مقالات

وما النصر إلا من عند الله

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

قال تعالى في كتابه الكريم :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ 118 *هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 119
لا أدري إذا كان بعض حكام ( العرب ) قد قرأوا هذه الآيات ، وإذا قرأوها فهل تدبروها ، وإذا كانوا قد فعلوا فكيف نراهم يهرولون لاسترضاء كيان بني صهيون في فلسطين ؟!
كان حلم مؤسسي الكيان الصهيوني في فلسطين ، أن يقيموا دولتهم على مساحة جغرافية تمتد من النيل إلى الفرات .وكان حكام العرب في غاية الكرم حين عقدوا مؤتمرهم للقمة في بيروت ، وتقدموا بمبادرة التطبيع مع كيان صهيون ، مقابل رجوع الإحتلال إلى ما سموه حدود ١٩٦٧ وبمعنى أصح التنازل عن الأراضي التي احتلها كيان صهيون ، بين عامي ١٩٤٨ و ١٩٦٧ وهي أراض مخصصة للفلسطينيين بقرار التقسيم الذي ليس له أي أساس قانوني، وتعتبر أراي محتلة يحق للفلسطينيين الدفاع عنها بكافة الوسائل ومنها استعمال القوة ، وبقرار القمة هذا جرد الحكام العرب الشعب الفلسطني من هذا الحق .
وأعود لأقول بأن قرار الأمم المتحدة بإنشاء كيان ( صهيوني ) تحت اسم ( إسرائيل ) هو قرار لا يستند إلى أي مشروعية ، ومع ذلك لا تزال دول ( عربية الهوية ) تقيم علاقات مع هذا الكيان ، وتهرول دول أخرى ليس بينها وبين هذا الكيان اعتراف دبلوماسي ، ولا تبادل سفراء ولا أي شكل من أشكال العلاقات الدولية ، ومع ذلك هرولت ( دول عربية الهوية ) إلى الحضن الإسرائيلي لتطبع معه العلاقات كاملة ولتحتفل بهذا الحدث المهم ، ولتقيم الكنس وأماكن العبادة لليهود ولغيرهم ، في الوقت الذي يمنع كيان صهيون الفلسطينيين من الصلاة في بيت المقدس ، وتهدم بيوتهم هناك وتصادر عقاراتهم ، وتمنع عودة المهجرين إلى بلدهم ، في مشهد تمييز عنصري بغيض ومع ذلك تستمر مأساة الإخوة الفلسطينيين .
ويجري تدمير سورية شعبًا وحضارة وتاريخًا على يد العصابة الحاكمة في دمشق ، بمشاركة من الفاشية الدينية في ماخور قم وطهران ، بعسكرها وميليشياتها الحاقدة التي حشدت من أفغانستان وباكستان ، والعراق ( الشقيق) وحوثيي اليمن ، كل هؤلاء المرتزقة ، مع جحافل المافيا الروسية بقيادة المجرم بوتين ، لآكثر من ستين ألف مقاتل ، فضلا عن الطيران
الحربي والصواريخ ، والدعم السياسي في مجلس الأمن ، الذي عطلته موسكو عن اتخاذ أي قرار ، لإنقاذ الشعب السوري باستعمالها لحق ( الفيتو) ١٦ مرة ، ومن خلف الستار تؤيد الولايات المتحدة روسيا وإيران في ذبح الشعب السوري ، على خلفية الخوف من ( داعش) أن تحتل اوربا !
فهل سمع أحد هذا الهراء ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أستغل تعليقي هذا ، على مقال الأستاذ الكبير هيثم المالح ، إلى دعوة المخلصين من أبناء أمتنا لإجراء أبحاث جادة لمعرفة الأصول الحقيقية للمتحكمين ببلاد العرب منذ أن سيطر الاستعمار القديم على بلادنا ثم أعطاها الاستقلال “المزعوم” حيث أن استعراض التاريخ – خلال قرابة 200 سنة – ينبئنا بوجود متحكمين شديدي العداوة للإسلام أولاً و لقومية العرب ثانياً . مهما كانت درجة الانحطاط بعربي الأصل أو من يزعم الانتماء للإسلام ، لا يمكن أن يتجاوز كافة الحدود و جميع الخطوط الحمراء في الظلم و الطغيان و القتل و التدمير و التخريب و نسف إمكانيات التعايش السلمي بين المكونات المجتمعية و جعل البيئة محاربة للكفاءات المحلية و طاردة لها. هذه التصرفات من المتحكمين تدعو إلى الريبة و الشك في أصولهم بل و تزيد من درجة الظن أنهم من تصنيف مختلف أي ربما يكونون مستعربين ” ليسو من العرب الأصليين و فقط تعلموا اللغة العربية بلهجاتها المحلية للإيهام بأنهم عرب” أو يكونون متأسلمين ” ليسو من المسلمين و إنما تظاهروا باعتناق الإسلام للكيد له و لأهله من الداخل” .
    قالت بعض المراجع أنه قبل و أثناء انهيار الدولة العثمانية ، ارتحل للوطن العربي و للبلدان القريبة منه 5 آلاف شخص من أوروبا تعلموا اللغة العربية و بعض أفكار الإسلام و كان مطلوباً منهم تكوين عائلات بمصاهرة العرب المسلمين الأصليين مع الاندماج بالمجتمعات و معرفة مكنوناتها .
    تعلمنا في المدارس أن شخصاً كان اسمه “محمد علي الألباني” استولى على الحكم في مصر و كان هو مدعوماً من فرنسا أولاً ثم دعمت بريطانيا سلالته المتأخرة التي كانت آخرها الملك فاروق . هذا المجرم “الذي ارتكب مجزرة القلعة و أنشأ جيشا فاسداً و حارب ثقافة مصر ” بيَنت مصادر حديثة نسبياً أنه لا يمتَ بصلة لألبانيا و إنما هو من كافالا شمال اليونان موطن الدونما أي أنه “الكافالي”.
    جرى إشهار شخص أسموه “جمال الدين الأفغاني” و قيل عنه أنه مصلح و مجدد ثم تبين أنه هذا الغامض المتقلب من إيران و هو كان ذو درجة عالية في التنظيم الماسوني .
    حتى هذا المسمى ” آية الله روح الله الخميني !!” ، ثبت حديثاً أنه هندي الأصل و أعماله و آثارها – لمن درسها بتمعن – تبعث على الشك بأنه هندوسي حاقد على الإسلام.
    أثلج صدري حديثاً بداية تفكيك لغز “معتوه دمشق” . دعنا نعتبر أن “رواية” أنه كاكائي بهرزي هي بداية تفسير و ليست نتيجة نهائية لأن المعلوم عن هذه الديانة أنها تحث أهلها على أن يكونوا وادعين مسالمين و ليس عدوانيين مفسدين حاقدين . في بداية ثورة سوريا المباركة ، قال بعض مثقفي الثورة أنه “أصفهاني الأصل حاقد على دين الإسلام دون غيره من الأديان السماوية” لكن للأسف لم تتمَ متابعة التدقيق في ذلك . أليس غريباً أن تقف معه و مع طائفته كل خنازير و حثالات الأرض و تقاتل أمريكا و روسيا و إيران لأجل بقاء عصابته و تقف إلى صفه غالبية طراطير العرب و الجماعات اليسارية و اليمينية التي كانت تبيض على الناس محاربتها للظلم و للاستبداد الاستعماري ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى