سياسة

بوتين يطلق رصاصة قاتلة على أوكرانيا والغرب دون إطلاق نار

بوتين يوجه رصاصة قاتلة لأوكرانيا والغرب دون إطلاق نار
بعد اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا سيمكنها تحريك قواتها بذريعة حماية مئات آلاف السكان فيهما وبالتالي سيكون على كييف إما القبول بخسارة جزء كبير من أراضيها أو الدخول في نزاع مسلّح مع جارتها الأقوى بكثير.

بوتين يضع كييف والغرب أمام خيارين أحلاهما مرّ: اما التسليم بفقدان أوكرانيا لأجزاء من شرقها أو الحرببوتين يضع كييف والغرب أمام خيارين أحلاهما مرّ: اما التسليم بفقدان أوكرانيا لأجزاء من شرقها أو الحرب
روسيا تفتح الطريق لغزو أوكرانيا باعترافها بمنطقتين انفصاليتين
بوتين أبلغ الرئيسين الفرنسي والألماني بعزمه الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا
الدول الغربية تعبر عن خيبة أملها وتتوعد بفرض عقوبات على روسيا
صحيفة بريطانية تقول إن بوتين أمر بتحريك قوات روسية لمنطقتين انفصاليتسن في شرق أوكرانيا

موسكو – قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تشعل نزاعا كارثيا مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.

ويبدو أن التصعيد الروسي الأخير كان المراد منه دفع الوضع إلى توتر شديد مع كييف والغرب بهدف إيجاد ذريعة لتبرير إقرار انفصال منطقتي دونيتسك ولوغانسك المواليتين لروسيا وهو هدف لم يكن معلن حتى اليوم الاثنين.

وفي خطاب تلفزيوني مطول وصف بوتين الذي بدا عليه الغضب بوضوح، أوكرانيا بأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا. وقال إن شرق أوكرانيا كان أرضا روسية قديمة وإنه واثق من أن الشعب الروسي سوف يدعم قراره.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات لبوتين وهو يوقع مرسوما يعترف فيه باستقلال المنطقتين الانفصاليتين إلى جانب اتفاقيات تعاون وصداقة فيما جلس مقابله زعيما المنطقتين المدعومين من روسيا.

وقد ينسف تحرك موسكو جهودا في اللحظات الأخيرة لعقد قمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن بهدف منع روسيا من غزو أوكرانيا. وواصل الروبل خسائره في الوقت الذي تحدث فيه بوتين عن المسألة، حيث تراجع في مرحلة ما إلى ما دون 80 مقابل الدولار.

أرى أنه من الضروري اتخاذ قرار كان ينبغي اتخاذه منذ فترة طويلة وهو الاعتراف الفوري باستقلال وسيادة جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية

وقال البيت الأبيض إن بايدن سيصدر أمرا تنفيذيا عما قريب سيحظر بموجبه “مشاركة الأميركيين في أي أنشطة جديدة للاستثمار والتجارة والتمويل من أو إلى أو في المنطقتين الانفصاليتين”. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان إن القرار “سيتيح أيضا سلطة فرض عقوبات على أي شخص مصمم على العمل في تلك المنطقتين بأوكرانيا”.

وقالت ساكي إنه سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات وإن التدابير التي يتم إعدادها ردا على مرسوم بوتين منفصلة عن العقوبات التي أعدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حالة غزو روسيا لأوكرانيا.

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل فقالا في بيان مشترك إن الاتحاد الأوروبي “سيرد بفرض عقوبات على المشاركين في هذا العمل غير القانوني”.

واتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا بمواصلة تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا “ومحاولة اختلاق ذريعة” لغزو آخر. وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بوتين انتهك القانون الدولي باعترافه هذا، فيما قالت وزيرة خارجيته ليز تراس إن بلادها ستعلن عقوبات على روسيا غدا الثلاثاء.

وفي باريس، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف الروسي ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث أحدث التطورات المتعلقة بأوكرانيا.

وعمد بوتين إلى الخوض في التاريخ بدءا من عهد الإمبراطورية العثمانية وحتى الأيام الأخيرة التي تشهد توترا متصاعدا حول توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، وهو مصدر إزعاج كبير لموسكو في الأزمة الحالية.

ولم يعبأ بالتحذيرات الغربية من أن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية وستقضي على مفاوضات السلام وستؤدي إلى فرض عقوبات على موسكو.

وقال بوتين “أرى أنه من الضروري اتخاذ قرار كان ينبغي اتخاذه منذ فترة طويلة، وهو الاعتراف الفوري باستقلال وسيادة جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية”.

وعمل الرئيس الروسي لسنوات على استعادة نفوذ روسيا على الدول التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مع احتلال أوكرانيا مكانة مهمة في طموحاته.

وتنفي روسيا وجود أي خطة لديها لمهاجمة جارتها، لكنها هددت باتخاذ إجراء “عسكري تقني” غير محدد ما لم تحصل على ضمانات أمنية شاملة، بما يشمل التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي على الإطلاق.

وأثناء ترؤسه اجتماعا مطوّلا لمجلس الأمن التابع للكرملين الاثنين، استمع بوتين إلى كبار المسؤولين بينما أكدوا بأن الوقت حان لتعترف روسيا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّه عقد اجتماعا لكبار مساعديه العسكريين والأمنيين بعد الاجتماع الذي عقد في موسكو، فيما أعلن قصر الإليزيه أنّ ماكرون سيرأس مساء الاثنين اجتماعا لمجلس الدفاع لبحث أزمة أوكرانيا.

أوكرانيا جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا. شرق أوكرانيا كان أرضا روسية قديمة وأنا واثق من أن الشعب الروسي سوف يدعم قراري

ومن شأن هذا الاعتراف أن يضع حدا لخطة سلام هشة ترمي لإنهاء النزاع الانفصالي المستمر منذ العام 2014 بعدما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

وبإمكان موسكو إثر ذلك تحريك قواتها لحماية مئات آلاف السكان في المنطقتين بعدما منحهتم جوازات سفر روسية وأن تبرّر تدخّلها هذا بأنه يهدف لحماية مواطنيها وسيكون بالتالي على أوكرانيا إما القبول بخسارة جزء كبير من أراضيها أو الدخول في نزاع مسلّح مع جارتها الأقوى بكثير.

وقبل صدور قرار الاعتراف، أكّد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين أنّ التكتل سيفرض عقوبات على روسيا في حال اعترفت بالانفصاليين.

بدوره، دعا المتحدّث باسم الأمم المتحدة “كلّ الأطراف المعنية للامتناع عن أيّ قرار أو عمل أحادي الجانب من شأنه أن يقوّض وحدة أراضي أوكرانيا”.

وقال بوتين خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي إنه “لا يوجد مستقبل” لاتفاقيات مينسك للسلام المبرمة عام 2015 والهادفة لحل النزاع، موضحا أن المخاطر تتجاوز أوكرانيا، التي أثارت حفيظة موسكو بمساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وشدّد الرئيس الروسي على أن “استخدام أوكرانيا أداة مواجهة مع بلدنا يمثل تهديدا خطيرا وكبيرا جدا لنا”.

وجاء الاجتماع الذي تمّت إدارته بعناية، إذ جلس بوتين وحيدا خلف طاولة بينما خاطبه كبار المسؤولين واحدا تلو الآخر من على منصة، بعد أسابيع من التوتر بين موسكو والغرب بشأن أوكرانيا.

ويُحذر القادة الغربيون من أن روسيا تخطط لغزو جارتها الموالية للغرب بعدما حشدت أكثر من 150 ألف جندي عند الحدود وهو أمر نفته موسكو مرارا.

وطلبت أوكرانيا الاثنين عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديد، مشيرة إلى التطمينات الأمنية التي حصلت عليها مقابل التخلّي عن ترسانتها النووية عام 1994.

ولدى إعلانه عن الطلب على تويتر، أشار وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى البند السادس من تفاهم بودابست، الاتفاق التاريخي الذي تم التوقيع عليه عام 1994 إلى جانب روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وتصاعد التوتر في الأيام الأخيرة بعد قصف عنيف على جبهة القتال ضد الانفصاليين في شرق أوكرانيا وسجّلت سلسلة حوادث عند الحدود مع روسيا.

وفي حادثة لعلها الأخطر ونفتها كييف بشدة، أعلنت روسيا الاثنين أنّها قتلت على أراضيها خمسة “مخرّبين” أوكرانيين تسللوا إلى الأراضي الروسية واتّهمت أوكرانيا بقصف نقطة حدودية.

ونفت كييف التي تشعر بالقلق من أن روسيا تختلق مبررات لغزوها، جميع الاتهامات وقال كوليبا على تويتر “كلا، لم تهاجم أوكرانيا دونيتسك أو لوغانسك ولم ترسل مخرّبين أو ناقلات جنود مدرّعة إلى الحدود الروسية ولم تقصف أراض روسية أو معبرا حدوديا روسيا ولم تقم بأعمال تخريب”، مضيفا “لا تنوي أوكرانيا القيام بأي خطوات من هذا القبيل. روسيا، أوقفي مصنعك لإنتاج الأخبار الزائفة”.

والاثنين أيضا، أعلن مسؤولون محليون مقتل مدني في قصف طال قرية نوفولوغانسك الواقعة على بعد 35 كلم شمال دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة مقتل جنديين أوكرانيين وإصابة أربعة آخرين بجروح في قصف استهدف قرية زايتسيف، على بعد 30 كلم شمال دونيتسك.

ويحض القادة الأوروبيون بوتين على عقد قمة مع نظيره الأميركي جو بايدن فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيلتقي نظيره الأميركي الخميس في جنيف، لكن تتضاءل احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي.

وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك ساليفان لشبكة “إن بي سي نيوز” إن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيقوم على عملية “عنيفة للغاية” يليها احتلال قاس، مضيفا “ستكون حربا تخوضها روسيا ضد الشعب الأوكراني لقمعه وسحقه وإيذائه”.

وينفي الروس أي نية لغزو أوكرانيا لكنهم لا يذكرون سبب نشرهم عشرات الآلاف من الجنود والدبابات وقاذفات الصواريخ.

في المقابل، يدعو الكرملين إلى إنهاء سياسة توسع حلف شمال الأطلسي وانسحابه من أوروبا الشرقية وهي مطالب يرفضها الغرب الذي هدد موسكو بفرض عقوبات مشددة في حال شن هجوم على أوكرانيا.

المصدر: موقع ميدل إيست أي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى