محبة الله لرسوله ودفاعه عنه في القرآن الكريم 1من 35

قالوا في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

قال الأستاذ مصطفى الرافعي:

      “وعجيبٌ أن يجهل المسلمون حكمة ذكر النبي العظيم خمس مرات في الأذان كل يوم، يُنادى باسمه الشريف ملء الجو, وحكمة ذكره في كل صلاة من الفريضة والسنة والنافلة، يُهمس باسمه الكريم ملء النفس..

       وهل الحكمة من ذلك إلا الفرضُ عليهم ألا ينقطعوا من نبيهم؛ ولا يوما واحدا من التاريخ، ولا جزءا واحدا من اليوم ؟ فيمتد الزمن مهما امتد, والإسلام كأنه على أوله، وكأنه في يومه, لا في دهر بعيد، والمسلم كأنه مع نبيه؛ بين يديه؛ تبعثه روح الرسالة، ويسطع في نفسه إشراقة النبوة؛ فيكون دائما في أمره كالمسلم الأول الذي غَيّرَ وجه الأرض, ويظهر هذا المسلم الأول بأخلاقه وفضائله وحميته في كل بقعة من الدنيا, مكان إنسان هذه البقعة.. “.

المفكر الفرنسي لامارتين قال: (محمد هو النبي الفيلسوف الخطيب المشرع المحارب قاهر الأهواء, وبالنظر إلى كل مقاييس العظمة البشرية, أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد؟؟).

الأديب الإنكليزي برناردشو, قال: (إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد, هذا النبي الذي لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا, بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها).

مايكل هارد صاحب كتاب الأوائل المئة في التاريخ, يقول:

     (إن اختياري محمدا ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ, قد يدهش القراء, ولكنه الرجل الوحيد في العالم كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين؛ الديني والدنيوي).

الزعيم الهندي المهاتما غاندي يقول: (بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد, وجدت نفسي بحاجة أكثر للتعرف على حياته العظيمة, إنه يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر).

الكاتب الإنكليزي توماس كارلاين يقول: (إني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع, إنه يخاطب قياصرة الروم وأكاسرة العجم بقوله الحر المبين, ويرشدهم إلى ما يجب عليهم فعله لهذه الدنيا وللآخرة).

الأديب البريطاني جورج ويلز يقول: (إن محمدا أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح).

الباحث الإنكيزي لايك نرز يقول: (إني لأجهر برجائي لمجيء اليوم الذي يحترم فيه النصارى محمدا احترامهم المسيح عليه السلام, ولا ريب في أن المسيحي المعترف برسالة محمد, وبالحق الذي جاء به, هو المسيحي الصادق).

الأديب الروسي الشهير تولستوي يقول: (إن شريعة محمد ستسود العالم, لانسجامها مع العقل والحكمة).

المستشرق  ميشون  يقول: (إن الإسلام الذي أمر بالجهاد, قد تسامح مع أتباع الديانات الأخرى, وبفضل تعاليم محمد لم يمس عمر بن الخطاب المسيحيين بسوء حين فتح القدس).

يقول المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون: (إن محمدا هو أعظم رجال التاريخ).

ول ديو رانت, مؤلف موسوعة قصة الحضارة, يقول: (إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس, قلنا إن محمدا هو أعظم عظماء التاريخ).

وأقول: إن رسول الله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم تفرد في كل شيءـ فقد أعطى الله لكل نبي خصيصة تميز بها، وجمع في النبي محمد خصائص الأنبياء والبشر كلها وزيادة، فهو أعظم رسول ونبي وإنسان في الخليقة؛ لم يكن له نظير قبله، ولن يكون له مثيل بعده، استطاع بعزم لا يرده راد، وتفكير عميق الغور، بعيد المرمى، وإيمان قوي، وقلب كبير، وخُلق عظيم، وطموح إلى العلا، وغزارة عقل، وثاقب ذكاء. استطاع أن يحدث في البشرية أعظم انقلاب عام تام؛ في الدين وفي السياسة وفي الاجتماع، وفي الاقتصاد، وفي كل شيء، ويقود نهضة عربية المبتدأ، عالمية المنتهى، غيرت مجرى التاريخ، وطورت الحياة الإنسانية في زمن قياسي، ولم تزل آثارها باقية إلى يومنا هذا، وستبقى إلى يوم القيامة..

محمد صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة

أكثم بن صيفي يصف النبي

نبوءة وثاقب بصر وبصيرة

   كان أبو طالب يطوف بالبيت العتيق، ومعه النبي وهو في عمر الرابعة عشرة من عمره، فرآه أكثم بن صيفي وهو من حكماء العرب، فقال لـ أبي طالب، ما أسرع ما شبَّ أخوك يا أبا طالب!! فقال أبو طالب: إنه ليس أخي، بل ابن أخي عبد الله، فقال أكثم : ابن الذبيح !!!!! فقال أبو طالب: نعم، فأخذ أكثم يتأمله، ثم قال: ما تقولون في فتاكم هذا يا أبا طالب؟

فقال: إنا لنحسن الظن به، وإنه لحييٌ جزيٌ، سخيٌ، وفيٌ.

قال: أفغير ذلك يا بن عبد المطلب؟

قال: إنه ذو شدةٍ ولين، ومجلس ٍركين، ومفضلٍ مبين.

قال: أفغير ذلك يا بن عبد المطلب؟

قال: إنا لنتيمنُ بمشهدهِ، ونلتمس ُالبركة فيما لمس بيدهِ.

قال: أفغير ذلك يا بن عبد المطلب؟

قال: إن فتىً مثلهُ حرىٌ به أن يسود، ويتحرف بالجود.

فقال أكثم: أما أنا فأقول غير ذلك.

فقال أبو طالب: قل يا حكيم العرب، فإنك نفاثُ غيب،ٍ وجلاءُ ريب.

قال أكثم: ما خلق لهذا ابن أخيك، إلا أن يضرب العرب قامطة، بيدٍ خابطة، ورجل ٍلابطة، ثم ينعق بهم إلى مرتعٍ مريع، وورد تشريع، فمن اخلولق إليه هداه، ومن اخرورق عنه أرداه.

     وما إن عاد أكثم بن صيفي إلى أبنائه، حتى قصَّ عليهم ما رأى في مكة، ولقائه برسول الله وهو في الرابعة عشرة من عمره، وقال:

     والله إنه لنبي، فإن خرج وأنا فيكم، فإني ناصره، وإن خرج بعد وفاتي، فعليكم اتباعه والمثول لأمره.

    وما إن بُعث النبي صلى الله عليه وسلم حتى خرج إليه أكثم مع أولاده، وقد كان في ذلك الحين طاعناً في السن، فوافته المنية وهم في الطريق، فقال لهم: دعوني وانصرفوا، فالحقوا برسول الله، فقال أحدهم نظل معك حتى ندفنك ونسير اليه، قال لا، أبلغوا رسول الله مني السلام ، ودعوا جسدي للطير أو للدود ، فإنهما يستويان.

      فلما وصلوا إلى رسول الله، بادرهم صل الله عليه وسلم، وقال الآن دفن أباكم، ثم نزلت فيه آية: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء100.

أم معبد تصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

     مر ثلاثة رجال بامرأة عجوز تسكن خيمه في الباديه، وطلبوا منها شيئا يؤكل، فقد أنهكم الجوع وطول السفر، فقالت: والله ما عندي شيء لأقدمه لكم، فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع، فطلب من العجوز أن يحلبها، فقالت له:  إنها شاة عازب (لا لبن فيها)، فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور، فطلب إناءً ليحلب الشاة، وما أن قال: (بسم الله) حتى أمتلأ الضرع بالحليب، فحلبها، ودعا العجوز فشربت، وشرب صحبه، ثم شرب هو آخرهم، وذهب هو وصحبه، وتابعوا سفرهم..

عند المساء جاء زوج العجوز وتفاجأ بوجود اللبن في بيته؛ فسأل زوجته عن مصدر اللبن، فقصت له ما حدث، فقال لها: صفيه لي.. فقالت:

}    ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟلاً ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀﺓ، أبلج الوجه (مشرق)، ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻣﻠﻴﺢ  ﺍﻟﻮﺟﻪ, ليس به نحلة (نحول) وﻟﻢ ﺗﻌﺒﻪ ﺛﺠﻠﺔ،(ضخامة في البطن)، ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين) ﻭﻟﻢ ﺗﺬﺭﻳﻪ ﺻﻌﻠﺔ، (صغر في الرأس)، ﻗﺴﻴﻢ ﻭﺳﻴﻢ، (حسن وضيئ)، ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﺯﺝ ﺃﻗﺮﻥ، ﺃﺣﻮﺭ ﺃﻛﺤﻞ، ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺩﻋﺞ، (شدة السواد وشدة البياض) ﻭﻓﻲ أﺷﻔﺎﺭﻩ ﻭﻃﻒ،(طول شعر العينين)، ﻭﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ صحل، (بحه وحسن)، ﻭﻓﻲ ﻋﻨﻘﻪ ﺳﻄﻊ(طول)، ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻛﺜﺎﺛﺔ، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، ﺇن ﺻﻤﺖ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭ ﺇن ﺗﻜﻠﻢ ﺳﻤﺎ ﻭﻋﻼﻩ ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ، ﺣﻠﻮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ، لا نزر ولا هذر (كلامه وسط لا بالقليل ولا بالكثير)، ﻓﺼﻞ؛ ﻛﺄﻥ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺧﺮﺯﺍﺕ ﻧﻈﻢ ﻳﻨﺤﺪﺭﻥ، ﻓﻬﻮ ﺃﺑﻬﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﻬﺎ، وأجلاهم وﺃﺟﻤﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ, ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ، ﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ (ليس بالطويل ولا بالقصير)، لايأس من طول، ﻭﻻ ﺗﻘﺘﺤﻤﻪ ﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ، ﻏﺼﻦ ﺑﻴﻦ ﻏﺼﻨﻴﻦ، فهو ﺃﻧﻀﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ منظرا، ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﻗﺪﺍ، ﻟﻪ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﻳﺤﻔﻮﻥ ﺑﻪ ﺇن ﺗﻜﻠﻢ اﺳﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻜﻼﻣﻪ، وإن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، ﻓﻬﻮ ﻣﺤﻔﻮﺩ ﻣﺤﺸﻮﺩ، (عنده أصحاب يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وخال من الخراقة).

ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ زوجها: ﻭﻳﻠﻚ! ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ؟! ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﻦ ﻫﻮ؟!. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻫﺬﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺮﻳﺶ! ﻫﺬﺍ ‏(ﻣﺤﻤﺪ)!! ﻓﺒﻜﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﺑﺨﻴﻤﺘﻲ ﻫﻮ ‏(ﻣﺤﻤﺪ) ﻟﺬﺑﺤﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎة، ﻓﺈﻥ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﻷﺩﺧﻠﻦ ﺩﻳﻨﻪ.. ﻗﻴﻞ: ﺍﺳﻤﻬﺎ (ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻴﻒ‏). ﻭﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭ ﺃﺳﻠﻤﺖ..

      هكذا كان وصف المرأة العجوز التي تربت في الباديه.. أم معبد أفضل من وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم، ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺻﻔﺎ ﺃﺩﻕ ﺃﻭ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ  وصف ﺃﻡ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻴﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، على اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻮ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﺗﺄﺩﺑﺎ منهم.

قالوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم

الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بين يدي الرحمن

      روي أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم عندما وصل عرش الرحمن ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه، فناداه رب العزة: لماذا تخلع نعليك؟ فقال الرسول الكريم: إلهي خشيت عاقبة الطرد، ومرارة الرد، وأن يقال لي كما قيل لأخي موسى..

فناداه رب العزة: يا محمد إن كان موسى أراد، فأنت المراد، وإن كان موسى أحب، فأنت المحبوب، وإن كان موسى طلب، فأنت المطلوب، وأنت القريب وأنت الحبيب..  فاسألني ما تحب؟ فإني سميع مجيب..

فقال الرسول الكريم: اللهم إني لا أسالك آمنة التي ولدتني، ولا حليمة التي أرضعتني، ولا فاطمة ابنتي، وإنما أسألك أمتي..

فقال له رب العزة: يا نبي الرحمة ما أشفقك على هذه الأمة!!.. أمتك خلق ضعيف، وأنا رب لطيف، وأنت نبي شريف، ولا يضيع الضعيف بين اللطيف والشريف..  فوعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك؛ شطرين، أنت تقول: أمتي أمتي.. وأنا أقول: رحمتي رحمتي رحمتي..

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم..