منوعات

ترقب وحذر من الفشل… ما حصيلة ثلاثة أيام من المحادثات الغربية الروسية؟

تدخل المفاوضات الغربية الروسية يومها الثالث، فيما لا يبدو للوضع المتوتر بين الطرفين أي انفراج على المدى القريب. الأمر الذي تبرزه لهجة الخطاب التصعيدية، وإصرار كل منهما على دفع الآخر إلى التنازل على مبادئ راسخة لديه، ما يزيد من مخاوف حدوث صدام عسكري.
تخوض روسيا وحلف الناتو مباحثات في العاصمة البلجيكية بروكسيل. (Olivier Hoslet/AFP)

تشهد بروكسيل يوم الأربعاء اجتماعاً بين وفدي حلف شمال الأطلسي وروسيا، في إطار محادثات أطلقها الطرفان منذ ال 10 يناير/كانون الثاني، بهدف الوصول إلى حلول لخفض التوتر المتصاعد بينهما لأشهر.

حلول تبدو للآن بعيدة المنال مع تمترس الطرفين حول مبادئ ينصبونها في خانة “غير القابلة للتفاوض”، مع إصرارهما على دفع الآخر إلى التنازل أولاً. فمن جانب الروس لا محيد عن المطالبة بعدم ضم أوكرانيا إلى الحلف، وإيقاف الحلف كل نشاطاته العسكرية على حدودها، والعودة إلى خارطة الناتو ما قبل 1997. الأمر الذي يرفضه الحلف، معتبراً ذلك تدخلاً في سيادته وفي سيادة الدول المنضوية تحت لوائه وتلك التي تطمح للانضمام.

فيما لاتزال تهديدات حدوث صدام عسكري بين الجانبين قائمة، مع تزايد التوتر في شرق أوكرانيا واحتشاد قوات روسية على حدودها، استعداداً لاجتياحها حسبما يقول الغرب. وتعتبر روسيا المحادثات الجارية آخر محاولة لتحصيل ضمانات أمنية، قبل أن تفتح الأمور على سيناريوهات، تكون الحرب أبرزها.

محادثات بنتائج غامضة

هذا واحتضنت جنيف السويسرية يوم الاثنين، محادثات روسية وأمريكية. حيث وقعت قضية خفض التوتر الدائر في أوكرانيا في قلب ما تم تداوله بين الوفدين. بينما لم تفصح تلك المحادثات عن أي تقدم فيما أقيمت لأجله.

بالنسبة الجانب الأمريكي، فتخلصت مطالبه في سحب روسيا جنودها من الحدود الأوكرانية وتفسير أسباب انتشارها هناك، وإبداء حسن النية بعدم اجتياح أراضي جارتها الشرقية. مطالب بحسب نائب وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، لم تأت روسيا بجديد في ردها عليها.

وقالت شيرمان: “روسيا قالت لنا بالفعل كما قالوا علناً، إنهم لا ينوون الغزو، هذه مجرد مناورات وتمارين، لكنني أود أن أشير إلى أنه لم يُخطر أي شخص عن هذا، ومن المعتاد أن يخطر بعضنا بعضاً بالتمارين إن أمكن ذلك. ويمكنهم إثبات أنهم في الواقع ليس لديهم نية من خلال خفض التصعيد وإعادة القوات إلى الثكنات”.

مضيفة في حديثها عما خلصت إليه المحادثات: “لم نصل إلى مرحلة نكون فيها مستعدين لوضع نص والبدء في الانتقال ذهاباً وإياباً، وبالتالي لا أعتقد أننا نعرف الإجابة (الروسية) على مطالبنا. سنرى ما إذا كانت روسيا تدرك في الواقع أن أفضل طريقة لمتابعة الدبلوماسية هي أن تقلل من تلك التوترات وتهدئة التصعيد”.

ولم يقلل نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، من تبعات وصول المفاوضات إلى نفق مسدود. وحذر الجانب الأمريكي قائلاً: “ندعو الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية معينة في هذه اللحظة. لا ينبغي التقليل من المخاطر المرتبطة بزيادة محتملة في المواجهة”.

مع ذلك أعرب ريابكوف عن تفاؤله بشأن ما دار بين الوفدين، واصفاً إياها بأنها “كانت محادثات صعبة وطويلة ومهنية للغاية وعميقة، دون أي محاولات تجميل أو الالتفاف.. وصلنا إلى انطباع أن الجانب الأمريكي أخذ المقترحات الروسية على محمل الجد، وأجرى دراسة معمقة”.

روسيا والناتو.. من يتراجع أولاً؟

تحتضن بروكسيل يوم الأربعاء مباحثات ساخنة بين موسكو والناتو، في إطار مجلس الناتو-روسيا الذي لم يلتئم منذ سنتين ونصف جراء التوتر المتصاعد بين الجانبين، كان أولها إلغاء الحلف اعتماد ثمانية من الدبلوماسيين الروس لديه، ما ردت عليه موسكو بتعليق عملها في المجلس وطرد بعثته في موسكو.

على الطاولة تدخل روسيا هذه الجولة من المباحثات بملف مطلبي أساسه كبح تمدد الناتو نحو حدودها، بمنع ضمه دول الاتحاد السوفييتي سابقاً وعلى رأسها أوكرانيا محط التوتر المتصاعد، وتلقي تعهدات بإيقاف نشاطها العسكري والاستخباراتي بمنطقة البحر الأسود وحوض دونباس. وتدفع روسيا كذلك برجوع الحلف إلى خارطته ما قبل سنة 1997، أي قبل ضمه دول أوروبا الشرقية التي كانت تنضوي سابقاً تحت حلف وارسو.

مطالبات يرفضها الناتو باعتبارها ضرباً في مبدأ الأبواب المفتوحة الذي يقوم عليه، ومساساً بسياسة الدول الراغبة في الدخول تحت لوائه. بما في ذلك أوكرانيا، التي سبق وأن صرح الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أنه “ليس من حق روسيا تعطيل هذا المسار”.

وأعاد الأمين العام، في لقاءه مع نائب رئيس الوزراء الأوكراني قبيل خوض المباحثات الجارية، التأكيد على أن روسيا “ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية في حال استخدمت مجدداً القوة العسكرية ضد أوكرانيا”. مضيفاً أنه: “ليس من حقها أن تفرض علينا تصنيف حلفاء من الدرجة الثانية”.

المصدر: موقع TRT عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى