى أن توفي فيها. (الأعلام للزركلي 7/ 146)
وتقول إحدى الروايات التاريخية: إن الخليفة المتوكل تنازل عن الخلافة لبنى عثمان فى مراسم جرت فى آيا صوفيا بعد عودته مع السلطان سليم إلى إستانبول.
ويقول بعضها الآخر: إن الخليفة المتوكل قلد السلطان سليماً السيف وألبسه الخلعة فى جامع أبى أيوب الأنصارى بعد مراسم آيا صوفيا، وأنه اشترك فى هذه المراسم علماء الأزهر الذين سافروا إلى إستانبول، وعلماءالدولة العثمانية، وأن الخلافة انتقلت إلى بنى عثمان بقرار هذا المجلس. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 33)
وفاته:
وَاسْتمرّ محمد بن يعقوب المتوكل على الله خَليفَة إِلَى أَن توفّي ثَانِي عشر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة (995هـ) فِي أَيَّام دَاوُد باشا صَاحب مصر وباني رِبَاط الداودية ومدرستها الْمَعْرُوفَة بِهِ، وبموت محمد المتوكل على الله بن يعقوب المستمسك انْقَطَعت الْخلَافَة الصورية أَيْضا بِمصْر وغيرها. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 533، الأعلام للزركلي 7/ 147)
من الحوادث في أيامه:

  • وفي يوم الثلاثاء سابع محرم سنة أربع وعشرين وتسعمائة (924هـ) دارت أعجام يندبون الحسين، رضي الله عنه، في أسواق دمشق، وطلعوا إلى الصالحية، ومعهم سنجق، وباسوس مملوء دراهم، فصاحت صوفية دمشق، وذهبوا إلى القاضي زين العابدين الرومي، وأخبروه بهذه البدعة، فأمر بالقبض عليهم، ففتّشوا عليهم، فرأوهم في سوق جقمق، فربطوهم وجاؤوا بهم إلى القاضي المذكور، فأمر بكسر سنجقهم وضربهم، فخرجوا هاربين. (مفاكهة الخلان في حوادث الزمان ص378)
  • المؤسس الحقيقي للدولة التركمانية الثانية هو بهاء الدين عثمان. شمل حكم هذه الأسرة بلاد فارس والعراق وديار بكر وأذرييجان. وكان عصر آلاق قوينلو عصرًا حافلًا بالاضطراب والحروب والفساد، فكثرت فيه المجاعات، وانحلت الإدارة، واستمر تدهور الأسرة إلى أن سقطت بغداد في يد الدولة الصفوية سنة 914 هـ/1508 م. وأصبحت العراق تابعة للصفويين. (موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص288)
  • استطاع الشاه إسماعيل الصفوي مؤسس هذه الأسرة أن يستولي على العراق سنة 914 هـ/1508 م فأصبحت العراق ولاية تابعة لهم. وكان هؤلاء من غلاة الرافضة المتعصبين، لذا انصب جل اهتمامهم على تشييع العراق، حتى أنهم هدموا قبور أئمة السنة، وقتلوا جماعة من السنيين.
    وكانت فترتهم قصيرة، فقد زحف عليهم العثمانيون، ودخلوا على عاصمتهم تبريز، وألحقوا بهم هزيمة منكرة في معركة جالديران سنة 920 هـ/1514 م. (موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص382)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى