منوعات

خرافة غزوة الأندلس !

أحمد إبراهيم الرحال

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

كان شعب إسبانيا من الكنعانيين وتعرَّضوا لاحتلال القُوط الغربيين لمدَّة ثلاثة قرون ،وكثر الظُّلم والفساد في إسبانيا والقهر والاستبداد وكان يقسم الناس في الأندلس إلى أربع طبقات :


طبقة النُّبلاء والسَّادة : لايدفعون الضرائب ، مترفين يتحكَّمونَ في موارد البلاد وأشخاصها ويستولون على الأراضي ويجعلون سكانها عبيدًا
طبقة رجال الدِّين : لهم قدسيَّة خاصَّة يبرِّرون كلَّ أعمال السُّلطة الحاكمة ويصبغونها بإرادة الله .
الطَّبقة الوسطى : وكانت أقلية قليلة في البلاد.
طبقة العبيد واليهود : وكانوا العدد الأكبر في الدَّولة ويمارس عليهم كلَّ أنواع الاستبداد والطُّغيان .


أمَّا عن حالة المجتمع فقد ساد فيه التَّخلف والفقر والظُّلم والاستبداد فلجؤوا لحاكم سبتة ،كي يخلِّصهم من هذا الاستبداد والاحتلال وقامت ثورات في شمال اسبانية ، وقد تعرَّض حاكم سبتة لاغتصاب ابنته من القوط مما دعاه لسبب شخصي ان يطلب النَّجدة من موسى بن نصير لتخليص الشعب وكان المسلمون في قوة وأنفة ،ويعتمدون في حكمهم على أنَّهم دين حقٍّ وعدل ونصرة للمظلوم وأنَّ من مقاصد الشَّريعة إحلال العدل والمساواة ورفع الظُّلم فأرسل بعدِّة حملات يجسُّ بها جيش القوط الى أن ارسل طارق بن زياد ، كان الملك لُذريق مشغولا ذلك الوقت بإخماد ثورة قام بها البشكنس سكان نافارا في أقصى شمال إسبانيا. فأسرع الملك لذريق بالعودة إلى جنوب إسبانيا بجميع قواته لملاقاة المسلمين.
وقد رحّب أهل إسبانيا بالمسلمين كجيش فاتحٍ يخلصهم من نير العبوديَّة، وانخرطوا بصفوفه وهم من ساعد المسلمين في النَّصر على القوطيين .
أبقى المسلمون على حريَّة الدِّين والمعتقد في الأندلس ،وبنوا حضارة امتدت بعدها لكلِّ أوربا ومازال الأوربيون ينعمون في علوم المسلمين في الأندلس حتى يومنا هذا، واتَّخذوا من ابن رشد وابن حزم نبراسًا للحضارة ،وبقي أهل الاندلس في رغدٍ ورفاهيَّة لم يشهدها قبلهم بلد في التاريخ وكان أهل البلد يشاركون في الوزارات والحكم في الأندلس ولم يجبرهم أحد على اعتناق الإسلام، إلى أن خرج المسلمون من الأندلس وعادت إسبانيا للظُّلم والجهل والاستبداد وفظَّعوا بجرائم خلَّدها التَّاريخ بمايسمى محاكم التفتيش .
يومًا ما كنت أعتقد أنَّ المسلمين يغزون البلاد ويحتلُّونها بغرض الجزية ،وبعد قراءتي للتَّاريخ ماوجدتهم فتحوا بلادًا إلَّا لنصرة أهلها وإحقاق الحقِّ وتخليص الشُّعوب من نير الظُّلم والاستبداد ،وهكذا يجب ان تكون الدولة الرائدة في العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى