منوعات

خادم مصحف التجويد “صبحي طه” في ذمة الله

أحمد عبد الحميد

توفي، أول أمس السبت، الدكتور المهندس، “صبحي صالح طه” (81 عامًا) في العاصمة المصرية القاهرة، والحائز على عدة براءات اختراع منها، الترميز الزمني واللوني لأحرف أحكام تجويد القرآن الكريم والمسماة (مصحف_التجويد) الذي صدر في عام 1994، حيث انتشرت ملايين النسخ منه في العالم الإسلامي.

إنجازاته

حصل “طه” على براءات اختراع أخرى في خدمة القرآن الكريم، منها: الفراغ الوقفي الاختياري (في عام 2003)، والترجمة اللفظية لجعل الأجنبي يقرأ بصوت عربي من خلال حروف لغته المحلية بطريقة إبداعية جديدة (في عام 2013)، وجهاز المصحف المنير للتلاوة عن بُعد (في عام 2000).

ونال “طه” عدة ميداليات ذهبية في خدمة القرآن (من معرض الإبداع والاختراع في دمشق 1995)، وجائزة تاج الجودة العالمية من لندن في عام 2003، ومن الإمارات العربية المتحدة (رأس الخيمة في 2008).

إضافة إلى حصوله على دكتوراة الإبداع من فرنسا في عام 2006، ودكتوراة بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف من كلية التنمية البشرية المستدامة بالتنسيق مع كلية تنمية الدراسات الإسلامية الاستراتيجية في جامعة الحياة الجديدة من لبنان عام 2014، وحاز على لقب (المخترع العالمي) من دار امتياز الجودة (SUNL) التابعة لهيئة البورد العربي الأوربي الأمريكي في عام 2013.
إضافة إلى تأليفه عدة كتب، أهمها: (جدوى المشاريع في عام 1987).

أنشأ “طه” في عام 1987 دار المعرفة للنشر والتوزيع، وصدر عنها في عام 1994 طبعة مصحف التجويد، إضافة إلى إصدارات عديدة بلغت 184 إصدار لعدة قياسات من مصحف التجويد وروايات مختلفة للقراءات القرآنية العشر، ولعدة لغات بترجمة المعاني والترجمة اللفظية باللغات: (الإنكليزية، الفرنسية، الروسية، الألمانية، الاسبانية، التركية، الهولندية)، وأصدر كذلك مصحف التجويد مع القلم الناطق لعدة مقرئين وروايات ولغات.

من جهتها أصدرت الدار 13 برنامجاً تلفزيونياً تعتمد على فكرة مصحف التجويد وعُرضت في أغلب المحطات الفضائية منذ عام 1996 حتى الآن: (ختمة قرآنية بالتجويد المرئي – ختمة مع ترجمة المعاني وترجمة لفظية – من القراءات السبع – موسوعة مواضيع القرآن – موسوعة مواضيع القرآن بالإنكليزية – من سُوَر القرآن – من سُوَر القرآن بالإنكليزية – تعالوا نتعلم التلاوة – ورتل القرآن ترتيلا – رؤية مُحب للآل والصحب – مثاني معجزة – هيا نقرأ ونرتقِ – ختمة التلاوة التدبرية).

حاز مصحف التجويد على موافقات الجهات المختصة في جميع دول العالم الإسلامي وخاصة الأزهر الشريف بتاريخ 8/9/1999 ومن ثم الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في رابطة العالم الإسلامي بجدة في 11/11/1434 هـ.

فكرة مصحف التجويد

تقوم فكرة مصحف التجويد على جعل مَن يَتلو كتاب الله تعالى يُحقق تلاوة صحيحة مباشرة من عينيه كي يتفرغ ذهنه لمعاني كلمات الله التي يقرأها، بُغية تدبّرها بشكل صحيح، حيث دُعيت هذه الطريقة بالتجويد العَملي، وفيها يرى القارئ الحرف الأحمر فيمدّه، والأخضر يغنه، والأزرق الغامق للتفخيم والفاتح للقلقلة، أما الرمادي فلا يراه ولا يلفظه، وذلك أسوة بحركات التشكيل الأربع، أي إنّ التجويد العَملي يعني التطبيق المباشر لأحكام التجويد دون معرفة سبب هذه الأحكام بالضرورة، ومِن هنا استحقت فكرة وطريقة مصحف التجويد براءة الاختراع العالمية.

قصة انطلاق الفكرة

يروي “طه” في أحد منشوراته انطلاق الفكرة والإلهام الرباني في جامع العثمان بدمشق صباح 7/4/1991، حينما طرق الشيخ أبو أحمد حربة يده لينبه زميلي الذي يجلس بجانبي أنه ارتكب خطأ في حكم تجويدي، فقلت لنفسي: لِمَ لا نجعل هذا الحرف الخاضع للحكم التجويدي مُميزاً بلونه عوضاً عن انتظار طرقة يد الشيخ!! وهكذا وُلدت الفكرة، وتم تهذيبها لاحقاً بجعل تدرّج اللون يُعبّر عن زمن الحكم التجويدي، وبهذا أمكن لثلاث فئات لونية فقط أن تُعبّر عن 28 حكماً تجويدياً.

لاقى “صبحي طه” التشجيع لعمله الجليل في خدمة كتاب الله تعالى مِن فئات الناس المختلفة وخاصة المثقفين والجامعيين رجالاً ونساءً بل وأطفالا، ومن عدد كبير جداً من العلماء والمشايخ على مستوى العالم الإسلامي.

كتاب محمد (صلى الله عليه وسلم)

قام الدكتور المهندس “صبحي طه” في (دار المعرفة) بإصدار كتاب محمد صلى الله عليه وسلم وبإخراج جديد ممنهج للسنة النبوية ليكون بجانب مصحف التجويد بصفحاته الستمئة، ليكون موئلاً للشباب الذي يريد التعرف على سيرة الرسول الأكرم وباقة من أحاديثه المُوَثّقة في جميع شؤون الدنيا والدين، وصدرت النسخة الإنكليزية منه بذات الوقت، وجاري إصدار الكتاب بنسخته الفرنسية والألمانية والروسية والاسبانية والأردية، وجميع الآيات الداعمة للأحاديث الشريفة مُجوّدة بأحرفها كما في مصحف التجويد، كما أصدر برنامج السنة النبوية مسموعة ومرئية مؤلف من 31 حلقة مدة كل منها 50 دقيقة تَوفّرت فيها جميع عناصر المتعة السمعية والبصرية لجذب المشاهد للتعرف على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يشار بأن الدكتور المهندس “صبحي طه” ينحدر من محافظة ريف دمشق في مدينة دوما من مواليد العام 1941، وقد تخرّج في كلية الهندسة في جامعة حلب لعام 1965.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. سبحان الله العظيم هذا الانسان طبق الحديث الشريف اطلبوا العلم من المهد الى اللحد لاحول ولاقوه الا بالله أين كانت هذه الشخصيات لماذا هذا التغيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى