منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 97

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية في مصر
39- الْحَاكِم بِأَمْر بِاللَّه أبو العباس أحمد بن أبي علي الحسن
قدم إِلَى مصر فِي يَوْم الْخَمِيس 26 صفر سنة 660هـ
بُويِعَ 8 محرم سنة 661هـ، وهو ابن 15 سنة
وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة 18 جُمَادَى الأولى سنة 701هـ
وَكَانَت خِلَافَته 40 سنة وأشهراً، وبويع بعده ابنه سليمان المستكفي بالله
اسمه ونسبه:
اختلف في نسبه، بين نسابة مصر وبين نسابة الشرفاء العباسيين السلمانيين مع اتفاقهم على أنه من نسل الخليفة الراشد بالله مَنْصُور بن المسترشد الْفضل بن المستظهر أَحْمد بن الْمُقْتَدِي عبد الله ابْن الْأَمِير مُحَمَّد الذَّخِيرَة ولي الْعَهْد بن الْقَائِم بِاللَّه عبد الله بن الْقَادِر بِاللَّه أَحْمد بن الطائع عبد الْكَرِيم بن الْمُطِيع فضل بن المقتدر جَعْفَر بن المعتضد أَحْمد بن الْأَمِير الْمُوفق طَلْحَة – ولي الْعَهْد – ابْن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم مُحَمَّد بن الرشيد هَارُون بن الْمهْدي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله ابْن عَبَّاس بن الْمطلب. العباسي، الْهَاشِمِي.
فالمشهور عند نسابة مصر، أنه أحمد بن أبي علي حسن بن أبي بكر ابن الأمير أبي علي القُبِّى ابن الأمير حسن بن الراشد ابن المسترشد ابن المستظهر (المختصر في أخبار البشر 3/ 215، نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك ص151)
وقيل أحمد بن أبي علي الحسن بن أبي بكر الحسن بن علي القُبِّي بن الراشد بالله منصور (تاريخ الخلفاء ص337، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 6)
وقيل غير ذلك (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 240، ذيل مرآة الزمان 2/ 186، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، ذيل مرآة الزمان 2/ 186، تاريخ الإسلام ت تدمري 48/ 80)
قدوم الحاكم بأمر الله إلى القاهرة وثبوت نسبه:
كان المستنصر باللَّه قد تقدّم الحاكم بأمر الله بثلاثة أيّام إلى القاهرة، فما رَأَى أن يدخل على إثره خوفاً من أن يُمسك، فهرب راجلاً وصحبته زين الدين صالح الأسدي المعروف بابن البنّاء ، وقصدا دمشق، ودلّهما بدويّ من عرب غَزِيَة [غزية: موضع قرب جبلة. وجبلة قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال اللاذقية قرب حلب] ، فاختفيا بالعقيبة، وحصّلا ما يركبان، وقصدا سَلَميَة، وصحبَهما جماعة أتراك، فوجدوا أهل سَلَمِيَة متحصّنين خوفاً من الأمير آقش البرلي، فوقع بينهم مناوشة من حرب، ونجا الحاكم وصاحبه، وقصد البرلي فقبّل البرلي يده، وبايعه هُوَ وكلّ من بحلب، وتوجّهوا إلى حَران، (فبايعه الشَّيْخ شهاب الدّين عَبْد الحليم ابن تَيْمية والد شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وأهل حَران) . وجمع البرلي للحاكم جمعاً كثيراً نحو ألف فارس من التّركمان، وقصدوا عانَة، (تاريخ الإسلام ت تدمري 48/ 81، تاريخ الخلفاء ص337)
وكان صاحب حلب الأمير شمس الدين أقوش لَقَّبَه: الحاكم بأمر الله، وخَطَبَ له، ونَقَشَ اسمه على الدراهم؛ وتولى الخلافة سنة 659هـ وحتى 661هـ. (تاريخ الخلفاء ص336)
فكان تولي الحاكم بِأَمْرِ اللهِ أَحْمَد الخلافة بحلب في حياة الْمُسْتَنْصر بعده بسنة. (تاريخ الخلفاء ص337، تاريخ الإسلام ت تدمري 49/ 5) وَبعدَ سَنَتَيْنِ بُوْيِع الحَاكِم في مصر. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 171)
فلما سَافر الخَلِيْفَة الْمُسْتَنْصر وَصَاحِبُ المَوْصِلِ إِلَى الرّحبَة، ثُمَّ افْترقَا، ثُمَّ وَصل الخَلِيْفَة بِمَنْ مَعَهُ إِلَى مشْهد عَلِيّ، ثمَّ أَتُوا عَانَة وَجَدُوا بِهَا الخليفة الحلبي الحَاكِم فِي سَبْع مائَة نَفْسٍ، فَأَتَى إِلَى المُسْتَنْصِر وَبَايعه، ودخل تحت طاعته، وَنَزَلَ فِي مُخيَّمِه مَعَهُ، وَتَسَلَّمَ الخَلِيْفَة عَانَة، وَأَقطعهَا جَمَاعَةً، ثُمَّ وَصل إِلَى الحَدِيْثَة، فَفَتَحهَا أَهْلُهَا لَهُ، ثم هيت على ما ذكرنا في ترجمة المستنصر (تاريخ الخلفاء ص336، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 171، العبر في خبر من غبر 3/ 298، تاريخ الإسلام ت تدمري 48/ 81)
ثم قدِم الحاكمُ بأمر الله أحمد إلى القاهرةَ ومعه ولدُه وجماعة بعد مقتل المستنصر، يوم الخميس سادس عشر صفر سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة (660هـ)، (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 240، (نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك ص151) وقيل كان قدومه القاهرة في سنة تسع وخمسين وستمائة (659هـ) (المختصر في أخبار البشر 3/ 215)
فأكرمه الْملك الظَّاهِر بيبرس الصَّالِحِي النجمي البندقداري، وأنزله بالبرج الْكَبِير من قلعة الْجَبَل، ورتب لَهُ من الرَّوَاتِب مَا يَكْفِيهِ؛ (تاريخ الإسلام ت تدمري 48/ 80، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 240، تاريخ الخلفاء ص337) فَأَقَامَ على ذَلِك إِلَى ثامن الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة (661هـ) (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 240)
وقيل: أرسل الملك الظاهر إلى بغداد من أحضر له أبو العباس أحمد الملقّب بالإمام الحاكم، وهو ابن خمس عشرة سنة إلى مصر، فالتقاه بدمشق وبايعه، وسيّره إلى مصر. (نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك ص151)
بيعته وخلافته:
وهو التاسع والثلاثون من خلفاء بني العباس (ذيل مرآة الزمان 2/ 186)
وقد أمر الملك الظاهر بعمل شجرة نسب له فعمل، (ذيل مرآة الزمان 2/ 187) وعقد لَهُ الْملك الظَّاهِر مجْلِس الْبيعَة بالإيوان من القلعة، وحضر الإمام الحاكم إلى الإيوان الكبير بقلعة الجبل راكباً وبسط له إلى جانب السلطان وَحضر الْوَزير والقضاة والأمراء وأرباب الدولة والأعيان لمبايعته، وَقُرِئَ نسب الْحَاكِم هَذَا على قَاضِي الْقُضَاة، وَشهد عِنْده جمَاعَة فأثبته، ثمَّ مد يَده فَبَايعهُ بالخلافة، ثمَّ بَايعه السُّلْطَان، ثمَّ الْوَزير، ثمَّ الْأَعْيَان على طبقاتهم. (المختصر في أخبار البشر 3/ 215، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، مورد اللطافة في من ولي الخلافة 1/ 241، ذيل مرآة الزمان 2/ 187، تاريخ الخلفاء ص337)
وخطب لَهُ على الْمِنْبَر. وَكتب السُّلْطَان إِلَى النواب وَإِلَى مُلُوك الأقطار أَن يخطبوا باسمه، وأشرك له الدعاء في الخطبة. ثمَّ أنزلهُ السُّلْطَان الْأَشْرَف خَلِيل بن قلاوون إِلَى مناظر الْكَبْش؛ فأسكنه بهَا، إِلَى أَن مَاتَ (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 241، المختصر في أخبار البشر 3/ 215)
فبُويِعَ الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْعَبَّاس بالخلافة في قلعة الجبل ظاهر القاهرة يوم الخميس تاسع المحرم الْحَرَام سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة (661هـ) وقيل: ثامن محرم بعد ثبوت نسبه على نحو ما ذكرنا (تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، ذيل مرآة الزمان 2/ 186، تاريخ الخلفاء ص337) وكان وصل إلى مصر قبل ذلك بسنة (ذيل مرآة الزمان 2/ 186)
وبايعه الملك الظاهر على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعرف والنهي عن المنكر والجهاد، وأخذ أموال الله بحقها وصرفها في مستحقها، والوفاء بالعهود وإقامة الحدود، وما يجب على الأئمة فعله من أمور الدين، وحراسة المسلمين، فعند ذلك أقبل الخليفة على الملك الظاهر وقلده أمور البلاد والعباد ثم أخذ الناس على اختلاف طبقاتهم في المبايعة فلم يبق أحد ممن يشار إليه من أرباب السيوف والأقلام وغيرهم إلا وبايعه (ذيل مرآة الزمان 2/ 187)
وكان المسلمون بغير خليفة منذ استشهد الإمام المستنصر بالله في أوائل السنة الخالية ولم يلِ الخلافة مَن والده وجده غير خليفة بعد السفاح والمنصور إلا الحاكم هذا فإن والده وجده وجد والده لم يلوا الخلافة (ذيل مرآة الزمان 2/ 186) ولم يكن في آبائه خليفة فيما بينه وبين الراشد. وعمرت بذكره المنابر وزيّنت باسمه السكّة، ولم يزل على هذا الحال أيام الظاهر بيبرس وولديه بعده. ثم أيام الصالح قلاون وابنه الأشرف، وطائفة من دولة ابنه الملك الناصر محمد بن قلاون إلى أن مات سنة إحدى وسبعمائة. (تاريخ ابن خلدون 3/ 665)
ولما كان يوم الجمعة ثاني يوم المبايعة، اجتمع الناس وحضر الرسل إلى الملك بركة وخطب الخليفة بالناس، فقال: الحمد لله الذي أقام لآل العباس ركناً وظهيراً، وجعل لهم من لدنه سلطاناً نصيراً، أحمده على السراء والضراء، وأستعينه على شكر ما أسبع من النعماء، واستنصره على دفع الأعداء ……أيها الناس أعلموا أن الإمامة فرض من فروض الإسلام والجهاد محتوم على جميع الأنام ……….وهذا السلطان الملك الظاهر السيد الأجل العالم العادل المجاهد المؤيد ركن الدنيا والدين قد قام بنصر الإمامة عند قلة الأنصار، وشرد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلال الديار، فأصبحت البيعة باهتمامه منتظمة العقود، والدولة العباسية به متكاثرة الجنود، فبادروا عباد الله إلى شكر هذه النعمة، وأخلصوا نياتكم تنصروا، وقاتلوا أولياء الشيطان تظفروا (ذيل مرآة الزمان 2/ 189، تاريخ الخلفاء ص337) وبقي اسم الخلافة على الإمام الحاكم بأمر الله المذكور ويخطب له على المنابر وتضرب السكة باسمه (ذيل مرآة الزمان 2/ 187)
وفاته:
تُوفِّي أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أحمد بن أبي علي بن أبي بكر بن المسترشد بالله العباسي بمناظر الكبش فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر جُمَادَي الأولى سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة (701هـ) (تاريخ الخلفاء ص340، العبر في خبر من غبر 4/ 4، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 4/ 176، ذيل مرآة الزمان 2/ 188، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 241، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79،شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 6)
فِي سلطنة النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الثَّانِيَة. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 241) وحضر جنازته رجال الدولة من الأمراء والقضاة والأعيان كلهم مشاة. (تاريخ الخلفاء ص340، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 6)
وصلّي عليه العصر بسوق الخيل تحت القلعة (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 6، تاريخ الخلفاء ص340) وتقدم للصلاة عليه الشيخ كريم الدين عبد الكريم الآملي شيخ الصوفية، (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79)
وَدفن بجوار السيدة نفيسة فِي قبَّة بنيت لَهُ. (تاريخ الخلفاء ص340، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 4/ 176، مورد اللطافة 1/ 241، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 7، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي2/ 79) واستمر مدفنهم في هذا المكان. (تاريخ الخلفاء ص340)
وَكَانَت خِلَافَته أَرْبَعِينَ سنة. (العبر في خبر من غبر 4/ 4، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 241، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 7) وقيل: أربعين سنة وأشهراً (مرآة الجنان وعبرة اليقظان 4/ 176، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، ذيل مرآة الزمان 2/ 188، تاريخ الإسلام ت تدمري 48/ 81، تاريخ الخلفاء ص337)
وخلَّف من الأولاد سليمان الذي بويع بعده وغيره. (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79)
وكان الحاكم بأمر الله عهد بالخلافة لولده أبي الربيع سليمان؛ فبويع بعده، ولقب المستكفي بالله. (العبر في خبر من غبر 4/ 4، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 4/ 176، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، تاريخ ابن خلدون 3/ 665، ذيل مرآة الزمان 2/ 188، تاريخ الخلفاء ص340، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 7)
والحاكم هو ثاني خليفة بويع بالديار المصرية وأول خليفة سكنها من بني الْعَبَّاس (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 240) وَ هُوَ أول خليفة دفن بِمصْر من خلفاء بني الْعَبَّاس (تاريخ الخلفاء ص340، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 241، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي 2/ 79، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/ 7)
أعماله وأهم الأحداث في أيامه:

  • في سنة ستين وستمائة (660هـ) توفي الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الدمشقي الإمام في مذهب الشافعي، وله مصنفات جليلة في المذهب، وكانت وفاته بمصر رحمه الله. (المختصر في أخبار البشر 3/ 215)
  • وفي سنة اثنتين وستين (662هـ) انتهت عمارة المدرسة الظاهرية بين القصرين، ورتّب في تدريس الشافعية القاضي تقيّ الدّين محمد بن رزين في الإيوان القبلي ، وفي الإيوان الشمالي مجد الدّين بن العديم، وفي الإيوان الشّرقي فخر الدّين الدّمياطي في تدريس الحديث، وفي الغرب كمال الدّين المحلّي. (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 7/ 533، تاريخ الإسلام ت تدمري 49/ 10، تاريخ الخلفاء ص338)
  • وفي سنة (662هـ) أيضاً زلزلت مصر زلزلة عظيمة. (تاريخ الخلفاء ص338)
  • وفي سنة ثلاث وستين (663هـ) انتصر سلطان المسلمين بالأندلس أبو عبد الله بن الأحمر على الفرنج، واسترجع من أيديهم مدن من جملتها إشبيلية ومرسية. (تاريخ الخلفاء ص338)
    وفي سنة (663هـ) أيضاً كثر الحريق بالقاهرة في عدة مواضع، ووجدت لفائف فيها النار والكبريت على الأسطحة، (تاريخ الخلفاء ص338) وفيها حضر السلطان بحر أشموم، وعمل فيه بنفسه والأمراء، وفيها مات طاغية التتار هولاكو، وملك بعده ابنه أبغا. (تاريخ الخلفاء ص338)
    وفي سنة (663هـ) أيضاً سلطن السلطان ولده الملك السعيد وعمره أربع سنين، وركبه بأبهة الملك في قلعة الجبل، وحمل الغاشية بنفسه بين يدي ولده من باب السر إلى باب السلسلة، ثم عاد وركب إلى القاهرة والأمراء مشاة بين يديه. (تاريخ الخلفاء ص338)
    وفي سنة (663هـ) جدد بالديار المصرية القضاة الأربعة، من كل مذهب قاضٍ، وسبب ذلك توقف القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز عن تنفيذ كثير من الأحكام، وتعطلت الأمور، وأبقى للشافعي النظر في أموال الأيتام، وأمور بيت المال، ثم فعل ذلك بدمشق. (تاريخ الخلفاء ص338)
  • وفي رمضان منها أعني سنة (663هـ) حجب السلطان الخليفة، ومنعه الناس لكون أصحابه كانوا يخرجون إلى البلد ويتكلمون في أمر الدولة. (تاريخ الإسلام ت تدمري 49/ 22، تاريخ الخلفاء ص338)
  • وفي سنة خمس وستين وستمائة (665هـ) أمر السلطان بعمل الجامع بالحسنية، وتم في سنة سبع وستين (667هـ) ، وقرر له خطيب حنفي. (تاريخ الخلفاء ص338)
  • وفي سنة أربع وسبعين (674هـ) وجه السلطان جيشًا إلى النوبة ودنقلة، فانتصروا وأسر ملك النوبة، وأرسل به إلى الملك الظاهر، ووضعت الجزية على أهل دنقلة، ولله الحمد. (تاريخ الإسلام ت تدمري 50/ 18، تاريخ الخلفاء ص338) وأول ما غزيت النوبة في سنة إحدى وثلاثين من الهجرة (31هـ)، غزاها عبد الله بن أبي سرح في خمسة آلاف فارس ولم يفتحها، فهادنهم ورجع، ثم غزيت في زمن هشام، ولم تفتح، ثم في زمن المنصور، ثم غزاها تكن الزنكي، ثم كافور الإخشيدي، ثم ناصر الدولة ابن حمدان، ثم توران شاه أخو السلطان صلاح الدين في سنة ثمانٍ وستين وخمسمائة (568هـ)، ولم تفتح إلا هذا العام. (تاريخ الإسلام ت تدمري 50/ 18، تاريخ الخلفاء ص338)
  • وفي سنة ست وسبعين (676هـ) مات الملك الظاهر بدمشق يوم الخميس ثامن عشرين المحرم، واستقل ابنه الملك السعيد محمد بالسلطنة وله ثماني عشرة سنة. (الوافي بالوفيات 10/ 211، تاريخ الخلفاء ص338، فوات الوفيات 1/ 240)
  • وفيها (676هـ) جمع التقي ابن رزين بين قضاة مصر والقاهرة، وكان قضاء مصر قبل ذلك مفردًا عن قضاء القاهرة، ثم لم يفرد بعد ذلك قضاء مصر عن قضاة القاهرة. (تاريخ الخلفاء ص338)
    وفي سنة ثمانٍ وسبعين (678هـ) خلع الملك السعيد من السلطنة، وسير إلى الكرك سلطانًا بها، فمات من عامه، وولوا مكانه بمصر أخاه بدر الدين سلامش -وله سبع سنين- ولقبوه بالملك العادل وجعلوا أتابكه الأمير سيف الدين قلاوون (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 27/ 425، تاريخ الخلفاء ص338، ذيل مرآة الزمان 4/ 5، تاريخ ابن الوردي 2/ 220، كنز الدرر وجامع الغرر 8/ 229)
    وفي سنة تسع وسبعين (677هـ) يوم عرفة وقع بديار مصر برد كبار وصواعق. (تاريخ الخلفاء ص339)
    وفي سنة ثمانين (680هـ) وصل عسكر التتار إلى الشام، وحصل الرجيف، فخرج السلطان لقتالهم ووقع المصاف، وحصل مقتلة عظيمة، ثم حصل النصر للمسلمين والحمد لله. (تاريخ الخلفاء ص339)
  • وفي سنة ثمانٍ وثمانين (688هـ) في رابع ربيع الآخر أخذ السلطان طرابلس بالسيف، وكانت في أيدي النصارى من سنة ثلاث وخمسمائة (503هـ)، وكان أول فتحها في زمن معاوية، وأنشأ التاج ابن الأثير كتابًا بالبشارة بذلك إلى صاحب اليمن يقول فيه: وكانت الخلفاء والملوك في ذلك الوقت ما فيهم إلا من هو مشغول بنفسه، مكب على مجلس أنسه، يرى السلامة غنيمة، وإذا عَنَّ له وصف الحرب لم يسأل إلا عن طريق الهزيمة، قد بلغ أمله من الرتبة، وقنع بالسكة والخطبة، أموال تنهب، وممالك تذهب، لا يبالون بما سلبوا، وهم كما قيل:
    إن قاتلوا قُتلوا، أو طاردوا طردوا … أو حاربوا حربوا، أو غالبوا غُلبوا
    إلى أن أوجد الله من نصر دينه، وأذل الكفر وشياطينه.
    وذكر بعضهم أن معنى طرابلس باللسان الرومي ثلاثة حصون مجتمعة. (تاريخ الخلفاء ص339، العبر في خبر من غبر 3/ 365)
  • وفي سنة تسع وثمانين (689هـ) مرض السلطان قلاوون ومات في ذي القعدة، وتسلطن ابنه الملك الأشرف صلاح الدين خليل، فأظهر أمر الخليفة، وكان خاملًا في أيام أبيه، حتى إن أباه لم يطلب منه تقليدًا بالملك، فخطب الخليفة بالناس يوم الجمعة، وذكر في خطبته توليته للملك الأشرف أمر الإسلام. (تاريخ الخلفاء ص339، تاريخ الإسلام ت تدمري 51/ 41) ولما فرغ من الخطبة صلى بالناس قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، ثم خطب الخليفة مرة خطبة أخرى جهادية، وذكر بغداد وحرض على أخذها. (تاريخ الخلفاء ص339)
  • وفي سنة ثلاث وتسعين وستمائة (693هـ) قتل السلطان بتروجة، وسلطنوا أخاه محمد بن المنصور، ولقب بالملك الناصر، وله يومئذ تسع سنين، ثم خلع في المحرم سنة أربع وتسعين (694هـ)، وتسلطن كتبغا المنصوري، وتسمى بالملك العادل، وزينت مصر والشام، وله نحو من خمسين سنة يومئذ سبي يوم وقعت حمص من التتار، (تاريخ الخلفاء ص339، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 4/ 167)
  • وفي هذه السنة (694هـ)، دخل في الإسلام قازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ملك التتار وفرح الناس بذلك، وفشا الإسلام في جيشه. (تاريخ الخلفاء ص339)
  • وفي سنة ست وتسعين وستمائة (696هـ) كان السلطان بدمشق، فوثب لاجين على السلطنة وحلف له الأمراء، ولم يختلف عليه اثنان، ولقب الملك المنصور وذلك في صفر، وخلع عليه الخليفة الخلعة السوداء، وكتب له تقليدًا وسيَّر العادل على صرخد نائبًا بها، ثم قتل لاجين في جمادي الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين (698هـ) ، وأعيد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون، وكان منفيًّا بالكرك، فقلده الخليفة، فسير العادل إلى حماة نائبًا بها، فاستمر إلى أن مات سنة اثنتين وسبعمائة (702هـ). (تاريخ الخلفاء ص339)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى