منوعات

هل الدِّين الإسلاميُّ ديموقراطيّ ..أم ديكتاتوريّ؟

أحمد إبراهيم الرحال

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب


ينقسم النَّاس على طرفي نقيض بين الديموقراطيَّة والدِّكتاتوريَّة في الإسلام، بينما الإسلام حقيقةً يحارب الدِّيكتاتوريَّة وليس ديموقراطيّاً بل نظام الإسلام شورى ويختلط على البعض بين الشُّورى والدِّيموقراطيَّة ،وذلك أنَّ نظام الشُّورى ليس فيه عيوب الدِّيموقراطيَّة من وجهة نظر اللِّيبراليين ، فمن عيوب الدِّيموقراطيَّة أن يكون الرأي للاكثريَّة وهناك لوازم يكون فيها الرَّأي للكفاءات..
هَبْ أنَّ أمر عسكرة يتمُّ اتِّخاذ قرار فيه فلايجب على جميع النَّاس اتِّخاذ القرار فيه ، بل هناك مجموعة عسكريَّة متخصِّصة بذاك القرار تتشاور فيما بينها .
الكثير ممن وصلوا لصناديق الإقتراع وصلوا من باب الشُّهرة أو المال واشتروا أغلب الأصوات.. بينما الكفاءات تبقى مغمورة ، وقس على ذلك ثغرات في الدِّيموقراطيَّة بينما نظام الشُّورى هو أعمُّ وأشمل من نظام الدِّيموقراطيَّة فقد كان عند النبّي ثلاثة نُظمٍ في الشُّورى المجتمعيَّة :
1-مجلس المهاجرين والأنصار
2-مجلس زعماء القبائل
3-مجلس عامَّة النَّاس وفيه يُقال الصَّلاة جامعة ويجتمع النَّاس جميعا لاتِّخاذ قرار ما ،
ويتم اختيار الحاكم بأخذ رأي الصَّغير والكبير والرَّجل والمرأة كما حدث في خلافة عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه .
وبذلك يكون نظام الشُّورى أعمَّ وأشمل وأدقَّ في النُّظم الإداريَّة .
أمَّا من يتَّهمون الإسلام أنَّه نظام ديكتاتوري فإنهم يحتجُّون بعدم تداول السُّلطة ،وهذا كلام مردود وقد حدث في صدر الإسلام أنَّ الحسن رضي الله عنه تنازل للسلطة ليزيد بن معاوية ويكفي في الإسلام حادثة واحدة لاقرار التَّشريع من حديث لاتجتمع أمَّتي على ضلالة .
والشُّبهة الثَّانية أنَّ الإسلام لايولِّي امرأة كخليفة لرأس الدَّولة ..
أقول بعون الله :أنَّ عمرا ولَّى أمر الحسبة للشِّفاء بنت عبد الله ،لكن أن تُولَّى المرأة زمام الأمر كلّه فهذا لايرى الإسلام به صوابا إذ أنَّ المرأة ذات رقَّةٍ وأحاسيس لاتسمح لها في بعض الأحيان اتِّخاذ قرار حرب أو حصار وتقدِّر ضحايا الأطفال والنِّساء لذلك فلاتولَّى المرأة ولاية عامَّة .
الشُّبهة الثَّالثة : أن الإسلام يعارض تولية غير مسلم على المسلمين، وقد ولَّى معاوية وعمر يهودا ونصارى في الدَّواوين، وصكِّ العملة وادارة المال ،وفعل ذلك هارون الرشيد وغيرهم.
لكن لماذا يولَّى غير المسلم على المسلمين تولية عامّة..؟؟
نتائجُ الصَّناديق من المنطق أن ينتخبوا رجلا مسلما عن غيره .
قال الله : وأمرهم شورى بينهم
وقال ليس لك من الأمر شيئ
وقد رأى النَّبي رؤيا عن غزوة أحد ان يلتزم المدينة ورؤياه وحي من الله والتزم أمر الجماعة وحارب في أُحد والإسلام يحارب الديكتاتوريَّة ومعنى لااله الا الله اي لامقرر منزَّه إلاَّ الله ويحارب الطَّواغيت في كثير من الآيات الَّتي لاتخفى على أيِّ قارئ للقرآن وفي النِّهاية أذكر قول عمر رضي الله عنه حينما قال : كيف بكم إن مِلتُ بكم عن كتاب الله هكذا (وأومأ برأسه) ؟؟
قالوا : والله لنقوِمنَّك بسيوفنا هكذا .
فالإسلام دين ملتزم بقانون وشرعة ومنهاج أمَّا الأمور الدينيويَّة فهي شورى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى