مقابلات

البشرية في فرن الميكروويف حقًّا لا مبالغة

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

الحقيقة الأخطر من هٰذا العنوان هي أنَّ البشرية ليست وحدها في الميكروويف وإنَّمَا سائر الكائنات الحية علىٰ سطح الكرة الأرضية في الميكروويف.

ولٰكن ما هو الميكروويف؟

لمن يعرفه ولمن لا يعرفه إليك بداية هٰذه البيانات المرعبة عن الميكروويف. الميكروويف هو جهاز يشبه الفرن الكهربائي الصغير، تضع في الطعام أي طعام لمدة أقل من دقيقة وتشغله وتفتح الباب لتخرجه ساخناً في درجة الغليان الذي يحرق الفم. تضم كاس الماء وتشغل الميكروويف لمدة أقل من ربع دقيقة وتخرجه والماء فيه بدرجة الغليان الذي يحرق الفم أيضاً.

يعدونه إنجازاً تقنيًّا حضاريًّا رائعاً. يريح سيدة المنزل من عب التسخين والتحريك وتوسيخ المزيد من الأطباق وهلم جرًّا.

ولٰكنَّ المفاجأة التي انتبه لها الكثيرون في البدايات ولم تعد مثار الانتباه مع كثرة الاستخدام والاعتياد عليه هي أنك عندما طبق لحم مثلاً في الميكروويف تمسك الطبق فلا تجد عليه أي أثر للحرارة، بينما اللحم فيه يحرق الفم حرقاً بالغاً. تناقض عجيب لا يمكن تصديقه. ومثله كأس الماء الذي تضعه في الميكروويف عندما تخرجه تمسك الكأس فلا تجد عليه أي أثر للحرارة بَيْنَما الماء في درجة الغليان الحارق، إلىٰ درجة أنَّ التحذير من عدم الانتباه لم يزل إلىٰ الآن قائماً؛ إياك أن تنخدع ببرودة الكاس وشكل الماء عند إخراجه من الميكروويف.

كيف يمكن أن يكون ذٰلك؟

لا يمكن أن يكون سحراً فالسحر لا يوزع علىٰ الناس هكذا. كيف يسخن اللحم أو الطعام أو الشراب أيًّاكان حَتَّىٰ يغلي والكأس أو الطبق الورقي الموجود فيه لا يتأثر أبداً ولا يحترق بل ولا يسخن؟!

كان الميكروويف قبل وضعه في الأسواق للاستخدام العام مستخدماً لدى أطباء الأسنان علىٰ نحو الخصوص، كانوا يضعون فيه الأدوات الجراحية بعد استخدمها وغسلها فيقتل الميكروبات حَتَّىٰ لا تؤذي المرضى لدى استخدامها ثانية. التقنية هي ذاتها ولٰكنَّهُم طوَّروها لنقل إلىٰ التسويق التجاري. وعندما انتشر الميكروويف في الأسواق سرعان ما ثار هلع المختصين وتواثبوا رعباً من خطر هٰذا الجديد الذي وضع بَيْنَ أيدي الناس، ونشرت بعض المقالات في ذٰلك، ولٰكن سرعان ما تمَّ التعتيم علىٰ الموضوع وانتهت المقالات التي تحذّر من مخاطر هٰذا الجهاز، مثلما حدث مع غيره. وكأنَّ مايسترو الإعلام عمم قرار منع النشر في الموضوع في أرجاء العالم. يبدو أَنَّهُ ثَمَّةَ مايسترو عالمي.

توقف النشر في ذٰلك وتوقفت الدراسات في ذٰلك. ولٰكنَّ الأمر لا يحتاج إلىٰ دراسات. فكر في الموضوع بهدوء في أقل من دقيقة. كيف يمكن تفسير هٰذا التناقض المرعب للعقل البشري؟! تضع سندويشة ملفوفة بورقة، تخرج السندويشة وهي بدرجة الغليان الحارق بَيْنَما الورقة كأَنَّهَا خارج الموضوع. حقيقة الأمر مرعب أكثر مما تتخيلون. إياكم أن تتعاملوا مع الموضوع بأي بساطة. أصلاً لم يخرجوا علينا بدراسات أو أبحاث تبريرية أو تفسيرية لتقلل مخاوفنا من الميكروويف. ولا أظنُّهم يستطيعون ذٰلك لأنَّ صدور مثل هٰذه الدِّراسات التي إن كانت صادقة أو كاذبة ستفتح منصات المناقشة والتكذيب علىٰ مصراعيها، وسيخسر الصانعون المال غير القليل، والضرر والأذى الذي يريدون نشره إن كان مثل هٰذا الموضوع في بالهم ولا أجزم في ذٰلك.

وإليكم الأخطر من ذٰلك الآن.

أرأيتهم إلىٰ هٰذا الميكروويف وما يحتمل أن يحمله من مخاطر إشعاعية علىٰ الطعام الذي يتم تسخينه وعلىٰ البيت الذي يوجد فيه؟!

أرأيتم إلىٰ ذٰلك؟

أنتم، أيها البشر، وسائر الكائنات الحيَّة علىٰ سطح الكرة الأرضية، تعيشون في فرن مماثل له تماماً وربَّمَا يكون أخطر منه بكثير جدًّا. اشتغل هٰذا الميكروويف الذي تعيشون فيه منذ نحو ربع قرن ولم يتوقف، ولن يتوقف، بل وكل نحو عام تزداد طاقاته الإشعاعيَّة تنوًّعاً وانتشاراً وخطراً. لنتابع كيف فرض علىٰ البشرية الكائنات الحية علىٰ سطح الأرض أن تعيش في الميكروويف المفتوح، ولننظر في مدى المخاطر الميكروويفية التي نعيش في قلبها والمخاطر التي نتعرض لها من دون حول ولا قوَّة.

أول أنواع الأمواج الميكروويفية التي فرضت علىٰ البشر كانت الأمواج الراديوية البسيطة التي يعمل الراديو أو المذياع بموجبها بثاً من الإذاعة، واستقبالاً من الراديو. وهٰذه الأشعة هي ذاتها التي ستكون ذاتها في كل ما سيأتي ولٰكن مع زيادة في الكم والنوع والشِّدة والخطر.

منذ البدايات كانت هناك توقعات بوجود مخاطر لهٰذه الموجات الراديوية. ولٰكنَّ أحداً لم يعر الأمر انتباهاً فيما يبدو لسببين واحد منطقي والثاني واقعي يجتمعان كلاهما قلة الانتشار ومحدودية محطات البث.

ثاني الموجات الميكروويفية التي فرضت علىٰ البشرية هي الأمواج الراديوية للبث التلفزيوني. كانت فرحة البشرية باختراع التلفزيون أكبر بكثير من التفكير في المخاطر التي يمكن أن تحمله الموجات الناقلة للبث التلفزيوني.

ومع ذٰلك فنحن في الحالين السابقين أمام محدودية في الضرر والأذى لسببين رئيسين أولهما محدودية البث والاستقبال، وثانيهما أنَّ الجهازين كليهما الراديو والتلفزيوني جازي استقبال سلبي وحسب، ولا يوجد أي تفاعلية في الإرسال والاستقبال. ناهيك عن وجود لاقط الإشارة، الأنتين، الذي يمتص الموجة. لم ينف أحدٌ أن الجسم البشري أو الحي يمتص شيئاً من الموجه، ولٰكنَّ المحدودية كما قلنا ساهمت كثيراً في عدم إيلاء الموضوع أهميَّة ذات شأن.

ثالث الموجات الميكروويفية مرت أيضاً مروراً عابراً من دون انتباه لأَنَّهَا تسللت رويداً رويداً حَتَّىٰ أصبحت فجأة حقيقة مقلقة فوق رؤوسنا وربَّمَا باتت كابوساً يقضُّ بعض المضاجع. فما إن انتشر التلفزيون وصار شبه موجود في كل بيت حَتَّىٰ فوجئناً بالبث التلفزيوني الفضائي عن طريق الأقمار الاصطناعية. الأقمار الاصطناعية كثيرة في سماء الأرض قبل ذٰلك بسنين جدِّ كثيرة، ولٰكنَّهَا كانت لأغراض حكومية خاصَّة، ومع انتشار البث التلفزيوني الفضائي انتبهت الناس إلىٰ وجود الأقمار الاصطناعية. وعلىٰ نحو متسارع صارت الأقمار الاصطناعية بأعداد هائلة في السَّماء حَتَّىٰ إن أي شخص بات بمقدوره أن يرسل قمراً لأغراضه الشخصيَّة…ولا مبالغة في ذٰلك. وكلها تبث أشعتها علىٰ مدار الساعة من دون توقف؛ تصور بالأشعة الحمراء والخضراء الصفراء، وتبث الإنترنت، وتبث الاتصالات، وتبث أشكالاً ألواناً… وكل ذٰلك أشعة أو موجات راديوية.

مثلما كان البث التِّلفزيوني فرحة أنست الناس الكثير، كذٰلك كان البث التِّلفزيوني الفضائي. ومع ذٰلك فإن لاقط الإشارة يتحمَّل كثيراً من الصَّدمة أو الموجات، ولٰكنَّ الموجات موجودة بغضِّ النَّظر عن التَّفاصيل السَّابقة. وإذا ما أضفنا إليها التَّفاصيل السَّابقة بات الأمر واضح المخاطر أكثر.

قبل أن أتابع ولتكون الصورة أوضح أكثر، كثيرون سيعترضون أو يتذرعون بأنَّ البشرية عاشت نحو مئة سنة مع هٰذه الموجات الترددية، الراديوية منذ بدايتها، ونحو خمسين منذ كثرة انتشار الأقمار الاصطناعية، ولم نشاهد هٰذه المخاطر التي تتحدث عنها.

هٰذا تفكير توهمي. المخاطر التي أتحدث عنها، ولم أخترعها من عندي، هي مسألة عملية فوق الشكوك وفوق الشُّبهات، وفاعليتها ليست زلزلة تحدث ثلاث مرات في اليوم بعد الأكل أو قبل الأكل. هي آثار تراكمية تتفاعل مع البنية البشرية بكل مقوماتها بما فيها النفسية، ومنها الجينية أي التي ستكون وراثية. ومقاومة الأجسام البشرية لهٰذه الموجات الراديوية هي تقلل من تأثيرها الصريح المباشر. ولٰكنَّ تتبع الخريطة الزمنية للحالات الطبية والمرضية وخاصة السَّرطانيَّة والحالات الاكتئابيَّة وكثير من الأمراض النَّفسيَّة منذ مئتي سنة إلىٰ الآن يكشف عن مدى تغير الخريطة الصِّحيَّة البشريَّة، ومدى تراجع المقاومة المناعيَّة لدى الإنسان مقارنة مع الأجيال السَّابقة. ناهيكم عن تزايد الحالات السرطانية، وكثرة موت الفجأة، وولادة الكثير من الأمراض والفيروسات التي لم تكن موجودة من قبل… وغير ذٰلك كثير.

رابع الموجات الميكروويفية كانت أيضاً فرحة غامرة للبشرية وهي إمكان أن يحمل المرء هاتفه معه في الجيب أينما حل وارتحل. كأن بؤساً وكدراً للفقراء في البداية، ولٰكنَّهُ صار في كل يد في أرجاء الدنيا تقريباً، بل كثير من البشر لديه هاتفان أو أكثر. وكثير لديه مجموعة الهواتف الخليوية التي مات جيلها… وبقيت بنيتها المادية موجودة في دروج الطاولة أو علىٰ رفوف البيت.

منذ السنوات الأولى لانتشار هاتف الجيب، أو الهاتف الخليوي كشفت الدراسات الكثيرة عن مدى مخاطر الإشعاعات الصادرة عن الجهاز بحدِّ ذاته وعن محطَّات البث التَّرددي من جهة ثانية… الدراسات مؤكد وليست موضع شكوك ولا ارتيابات، علىٰ الأقل علىٰ ضوء الموجات الراديوية السابقة. ولٰكنَّ المشكلة والخطورة الآتن باتت أكبر بأكثر مما نتخيل. كنت لا تقف أمام التلفاز إلا وقتاً محدداً، ولا أمام الراديو، وإذا أطفأت التلفزيون أو الراديو فقد تفاديت كل إمكانات التعرض لهٰذه الموجات الراديوية. والأجهزة السابقة المذكورة مخاطرها محدودة، وتتمتع بإمكانية الاستقبال وحسب. أما مع هاتف الجيب فأنت أمام جهاز يستقبل ويرسل ولا يتوقف عن العمل والبث الإشعاعي علىٰ مدار اليوم كله من دون توقف لحظة. القديم والحديث من هواتف الجيب يبج أن يبقى في حالة بحث دائم عن الشبكة، فيظل في حالة إرسال واستقبال علىٰ مدار الوقت كله. خلاف الراديو والتلفزيون.

الدِّراسات الأولى التي انتشرت حول مخاطر هاتف الجيب مرعبة في حقيقة الأمر. ولٰكن فجأة توقف النشر في هٰذه المخاطر، وانتهت المسألة بحسم من مايسترو الإعلام العالمي. بل جاءت دراسات بالمقلوب تزعم أن هٰذا الهاتف لا مخاطر له وأَنَّهُ تَمَّ تطوير أجيال جديد تمتص الإشعاعات التردية، وتقلل أو تعدم المخاطر وهلم جرًّا. وهٰذا كله كذب لا أساس له من الصحة، فكل جيل جديد يأتي أحقر من الذي قبله في شأن المخاطر لأَنَّهُ يأتي بتقانات جديدة لا يمكن أن تلغي مخاطر الموجات الراديوية بل تزيدها.

خامس الموجات الميكروويفية هي الدليل علىٰ كذب ما زعموه من تطويل هواتف الجيب علىٰ نحو يلغي أو يقلل من المخاطر. ومن باب التصادف وحده وطريقتي في الترتيب أن تكون خامسة الموجات هي تقانة الجيل الخامس من البث اللاسلكي للإنترنت وهواتف الجيب، أي ما يسمى (فايف جي)، الذي أساسه ومشكلته ومصيبته قائمة في أجهزة البث الجديدة العالية المخاطر، والتي أثرت حفيظة الشعوب الأوروبية والأمريكية علىٰ نحو الخصوص لما تعرفه هٰذه الشعوب عن نشر هٰذه التقنية من مخاطر. حَتَّىٰ إن كثيراً من الباحثين والإعلاميين الغربيين ربطوا بَيْنَ نشر الكورونا وأجهزة الجيل الخامس أنواع مختلفة من الربط، منها التعتيم علىٰ نشر الشبكة الجديدة، والتعتيم علىٰ مخاطر الشبكة وأضرارها ونسب ذٰلك كله إلىٰ فيروس الكورونا… وغير ذٰلك أكثر من نوع من الرَّبط.

مخاطر شبكة بث الجيل الخامس، وأتحدث فقط عن المخاطر الصحية، ليست مخاطر سريعة الظهور، وإن كان ذٰلك وارداً لدى حالات معينة من البشر تتسم بمواصفات صحية معينة، وإنَّمَا هٰذه المخاطر تراكمية، أبرزها إتلاف الجهاز المناعي لدى الإنسان، وليس آخرها، ومن المخاطر المحتملة إحداث طفرات بيولوجيَّة في الخريطة الجينيَّة للإنسان، الأفراد بطبيعة الحال، بما يعني انعكاس الخطر مستقبلاً علىٰ الكينونة البشرية بالمجمل وشبه المطلق.

وبذلك باتت البشرية والكائنات الحية علىٰ سطح الكرة الأرضية محاضرة بالأشعة الميكروويفية من سائر الجهات وفي سائر الأماكن… ربَّمَا لا توجد بقعة آهلة من الأرض لا تحاصرها سائر أنواع هٰذه الإشعاعات، حَتَّىٰ باتت البشرية فعلاً لا مجازاً في فرن الميكروويف… وصرت تعرف ماذا يفعل الميكروويف.

ألهذه الدرجة أعماهم جمع المال والأرباح؟

لا يبالون بكل هٰذه المخاطر التي تحيق بالكائنات الحية علىٰ سطح الكرة الأرضية وعلىٰ رأسها البشر!!

نعم، لا يبالون، ولا يؤنبهم ضميرهم أبداً، بل يعتبرون أنفسهم يخدمون البشرية.

ولٰكن هٰذا إذا أخذنا بالاعتبار فقط أَنَّهَا مسألة أرباح وزيادة ثروات.

المصيبة الأكبر والأخطر هي مدى التوافق والانسجام بَيْنَ منجزات التقانة هٰذه وحكومة الظِّل العالميَّة التي تتطلع إلىٰ التَّخلُّص من ثلثي البشريَّة وعلىٰ طاولتها الكير من الخيارات الجهنمية وليس خياراً واحداً، منها خيار القتل المباشر. هٰذه ليست أوهاماً ولا بحال من الأحوال. إنَّهَا حقائق تداعب خيال ثلة من البشر منذ نحو مئتي سنة. إنَّهَا حلم المليار الذهبي الذي لا ينبغي أن يزيد عنه عدد البشر، هٰذا الحلم الذي عمره أكثر من مئتي سنة.

إذن لم يعد وضع البشرية في الميكروويف مسألة مصادفات أو ضرورات التَّطور العلمي، وجشع الأثرياء إلىٰ مزيد من المال ولو ضحوا بأكثر البشر… لا، المسألة باتت أخطر من ذٰلك، باتت جزءاً من سياق عمل منظم يسير بهدوء.

والمصيبة الحقيقة والكبرى أن هٰذا الميكروويف الذي وضعت فيه البشرية والكائنات الحية علىٰ سطح الكرة الأرضية لن يزول، بل سيزداد مع الأيام خطورة وتنوعاً.

والمصيبة الأكبر من ذٰلك كله أنَّ هٰذا الميكروويف هو أقل المخاطر الناجمة عما يرتبط به من مشاريع ومخطَّطات وتطبيقات تسعى حكومة الظل العالمية أو الحكومة الخفية إلىٰ فرضها علىٰ البشرية في غضون السِّنين القادمة وقد بدأت فعليًّا منذ الآن بل من قبل بقيل عمليًّا، ومن قبل بكثير نظريًّا. إياك أن تزن أن هٰذا تفكير مؤامراتي، الوثائق دامغة، وإن كذب الوثائق فالوقائع حقائق. فحسبنا الله ونعم الوكيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى