بحوث ودراسات

الصراع الدولي والإقليمي والمحلي في منطقة شرق الفرات لإجهاض الثورة السورية

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب


●-الفصل  الأولى : الواقع الاقتصادي والديموغرافي لمحافظات شرق الفرات. 
تشكل منطقة الجزيرة  السورية من ثلاث محافظات  محافظة دير الزور ، ومحافظة  الرقة  ومحافظة الحسكة .  
أن مناطق الجزيرة السورية  تُشكّل 41% من مساحة سورية بينما يشكل سكانها 18% فقط من سكان سورية ، عدد سكان محافظة دير الزور  ، 1.780 مليون  ، ومحافظة الرقة  مليون 1.055، ومحافظة الحسكة 1.680 مليون ، مجموع المحافظات الثلاث 4.515 مليون فعليا كثافة سكانية قليلة ، يتوزعون على النحو الآتي (٨٣% عرب)،( ١٢% أكراد)،( ٥% بقية المكونات من تركمان، سريان، آشور، أرمن، شيشان)، وتؤكد عدة دراسات  موضوعية  علمية  لباحثين أكراد وعرب  صحة  الأرقام ، وتؤكد الدراسات أن نسبة الكرد على مستوى  محافظة الحسكة  كلها  مابين  من 23-25% فقط .
تعتبر شرق الفرات  أكبر نقطة للنفط في البلاد، حقول النفط حيث تنتشر فيها 
محافظة الحسكة، ثم في دير الزور. يوجد في سورية عدد من حقول النفط تتركز في شرق البلاد ضمن محافظات دير الزور والحسكة .
محافظة دير الزور
●حقل الإصبع: يقع شرق مدينة دير الزور.
●حقل العمر النفطي (شركة الفرات النفطية): يقع 15 كم شرقي بلدة البصيرة وشمال مدينة الميادين.
●حقل التنك: في بادية الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي.
●حقل الورد: يقع بالقرب من قرية الدوير بريف دير الزور الشرقي.
●حقل التيم: يقع على بعد 10 كم بالقرب من مدينة موحسن جنوب مدينة دير الزور.
●حقل الجفرة: تقع على بعد 25 كم شرق مدينة دير الزور.
●حقل الطابية: يقع شرق مدينة دير الزور.
●حقل المحاش: يقع غرب مدينة دير الزور.
●حقل النيشان: يقع غرب مدينة موحسن.
إضافة حقول النفط  توجد معامل ضغط وتعبئة الغاز مثل معمل غاز كونيكو 20 كم شرق مدينة دير الزور ومحطات ضخ وتخزين النفط مثل محطة نفط الخراطة على بعد 20 كم جنوب غرب مدينة دير الزور، ومحطة تي تو T2 الواقعة على خط النفط العراقي السوري.
●-أما الحسكة  
يوجد في الحسكة  6 حقول  من أهمها:  
●- حقا  السويدية، وهو أغزر حقول البلاد إنتاجاً، 
●- الرميلان، وهو
من أقدم الحقول النفطية على الإطلاق.  ●- بالإضافة إلى حقول الشدادي والجبسة والهول،وهي حقول صغيرة نسبياً، واليوسفية وهو أصغرها على الإطلاق.
ويمر من المحافظة نهر الخابور حيث يقسمها إلى قسمين ويتحد مع نهر الفرات قرب مدينة دير الزور، ويعمل أغلب سكان المحافظة بالزراعة وتمتاز بزراعة القمح والقطن ،
 كما أن في المنطقة عدة انهر وتتمتع  بعدد من السدود سد الفرات قدرته التخزينية أكثر من 11 مليارم3 وسد تشرين تقريبا 2 مليار م 3 . وسد البعث وغيرها من السدود الصغيرة  . ومن خلال هذه الإحصائيات يتبين أن غالب هذه المناطق ذات غالبية عربية وليس كما تدعي المليشيات الكردية، لتحقيق حلمها وتأسيس مشروعها عبر التهجير والتغيير الديمغرافي ومحو معالم المدن عبر الانتهاكات وسط تغافل دولي متعدد الجنسيات . 
الفصل الثاني : مشاركة المحافظات الشرقية  في  الثورة . 
●-المبحث الأول :الثورة في دير الزور  
لم تتأخر دير الزور واهلها  وعشائرنا العربية الأصيلة في إعلان الثورة ، في جمعة ارحل 25-3‐2011 صدح صوت البطل أكرم العساف ، بالحرية  والثورة  في جامع عثمان بن عفان ، وأنا كنت شاهد في ذلك اليوم ،  عندما تحركت مظاهرة عفوية  دون تخطيط ، كان طلاب الجامعات والمثقفين من ابناء دير الزور،وبدات واستمرت شرارة الثورة  والمظاهرات  ، تمّ إسقاط تمثال الباسل في تظاهرات يوم (الجمعة العظيمة) .
●-الفقرة الاولى :  الثورة والنظام في دير الزور 
22-4-2011 خرجت مظاهرة حاشدة في ساحة الحصان وقدر عدد المتظاهرين بحوالي 5000 متظاهر حيث قام المتظاهرين بإزالة تمثال باسل الأسد وتم حرقه لكن قوات الامن سارعت إلى تفريق المتظاهرين بسيارات الاطفائية وقنابل الغاز المسيل للدموع . ومنذ ذلك الوقت أصبحت المظاهرات تخرج بشكل منتظم في المدينة. وعلى خلفية هذه المظاهرات التي بدأت تخرج في دير الزور، شنَّت قوات الأمن حملات اعتقالات ضد الناشطين فيها في أواخر شهر أبريل. وقد سقطَ أول شهيد في المدينة بعد ذلك بأسبوع تقريباً، في 1 مايو، حينما سقطَ 2 شهيدا بنيران الأمن. وتباعاً في 6 مايو سقطَ 4 شهداء  خلال تفريق مظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة، تحت شعار “جمعة التحدي”. ومنذ استشهاد  هؤلاء، أصبحت تخرج مظاهرات مسائية يوميَّة في المدينة بمُشاركة ما يَصل إلى 4,000 متظاهر، وخلال تفريق إحدى هذه المظاهرات قرب المطار القديم بالرصاص الحي في مساء 8 مايو سقطَ  شهيدان  جدد بالإضافة إلى العديد من الجرحى، وظلَّت جثتيهما ملقاة  في الشارع، حيث لم يَستطع المحتجون الوُصول إليهما بسبب إطلاق النار المتواصل.
في 29 مايو، قتلَ متظاهر جديد خلال تفريق مسيرة مسائية في المدينة، وبذلك ارتفعَ إجمالي قتلى شهري أبريل ومايو فيها إلى 9 أشخاص. وبعدها بيومين جرت حملة اعتقالات في المدينة. وفي جمعة أطفال الحرية بتاريخ 3 يونيو، قامت قوَّات الأمن بإزالة صنم حافظ الأسد من المدينة خشية تحطيمه، بعدَ أن حاول المتظاهرون عدة مرات الوصول إليه خلال ذلك اليوم. سقطَ خلال شهر يونيو بالمجمل 18 قتيلاً، وقد شهد يوم 15 منه استقدام تعزيزات من دبابات ومدرَّعات إلى المدينة. لكن على الرغم من ذلك فقد جرى إضراب فاعل بالمدينة في يوم الخميس 23 يونيو استجابة لدعوات للإضراب في عُموم البلاد، وفي اليوم التالي تظاهرَ ضد النظام 25,000 شخص في مناطق متفرّقة منها تحتَ شعار “جمعة سُقوط الشرعية”.وبدأت أعداد المُتاظهرين بالتزايد تدريجياً، في “جمعة إرحل” بتاريخ 1 يوليو خرجَ عشرات الآلاف مجدداً من مناطق مختلفة في المدينة، واحتشدوا في ما أطلقوا عليه “ساحة الحرية”.وفي باقي شهر يوليو (قبل بدء الحملة العسكرية على دير الزور)، سقطَ 3 شهداء  فقط في المدينة، منهم واحد في 14 يوليو واثنان في 17 يوليو. وفي مساء الثلاثاء 12 يوليو حدثَ انفجار في أنبوب للغاز بمحافظة دير الزور، وكان ذلك الحادث هو الأول من نوعه منذ بدء الاحتجاجات.
 حين توجه المتظاهرون نحو تمثال الباسل، قام عناصر الأمن بإطلاق النار في الهواء وقنابل الغاز لتفريق المظاهرة ، وحاولت القوى الامنية منعهم من إسقاط التمثال، لأنّ القيادات الأمنيّة بقيادة العميد جامع جامع  لم تكن تعرف أو تقدّر، ردّة الفعل التي يمكن أن تصدر عن الأهالي المدينة في حال مقتل أحد من المتظاهرين.
وهكذا تمكن المتظاهرون من خلخلة التمثال وخلع ساقيه بعد أن ربطوه من عنقه بحبل طويل، ثم أسقطوه أرضاً وسط صيحات الفرح والحماس.. وكنت موجود مع أبناء الدير في هذا اليوم  العظيم  من تاريخ الثورة ، والاخوة الديرية يعرفون المكان  كنت  أمام محلات اللحمة في الجهة الجنوبية  للساحة ،  اكتشفوا الثوار حقيقة مهمة وستتضح أيضاً مع تماثيل أخرى “مغشوشة” في التمثال الذي كان يظنه أهالي دير الزور مصنوعاً من البرونز، والذي بلغت تكلفته بإشراف المحافظ الفاسد (صاح كناج) ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف ليرة سورية في تسعينيات القرن العشرين، لم يكن من البرونز، وإنما كان من الخشب والقطن محاطاً بطبقة عازلة ومطلياً بمادة البرونز، ما تسبب اشتعاله سريعاً. بعد إحراق التمثال، وصارت  نكتة في الدير  قرر الديرون استبدال اسم (ساحة الباسل) بـ (ساحة الحرية). 
 وعلى إثر هذه الأحداث تعرَّضت المدينة للقصف مرات متتالية ، وبدأ سقوط الشهداء  ،وتم ولادة الجيش السوري الحر بعد هذه الأحداث بأيام، دخلَ في اشتباكات عنيفة معَ قوات الأمن بالمدينة، وتسبَّب بمقتل محافظ دير الزور ومُدير الأمن العسكري فيها، حتى دخلها الجيش النظامي أخيراً في 7 أغسطس عقبَ قصف عنيف أوقع زهاء 70 شهيدا . وعلى الرغم من سيطرة الجيش النظامي على المدينة، إلا أن المظاهرات المناهضة للنظام والاشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية لا زالت مستمرَّة فيها.
بحلول مايو 2013، سيطرت المعارضة على نصف مدينة دير الزور بينما سيطر جيش الأسد  على المنشآت العسكرية في دير الزور وغالبية حقل التيم النفطي.
شن جيش الاسد  هجوماً مضاداً على المواقع التي فقدها مؤخراً عام 2013.
بحلول ديسمبر 2013، كانت كل حقول النفط في المحافظة قد وقعت تحت سيطرة الجيش الحر وقوى الثورة . 
●-الفقرة الثانية : الثورة  وداعش في ديرالزور 
 منذ 10-6-2014 تتعرض مدينة دير الزور، في الشرق السوري، لأشرس المعارك منذ اندلاع الثورة السورية، إذ يقاتل الجيش الحر على جبهتين: ضد قوات النظام في المدينة، وضد تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام”، (داعش)، في الريف.
وكان مقاتلو المعارضة المسلحة قد سيطروا على أكثر من ثلثي المدينة خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى ريف دير الزور، في حين تمركزت القوات النظامية في أحياء الجورة، والقصور، غازي عياش، هرابش، والجزء الشمالي من المدينة، والذي يحوي الأفرع الأمنية، إضافة إلى مطار دير الزور العسكري، قبل أن يتوجه تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ويضمنها لصالحه، في حين حافظ جيش النظام على مناطقه، 
ويشن “داعش”، منذ فترة، هجوماً على الريف المحرر من قوات النظام منذ عامين، بهدف اقتحامه وإعلان المحافظة “ولاية”، وضمها إلى الرقّة التي يسيطر عليها التنظيم بقيادة أبو بكر البغدادي.
وفي هذا السياق، يرى قائد المنطقة الشرقية السابق في الجيش الحر محمد العبود، أن “الحراك الحاصل في قرى (الشعيطات) هو رد فعل على عنجهية (داعش)، وتعبير عن رفض الشعب هناك لهذا التنظيم، وهو مؤشر بأنه ﻻ توجد حاضنة شعبية لهذا التنظيم”.
وبيّن لـ”العربي الجديد” أن “السبب المباشر ﻻنتفاضة القرى هناك هو اعتقال عريس في يوم زفافه من قبل (داعش)، وهذا لم يحدث عندما كان النظام بكامل جبروته”.
على الجانب الآخر، أوضح القائد العسكري الذي وقع على بيان استقالة جماعية من هيئة أركان الجيش الحر، قبل نحو شهر ونصف، أن إعلان “سرايا الموت” غير قادر على استئصال “داعش” في ظل الظروف الراهنة، مشيراً إلى أن “مقاتلي الجيش الحر وعتادهم الآن خارج المنطقة، وإن مر العمل المسلح على مقاتليه في مرحلة سبات، لكنه لن يتوفى”.
وحذر العبود، من أن مجريات المعركة في المنطقة الشرقية “تتجه لأن تكون تحت سيطرة (داعش) وسينسحب النظام منها قريباً على غرار (الفرقة 17) في ريف الرقة، و(الفوج 121) في ريف الحسكة، لأن النظام في ضعف ويؤمن بنظرية التقسيم وهو يعمل لها منذ بداية الثورة، وهو الآن مثقل ويترنح في كل مكان”، لكنه استدرك القول إن “الجيش الحر لن يعدم الحيل ومن حرر المنطقة من عصابات الأسد لا يعجز عن تحريرها من غيره”.
تشكل المجلس العسكري من فصائل “الجيش الحر”، وبعض العشائر، إضافة إلى “جبهة النصرة”، وقد تم تشكيل غرفة عمليات موحدة لإدارة المعركة.
ومن أبرز الفصائل التي ضمها المجلس: جبهة النصرة، جيش الإسلام، وحركة أحرار الشام، وجبهة الأصالة والتنمية، جبهة البناء والجهاد الإسلامية ، لواء القادسية، لواء عمر المختار، بيارق الشعيطات، جيش الإخلاص، جيش مؤتة الإسلامي، جيش أهل السنة والجماعة، جزء من عشيرة البوسرايا، عشيرة البو رحمة ،عشيرة البوعز الدين، عشيرة الشويط.
●-  المبحث الثاني :الثورة في محافظة الرقة . 
(25/3/2011)، خرجت أوّل مظاهرة في مدينة الرقة تحت مسمّى “جمعة العزّة” نصرةً لأطفال درعا. ثمّ استمر المتظاهرون بالخروج على مدى بضعة أشهر بأعداد متفاوتة مطالبين بالحريّة وإسقاط النظام السوري.
حيث قام بشار الأسد بزيارة مدينة الرقة يوم (6/11/2011) لتأديّة صلاة العيد، علماً بأنّه لم يزر هذه المدينة التي يعتبرها البعض مهمشة .
الفقرة الاولى : الثورة والنظام في محافظة الرقة .
وشكّل تاريخ (15/03/2012) حدثاً هاماً بتاريخ المدينة حيث قُتل اليافع علي بابنسي (مواليد 1996) عندما خرج مع بعض أصدقائه لإحياء ذكرى انطلاق المظاهرات في سورية، ليشيّع في اليوم التالي في مظاهرة تعد من كبرى المظاهرات التي خرجت في سورية. وقُتل خلال المظاهرة التي تصدّى لها الجيش السوري أكثر من 50 شخصا، وأطلق عليها اسم (مجزرة الساعة) كونها وقعت في منتصف المدينة عند دوار الساعة الشهير.
بعد ذلك توحدت كتائب الجيش الحرّ في محافظة الرقة وتشكّل المجلس العسكري بتاريخ (17/4/2012) وقاد المعارك ضدّ قوات النظام التي انسحبت من ريف الرقة وتمركزت في المقرّات الأمنيّة والعسكريّة.
بتاريخ (4/3/2013)، خرجت الرقّة عن سيطرة النظام وباتت أول مدينة “محرّرة” في سورية منذ بداية الثورة السورية. وعاشت المحافظة شهوراً عدة تحت حكم مجالس محلية من أبناء المدينة، حتى بدأ داعش بالتغلغل داخل المدينة.
الفقرة الثانية : الثورة في الرقة  ومعاركها مع داعش 
دخل داعش مدينة الرقة في شهر تموز/يوليو 2013 وكان ذلك أثناء شهر رمضان، ليسيطر رويداً رويداً على مفاصل الحياة بالمدينة. وأعلن قائد ما سُمي آنذاك “دولة العراق والشام الإسلامية” أبو بكر البغدادي بتاريخ 9/4/2013.
في 24 أغسطس، تمكن مقاتلو داعش من اختراق أسوار المطار واستولوا على أجزاء كبيرة منه. وقد وقع هذا الهجوم عندما كان الجيش السوري ينسحب من المطار إلى منطقة أثريا، وترك حامية صغيرة خلفه. سيطرت داعش على المطار في نهاية المطاف في ذلك اليوم.
وفي الهجوم الأخير، قتل 170 جنديا، بينما قتل منذ بداية المعركة 346 مقاتلا من داعش و 195 جنديا. تم تحديث عدد القتلى في وقت لاحق إلى 200. تم القبض على 150 جنديا آخر، في حين تمكن 700 جندي من الانسحاب.
 كان الجيش الحر آنذاك منخرطا في معارك ضد جيش النظام السوري، كجبهة الفرقة 17، ولم يكن بمقدوره (الجيش الحر) أن يدخل جبهة جديدة مع داعش، خاصة أنه كانت هناك بعض الفصائل الإسلامية من ضمنه، وكانت تمتنع عن محاربة داعش، وتعتبر معركتها الأساسية مع النظام.
بعد تجهيز داعش لمعركته ضد فصائل الجيش الحر، بدأ داعش باغتيال واختطاف العديد من الناشطين السوريين. كما اعتقل جميع النشطاء في المجتمع المدني، واعتقل رئيس المجلس المحلي عبدالله خليل، مما زاد التوتر والاضطراب في المدينة، مع ازدياد هروب الشباب من الرقة، كونها أصبحت خطراً عليهم.
بتاريخ 09/01/2014 اشتعلت مدينة الرقة بالمعارك بين تنظيم داعش والجيش السوري الحر، استمرت لثلاثة أيام استطاع داعش من خلالها السيطرة على المدينة مخلفاً عشرات القتلى من عناصر الحر، بالإضافة لقتلى من حركة أحرار الشام الإسلامية.
بعد سيطرة التنظيم على المدينة، قام بحملة تطهير كبيرة لينهي أي وجود للمظاهر المدنية والعسكرية للجيش الحر، من خلال إزالة كافة أعلام “الثورة”، وإغلاق كافة منظمات المجتمع المدني. كما قام بحملة إعدامات بتهم مختلفة، فكانت تهمة الشخص المنتمي للجيش الحر بأنه “مرتد” ويتم قتله. أما الناشطون، فكانت تهمتهم أنهم “عملاء للكفار”، ويتوجب قتلهم أيضاً. أما العسكري المنشق عن جيش النظام والمنضوي تحت راية الجيش الحر، تم اتهامه بأنه عميل للجيش “النصيري”، وبطبيعة الحال، منع العمل الإعلامي واتهم الناشطين الإعلاميين بأنهم “عملاء” للتحالف الدولي.
●- المبحث الثالث : الثورة  في محافظة الحسكة . 
بقيت الحسكة متأخرة عن الحراك الثوري المنطلق في عدد من المدن في مارس/آذار 2011، رغم خروج بعض المتظاهرين منذ بداية الأسبوع الثاني للثورة، ويرجع ضعف الحراك الاحتجاجي والمظاهرات في هذه المدينة إلى عدة أسباب، حيث يعتبر التنوع الديموغرافي سببًا كبيرًا من الأسباب التي جعلت الحسكة بمنأى عن الالتحاق بركب الثورة بالزخم المأمول.
رغم قلة الاحتجاجات، فإن حي غويران الشعبي ذا الغالبية العربية كان الحاضنة الاجتماعية للثورة وجرت فيه مظاهرات كان ينضم إليها مؤيدو الثورة في الحسكة الذين لا يستطيعون الخروج باحتجاجات في أحيائهم، ومثله كان حي المفتي وجهة الأكراد للمشاركة في التظاهرات، بينما بقيت الأحياء الأخرى هادئة.
في بقية مدن المحافظة  مثال القامشلي وعامودا والدرباسية، كان وجود الأحزاب الكردية نشطًا، ما ساعد على خروج مظاهرات مستمرة، لكن هذه المظاهرات أخذت الطابع القومي الكردي الخاص  مع الأيام، وشهدت هذه المناطق مظاهرات كبيرة كان لها وقعها في بدايات الثورة السورية.
ومن الأسباب التي أدت لعدم الانخراط الكبير بالثورة لدى العديد من البلدات والمدن التابعة لمحافظة الحسكة أن العرب يتوزعون بين الريف والمدن، وهم على خصومة مع الأكراد، ويعتقدون أن الثورة فرصة يغتنمها الأكراد لتحقيق حلمهم في الانفصال، لذلك كانوا يوالون النظام ويعتقدون بقدرته على وقف الحلم الكردي، لكن قسمًا آخر من العرب في تلك المناطق أيد الثورة، على أن إسباغ المظاهرات باللون الكردي جعلهم يحجمون عن المشاركة لكي لا يزيدوا الزخم الكردي.
انطلاقًا من جامع “قاسمو”، في حي الهلالية، كان خروج أولى المظاهرات في مدينة القامشلي، وبقي نقطة للتجمع وتوزيع المنشورات، حسبما قال الإعلامي سامر الأحمد، الذي كان من المشاركين الأوائل بالحراك الثوري في المدينة، 
كان لمظاهرات القامشلي “حضور فاعل”، بقيادة مجموعة من الناشطين الشباب، وشملت أنشطتهم التظاهر وكتابة الشعارات على الجدران، ورسوم الكاريكاتير، التي تميزت بها مدينة عامودا التي كانت تشبه ما تميزت به مدينة كفرنبل في إدلب، حسب راي بعض النشطاء .
منذ الأيام الأولى كانت لعبة النظام هي الوتر القومي، في المحافظة  التي تتميز بغناها العرقي، بين عرب وكرد وسريان.
أن إعلام النظام حاول إضفاء طابع قومي معيّن على المظاهرات “لضرب مكونات المنطقة بعضها ببعض”.
تنبه الناشطون لما أراد النظام فعله، فرفعوا شعارات تعبر عن مشاركة كل مكونات المنطقة في المظاهرات ضده، لكن هذا الحراك تعرض لـ”انتكاسة” بعد اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو من قبل “مجهولين”، في 7 من تشرين الأول عام 2011، مع حصول “خلل في التنسيق”.
الفقرة الاولى ، الثورة  والأحزاب الكردية في الحسكة 
جابت المظاهرات شوارع القامشلي بعد مقتل تمو، وأُسقط تمثال الرئيس السابق للنظام، حافظ الأسد، لكن “المجلس الوطني الكردي”، الذي أُنشئ في تشرين الأول من عام 2011، بدأ بتنظيم مظاهرات مستقلة وبأسماء جُمع مختلفة عن اتفاق الثوار في بقية المناطق السورية.
كما بدأ حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)،، ويعتبر الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، والذي رفض الانضمام مع الجزء الأكبر من أحزاب المعارضة الكردية إلى “المجلس الوطني الكردي”، والذي وصفه الكثيرين  بـ”البعيد جدًا عن الثورة السورية”، بإغلاق جامع “قاسمو” ومنع خروج المظاهرات منه، ما “أضعف الحراك الثوري في المدينة بشكل كبير”.
عوائق الأنشطة الثورية في القامشلي
لعب فارق التوقيت مع بقية المدن السورية “دورًا إيجابيًا” من الناحية الإعلامية، حسب تقييم الإعلامي سامر الأحمد، إذ كانت صلاة الجمعة تنتهي قبل بقية المناطق السورية، وبالتالي أول مدينة يبدأ الإعلام بنقل مظاهراتها كانت القامشلي، لكن ذلك لا يعني “عدم وجود تجاهل لممارسات (PYD) في قمع المظاهرات بعد أن أطلق النظام يده في المنطقة”.
سيطرت الأحزاب الكردية على المدينة، ونادت باستعادة حقوق الكرد التي حرمهم منها النظام السوري، إضافة إلى رفعها رموزًا وشعارات لتيارات نادت بانفصال المنطقة إداريًا، لتجد دعمًا من جهات وصدًا من أطراف دولية ومحلية.
 أن “الإدارة الذاتية”، التي تدير منطقة شمالي وشرقي سوريا منذ عام 2014، ترفض منح أي ترخيص مظاهرات إحياء ذكرى الثورة السورية، حيث أدى ذلك إلى خروج عدد كبير من الناشطين خارج المنطقة.
يستذكر ناشط ثوري، تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، الكلمات السياسية التي كان يلقيها الناشطون في أثناء المظاهرات، واصفًا إياها بـ“أفضل” الأنشطة الثورية، بالإضافة إلى الهتافات التي تعبر عن تضامن القامشلي مع غيرها من المدن السورية.
ويرى الناشط المقيم في القامشلي، أن سيطرة النظام و”قسد” على المنطقة، أدت إلى ابتعاد الناشطين عن العمل الثوري خصوصًا العمل الإعلامي، خوفًا من الاعتقال والقتل، و”نتج عن ذلك اعتماد وسائل الإعلام الثورية والعربية وحتى العالمية على مراسلين من مكوّن معيّن،”،  وهو ما أدى إلى نقل الأحداث في المنطقة “من وجهة نظر قسد فقط”، التي تصف الثورة والثوار بـ“المرتزقة” .
وحفاظ النظام السوري فيها على مربع أمني، ما يبقيه قادرًا على استعادة جميع الملفات السيادية التي خرجت عن سيطرته منذ بدء النزاع قبل عقد من الزمن بالاتفاق وتسليح القوى الكردية ، ومع أن الإدارة الذاتية الكردية جعلت مدينة عين عيسى المجاورة مركزًا لها، لكنها حافظت في نفس الوقت على وجودها في مدينة الحسكة كبديل رئيسي حال فقدت السيطرة على عين عيسى”.
●- الفصل  الثالث : نشأة وتكوين حزب pkk  وقيادة  قوات سورية الديمقراطية بدعم  من النظام اولا  والولايات المتحدة ثانيا  .
● المبحث الأول : النظام وورقة  حزب العمال الكردستاني فرع سورية  بقيادة عبد أوجلان الكردي العلوي. 
عُقِد مؤتمر حزب العمّال الكردستاني الأول في سوريا في الفترة 15-25 تموز/ يوليو 1981، وحضر المؤتمر حوالي 60 عضواً من أعضاء التنظيم. وبناءًا على طلب الرئيس السوري في ذلك الحين حافظ الأسد، خرج الحزب من سوريا واستقرّ في جبال قنديل شمال العراق.
بعد المؤتمر الثاني لحزب العمال الكردستاني سوريا في عام 1984،، وفتح معسكرات تدريب في سورية والبقاع اللبناني ، بدأ التنظيم بالتجهيز لشنّ عملية مسلّحة ضدّ أهداف عسكرية خاصة في مدن هكّاري وماردين وسيرت. وبدأ التنظيم عملياته المسلحة في هكاري. استمرت العمليات المسلحة التي شنّها الحزب، وبعد انتهاء مؤتمره الثالث زادت هجماته على المباني الحكومية والمؤسسات العامة إلى جانب الأهداف العسكرية. وأعلنت الحكومة التركية “حالة الطوارئ” في عام 1987. وخلال هذه الفترة، قام التنظيم بتنفيذ اقتحامات في عدد من القرى في شرق تركيا بدعم من حكومات سوريا ولبنان وشمال العراق واليونان وروسيا. وقتل الحزب اكثر من 40 ألف مواطن  تركي معظمهم  مدنيون . 
أن الدعم السوري لحزب العمال الكردستاني كان بهدف استخدام الحزب ورقة ضغط ضد أنقرة، وأن عودة العلاقات بين النظام السوري وحزب العمال الكردستاني وفرعه المحلي في سورية خلال الأزمة السورية كانت للغرض ذاته، وبخاصة بعد رفض تركيا لسياسات بشار الأسد القمعية ضد المتظاهرين السوريين، وفتح أنقرة أبوابها للمعارضة السورية، وتمويلها.
في بدايات الثورة السورية أخبر بشار الأسد أركان نظامه في الدائرة الضيقة قائلاً ما معناه: الدولة تمر في حالة ضعف، لذلك سنسلم المناطق التي فيها غالبية كردية إلى «حزب العمال الكردستاني» الذي استثمرنا فيه كثيراً. وحينما نتجاوز هذا الوضع سنسترد هذه المناطق.
هذا ما سمعته شخصياً أكثر من مرة من الأخ رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الذي انشق عن النظام صيف 2012. وباعتبار أن الرجل قد أدلى بشهادته هذه لاحقاً بصورة علنية في مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة ، 
قد جاءت هذه الشهادة في حينها، لتؤكد صحة المعلومات ، بخصوص صفقة التسليم والاستلام التي تمت بين نظام بشار الأسد و«حزب العمال الكردستاني» عبر واجهته السورية «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي سُلّمت إليه المناطق الكردية، وتلقى الدعم المادي والسلاح من النظام مباشرة. كما كان هناك نوع من توزيع العمل والأدوار بين إدارة ذلك الحزب لتلك المناطق، وأجهزة النظام الإدارية والأمنية التي استمرت، وما زالت مستمرة، في عملها ضمن المناطق المعنية؛ولكن بصيغ وأشكال تتناسب مع قواعد اللعبة وأهدافها.
’’ حَزَّب الاِتِّحَاد الدِّيمُقْرَاطِيّ هُو نَفْس حِزْب العُمَّال الكُرْدِسْتَانِيّ… حزب قومي ستاليني فاشي ،   إِنَّهُمْ إِرْهَابِيُّون… يُدَمِّرُون قُرًى العَرَب والتُرْكُمَان، بَلْ أَنَّهُمْ يُعَارِضُون  ويقمعون حَتَّى الاحزاب الكردية والشعب  الكردي … ومارسوا معهم كل انواع القمع والاقصاء والاستبداد والاستنزاف المادي  ، هم الوجه الاخرالنظام  …هُمْ أَيْضًا دَاعِشْ الكُرْدِيَّة… إِنَّهَا الذِّرَاع السِّيَاسِيّ لِمَجْمُوعَة إِرْهَابِيَّة …‘‘
● المبحث الثاني. الشعب الكردي والأحزاب الكردية  في سورية . 
لا ينبغي تجاهل وضع الأكراد في سوريا كمكون من المكونات الوطنية، هذا المكون كغيره من المكونات الأخرى تعرّض لانتهاك الحقوق من قبل نظام الاستبداد على مدى أكثر من خمسين عاماً، فالنظرة القومية الضيقة للبعث جعلته يتماهى بمقولات طوباوية عن الأمة ووحدتها، دون أن يكون لديه رؤية استراتيجية أو مرحلية لبناء هذه الأمة، فهو يفتقد للدراسات الواقعية التي تحدد أهمية ترسيخ الحالة الوطنية والتي قد تشكل عتبة لحالة قومية إنسانية.
الفقرة الاولى ، تشكل الفكر القومي الكردي . 
 ما وقع به البعث من طوباوية، وقعت به الحركة الكردية الأم التي قادها الملا مصطفى البرزاني في العراق، والتي تعتبر الحركة الرافعة الأولى لفكرة الدولة الكردية الجامعة للكرد الموزعين بين أرمينيا  وايران وتركيا والعراق وسوريا، وحركة البرزاني بداية  في إيران بعد اعلان دولتهم  بقيادة  القاضي محمد ورئيس أركانه مصطفى البرزاني ، الذي هرب الى الاتحاد السوفيتي بعد فشل الدولة المزعومة خلال أشهر  ، وتدخل الروس مع الشيوعي عبد الكريم  قاسم وقبل لجواء مصطفى برزاني ،   نهضت  حرمة البارزاني  بالعراق في ظل نظام سياسي عراقي لا يزال يجمع بين ظهرانيه بنية مختلطة من الإقطاع وبوادر البرجوازية التابعة لدول المتروبول.
حركة البرزاني لم تقم بها قوى متطورة اقتصادياً وسياسياً، تعكس بصورة واضحة فكرة الأمة الكردية ضمن دولة واحدة، فالحامل هنا حركة تنتمي إلى ما قبل مرحلة الدولة الوطنية، التي تتطلبها حاجات التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ولهذا اصطدمت هذه الحركة بدول قومية ناشئة في تلك المرحلة، ستقاوم أي نزوع انفصالي عنها سيقوم به الأكراد.
حركة البارزاني تتكرر كأنموذج سياسي طوباوي في سوريا، من خلال حزب عابر للوطنية السورية هو حزب PYD الذي يريد بناء دولته أو حكمه الذاتي وسط دول فاعلة مثل تركيا وإيران إضافة إلى سوريا التي ترفض معارضتها كما نظام استبدادها البعثي قيام مثل هكذا كيان.
الفقرة الثانية : تشكل وتكوين حزب pyd في سورية .  
ذراع لحزب تركي . هو حزب الـ PYD هو حزب عابر للوطنية، فهو يلعب دور ذراع لحزب كردي تركي هو حزب الـ PKK، المصنف لدى تركيا والولايات المتحدة وبعض دول أوربا على أنه حزب إرهابي، لهذا فهذا الحزب لا يمتلك رؤية سياسية للحل السياسي في سوريا، ولم يحاول التعاون بصورة جدية مع قوى الثورة السورية، لا بل قاومها حيث أراد الاستفادة من الخلخلة الأمنية في الجزيرة لمصلحة تنفيذ حلمه الطوباوي ألا وهو قيام نواة دولة كردية في الشمال الشرقي من سوريا، لأن هذه المنطقة متاخمة لجنوب شرق تركيا حيث أكراد تركيا يعيشون في هذه المنطقة.
من الطبيعي أن يهدد هذا التوجه العابر للوطنية السورية أمن الدولة التركية، ومن الطبيعي أن تعلن الدولة التركية الحرب على هذا الكيان الوليد، لأنه يهدد أمنها القومي، خدمة لقوى معادية للنهضة التركية.
لقد غاب عن بال حزب الـ PYD أنه لا يشكل تهديداً لتركيا فحسب، بل هو يزجّ بكرد سوريا في مواجهات لا يريدونها، لأن أي مواجهة مباشرة ستنعكس بالضرورة على ما تعتبره تركيا حاضنة الإرهابيين الكرد التابعين لحزب العمال الكردستاني التركي الأصل.
إن محاولات حزب PYD الاستفراد بمنطقة الجزيرة والفرات عبر ذراعه العسكرية قسد إنما هي محاولات تدل على أنه معاد للثورة السورية وأنه يقوم بدور وظيفي في خدمة السياسة الأمريكية التي تدعمه وتستفيد من خدماته العديدة ومنها إرباك الدولة التركية من خلال عمليات تفجير فيها أو في مناطق تواجد قواتها في مناطق فصائل الثورة السورية.
إن موقف حزب الـ PYD من أحزاب المجلس الوطني الكردي الذي تأسس في تشرين أول من عام 2011 لهو موقف لا يدل على نزوع وطني سوري، فالمجلس الوطني الكردي الذي التحق بالثورة وأيدها وجد نفسه أمام عداء هذا الحزب، والذي يريد الهيمنة السياسية والعسكرية على منطقتي الجزيرة والفرات، وهو بسلوكه غير الوطني يتماهى مع سلوك نظام الاستبداد الأسدي. 
إن سيطرة كوادر حزب العمال الكردستاني التركي الهابطين إلى سوريا من مخابئهم في جبال قنديل العراقية، وقسم من قياداته اما اكراد علوية تركية، او اكراد ايرانية  لهو دليل قاطع على تبعية الذراع الكردية السورية للحزب الأم العابر للوطنية، وهذا يشكل خطراً حقيقياً ينبغي وضع حدٍ له، سيما وأن قسد أرسلت وفدها أكثر من مرة إلى دمشق لمحاولة لعب دور والحصول على تنازلات سياسية وجغرافية من نظام الأسد، والذي رفض تقديمها لهم انطلاقاً من دهنيته رفض أي دور للأكراد. 
●- الفقرة الثالثة : تشكيل  قوات سورية الديموقراطية  مكوناتها المتناقصة ،ومصالحها المتعارضة  من حيث  الاستراتيجية  والتكتيكية . 
قوات سورية الديمقراطية يشار إليها باختصار قسد، هو تحالف متعدد الأعراق والأديان للميليشيات التي يغلب عليها الطابع الكردي، وكذلك للميليشيات العربية والآشورية/السريانية، وكذلك لبعض الجماعات التركمانية والأرمنية والشركسية والشيشانية . 
وتتألف قوات سورية الديمقراطية في معظمها من وحدات حماية الشعب، وهي من الميليشيات الكردية في معظمها، وتقودها عسكرياً. ووفقاً للبنتاغون، كان الأكراد يشكلون 40-50 %في المائة من قوات سوريا الديمقراطية والعرب ما بين 45-%55، اما بقية المكونات تقريبا 5% في المائة في مارس 2017، على الرغم من أن مصادر أخرى تقدر المكونات العربية لقوات سوريا الديمقراطية بأنها أقل بكثير من ذلك أسست قسد  في أكتوبر 2015، ولكن اليوم  تشمل القوى التالية : 
السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة الكردية”.
ارتفاع نسبة العرب السنة  في تكوين قصد للأسباب التالية : 
كان التواجد العربي السني  في قسد قليلا محدودا في البداية ، ولكن توسع دورها وحجمها وذلك ناجم عن ما يلي : 
●- اقحام القوات التي شكلت من قبل الولايات المتحدة الامريكية في صفوف قسد . 
●- التجنيد القسري، وفرض قوانين التجنيد الإجباري على السكان في المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية. 
●-  التجنيد الطوعي، استغلالا من الأخيرة للأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها السكان، وتحديدا الشبان منهم”.
الفصل الرابع   : العشائر العربية في الجزيرة السورية ومواقفها ودورها في الثورة السورية  . 
ما زال الواقع القبلي في مناطق شرق الفرات يفرض نفسه بقوة، إذ تشكل العشائر البنية الرئيسية للمجتمع في تلك المناطق، وتشكل القبائل العربية الانتشار الأوسع في جميع مناطق شرق الفرات، بين الحدود التركية شمالًا والعراقية جنوبًا، 
 أهم العشائر العربية في شرق الفرات ومناطق توزعها الرئيسية، مع ذكر الأدوار التي لعبتها أثناء الثورة . 
1•- قبيلة طيء
قبيلة طيء من أقدم القبائل العربية في منطقة الرافدين، 
انقسمت قبيلة طيء في موقفها من الثورة، وعلى الرغم من انضمام قسم كبير من أبنائها للثورة، فقد بقيت الغالبية من أبنائها بقيادة زعمائها مع النظام.
يتركز وجود قبيلة طيء اليوم في منطقة القامشلي وريفها الشرقي والجنوبي، وقسم منهم في ناحية الشيوخ التابعة لعين العرب، وقد مارست طيء ضربًا من “نفوذ أبوي” على عشائر آليان والتشيتية الكردية المجاورة في الماضي.
تتشكل طيء من حلف قبلي يضم كل من عشائر (العساف، الحريث، اليسار، الجوالة، الراشد، بني سبعة، حرب، الغنامة، البوعاصي)، إضافة إلى فرع من المعامرة وكذلك فرع من البقارة.
انقسمت قبيلة طيء في موقفها من الثورة، وعلى الرغم من انضمام قسم كبير من أبنائها للثورة، فقد بقيت الغالبية من أبنائها بقيادة زعمائها مع النظام، وساهمت في تشكيلات الدفاع الوطني مع النظام، وانضوى قسم من أبنائها تحت الميليشيات الكردية أيضًا.
2•- قبيلة شمر
تعد قبيلة شمر من أهم القبائل التي لعبت أدوارًا سياسةً مهمة في منطقة الجزيرة الفراتية في مراحل مختلفة منذ العهد العثماني،تنتشر قبيلة شمر في محافظة الحسكة بشكل رئيسي، وتحديدًا مناطق ناحية اليعربية التابعة لمنطقة المالكية في أقصى الشمال الشرقي من سوريا، وقبيلة شمر اليوم قليلة التعداد مقارنة مع باقي القبائل، لكنها تتمتع بنفوذ كبير في المنطقة وخارجها، كما لا يحظى النظام بشعبية بين أفراد القبيلة، خاصة أنهم يعتبرونه المسؤول عن فقدان ملكياتهم الكبيرة من الأراضي، أما مواقفهم السياسية فهي منقسمة بين مؤيدين للثورة ومعظمهم في الخارج، وقسم آخر برئاسة شيخ القبيلة شكل فصيلاً مسلحًا باسم “الصناديد” انضم للقوات الكردية، وبقي على صلة بالنظام تحسبًا للمستقبل. 
3•- قبيلة الجبور
الجبور إحدى أكبر وأبرز القبائل الزبيدية في محافظة الحسكة، استقروا زراعيًا في وقت مبكر في منطقة الخابور، تتوزع الجبور على منطقة شاسعة تمتد من جنوب الحسكة على امتداد الخابور لتشمل الشدادي حتى الصور، وفي شمال الحسكة وشرقها، بدءًا من أم جرجان مرورًا بشمال كوكب، ثم وصولًا إلى تل براك والمنطقة الواقعة بين تل حمدي وتل بردي، وعلى خط تل براك القامشلي وصولًا إلى أطراف القامشلي.
شيخ قبيلة الجبور العربية في منزله بالحسكة 1927.
مواقف القبيلة منقسمة بين مؤيد للثورة ومؤيد للنظام، وقسم منهم ينضوي تحت الميليشيات الكردية (قسد)، إلا أن العدد الأكبر من شهداء محافظة الحسكة على يد النظام كان من أبناء هذه القبيلة.
4•- قبيلة الشرابيين
تشكل قبيلة الشرابيين ثقلًا عدديًا مهمًا، في منطقة الجزيرة السورية، ويعتبر انتشار عشائرها الأوسع جغرافيًا بين القبائل التي تتمركز عادةً في مناطق محددة، حيث تتوزع في 8 مناطق في محافظة الحسكة هي: (رأس العين، جبل عبد العزيز، تل تمر، الحسكة، القامشلي، ناحية تل حميس – الصفرة، منطقة رميلان وديريك، منطقة جنوب وادي الرد)، ولم تلعب القبيلة أدوارًا سياسية مهمة على مسرح الأحداث، كما أنها منقسمة بين أغلبية موالية للنظام وأقلية موالية للثورة، ومع تراجع سيطرة النظام في شرق الفرات، ورغم اندلاع مواجهات عنيفة بين أبناء قبيلة الشرابيين وميليشيات الحماية الكردية بين عامي 2013 – 2014 في كل من منطقة حقول الرميلان النفطية، وناحيتي تل تمر وتل حميس، نتج عنها سقوط عدد كبير من القتلى بين صفوف الميليشيات الكردية YPG، فقد انضوى الكثير من أبنائها تحت سلطة الميليشيات الكردية في نهاية المطاف، مع تنامي القوات الكردية التي كانت مدعومة من النظام، وسيطرتها على المنطقة بشكل كامل.
5•- عشيرة الزبيد
لا تزال هناك عشيرة تحمل اسم الزبيد، الوعاء القبلي الكبير الذي تفرعت منه معظم عشائر سوريا والعراق، يرأس العشيرة الصغيرة نسبيًا في محافظة الحسكة أسرة الفارس، وقراها قرب ناحية الجوادية، ساهمت في تحريك المظاهرات الأولى في ناحية الجوادية ضد النظام، واشتبك عدد من أبنائها بمعركة دامية مع فوج لجيش النظام في بداية الأحداث أدت إلى استشهاد أكثر من 15 شابًا من أبناء القبيلة.
6•- عشيرة المُحلميَة
المُحلمية من أقدم القبائل في طور عابدين، هاجر قسم كبير منها إلى سوريا في الحقبة الفرنسية، المْحَلَّمِيّة أو المحلمية أو بيت مْحَلَّم أو الماردلية “ماردينلي” اسم قديم يُطلق على العشائر الناطقة بالعربية الذين يعيشون في مدينة ماردين في تركيا وحولها.واستقر أبناؤها في مدينة القامشلي وبعض القرى في الريف،
ساهم أبناؤها في الحراك الثوري في حي قدور بك بالقامشلي، كما انضوى قسم منهم تحت سلطة الميليشيات الكردية، وبقي معظمهم على الحياد ملتزمًا الصمت، مع وجود لفئة صغيرة متنوعة محسوبة على النظام.
7•- عشيرة الخواتنة
من العشائر القديمة في الجزيرة الفراتية، تنتشر بشكل خاص في ناحية الهول التابعة لمحافظة الحسكة، وقسم منها في ناحية عامودا، وهي من أولى العشائر التي شاركت في الثورة، ودفعت ثمنًا باهظًا على أيدي النظام وكذلك القوات الكردية التي هجرتها بشكل كامل، قبل أن تتمكن من العودة التدريجية إلى ناحية الهول والقرى المحيطة.
استطاعت القوات الكردية تجنيد عدد من أفرادها، وكذلك بقيت فئة منتفعة على علاقتها م٧٨ع النظام.
8•- عشيرة العدوان
تنتشر هذه العشيرة في منطقة رأس العين بشكل خاص، ولم تلعب أدوارًا سياسية في المنطقة، ما عدا شيخ العشيرة الذي انضم للثورة بداية الحراك، لكنه عاد إلى النظام لاحقًا، وتنقسم كحال باقي القبائل بين مؤيد للثورة ومؤيد للنظام، وكذلك بين مجندين مع الميليشيات الكردية.
9•-قبيلة البقَارة
البقارة عشيرة عربية معروفة تنتشر في معظم أنحاء سوريا، وتعتبر منطقة دير الزور مركز ثقلها، وينقسم البقارة إلى قسمين أساسيين: بقارة الزور (على ضفاف الفرات من الجهة الشرقية)، و بقارة الجبل (جبل عبد العزيز في محافظة الحسكة)، والبقارة انتشار في مناطق رأس العين وتل أبيض وتل تمر والحسكة.كحال معظم القبائل أيد قسم من أبناء القبيلة الثورة، في حين بقي قسم كبير منهم إلى جانب النظام، ومن أبرز الشخصيات كان شيخ القبيلة نواف البشير الذي انضم إلى المعارضة، لكنه وفي ظروف غامضة عاد إلى سوريا وشكل ميليشيا انضمت إلى النظام برعاية إيرانية، كما أن قسمًا منهم انضوى كذلك تحت سلطة الميليشيات الكردية.
10•-قبيلة العقيدات
تعتبر قبيلة العقيدات من أكبر وأهم القبائل في منطقة شرق الفرات، وهي الأكبر في محافظة دير الزور وتنتشر في جميع أرجاء منطقة دير الزور وصولًا إلى البوكمال.
لعبت القبيلة خلال الثورة أدوارًا عسكرية وسياسية مختلفة، وشكلت مجموعة كبيرة من الفصائل، انضم الكثير منها إلى الجيش الحر، كما تعرض الكثير من أبناء دير الزور لمذابح على يد داعش التي حاولت كسر شوكتهم، والعقيدات من أولى القبائل التي ثارت بوجه النظام بشكل جماعي، دون أن يعني ذلك عدم وجود جماعات موالية للنظام خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من أفراد السلك العسكري في الدولة من أبناء هذه القبيلة، وقد تعرضت القبيلة لشتى أنواع التهجير خلال الثورة على يد النظام ثم داعش وأخيرًا قسد، كما نجح النظام وكذلك قسد باستقطاب عدد كبير منهم على خلفية المجازر التي ارتكبتها داعش بحق عشيرة الشعيطات إحدى أبرز عشائر العقيدات.
11•-عشائر البو شعبان
البوشعبان من العشائر الزبيدية التي تنتشر مع أبناء عمومتها من العفادلة والسبخة وعدد كبير من العشائر الأخرى الأصغر حجمًا في محافظة الرقة وريفها، وكحال جميع القبائل، انقسمت القبيلة بين النظام والمعارضة والميليشيات الكردية، ودفعت ثمنًا باهظًا في إطار الحرب المعلنة ضد داعش التي أدت إلى تهجير عدد كبير منهم دمار شبه كامل في بلداتهم وقراهم.
12•- عشائر عربية أخرى
هناك عشائر عربية أخرى في منطقة الجزيرة، ورغم تعدد أسمائها، فإن الرابط بينها هو زعمها بالنسبة إلى آل البيت، ويطلق عليهم “السادة”، ومعظمهم يشكلون حلفًا ضمن قبائل أخرى، ومنهم: المعامرة، النعيم، الحياليين، البوسالم، آل الشيخ نامس، المشاهدة، ومعظم أفراد هذه العشائر مؤيدة للنظام، مع وجود أفراد أيضًا بشكل محدود مؤيدين للثورة، وانخراط قسم منهم مع الميليشيات الكردية.
الفصل الخامس  : صراع القوى في شرق الفرات  ومعركة غويران . 
تَعْرِيف 96 مُنَظَّمَة وجِهَة مَحَلِّيَّة وإقْلِيميَّة ودَوْلِيَّة كـ ’جِهَات فَاعِلَة‘ وهِي الجِهَات الَّتِي لَهَا تَأْثِير عَلَى الحَيَاة فِي سوريا.  بَدْءَا مِنْ الأَكْثَر تَأْثِيرَا وَهِي ’روسيا‘ وإِلَى الأقَلّ تَأْثِيرَا وهِي ’مُنَظَّمَات الإِغَاثَة الدَّوْلِيَّة‘
أهم القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا الاتحادية ، فرنسا ، إيران، تركيا ،  السعودية، وقطر، والإمارات  تتبعها في غالبها قوى عسكرية وسياسية على الأرض، ضمن تداخل معقد للغاية في الخريطة العسكرية، وتفاوت وتشعب في توزيع المساحات ذات الموارد فيما بينها، مما يحفز لديمومة الصراع، ولاسيما في ظل انحسار المشروع المعادي لها جميعًا. 
هذه القوى العسكرية ذات الطابع الفصائلي “المليشياوي” تقاتل تحت رايات متعددة، وتعمل ضمن مشاريع سياسية ذات هويات أيديولوجية متناقضة وأهداف متضادة، ويُعتقد أن هذه الخصائص ستفضي إلى تعقيدات خطيرة في طبيعة وأدوات التفاعل في العلاقات السياسية والإدارية بين الكيانات المتوقع أن تنتج عن أي خطة  يمكن تطبيقها للمنطقة ،  القوى المحلية المتصارعة، والتي تحوي على عناصر أجنبية بطبيعة الحال، وينطبق هذا الوصف على النظام نفسه وقواته، الذي فقد جيشه هيكليته النظامية، وأصبح يعتمد على قوات نخبوية محدودة الإمكانيات، ويعتمد بصورة مطردة على ميليشيات شيعية وفلسطينية لا سلطة مباشرة له عليها.
تحت أنظار القوات الأمريكية والروسية التي تنتشر في عدة مناطق من محافظة الحسكة، التي تسيطر قوات موالية لتركيا على جزء من شريطها الحدودي، وعلى بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية تتواجد القوات الايرانية  بالاضافة لتواجدها في معظم مناطق سورية ، وهيمنتها على القرارات السلطة السورية   ، ومئات الأمتار من مناطق نفوذ القوات النظام السوري وميليشياته  داخل مدينة الحسكة، وفي قلب أكثر الأماكن تحصيناً وحراسة من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قصد )، فاجأ مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية الجميع بعملية لا تزال مستمرة لتحرير آلاف من معتقلي التنظيم في سجن غويران (الصناعة) في مدينة الحسكة . 
نعم  ايام كأنه فيلم هوليودي تدور أحداثه في خضم معارك الحرب العالمية الثانية لعملية تحرير معتقلين خلف خطوط التماس.
لكنه كان هجوماً متوقعاً؛ فقبل أقل من شهر، نشر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) معلومات بناء على اعترافات لمعتقل من التنظيم وصف بالقيادي كشف خلالها أن مقاتليه يعدون لاقتحام سجن الصناعة في الحسكة. وهو الأمر الذي يزيد المشهد تعقيداً وإرباكاً ويثير الكثير من التساؤلات عن أسباب عدم الاستعداد لهذا الاحتمال من كافة القوى في المنطقة .
أعادت هذه الأحداث  التساؤل حول إمكانية “عودة تنظيم ‘داعش’ من جديد”، وسط انتقادات لأطراف عدة متصارعة حول المصالح باستثمار وجود التنظيم لخدمة أهدافها المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار العديد إلى “استثمار سياسي وعملياتي”  وكذلك إعلامي لوجود التنظيم، بينما تحدث آخرون عن مصالح المتناقضة للقوى عديدة  متصارعة استدعت فتح ورقة  داعش من جديد للهجوم على سجن الحسكة.
يتضح أن “تنظيم داعش  صار جزءا أساسيا من المشهد. لا تكتمل الصورة من غير داعش”.
كتب في صحيفة العرب اللندنية الكاتب فاروق يوسف بالقول إنه “بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإيران لا تختلف الحاجة إلى داعش عن الحاجة إلى الحشد الشعبي أو حزب الله أو الحوثيين… الفوضى هي المطلوبة”.
يتحدث ماجد السامرائي في صحيفة العرب اللندنية عن “الاستثمار السياسي والعملياتي المتجدد لتنظيم داعش من قبل قوى النفوذ في الشأن العراقي والأطراف السياسية الولائية التي وصلت إلى طريق مسدود بعد فشل وسائل وأدوات رتيبة لاستعادة مكانتها السياسية التي خسرتها في الانتخابات الأخيرة”.
ويرى ياسر أبو هلالة في صحيفة العربي الجديد اللندنية أن هناك استغلالا إعلاميا للهجوم على السجن لتصوير كيف “نجحت قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي في تحرير سجن الحسكة من مقاتلي داعش دون النظر لمصير آلاف الأطفال الأبرياء في السجن . 
ينتقد أبو هلالة “تنكّر دول عربية وغربية لمواطنيها، مقاتلين مذنبين كانوا أم أسرا بريئة تُعاقب بجريرة الآباء، والعالم يتفرّج على الجريمة البشعة المرتكبة يوميا وبرعاية أمريكية، وهو ما يساهم في صناعة نسخة جديدة من داعش،، سواء داخل المعتقلات أم من ذويهم خارج المعتقلات، والذين يرون كل هذا الظلم بلا أفق”.
 أغلب الفاعلين في الملف السوري، الإيرانيين والروس والأميركيين والنظام وتركيا وقوات “قسد” وتنظيم “داعش”. وتخوض هذه الأطراف صراعاً على المنطقة التي تضم كبريات حقول وآبار النفط والغاز والمياه والأراضي الزراعية  في سورية. 
 المبحث الأول :  قسد ومعركة  غويران والاستغلال السياسي لمصالحها 
في عدة مفاصل في الأزمة السورية وخصوصاً شمال شرق سوريا يبدو واضحاً أن قوات سوريا الديمقراطية تستخدم السجناء من مقاتلي داعش وعائلاتهم للضغط على دول عدة من أجل تحقيق مكاسب لمصلحتها.
بالعودة إلى ورقة أسرى “داعش” وإعلان فرارهم للضغط على أنقرة وواشنطن، سنجد أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتّهم حينها الإدارة الذاتية ومسلحي “قسد” بتسهيل مهمة فرار مسلحي “داعش”، وغرَّد على حسابه الخاص في “تويتر” قائلاً: “المقاتلون الكرد في شمال سوريا قد يكونون بالفعل يطلقون سراح مقاتلي تنظيم الدولة لدفعنا إلى التدخل المقصود لإيقاف عملية نبع السلام التركية. من السهل للغاية أن تعيد تركيا أو الدول الأوروبية أسراهم، لكن ينبغي لهم التحرّك بسرعة”.
الفقرة الاولى – أسرى داعش وعائلاتهم موادر مالية مهمة لـ “قسد”
لم يقف الاستثمار بورقة الأسرى من مسلحي “داعش” عند ابتزاز الدول، بل تؤكّد المعلومات التي حصلنا عليها أن أسرى “داعش” شكلوا موارد مالية مهمة، سواء لـ”قسد” أو مقاتلين فيها، وساعدوا مسلحي التنظيم على الهرب من السجون والمعتقلات، كما تؤكد المعلومات أن تهريب مسلح واحد “من غير القيادات” تصل كلفته إلى 1500 دولار أميركي، وذلك لقاء إيصاله إلى الحدود مع تركيا، في حين تصل كلفة تهريب عائلة بكاملها إلى ما يقارب 15 ألف دولار.
●- الفقرة الثانية بما لا يدع مجالاً للشك أنّ PKK الإرهابي استخدمت العرب كرأس حربة في المعركة
من اقتحم  سجن غويران  معظمهم من العرب الأسرى جميعهم ينتمون إلى عشائر ومناطق عربية، وهذا يعني أنّه حافظ على كوادره الكردية ولم يزجّ بهم في أي معركة، أو أي عمليات تمشيط.
●- سعى تنظيم PKK الإرهابي أيضا لاستثمار ما جرى، في هجومه المتواصل على تركيا، إذ اتهم الحكومة التركية بالضلوع في تحريك داعش باتجاه غويران من خلال الجيش الوطني، متناسياً أنّ من يقطن في حي غويران هم أقارب مقاتلي الجيش الوطني وأبناء ذات العشائر، وبالتالي فلا مصلحة لهم بذلك، والواقع يقول إنّ تنظيم داعش هو صاحب المصلحة في إظهار قوته ووجوده في المنطقة، ويمكن القول إنّ التنظيم حقق هدفه بتوجيه ضربة موجعة إلى PKK لن تزول آثارها حتى بعد القضاء عليه، فالحقيقة المتجلية الآن أنّ PKK غير قادر على حماية المنطقة والحفاظ على استقرارها، وتحوّل إلى مشكلة تضاف إلى مشكلات الجزيرة السورية. ويعاني حزب Pkk من مشكلة كبيرة  وهو تناقص العنصر الكردي  في صفوفه، ويعود ذلك للهجرة الكبيرة  للأخوة الكرد سواء إلى شمال العراق ، او قسم كبير منهم إلى  أوروبا ودول اخرى . 
●- الفقرة الثالثة : 
ينظر عرب المنطقة الشرقية إلى المشهد الآن بعين المراقب، لكنّ الفكرة المسيطرة عليهم أنّ الحل الوحيد هو إدارة مناطقهم بأنفسهم، ولا يمكن هذا إلا من خلال قرار أمريكي يمنحهم الصلاحية في إدارة مناطقهم، ودعم جيش العشائر الذي بدأت بذوره تتجلى في المنطقة، بعد منح الأمريكان صلاحيات له بدأت بحماية خطوط النفط وقد تمتد إلى صلاحيات أكبر من سلطة PKK الإرهابي.
المبحث  الثاني  :الصراع  الروسي وحلفائها إيران والنظام  مع  أمريكا  واستثمار كل منهم في داعش  لتحقيق مصالحة الاقليمية والدولية  من خلال شرق الفرات .
اتهم نائب السفير الروسي في مجلس الأمن، ديميتري بولانسكي، واشنطن بأنها تلتزم بالقانون الإنساني الدولي الذي يدعو إلى حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، ولكن باستخدام سلاحها الجوي وعرباتهم المدرعة لتطهير السجن.
تقوده الولايات المتحدة بتشكيل جيش عربي شرق الفرات، وعن افتتاح مكاتب، في منطقة الشدادي (50 كم جنوب الحسكة) لتسجيل وتجنيد عناصر جدد، من خارج إطار “قوات سورية الديمقراطية/ قصد”، مقابل رواتب شهرية تراوح بين 350-400 دولار أميركي.
وتعددت الآراء حول الأسباب التي دعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، حيث أدرجها البعض في إطار الترتيبات التي تتخذها الولايات المتحدة لمواجهة إيران والنظام، على الطرف الآخر من نهر الفرات، وفق ما نقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية، وأيّدها كثير من الناشطين، بينما ذهبت آراءٌ أخرى إلى أن مهمة هذه القوات سوف تنحصر في حماية حقول النفط وناقلات، بدليل استقلالها عن (قسد) وارتباطها مباشرة بقيادة التحالف.
في حين ذهب رأيٌ، هو أكثر موضوعية، إلى أن واشنطن بصدد تشكيل “جيش عربي” شرق الفرات، من أجل الاعتماد عليه، بعد ثبوت عمالة وارزاق (قسد) التي قامت بتهريب قيادات تنظيم (داعش) عبر صفقاتٍ سرية أبرمتها معهم، ومحاولاتها ضرب السلم الأهلي شرق الفرات، والتجارة بالمخدرات، ووقوفها خلف التفجيرات والمفخخات التي ضربت المدنيين في الشمال السوري، كما ضربت القواتِ الأميركية، وذلك في سبيل إثبات أن تنظيم (داعش) ما يزال على قيد الحياة، وأنه قادر على تهديد السلم والأمن الدوليين، لتأكيد ضرورة استمرار الدعم الأميركي المقدّم لـ (قسد)، فضلًا عن استمرارها بالتعاون والتنسيق مع النظام والإيرانيين.
ويعزز هذا الرأي ما تسرّب عن اجتماع، عُقد في السادس من نيسان/ أبريل، في مبنى إدارة حقول الجبسة في الشدادي، وحضره ممثلون عن التحالف الدولي وآخرون عن العشائر العربية، إضافة إلى مظلوم كوباني قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، وخُصص للاستماع لمطالب وشكاوى العشائر العربية، وتلقى كوباني انتقادات واسعة من الجانب الأميركي.
●-المقترحات . 
 كيفية  مواجهة حزب قومي فاشي -ستالين مع أحلامه الطوباوية .  
●- على قوى الثورة  أن تطرح مشروع  وطني شامل ،  يضمن حقوق المواطنة لكل سوري بمعزل عن انتمائة القومي او الديني او المذهبي ، يستطيع ان يلبي طموحات  كل السوريين  .  
●- الوقوف مع شعبنا وعشائرنا العربية  في محافظات الدير والرقة ، ودعم صمودهم في أرضهم ، ودعم خياراتهم . لأن ما تعرضت له المحافظتين  لم تتعرض له اي منطقة سورية  حيث يخوضون حروب عديدة وتعرضوا للتصفيات  بدأ من النظام  وداعش ، و pkk ، وإيران ، وروسيا ، والتحالف الدولي .     
●- إن كرد سوريا معنيون بتصحيح هذا الانحراف السياسي لقوة خرجت من صفوفهم، ومعنيون بمنع حصول كارثة للمكون الكردي السوري، والذي يعتبر رهينة سياسية لدى حزب العمال الكردستاني التركي وذراعه السورية حزب الاتحاد الديمقراطي.
تصحيح الموقف يتطلب طرد كوادر كردية غير سورية من منطقتي الجزيرة والفرات، وتتطلب منعهم من نهب الثروة النفطية التي تزخر بها المنطقة، فهم بهذه الأموال المنهوبة إنما يزدادون إرهاباً وعدوانية بحق الشعب السوري، ومن ضمنه المكون الكردي السوري.
●- تحقيق هذا التصحيح يتطلب استراتيجية نضال سياسي جديدة من قبل المجلس الوطني الكردي، والذي لا يزال في مربعه الأول السلبي، فحقوق الكرد السوريين هي جزء من حقوق باقي المكونات السورية الأخرى، وهذا ما يجب إدراكه كردياً دون لبس أو تورية.
●- تحقيق هذا التصحيح يتطلب ضغطاً سياسياً وغير سياسي من قبل الفصائل العسكرية وقوى الثورة والمعارضة السورية، لجعل الكرد السوريين المنضوين تحت جناح PKK يعيدون حساباتهم ومستقبل كرد سوريا، من خلال فك الارتباط بجماعات قنديل الإرهابية.
مثل هكذا مشروع يحتاج إلى فتح قنوات اتصال بين كوادر كردية سورية تعمل مع قسد وبين قوى المعارضة السورية، ففتح هذه القنوات يضيّق من الشكوك المتبادلة، ويسمح بالتوافق على مربعات تعاون ذات طابع وطني ثوري سوري، مما يعجّل في سقوط الاستبداد، والذي يستمد قوته من تشظي قوى المعارضة.
والسؤال: هل سنقترب من هكذا تعاون بين قوى ومكونات الشعب السورية المناهضة للاستبداد، أم إن الطرف المهيمن كردياً سيبقى أسير وهمه بالدور العابر للوطنية؟
الجواب على هكذا سؤال يحتاج إلى خطوات وطنية ملموسة تدل على موقف واضح من الاستبداد وعلى موقف يرفض أن تلعب قوة كردية دوراً وظيفياً لصالح قوى دولية، فهي بهذا تلعب دور البندقية القابلة للإيجار. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى