فنجان سياسي

ضمائر الشعوب، وضمائر الحكام !

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

فارق كبير بينهما، فللشعوب أحاسيسها ومشاعرها النقية الطاهرة، النابعة من فطرتها الإنسانية، المجبولة على الخير والطيبة، والعطف والرأفة، وكما أراد لها الله أن تكون.
وللحكام الظلَمة ضمائر مغيّبة عن إلإنسانية ،متبلّدة متحجرة، أشغلتها السلطة وتعلّقها وشغفها بكرسي الحكم ،بعيداً عن المشاعر والأحاسيس، فلا تجتمع المشاعر الإنسانية مع منطق السلطة إلاّ فيما ندر!

ما دفع بي للكتابة في هذا الموضوع، ما سمعته من مسؤول عن حملة تطوعية لجمع التبرعات لإيواء النازحين من أبناء الشعب السوري ،المتواجدين في الشمال السوري ،في ظروف قاسية لدرجة تكاد لا تصدق، جرّاء العواصف الثلجية التي اجتاحت خيامهم المتهالكة، وجعلتهم تحت رحمة رب السماء، وما يجود به الخيّرون ،ممن لم تزل في قلوبهم الرأفة والرحمة، ولا زالوا بشراً، يحملون أحاسيساً ومشاعر إنسانية، وهم أقرب إلى شعوبهم ،وأبعد ما يكونوا عن حكامهم.

اللافت في حديث مسؤول الحملة هو: إشادته بالمتبرعين، وباستجابتهم الفورية لنداء الإستغاثة ،بأموال لم تكن متوقعة وفاقت التقديرات التي وضعها أصحاب الحملة، فقد تلقّت اللجنة المسؤولة الأموال من متبرعين من جنسيات متعددة، ومن أماكن شتى، رافقتها مشاعر فياضة تكلم بها المتبرع عبر وسائل الإتصال بكل صدق وتعاطف مع محنة الشعب السوري، وكانت الإشادة الأكبر بمتبرعي الشعب “الفلسطيني” في الأرض المحتلة، فقد جادوا بالمستطاع رغم ظروفهم التي يمرون بها تحت الإحتلال الصهيوني، وكأن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون والسوريون هي مأساة واحدة والمعاناة واحدة.
لقد تجاوز الشعب الفلسطيني حكامه في “الضفة” و”القطاع” ولم يكترث بموقف “عباس” ولا بموقف بعض قادة “حماس”،
وكأنه يريد أن يثبت للشعب السوري أن شعب فلسطين يقف إلى جانبه في محنته، وبأن خيم النزوح واللجوء التي يعيش داخلها الآن السوريون، وعاش داخلها سابقاً الفلسطينيون ،لا زالت تتبض بالمشاعر الإنسانية ولم تتبلّد ،ولا زالت تقاوم هجير وحر الصيف، وعواصف وثلوج الشتاء.

من هنا نستطيع أن نقول:
إن للشعوب إرادة لا تقهر، وإن إرادتها من إرادة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى