مقالات

التخريب باسم الإسلام !

حسين الهاروني

باحث سوري من الجولان المحتل.
عرض مقالات الكاتب

قامت الدولة الإسلامية في عهد النبوة قلعة للعدل لايمكن اختراقها ،ومثلاً يحتذى في الإدارة والتدبير السياسي والاجتماعي.
ثم قامت بقوة من جديد في العهد الراشدي ،بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاربت الردة وأرست الأمن والعدل في البلاد وبين العباد.

ثم قامت الدولة الأموية العظمى التي امتدت حتى شرق آسيا وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا، ثم قامت الدولة العباسية، ثم الأموية في الاندلس التي امتدت حتى حدود فرنسا، وأيضاً قامت الدولة الزنكية فالأيوبية فالمملوكية والسلجوقية ثم العثمانية، وكلها قامت وفق الشريعة الإسلامية وكان الفكر الإسلامي عماد قيامتها وعصب دولها.

في العصر الحديث وبعد التآمر على الدولة العثمانية وإسقاطها، كان لابد للغرب وعلى رأسه امبراطورية الغطرسة البريطانية من دراسة هذا التاريخ بشكل تفصيلي ،وإيجاد حلول لمحاربة وتدمير هذا الفكر القادر على الحياة والإنبعاث من جديد في كل زمان ومكان والقادر على إقامة الدول وإحيائها وتحفيز الشعوب الخانعة لاسترداد حقوقها وإرادتها، فكان لابد لهم من حل يدمّر هذه الأمة من داخلها بتدمير عقيدتها عصب قيامتها وعقل دولتها وذروة سنام عزتها وكرامتها وجذوة انبعاثها الدائم فكان التفكير ثم التدبير.

هنا ومن خلال ماسمي ب “المتنورين” في بداية القرن العشرين وجلهم من الاقليات تم توريد الايديولوجيات لبلادنا من كل حدب وصوب وتم تمكين الاقليات في الأماكن الاكثر حضوراً في ذلك الوقت كسورية ولبنان وفلسطين وهي البلاد الخارجة من ترهل الدولة العثمانية.
وكان هذا رافداً من روافد الخراب أما عصب الخطة ، فكان الفرق الباطنية المنتسبة للإسلام لكنّ بعضها ليس لها كتلة بشرية كافية للمهمة فكان التفكير بالشيعة ولم يجدوا خيرا من حصان طروادة واتباعه” الخميني” ذو الاصول الهندوسية وفق التسريبات البريطانية نفسها لتربيته وتسمينه وإنزاله كلعنة على الإسلام والمسلمين في إيران ليتمدد وفق رعايتهم وخططهم فينسف الكتلة البشرية الحاملة للرسالة ويسعى لنسف هذه الرسالة نفسها-إن استطاع – بدعوته لدين جديد أصوله وجوهره خروج عن الإسلام وتوليفته من كل الديانات حتى الوثنية منها بينما رداءه الإسلام.

كانت هذه الإمكانية الوحيدة للنجاح لدى بريطانيا وفرنسا والغرب عامة أن يٌهاجَم الإسلام من الداخل،من داخله نفسه و”بمسلمين” ويتم الخراب على ايديهم. ومن نافل القول إنه لايحتاج أن آتي بوثائق لاثبت كلامي هذا، فكلنا يعرف كمّ المؤتمرات والمؤامرات والدراسات والتصريحات والقرارات والتوصيات التي فعلها الغرب ولازال يفعلها إمعاناً في تفتيتنا والقضاء على هويتنا ووجودنا كحضارة وعقيدة ومجتمع.

والتحالف الغربي الصهيوني الإيراني هو بالأصل رعاية غربية صهيونية للأداة المنفذة “إيران” ليس إلاّ، وعند الإنتهاء منها ستُرمى في مزبلة التاريخ.

بريطانيا اليوم تربي “خميني ” عربيا جديداً ليعود في اللحظة التي يختارونها له إلى بلاده العربية في الخليج ،فيتمم المهمة غير المكتملة، وهو الذي ترعاه بريطانيا وترعى ميلشياته وعسكره ومعسكرات تدريبه على الأراضي البريطانية جهاراً نهاراً ،وهناك عشرات بل مئات الفيديوهات لخطبه وتدريباته، وذلك بعد أن فشل الخميني الفارسي في اتمام المهمة بالشكل المطلوب، ولازالت جذوة هذه الأمة حاضرة ولاشك عندي أنه ستتحطم عليها كل هذه المشاريع الشيطانية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى