تحقيقات

كيف ينظر الشمال السوري لغزو روسيا أوكرانيا؟

فيصل عكلة

صحفي سوري
عرض مقالات الكاتب


اختلطت مشاعر السوريين حيال الحرب المشتعلة بين روسيا وأكرانيا، وتمايزت ردّات الفعل بين الطرافة والمرارة، وبين الترقب والتشفي بأخبار خسارات الروس الذين أذاقوا الشعب السوري ألوان العذاب والقتل!
“عبد المنعم الخطيب” من المتابعين لسير المعركة، كتب مقارنة بين ما جرى في سوريا وما يحدث الآن في أكرانيا:
توقعوا إجابات مقنعة على كل الأسئلة التي تدور في ذهن كل واحد منا، إخوتنا الأوكران معركتكم هي معركتنا، قلبوبنا معكم مع كل قذيفة تخترق دبابات واليات هذا الطاغوت المتجبر بوتين اللعين، أظنها حرب أمريكية بامتياز في الادارة والتخطيط واختيار المكان والزمان، وهي في أسوء نتائجها تصب في صالحنا هذا فيما إذا عرفنا استغلال مايصدر عنها من نتائج ولم نضيع الفرصة كما أضعنا العديد من الفرص سابقا!
:بشار المقدم”، ناشط من درعا، تحدث عن موقع أكرانيا بين دول العالم وأهميتها:
أوكرانيا أكبر دولة أوروبية وأكبر من فرنسا وأراضي دونباس التي تحتلها روسيا بحجم سويسرا، ما يحدث الآن ليس صراعاً محلياً صغيراً بل خطرًا على العالم كله، ولمن يسأل: لماذا أوكرانيا مهمة؟

  • الأولى في أوروبا من حيث الأحتياطيات المؤكدة القابلة للاسترداد من خامات اليورانيوم والمركز الثاني في أوروبا والمركز العاشر في العالم من حيث احتياطي خام التيتانيوم.
  • المركز الثاني في العالم من حيث الأحتياطيات المستكشفة من خامات المنغنيز (2.3 مليار طن ، أو 12٪ من احتياطيات العالم) و ثاني أكبر احتياطي لخام الحديد في العالم (30 مليار طن) ، والمركز الثاني في أوروبا من حيث احتياطيات خام الزئبق والمركز الثالث في (المركز الثالث عشر في العالم) في احتياطي الغاز الصخري (22 تريليون متر مكعب)، والمرتبة الرابعة في العالم من حيث القيمة الإجمالية للموارد الطبيعية والمركز السابع عالميا في احتياطي الفحم (33.9 مليار طن).
    و هي الأولى في أوروبا من حيث مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وتحتل المركز الثالث في العالم من حيث مساحة التربة السوداء (25٪ من حجم العالم) والمركز الأول في العالم في صادرات زيت عباد الشمس والمركز الثاني عالمياً في إنتاج الشعير والمركز الرابع في صادرات الشعير وثالث أكبر منتج ورابع أكبر مصدر للذرة في العالم ورابع أكبر منتج للبطاطا في العالم وخامس أكبر منتج للجاودار في العالم الخامس عالمياً في إنتاج عسل النحل (75.000 طن) والثامن في العالم في صادرات القمح، التاسع في العالم في إنتاج بيض الدجاج، السادس عشر على مستوى العالم في صادرات الجبن كما يمكن لأوكرانيا تلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 600 مليون شخص، الأولى في أوروبا في إنتاج الأمونيا، ورابع أكبر نظام لأنابيب الغاز الطبيعي في العالم (142.5 مليار متر مكعب من سعة إنتاج الغاز في الاتحاد الأوروبي)، ثالث أكبر شركة في أوروبا والثامن في العالم من حيث القدرة المركبة لمحطات الطاقة النووية، المركز الثالث في أوروبا والمركز الحادي عشر في العالم من حيث طول شبكة السكك الحديدية (21.700 كم)، الثالث في العالم (بعد الولايات المتحدة وفرنسا) في إنتاج أجهزة تحديد المواقع ومعدات تحديد المواقع، ثالث أكبر مصدر للحديد في العال، ورابع أكبر مصدر للتوربينات لمحطات الطاقة النووية في العالم و رابع أكبر مصنع لقاذفات الصواريخ في العالم، الرابع في العالم في صادرات الطين، الرابع في العالم في صادرات التيتانيوم، الثامن في العالم في صادرات الخامات والتاسع في العالم في صادرات منتجات الصناعات الدفاعية وعاشر أكبر منتج للصلب في العالم (32.4 مليون طن)!
    و تابع بشار مقدم، نلاحظ أن الرئيس الأوكراني حتى الآن لم يخاطب الدول التي خذلته خطاباً هجومياً، ولم يوجّه إليهم أي شتيمة، رغم أنّه بلاده في وضع كارثي بسببهم هم، ويتركّز خطابه لهم على تحفيزيهم لنصرته تحت مبررات عديدة ، هكذا فن القيادة في الحرب.. فلنتعلّم، لقد كنّا إذا سقطت قرية واحدة نتهم المحافظة كلها بالخيانة، وإذا سقطت محافظة قمنا بتخوين البقية!

إذا قامت الحرب فلنترك التخوين والاتهام والمحاسبة على الأقل إلى ما بعد الحرب.

“إياد حلاق” صحافي من الداخل السوري، اتهم بوتن بالغباء وتورط في مستنقع قد يغرق فيه:
من حماقة بوتين تحدي الغرب، التحدي سيكون مكلفا جدا له ولروسيا، هناك من يقول أن رئيس أوكرانيا مهرج وهذا القول ليس بعلمي ولا بمنطقي، هو رئيس دولة مستقلة ويعرف تماما “

ماذا يقول وماذا يريد، هل أهمية بشار الأسد لروسيا تتجاوز أهمية رئيس أوكرانيا بالنسبة للغرب.. إذا عرفتم لماذا انسحبت أمريكا من أفغانستان بالسرعة الهائلة التي رأيناها ستعرفون لماذا سيخسر بوتين، يظن البعض أن حروب اليوم بالطائرات والمدافع وهذا هو الخطأ، حروب اليوم تعتمد على الخطف السريع المدروس وإلا فإنهاك الخصم بإعطائه الطعم هو البديل وردة الفعل تدرس الآن هل سيحقق بوتين أهدافه في أوكرانيا.. طبعا لا وهذا بحد ذاته خسارة له كما حدث في سوريا، ما هي الفائدة العملية لروسيا كدولة عظمى من قاعدة حميميم والسواحل السورية المليئة بالأوساخ لا شيء، مراقبة لبنان مثلا أو مركز إنطلاق لمعارك مع أمريكا مستقبلا”، تكمن الفائدة فقط في موقعها الإستيراتيجي وهذا بحد ذاته غير كاف لروسيا، هل يستحق بشار الأسد كل هذا الدعم ،طبعا لا، هناك عالم جديد تم رسمه بعيدا عن الدب الروسي كما يتضح وأتوقع أنه قريب منه على عكس ما يظهر ولكن الأرجح أنه بعيد عنه وسيتم تنفيذه بحكم الواقع الجديد الذي تم رسم ملامحه منذ زمن، التفكير الأمريكي يسبق الروسي بعدة أشواط، فقط سيطرت على حقول النفط الغنية والأراضي الخصبة وبقيت تشاهد،هكذا هو الأمر بكل سهولة!

الأديب “أحمد زعتور” يعيش في المخيمات الشمال، علق على ما يجري:
مفردات مؤلمة في حرب ضروس، عامان مضى على التهجير والنزوح، وما زلتُ أحتقن بالألم والوجع الصامت، ومن جديد أحس أن الألم الذي قد أنهكني يصبح ألما إنسانيا كبيرا، يمتد من شرياني إلى شارع في مدينة خاركوف الأوكرانية، حين المشهد يصبح أكثر دموية وبؤسا، دبابة روسية تترك مسارها الطبيعي المفتوح وتنحرف يسارا لتدهس سيارة خاصة بمن فيها من نساء وأطفال وكهول، أي حرب هذه التي يصفونها بالحرب من أجل الشعب والوطن!!

و توقع عبد الله المحمد (ناشط مدني) فشل الحملة الروسية:
يبدو أن “بوتين” قد أدرك متأخرا حجم الخطأ الفادح الذي ارتكبه بغزو أوكرانيا وبدأ باتخاذ خطوات تراجعية لكنه يراعي فيها أن يظهر كمنتصر حفظا لماء الوجه، وما دعوته الآن للقبول بالتفاوض مع أوكرانيا في مينسك إلا بداية لعملية الإنكفاء الروسي والإيحاء بأن الغزو ليس سوى عملية “وقائية” كان لا بد منها للحفاظ على أمن روسيا الإستراتيجي، أما الدوافع و المعطيات الحالية التي تؤكد رأيي الخسائر الجسيمة التي لحقت بالقوات الروسية خلال الساعات ال24 الأولى من عملية الغزو، وعملية الاعتداء على دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة فضلا عن غزوها يمثل خرقا كبيرا للمواثيق الدولية والتي تستوجب ردة فعل قوية تضمن عودة السيادة الأوكرانية على كامل أراضيها بما في ذلك الأقاليم المتنازع عليها، وتصاعد مستوى العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا والتي ستتطور مع الوقت الى عقوبات دولية ملزمة، الأمر الذي سيسهم بقوة في عزل روسيا سياسيا واقتصاديا على الصعيد الدولي وهذا يفوق قدرة روسيا على تحمله وإن زعم الروس عكس ذلك لجهة عدم تأثرهم بالعقوبات والوضع الميداني الحالي يشير الى إمكانية تحول العمليات العسكرية الأوكرانية المضادة للغزو الى حرب تحرير شعبية وظهور أصوات مناهضة للغزو الروسي من داخل روسيا ترجمت على شكل احتجاجات شعبية، الأمر الذي سيؤثر حتما على صورة بوتين ومستقبله السياسي بإقدامه على هذه الخطوة ومنح بوتين الغرب فرصة ذهبية لفرض عقوبات اقتصادية قوية ومبررة على بلاده تسهم في تحطيم أو إضعاف الاقتصاد الروسي واستنزافه بشكل كبير وبالتالي لجم روسيا أو فرملة تقدمها وسعيها نحو إعادة إحياء الإتحاد السوفييتي السابق.

الكاتب “خالد أبو ودّي”، توقع تغيرات في مسير الحرب، وقال :
سيحاول “بوتين” الآن التوجه سريعا نحو مفاوضات مع أوكرانيا بصيغة المنتصر الذي يفرض شروطه وسيتحدث طويلا عن نجاح عمليته العسكرية المحدودة و الوقائية بعد أن حققت أهدافها وسيحتفل مع قادته العسكريين والسياسيين بمناسبة النصر المزعوم و الذي جاء واقعه بصيغة تحقيق أدنى الخسائر!
لكن سيكون من الصعب جدا عليه رفع العقوبات التي فرضت و تلك الآتية في طريقها إليه كحبال المشانق التي اشتاقت بعد طول انتظار لطعم خنق الدب الروسي، هذا إذا لم يحدث الأسوأ بفتح جبهات جديدة عليه لا يستطيع مقاومتها ولا مجاراتها كأفغانستان والقوقاز فضلا عن سوريا والتي ستكون بمثابة قاصمة الظهر له.
و تبقى الحرب مشتعلة وتبقى أنظار السوريين تترقب تطوراتها وهي تأمل أن ترى طيران روسيا يحترق في سماء أوكرانيا كما حرق الشعب السوري الحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى