مقالات

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العرب و المسلمين!

معاذ عبدالرحمن الدرويش

كاتب و مدون سوري
عرض مقالات الكاتب

بعد تفكيك منظومة الإتحاد السوفياتي في أوائل التسعينيات، و إذابة القطب المتجمد السوفياتي، و توقف هبات رياح الحرب الباردة بين أمريكا و الإتحاد السوفياتي.
لكن سرعان ما قام الغرب بتشيكل قطب “الغول الإسلامي” ، و إنطلاق حرب ساخنة ضده ضربت الكثير من الدول الإسلامية .
و إستدار النظام العالمي إلى الإسلام و المسلمين ليجعل منهم عدو يهدد وجود العالم عامة و الإنسان الغربي خاصة، و تم تتويج هذا الفكر بعد أحداث سبتمر عام ٢٠٠١ .
و تصاعدت حدة العداء للمسلمين و تم قتل ملايين الأبرياء من المسلمين في كل مكان تحت بند محاربة الإرهاب.
فقتل المسلمون في أفغانستان تحت بند محاربة القاعدة ، و في العراق أولاً تحت بند إمتلاك الأسلحة النووية ، و من ثم في العراق و سوريا تحت بند محاربة داعش، و في فلسطين تحت بند الإرهاب، و في مالي و نيجيريا تحت بند القاعدة و داعش و إلى العديد من الدول، و الأماكن في معظم بلاد المسلمين. و تم ضخ حملات إعلامية كبيرة ضد الإسلام و المسلمين ، و تم تصوير العرب و المسلمين على أنهم “بعبع” يهدد وجود الإنسان الغربي و هو في فراش نومه، و تنامى ظهور الفكر اليميني المتطرف في العديد من الدول الغربية ، لمواجهة هذا “البعبع”.
و في نفس الوقت حاول النظام العالمي أن يحافظ شكلياً على كتلتي معسكره الغربي بقيادة أمريكا و الشرقي بقيادة الصين و روسيا.
حتى جاءت الثورة السورية المباركة ، و كشفت زيف هذا النظام الذي يتكون من منظومة واحدة و يتحرك بقرار واحد.
و وجدنا و بكل وضوح كيف تعاونت الولايات المتحدة و إسرائيل و الغرب من جهة، و روسيا و الصين و إيران من جهة ثانية، و جميع الأنظمة العالمية في سبيل القضاء على الثورة السورية .
و تم قتل أكثر من مليون سوري و تشريد و تهجير أكثر من نصف سكان سوريا ، و تم تدمير سوريا بشكل شبه كامل.
و هذا ما يدعونا للتساؤل ، ما الذي حصل بين ليلة و ضحاها، هل فعلاً هناك خلاف حقيقي روسي غربي من أجل أوكرانيا؟، و هل الحرب الروسية الأوكرانية حقيقية؟.أم وهمية ؟.. أم خدعة و مطب؟.
الذين يدعونا للتشكيك في مصداقية هذه الحرب ، أن المستفيد الأول منها سيكون العدو القديم ، وبكل وضوح الدول و الشعوب الإسلامية عامة و العرب خاصة.
فعلى الأقل ستخرج الشعوب الإسلامية من تحت فوهة المدافع و الصواريخ الغربية، لترتاح قليلاً خارج حلبة القتل الذي زجت بها بدون أي ذنب.
لكن لعل قائل يقول أن معظم الدول الإسلامية و العربية تم إضعافها و تفكيكها خلال العقدين الآخيرين.
و هنا تبرز تركيا لتكون تحت المجهر، فتركيا إما انها ستكون أول المستهدفين أو ستكون أول و أكبر المستفيدين من هذه الحرب!.
و الكل يعلم كيف حاول النظام العالمي إستهداف تركيا ، من خلال زجها في القضية السورية و تشعباتها، و من ثم محاولة إنقلاب سياسي، و آخرها حرب إقتصادية كادت تطيح بها.
فهل من المعقول أن يتصارع الغرب فيما بينه ليترك الساحة فارغة إلى تركيا لكي تصعد أكثر و أكثر على حساب تناحرات الآخرين .
أم أن الحرب عبارة عن مطب لزج تركيا في صراع بعد أن فشلت كل المحاولات في إضعافها و النيل منها سياسياً و عسكرياً و إقتصادياً، من خلال إستدراجها إلى حلبة الصراع بطريقة ما.
خاصة إذا علمنا أن تركيا لا يفصلها عن حلبة الصراع سوى البحر الأسود..
أم أن الخلاف حقيقي و ممكن أن يتطور لحرب عالمية لا تبقي و لا تذر؟
أم انه مجرد مخاض لظهور نظام عالمي جديد؟؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى