سياسة

حماس .. والغزل الفاحش بسليماني

باسل المحمد – مدير الأخبار
من يستمع إلى تصريحات المدعو محمود الزهار القيادي في حماس يظن للوهلة الأولى أن هذا الخطاب قادم من حاخامات قم وطهران، أو من زعماء المافيا في جنوب لبنان، ولربما يخطر بباله أيضاً أن هذا الخطاب لمُعمم عراقي يلطم على أحد الأضرحة في كربلاء، أما أن يكون هذا الكلام صادر عمّن يدعون الدفاع عن فلسطين، وينتمون إلى أهل السنة والجماعة فهذا آخر ما يمكن أن يتخيله المستمع إلى كلام محمود الزهار، الذي ساوى بين كبار شهداء الأمة الإسلامية في العصر الحديث كعمر المختار وعزالدين القسام، وبين المجرم قاتل الأطفال قاسم سليماني.
جاء ذلك في كلمة الفصائل الفلسطينية التي ألقاها الزهار خلال حفل أقامته اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي في غزة يوم الاثنين الماضي في الذكرى الثانية لنفوق قاسم سليماني. إذ قال الزهار: “في هذه الذكرى التي تجمعنا نستذكر هؤلاء القادة الكبار من حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها من الفصائل الذين حملوا هم أمتهم الإسلامية ليغيروا من الواقع الذي فرضه الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي على شعوبنا من أمثال: الشيخ عز الدين القسام، والشيخ أحمد ياسين، والدكتور فتحي الشقاقي، وعمر المختار والقائد قاسم سليماني، وقائمةِ الأحرارِ في العالم، هؤلاء الذين صنعوا تاريخًا في غير السياق الذي أراده أعداء الإسلام وأعداءُ العروبةُ وأعداء الإنسان وأعداءُ حركات التحرر العالمية. قتلوا الرجال.. الرجال الذين آمنوا بحتمية النصر، وحتمية زوال الاحتلال، وحتمية الاستعمار والاحتلال الصهيوني على أيديهم أو على أيدي من أعدّوهم لحتمية نهضة الأمة الإسلامية ونهضة كل المظلومين في العالم لتحقيق دورةٍ حضاريةٍ جديدةٍ، يُحترم فيها الإنسان ليكون سعيدًا في وطنه كل الوطن، عزيزًا في أهله وشعبه كلّ الشعب.
وأشار الزهار في تغزله بسليماني إلى أن همه كان تحرير القدس والمقدسات الإسلامية: “في ذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني مؤسس وقائد فيلق القدس، نجتمع اليوم كما في كل مناسبة شهدائنا الأبرار لنجدد عهدنا أن يتحقق أمل ورجاء كل شهيد، والشهيدُ صاحب الذكرى، ليتحقق أملُ شهداءُ فلسطين ولتحرر كل أرض إسلامية، لقد كان الشهيد قاسم سليماني من هؤلاء الذين دعوا إلى هدى الإنسان ونيل حريته والحفاظ على كرامته مهما كلفهم ذلك من تضحيات حتى بالنفس ليكون الأجر والثواب لكل من عمل به لا ينقص ذلك من أجورهم ولا من ثوابهم شيئًا”.

وفي أثناء حديثه ومدحه لسليماني أشاد الزهار بدوره الإجرامي في العراق، معتبراً أن قتله للعراقيين السنة وتهجيرهم من أرضهم هو نوع من أنواع الجهاد، إذ عبّر عن ذلك بقوله: إن القائد قاسم سليماني استشهد في العراق لأنه كان يؤمن أن أرض المسلمين لا تحدها حدود، ولا تمنع تواصلها سدود، مؤكداً أنه دعم المقاومين الذين يدافعون عن ثوابت الأمة”.

وفي سياق حديثه عن بطولات سليماني، لم ينسَ الزهار أن يهاجم الفرحين بمقتله، بل اعتبرهم من شواذ الأمة، وهذا ما أكده بقوله: “وقال الزهار: هذا الطراز الإنساني الكبير في أثره ونتائجه جّسدهُ صاحب الذكرى الشهيد قاسم سليماني الذي اغتالته آلة الصهيونية المسيحية وفرح لهذا الاغتيال الشواذ في تاريخ هذه الأمة من الصهاينة العرب الذين طبّعوا علاقاتهم مع الاحتلال اليهودي لفلسطين والذين لم تتحرك ضمائرهم ولا نخوةُ العروبة والإسلام والإنسانية فيهم ولم يعلموا أنّ الحرية غايةً عظيمةً، نتائُجها على الانسان وعلى الجماعة وعلى الدولة عظيمة، وأنّ الدماء التي تسيل من أجلها إنّما هي زاد الأرض وزاد الانسان الحُرّ العزيز في حياته ومماته”.
ولنا هنا أن نتساءل نحن -ضحايا إجرام سليماني- من هم شواذ الأمة يا سيد “الزهار”. أليس من دمّر حلب وهجّر أهلها هم الشواذ والمجرمون؟ أليس الذي ذبح أطفال حمص والحولة هم الشواذ والمغول؟ أليس الذي جلب القطعان الطائفية من أفغانستان وباكستان وسخرهم لارتكاب أفضع الجرائم بحق أهل السنة في سوريا والعراق هم السفاحون والوحوش؟
بالنهاية ندرك يا “زهار” أن من يدافع عن هؤلاء الشواذ المجرمين ويمجدهم هو أكثر قذارةً وسفالةً من الشواذ أنفسهم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى