مقالات

السوسيال السويدي ومعاناة الأطفال

الأغيد السيد علي

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

-سمع الكثير في الآونة الأخيرة عمّا يحصل للأطفال في السويد، الذين هاجروا مع أهاليهم بحثًا عن مكانٍ آمن وحياةٍ كريمة، وكان هذا في ظلّ الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط بشكل خاص وقارّة آسيا عامّة .
-قبل البدء يجب معرفة أمرين مهمّين؛ هل يحصل الطفل على حقّه بعد سحبه من عائلته الأصل ؟ ومن المسؤول الأول عن هذه القضية وما واجبهم تجاهها ؟
● ما هي الخدمات الاجتماعية “السوسيال” المسؤولة بدورها الأول عن الأطفال والأشخاص العاطلين عن العمل وكبار السن ؟
● ماذا قدّمت منظمات حقوق الإنسان واليونيسيف للأطفال المهجّرين في السويد، وكيف يتم التعامل معهم ؟

الخدمات الاجتماعية (social):
-هي عبارة عن جهة حكومية محليّة، تُقدّم الأبحاث والتقارير لكل بلدية عن طريق لجان معنيّة بالعمل الاجتماعي أو السياسي، تهدُف في المقام الأول إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات اجتماعية أو ماديّة، دخل هذا القانون “السوسيال” حيّز التنفيذ في عام 1982م، وتتكون الخدمات الاجتماعية فيه من رعاية المسنين ودعم المُدمنين والخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك الرعاية الفردية والعائلية .
-تشير بعض القوانين المتعلقة برعاية القُصر (تحت الـ18 عام)، إلى أنّه يتم فرض الرعاية على الطفل بناءً على سوء المعاملة النفسيّة أو الجسدية، والاستغلال غير المناسب، وغياب الرعاية الصحّية، أو أيّ ظرف آخر في منزل الحاضنين -الأهل-، يمكن أن ينعكس على سلامة الطفل وصحته .
-يبدو أنَّ المجتمع الأوروبي وحكوماته يُبدون اهتمامًا واسعًا بشأن الأطفال؛ لذلك نرى عمليات الخطف والسلب -للأطفال- والتفكّك الأُسري بمعدلات عالية جدًا في أوروبا، فقد نشر موقع “Statista” الألماني إحصائيات جديدة فيما يخص عدد حالات تدخل دائرة رعاية الشباب والأطفال في ألمانيا وأخذها أطفالًا بغرض “الرعاية” كما يدّعون، فالإحصائية شملت الفترة ما بين (1995-2017)، وتشير النتائج إلى تضاعف واضح في الأرقام في الفترة الزمنية (2015-2017)، وهي الفترة التي شهدت أزمة لجوء هائلة خصوصًا من بلدان الشرق الأوسط .
-وأوضحت النتائج أن عدد حالات تدخل السلطات الألمانية لرعاية الأطفال ما بين الأعوام (2004-2006) بلغ ما يقارب 25 ألف حالة سنويًا، لتتضاعف هذه الأرقام وتصل إلى أكثر من 77 ألف حالة في عام 2015م، وأكثر من 84 ألف حالة في العام التالي أيّ عام 2016م .
-يتم سحب الأطفال من أهاليهم بطرق غير شرعية، كإقتحام المنازل بشكل مفاجئ، والضرب المُبرح واستخدام القوّة والعنف، وبعدها يُؤخذ هؤلاء الأطفال إلى أماكن مجهولة ويُعاملوا معاملةً سيئة -بحسب الفيديوهات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي-، حيث يتم تعنيفهم بشكل كبير وإهانتهم وشتم أديانهم .
-كما أظهرت تقارير أكّدت بأنَّ “السوسيال” السويدي يُلحق الأذى بالأطفال المسحوبين من عوائلهم، بإجراءات التعامل وسوء معاملة الأطفال، ولا يكتفي بأخذ الأطفال من آبائهم قسرًا، فقد شهد حالة أخذ أطفال “حديثي الولادة” من آبائهم اللاجئين، ومُطالبتهم بالإجهاض في حال عدم توفر عائلة بديلة، ناهيك عن الأخطاء في إرسال الأطفال لعائلة بديلة تودي بهم لحالات الإغتصاب، ومنهم من أصيبوا بأمراض وحوادث خطيرة بسبب الإهمال وسوء الرعاية، مع ظهور أكثر من حالة وفاة بين الأطفال، والسبب أنَّ “السوسيال” كانت مخطئة !!
-تقول الناشطة “إليزابيت بروم” في ندوة حول أخذ الأطفال من قبل دائرة الشؤون الاجتماعية “السوسيال” في العاصمة السويدية (ستوكهولم) : 
《إن دائرة “السوسيال” لا تقوم بتطبيق القانون كما هو مكتوب، وأنَّ تقاريرها تتم المصادقة عليها من قبل المحكمة، وتوضح أنَّ قرارها مع حوالى 40 محاميًا للاحتجاج على السوسيال لتعسفه وعدم التزامه لم يُجدِ نفعًا، فتوجهت إلى المحكمة الأوروبية ولم يسمح لهم بالكلام هناك لتسليط الضوء على هذه القضية سوى خمس دقائق فقط》.
-وأضافت أن الحكومة تصرف أموالاً باهظة للعائلات التي يوضع عندها أطفال وتقدر بالملايين، وهناك وضع غير صحيح لأن “السوسيال” يعمل على إغراء الطفل المُحتجز ويُقدّم له ما يريد من أجل ألا يعود لأهله .
-ووفقًا للمركز السويدي للمعلومات، فإنَّ “السوسيال” السويدي يأخذ نحو 20 ألف طفل من عائلاتهم سنويًا، ويعيد توزيعهم على عائلات أخرى، وتحصل العائلة المُستضيفة على راتب ما بين 2300 إلى 4600 دولار شهريًا من دون أن تدفع ضرائب ! 
-يقع العديد من العرب واللاجئين منهم تحت طائلة هذا القانون “الغير إنساني” بسبب سوء الفهم والاختلاف الثقافي الواضح وصعوبة تعلم اللغة بالنسبة للأهل .
-كانت الصحفية السويدية “توف كارلسون” مؤلفة كتاب (السلطة على الأطفال-الخدمة الاجتماعية) قد أشارت إلى أنَّ الغرض من هذا القانون؛ هو البناء على الطوعية التامّة، على ألا يتم استخدام التدابير القسرية، كان القانون يخدم بشكل أساسي العائلات التي تتقدّم بطلب يُفيد بأنّها غير جاهزة للتعامل مع الطفل، سواء لأسباب نفسية، اجتماعية، أو أُسرية، بعدها يُنظر إلى الطلبات؛ ومن ثمَّ تُوافق الحكومة على أخذ الطفل بناءً على طلب من الأسرة، لكن الآن ما يحدث هو العكس تمامًا .
-أين منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل ممّا يحصل للأطفال المهجّرين في السويد من قبل “السوسيال” بشأن سوء المعاملة ؟؟
-لم تُقدم المنظمات الإنسانية على أيّ خطوة تمنع أو تُجرّم تعنيف الأطفال من قبل “السوسيال” قبل إعطائهم لأُسر سويدية كي يقوموا هم بتربيتهم على الفساد والانحلال الأخلاقي، بل ويتم تنصير الأطفال المسلمين في بيوتهم !!
-عشرات الآلاف من الأُسر المهجّرة في السويد وغيرها من ألمانيا وبريطانيا وهولندا يعيشون بعيدًا عن فِلذّات أكبادهم نتيجة حماقة تصرفات الخدمات الاجتماعية “السوسيال” !!

أخيرًا؛ لا يحصل الأطفال المسحوبين من عائلتهم قسرًا على أدنى حقوقهم، فحتى حين يُعطوا لأُسر سويدية يتم تعنيفهم واضّطهادهم، مما يؤدي إلى تولّد أمراض نفسية فلا يبقى لهم سوى خيارًا واحدًا؛ “الانتحار”، وبحسب بعض التقارير تعرّضت كذا أم لحالة انتحار جرّاء حزنها على ولدها الذي تمَّ سحبه ولم يستطيعوا رؤيته لأكثر من سنة، وحالات اغتصاب شهدتها أطفالًا من ذكورٍ وإناث في منازل وحدائق السويديّين، فأين الحق الذي يتمتع به بعدما سحبتموه !؟
-من حق الأطفال أن يعيشوا مع عائلاتهم مهما حصل، إلا إذا تقدّم ربّ الأسرة أو والدة الطفل بأنّهم لا يستطيعوا تربيته فهذا شأنٌ آخر، كما أسلفنا في الأعلى، أمّا السحب القسري للأطفال من بين أحضان عائلاتهم وتعنيفهم وسحقهم بحجّة أنّهم لا يأكلون ولا يشربون وأنّهم مرضى نفسيّين بسبب معاملة أهلهم؛ فهذا أمرٌ فيه لغطٌ كبير .

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. بارك الله فيك على هذا المقال الذي استفدت كثيراً من المعلومات التي جمعتها فيه .
    يقول الله تعالى في الآية الكريمة 257 من سورة البقرة (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . الطاغوت تعني الشيطان و كل معبود من دون الله و هؤلاء هم الأوصياء و الموجهون “العميان عن الهدى” للكافرين ، لذلك كان الكافرون في حالة ضلال نتيجة سيرهم وراء الطاغوت “قد ضلَ من كانت العميان تهديه” و كان الكافرون في حالة إخراج مستمر من نور الإيمان و نور الفطرة السويَة إلى ظلمات إلغاء العقل و إتباع الجهل و الولاء للكفر .
    كان من حماقة كيد و مكر القوى الحاقدة على ديننا أن ألجئوا بعضنا للتهجير أو للهجرة إلى بلدان الأوروبيين الذين كانوا موضع انبهار لدى جزء منا نتيجة الدعايات الإعلامية المليئة بالكذب . يقال أن العرب أسموا السفر هكذا لأنه يسفر عن أوضاع و سلوكيات من تسافر معهم أو إليهم فيعطيك صورة حقيقية تختلف عن الصورة الأصلية التي كان فيها تزيين خادع . فما أن يصل المهاجر إلى بلد أوروبي ليسكن فيه حتى تبدأ الأمور تتكشف و تزول أقنعة التجميل و الطلاء الزائفة .
    الأوروبيون ، شأنهم شأن غيرهم من الكفار ، قال الله تعالى فيهم قانوناً لا يمكن أن يتخلوا عنه في أي مكان أو زمان (… وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا …) و هو قتال ليس بالضرورة بالسلاح كما سيتضح لاحقاً ، و قال عنهم قانونين آخرين لا يتخلفان (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) و (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ …).
    لقد سولت أهواء نفوس المضللين الضالين المضلين لهم في السويد مثلاً خوض معارك ارتداد أو تكفير– بدون سلاح – من خلال جمعيات أو لجان ذوات أسماء برَاقة ظاهرها خيري و باطنها شرور محضة مثل (جمعية حقوق الطفل، لجنة رعاية الطفل ، جمعية حماية الطفل ، لجنة حماية الأسرة ، جمعية الحفاظ على حقوق الإنسان … الخ) و جرى دعمها بتمويل سخي من جهات معادية للإسلام بشكل خاص و وضعوها ضمن دوائر الأنظمة “إذا جاز التعبير!” من أجل استغلال الشرطة و المخابرات في تسهيل عملها و حراستها أثناء التنفيذ .
    الغريب العجيب أن ترى مخلوقات تافهة نجسة تريد أن تملي ترتيباتها السخيفة على الوالدين – الأب ولي الأمر و الأم ست البيت – بطريقة استبدادية مع أن الأبوين قد يكونان أكبر عقلاً و أوسع ثقافة و أكثر تحضراً و خبرة من هؤلاء المخلوقات الأشد ضلالاً من الحيوانات .
    هذا الإدراك المستجد لواقع ملل الكفر الحقيقي كان ثمرة من ثمرات ثورات الشعوب العربية و على رأسها ثورة شعب سوريا المباركة ، و بالفعل “ربَ ضارة نافعة” أي سنستفيد من ذلك في المستقبل بعون الله!

  2. وفيكم الله بارك أخي العزيز .. بدايةً أودُّ أن أشكرك على تعليقاتك على مقالاتي وهذا أمرٌ طيّب لنا نحن الإثنين، فنُفيد ونستفيد من بعضنا البعض، ونُثري الفكر ونعزّز العلاقات، وفقنا الله وإياكم لكلِّ خير .
    كلامكم يُكتب بماء العين، والله لا أخاف على الإسلام؛ بقدر خوفي على المسلمين المغرورين المتشرذمين هنا وهناك، الذين انغرّوا بهذه الثقافة السافلة والحضارة اللافطرية، فتراهم يركضون ويلهثون ورائهم هكذا دون سبب، جهلهم وغبائهم -في بعض الأحيان- أعمى على قلوبهم، لم يقرأوا جيدًا التاريخ العريق للحضارة الإسلاميّة، لم يروا عندما كان الأوروبيون يأتوا من أصقاع الأرض إلى “قربطة” حاضرة الأندلس، لينهلوا من علومها الطبيعية والإنسانية، ليتعلموا الثقافة الإسلامية وينشروها في بلدانهم بعد العمل على ترجمتها للغاتهم .
    أحزنُ عندما أرى المسلمين يتغنّون بحضارة الغرب الزائفة، وإنسانيّته المصطنعة؛ تاركين خلفهم حضارات قامت على العزِّ والفخر والكرامة والبنيان والثقافة، الغرب لم يكن يومًا ذو حضارةٍ رفيعة كما كان في الإسلام، ولن يكن يومًا ما .
    هذا التطور والتقدّم التكنولوجي في بلدانهم نستطيع أن نفعله في بلداننا بأبسط من ذلك، ولكن شاء الله وابتُلينا بحكّامٍ طواغيتٍ سخّروا كلَّ الأمّة وشبابها وطاقاتها ونفطها وأموالها للغرب، بل وسخّروا قسمًا منها في محاربة هذه العقول النيّرة التي كانت أن تستطيع النهوض في الأمّة الإسلاميّة بكافّة الجوانب .

    جزاكم الله خيرًا وبارك بكم، ونفعنا من علمكم وخبرتكم في الحياة 🌸

    1. على الرحب والسعة أخي العزيز ..
      بإذن الله تعالى سيُنصر هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل، فعزائنا بأنَّ إرادة الله تعالى وحكمته فوق كلِّ شيء، فكما أسلفتُ في الأعلى؛ لا نخشى على الإسلام بقدرِ ما نخشى على المسلمين الذين تاهوا في دنياهم .
      نسأل الله تعالى الفرج القريب والنصر المؤزّر العاجل لهذه الأمّة الثكلى .

      بارك الله بكم أخي 🌸😃

  3. أشكرك أخي العزيز على تفاعلك مع تعليقي و هو تفاعل رائع . لقد ترددت بالحديث عن الآية الكريمة (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ …) عند إرسالي للتعليق خشية إسهاب قد يضيع التركيز على أن المعركة التي يشنها هؤلاء الضالون المضللون على أمتنا هي في الأساس تتفق مع عنوان كتاب (قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله) من تأليف عبد الودود يوسف “رحمه الله ” ابن دمشق و اضطر – كما قال قريب له – لاستخدام اسم لمؤلف لا وجود له “جلال العالم” لأن الظروف كانت تقتضي ذلك ، و لأن الكلمة الحرة مخنوقة ، و المرحلة شديدة الظلام “يقصد منتصف السبعينات حين كانت سوريا تحت تحكم الشقيقين الماسونيين حافظ و رفعت الأسد”.
    يوجد في الآية الكريمة كشف من الله – علام الغيوب والعليم بما تخفي الصدور – يسرَ محبي الإسلام و هو أن كثيراً من أهل الكتاب يتمنون لكم الرَدة عن دينكم من باب الحسد لأنهم يعرفون تماماً أن لديكم دين الحق . الحسد فيه طرفان ( الحاسد و المحسود) و الحسد يكون عقلاً و مشاهدة من الأدنى للأعلى أو من المنحط للأرقى أو من الأسوأ حالاً للأحسن حالاً أو من ذي النقص للسائر نحو الكمال . هؤلاء الحاسدون – في دخائل أنفسهم – يعترفون بأنهم “ليسو على شيء” و بأن أمتنا المحسودة تمتلك الهدى و النور اللازمان لتبديد الضلال و الظلام في هذا العالم الذي عانى و شقي تحت سيطرة الحاسدين الشاذة المؤقتة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى