مقالات

من الذاكرة

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

حدث في مثل هذه اليوم 1/ 17/ من العام 1991 أي بما يزيد عن الثلاثين عاماً ،حين بدأت القوات الأمريكية ومن تحشّد معها من قوات التحالف ، وبما يزيد عن ثلاثين دولة، من بينها قوات سورية ومصرية، بدأت بضرب الجيش العراقي المنسحب من الكويت، بعد اتفاق بين العراقيين و الروس، الذين لعبوا دوراً خيانياً وتنصلوا من تعهدهم بضمان عدم حدوث الحرب، أي بمجرد انسحاب الجيش العراقي من الكويت، إثر اجتياحه لها نتيجة “قرار خاطئ” اتخذته القيادة العراقية، تعامل معه العرب ب”بخطيئة أكبر” حين تعاونوا مع المحتل الأمريكي وحلفائه الذين استخدموا قوتهم التدميرية الهائلة في ضرب القوات العراقية المنسحبة في صحراء مكشوفة.
كان من نتيجة حرب الكويت أن تحطّمت آلاف الدبابات من قوات الجيش العراقي، وقتل الآلاف من الجنود، وفرض الحظر الجوي على سماء العراق في خطوط طول وعرض وضعها الأمريكي ، لأجل تقسيم العراق.
في حرب الكويت، تعمّد المحتل الأمريكي ان يضع القوات العربية المشاركة -السورية والمصرية على وجه الخصوص-في مقدمة القوات المهاجمة،حيث كانت هذه المشاركة رغم “رمزية قواتها”، لها دلالة كرست من خلالها حالة الإنقسام في الصف العربي، وقد كانت مشاركة “مدفوعة الأجر” قبض الخائن “حافظ الأسد”ثمنها، كذلك فعل المقبور “حسني مبارك”.

بعد مرور ثلاثين عاماً وفي اليوم 1/17 ،من العام 2022 تتكرر مأساة العرب ويظهرون على ذات الحال الذي كانوا عليه، فهاهي عاصمة عربية أخرى”أبو ظبي” تتعرض للقصف بمسيرات وصواريخ إيرانية بأيادي الرعاع من “الحوثيين” ،والعرب ينظرون ولا يكترثون!
من المفارقات التي يدمى لها القلب، أن دولة الصهاينة كانت المبادرة في وقوفها إلى جانب دولة الإمارات التي باتت تربطها معها أواصر علاقات التطبيع!
تُرى ما ذا سيحدث في العام القادم بتاريخ 1/17 من العام 2023 ؟ وأي العواصم العربية ستُضرب؟ الله أعلم.
هذا إذا بقيت هناك ثمة عواصم عربية لها أسماء وكيانات، ولا زال في ذاكرتها نشيد “بلادي العرب اوطاني”

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يا أخي الأستاذ عبود المحترم ، لقد أثار مقالك الجيد و الصورة المرفقة معه ذكريات محزنة عندي عندما شاهدنا على التلفزيون في حينه منظر جيش العراق و هو ينسحب متعجلاً إلى بلده تحت ضربات جوية من الأمريكان و ضربات برَية من الأعراب ” نتيجة خدعة الروس للعراق و الذي سبقته خدعة أبريل جلاسبي سفيرة أمركا لصدام مما أوقعه في مطب غزو الكويت المحكم فكانت تداعياته تهيئة العراق للاحتلال الأمريكي ثم تسليم العراق لإيران ثم إعدام صدام على أيدي أدوات إيران” .
    مصدر الحزن ناجم عن أمرين : 1) الحقيقة المؤلمة المتمثلة بخيبة الجيوش و المخابرات العربية بشكل عام في أداء الأعمال المناط بهم تنفيذها حين وقوع المعارك رغم النفقات الهائلة عليهم بل و إعطائهم دروساً مكثفة في موضوع “الانسحاب” . مثل خيبة انسحاب الجيش العراقي ، كانت خيبتي انسحاب جيشي مصر و سوريا في مهزلة حرب 1967 . 2) الحقيقة الأشد إيلاماً و هي أن المتحكمين في بلاد العرب غير أكفاء في السياسة و الإدارة و لديهم قصر نظر حتى فيما يتعلق بمصيرهم و بمصالحهم الشخصية و طبعاً هم لا يعترفون بذلك. أعلم أنهم مسيَرين و ليسو بمخيَرين تجاه شعوبهم ، لكن امتداد فقدان الإرادة إلى درجة التضحية بالرقبة و بعظام الرقبة فهذا أمر جدَ خطير كما فعل “أهبل سوريا” بالطائفة النصيرية التي أفقدها غالبية شبابها و كان من ضمنهم أقاربه و المقربين منه و أصهاره .

اترك رداً على كاظم صابر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى