منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 110

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية
52- المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز بن يعقوب بن المتوكل
ولد فِي ربيع الأول سنة 819هـ
بُويِعَ بالخلافة 16وقيل 26محرم سنة 884هـ،
ولي بعده عمه المستنجد بالله يوسف بن محمد بن أبي بكر بعهد منه.
وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْمحرم سنة 903هـ.
وكانت خلافته 19سنة وأياماً
وعهد بالخلافة لابنه يعقوب، ولقبه المستمسك بالله.
اسمه ونسبه:
أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو العز عبد الْعَزِيز، بن يَعْقُوب، بن مُحَمَّد المتوكل على الله، بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المتَوَكل على الله. الْهَاشِمِي العباسي (تاريخ الخلفاء ص360، نيل الأمل في ذيل الدول 7/ 227، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236)
ولم يلِ والده الخلافة، (تاريخ الخلفاء ص360)
وأمه بنت جندي اسمها حاج ملك (تاريخ الخلفاء ص360)
وزوجه عمه المستكفي بابنته، فأولدها ولدًا صالِحًا، فهو هاشمي ابن هاشميين. (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236، تاريخ الخلفاء ص360)
مولده:
كان مولده بعد العام السابع عشر وثمانمائة (بدائع الزهور في وقائع الدهور2/626)
وقيل: ولد فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة (819هـ) (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236، تاريخ الخلفاء ص360)
صفاته وسماته الشخصية:
نَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب أَحْمد والزين أبي بكر أخوي الامام الشهير الشَّمْس مُحَمَّد الونائي، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني إخْوَة المعتضد دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر باستدعاء مؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236)
وكان رئيساً حشماً ذا شهامة، جميل الهيئة كفؤاً للخلافة، وافر العقل، سديد الرأي، وله اشتغال بالعلم، وحفظ جيد مع حسن عبارة، وكان عنده لين جانب واتضاع، كثير العشرة للناس (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/626)
وَكَانَ كلمة اتِّفَاق لم يخْتَلف فِي جلالته وارتفاع مكانته وَلزِمَ طَرِيقَته فِي تقريب أهل الصّلاح وَالْفضل وَقُرِئَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره فَكَانَ يجْتَمع عِنْده من شَاءَ الله من أَصْحَابه وَغَيرهم وَرُبمَا واسى بَعضهم بل تردد إِلَيْهِ بَعضهم للاقراء فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وَغير ذَلِك(الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236)
وسلك طَريقَة حَسَنَة فِي محبَّة الْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وزيارتهم والتأدب مَعَهم والموافاة لمن يَقْصِدهُ حَتَّى أحبه الْخَاص وَالْعَام لمزيد تواضعه وَحسن سمته وبشاشته لكل أحد، وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة وَقَرَأَ على سيف الدّين فِي الْعَرَبيَّة ولازمه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ يعِيش الْمَالِكِي والمحيوي الكافياجي وَفِي الْفِقْه عَن الْكَمَال السُّيُوطِيّ وجود الْخط على الْبُرْهَان الفرنوي،(الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236، تاريخ الخلفاء ص360)
قال السيوطي: وهو الآن عين بني العباس وشامتهم؛ لم يزل مشاراً إليه، محبوبًا في صدور الناس، وله اشتغال على والدي وغيره من المشايخ، وأجاز له باستدعائي جماعة من المسندين، وقد خرجت لهم عنه جزءًا حدث به. وألفت برسمه كتاب “الأساس في فضل بني العباس”، وكتاب “رفع الباس عن بني العباس”. أبقاه الله بقاء جميلا، وأدامه على رباع المسلمين ظلا ظليلًا! وتعفف عن أخذ ما يتحصل من مشهد السيدة نفيسة من النذور من شمع وزيت وغيرهما، وصرفه إلى مصالح المكان من عمارة وغيرها، وكان الخلفاء قبله يأخذون لأنفسهم غالبه، والباقي يفرقونه على من شاءوا من إلزامهم، فرفع ذلك من أصله. (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة 2/ 92، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236)
بيعته وخلافته:
لما طال مرض عمه المستنجد بِاللَّه أبي المظفر يُوسُف بن المتَوَكل عهد بالخلافة بعده لولد أخيه عبد العزيز ، (تاريخ الخلفاء ص360، نيل الأمل في ذيل الدول 7/ 227)
فلما مات الخليفة المستنجد، وكان قد عهد بالخلافة إليه طلبه السلطان، وليس في بني العباس أصلح منه حينئذ لهذا الأمر، مع وجود عمّه موسى، لكنه كان غير صالح لذلك، وكان قد تطاول موسى هذا، بل وغيره للخلافة فلم يقدّر لهم شيء. (نيل الأمل في ذيل الدول 7/ 227)
وبُويِعَ المتَوَكل على الله أَبُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد المتَوَكل فِي يَوْم سادس عشرين 26 محرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة (884هـ) (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص94، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236، الأنس الجليل 2/ 321)
وقيل: سادس عشر من الْمحرم (تاريخ الخلفاء ص360، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة 2/ 92)
وصورة ذلك أنه لما كان يوم الاثنين سادس عشرين المحرم طلع عبد العزيز أبي العز يعقوب بن المتوكل على الله إلى القلعة، وحضر القضاة والأعيان، فأمضوا عهد عمه، (تاريخ الخلفاء ص360، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة 2/ 92)
ولبس تشريف الخلافة، وأفيض عليه شعار الخلافة، وقيّد له المركوب السلطاني بالسرج الذهب والكنبوش الزركش، وبين يديه القضاة والأعيان، ثم ركب من القلعة إلى منزله المعتاد وركب القضاة والأعيان بين يديه وكان يومًا مشهودًا حافلاً، ثم عاد للقلعة من آخر يومه حيث كان المستنجد ساكنًا بها. (نيل الأمل في ذيل الدول 7/ 227، تاريخ الخلفاء ص360، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة 2/ 92، ، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 4/ 236)
ولقّب المتوكل على الله بعد أن أراد أن يلقّب نفسه بالمستعذ بالله، فعورض في ذلك، وتردّد بين المستعين والمتوكل، واستقرّ على المتوكل (نيل الأمل في ذيل الدول 7/ 227، ، تاريخ الخلفاء ص360، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة 2/ 92) ودعي لَهُ على مِنْبَر بَيت الْمُقَدّس وَغَيره من مَنَابِر الاسلام (الأنس الجليل 2/ 321)
وفاته:
تُوفِّي المتوكل على الله يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعمِائَة (903هـ) (تاريخ الخلفاء ص361، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، تاريخ الدولة العلية العثمانية ص95، جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي ص29) وله من العمر أربع وثمانين سنة (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/626)
وكانت مدة خلافته تسعة عشرة سنة، وأياماً (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/626، تاريخ الدولة العلية العثمانية ص95، جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي ص29) ودفن بجوار مشهد السيدة نفيسة (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/626)
وقد أشاد بذكره ابن اياس وذكر عنه أنه كان من خيار بني العباس (بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/626، جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي ص29)
وعهد المتوكل بالخلافة لابنه يعقوب، ولقبه المستمسك بالله. (تاريخ الخلفاء ص361، جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي ص29)
بعض الحوادث في أيامه:

  • ففي خلَافَة عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب سافر السلطان الملك الأشرف قايتباي إلى الحجاز برسم الحج، وذلك أمر لم يعهد لملك أكثر من مائة سنة، فبدأ بزيارة المدينة الشريفة، وفرق بها ستة آلاف دينار، ثم قدم مكة وفرق بها خمسة آلاف دينار، وقرر بمدرسته التي أنشأها بمكة شيخًا وصوفية، وحج وعاد، وزينت البلد لقدومه أيامًا. (تاريخ الخلفاء ص360)
  • وَفِي أيامه توفّي السُّلْطَان قايتباي وَتَوَلَّى ابْنه مُحَمَّد قبل وَفَاة أبيه بِيَوْم حَيْثُ اتّفق الامراء والخليفة والقضاة على عزل أبيه بِسَبَب مَرضه وَعدم مقدرته على إدارة الأحوال وتلقب بِالْملكِ النَّاصِر أبي السعادات نَاصِر الدّين وَكَانَت فِي أيامه فتن وحروب بَين طوائف المماليك كَانَت نتيجتها قَتله فِي 15 ربيع الاول سنة 904 وتولية اُحْدُ مماليك أبيه الجراكسة مَكَانَهُ، واسْمه قانصوه وَكَانَ يَدعِي أنه أخ إحدى حظيات السُّلْطَان قايتباي وأم وَلَده مُحَمَّد السُّلْطَان السَّابِق، وَلما ولي السلطنة بعد قتل ابْن سَيّده وَابْن أخته حسب دَعْوَاهُ تلقب بِالْملكِ الظَّاهِر أبي سعيد واستمرت الْفِتَن فِي أيامه مُدَّة سنة وكسور، وأخيراً ثار عَلَيْهِ بعض الأمراء وحاربوه وانتصروا عَلَيْهِ فِي 29 ذِي الْقعدَة سنة 905 فهرب واختفى فاتفقوا على خلعه وتولية الأمير جَان بلاط الجركسي مَمْلُوك قايتباي وَبَايَعُوهُ فِي 2 ذِي الْحجَّة سنة 905 وتلقب بِالْملكِ الاشرف أبي النَّصْر(تاريخ الدولة العلية العثمانية ص95)
  • في سنة 884هـ جدد عمل الرصاص على ظَاهر الْجَامِع الْأَقْصَى وَفك الرصاص الْقَدِيم ثمَّ ركب وَلم يكن كالاول فِي حسن الصِّنَاعَة والاتقان وَكَانَ الصَّانِع لَهُ رجلاً من أهل الرّوم ثمَّ قصد نَاظر الْحَرَمَيْنِ الامير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي ان يفك الرصاص عَن ظَاهر قبَّة الصَّخْرَة ويجدده كَمَا فعل بالجامع الْأَقْصَى فَمَنعه الشَّيْخ جمال الدّين بن غَانِم شيخ الْحرم وَقَامَ فِي ذَلِك أعظم قيام وَكَانَ تَوْفِيقًا من الله فَإِن الرصاص الْقَدِيم الْمَوْجُود إِلَى الْآن أولى وَأحسن من المستجد الَّذِي عمل بالأقصى(الأنس الجليل 2/ 321)
  • وفي سنة خمس وثمانين (885هـ) خرج عسكر من مصر عليهم الدوادار يشبك إلى جهة العراق فالتقوا مع عسكر يعقوب شاه بن حسن بقرب الرها، فكُسِرَ المصريون، وقتل منهم من قتل، وأسر الباقون، وأسر الداودار، وضرب عنقه، وذلك في النصف الثاني من رمضان، والعجيب أن الداودار هذا كان بينه وبين قاضي الحنفية شمس الدين الأمشاطي بمصر وقعة كبيرة، وكل منهما يود زوال الآخر، فكان قتل الدوادار بشاطئ الفرات وموت الأمشاطي بمصر في يوم واحد. (تاريخ الخلفاء ص361)
  • وفي سنة ست وثمانين (886هـ) زلزلت الأرض يوم الأحد بعد العصر سابع عشر المحرم زلزلة صعبة ماجت منها الأرض والجبال والأبنية موجًا، ودامت لحظة لطيفة، ثم سكنت، فالحمد لله على سكونها، وسقط بسببها شرفة من المدرسة الصالحية على قاضي القضاة الحنفي شرف الدين بن عيد، فمات. (تاريخ الخلفاء ص361)
  • وفي هذه السنة (886هـ) في ربيع الأول قدم إلى مصر من الهند رجل يسمّى خاكي، زعم أن عمره مائتان وخمسون سنة، فاجتمعت به، فإذا هو رجل قوي، لحيته كلها سوداء، لا يجوز العقل أن عمره سبعون سنة، فضلًا عن أكثر من ذلك، ولم يأتِ بحجة على ما يدعيه، والذي أقطع به أنه كذاب، ومما سمعته منه أنه قال: إنه حج وعمره ثماني عشرة سنة ثم رجع إلى الهند، فسمع بذهاب التتار إلى بغداد ليأخذوها، وإنه قدم إلى مصر زمن السلطان حسن قبل أن يبني مدرسته، ولم يذكر شيئًا يستوضح به على قوله. (تاريخ الخلفاء ص361)
  • وفيها ورد الخبر بموت السلطان محمد بن عثمان ملك الروم، وأن ولديه اقتتلا على الملك، فغلب أحدهما، واستقر في المملكة، وقدم الآخر إلى مصر، فأكرمه السلطان غاية الإكرام، وأنزله، ثم توجه من الشام إلى الحجاز برسم الحج. (تاريخ الخلفاء ص361)
  • وفي ليلة ثالث عشر رمضان نزلة في المدينة المنورة صاعقة من السماء على المئذنة فأحرقتها وأحرقت سقوف المسجد الشريف وما فيه من خزائن وكتب، ولم يبقَ سوى الجدران، وكان أمرًا مهولًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى