منوعات

هل الغزواتُ والفتوحاتُ كانت من أجلِ الدَّعوةِ إلى الله أمْ منْ أجلِ الغنائِم ؟!

أحمد إبراهيم الرحال

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

يعتقدُ البعضُ أنَّ الحروبَ الإسلاميَّة كانت من أجلِ الدَّعوة بينما يعتبرُ آخرون أنَّها من أجل الغنائم ،ولو راجعنا تاريخَ الحروب لما وجدنا هذا ولاذاك، فقد كانت الغزواتُ في عهد النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسلام من أجلِ الدِّفاعِ عن النَّفس ولم يُؤذَن لهم القتال إلَّا بعد مضي 15عاماً ،وكانوا يعذَّبون ويمرُّ عليهم النَّبيُّ فيقول صبراً آل ياسر فإنَّ موعدَكم الجنَّة.


ولايسعنا الحديثُ أنْ نتكلَّمَ عن كلِّ الغزواتِ لكنْ سنسوق لكمْ مثالا على ذلك أكبر الغزوات مبتدئا بغزوة بدر فقد كانت بجانب المدينة والمشركون هم من جاؤوا الى المدينة كي يغزوهم فخسروا الحرب ثم أعادوا الكرَّة في العام الثاني لتعويض بدر وجاؤوا أيضا للمدينة.. وأمَّا غزوة الخندق فقد اجتمعوا عليهم وحفروا خندقاً للدِّفاع عن النَّفس وبعدها الحديبية رضي المسلمون باتفاق جائر عليهم ومُنعوا من دخول مكَّة ،ورضوا بذلك ثم نكل المشركون بعهدهم وبان ظلمهم وتآزرَ العرب جميعا مع مظلوميَّة المسلمين وسُمِّيَ فتحاً والفتحُ يكون بدون قتال وفي غزوات اليهود من غزوة خيبر وقينقاع والمصطلق كانت لإحقاقِ الحقِّ عندما غدر اليهود بهم بالحروب ،والاعتداء عليهم في أعراضهم وقتل بعض المسلمين .
أمَّا بعد التمكين للمسلمين في الارض وجب عليهم نصرة المظلومين في العالم ؛وكانت الشُّعوبُ تعاني من اضِّطهاد الحكام عندهم واستبدادهم، فارسلتْ الشُّعوبُ في طلب النُّصرة من المسلمين فوقفوا بجانبهم وحرَّروهم من نيرِ العبوديَّة والاستبداد ،وأبقوهم على دياناتهم وشعائرهم الدينيَّة ؛والعهدة العمريَّة خير شاهٍد على ذلك .
قد يقول قائل: إنهم كانوا يحاربون لأجل الجزية ولايعلمون أن مقدار الجزية في الاسلام 4 دنانير سنوياً وقد تصل لدينار للفرد الواحد ،ويعفى منها الفقير والمحتاج ،أمَّا أينَ تُصرفُ؟

فإنَّها تُصرفُ على المحتاجين من أهل الكتاب وغير المسلمين، ومصارف في الإعمار والحماية وتجهيز الجيش.. وعلى المسلمين حمايتهم وحماية حقوقهم كاملة .
الإسلام دين حقٍّ وعدل وليس دين اغتصاب وامبراطوريَّات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى