منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 93

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الجزء الثالث: الدولة العباسية
36- المستنصر بِاللهِ أبو جعفر مَنْصُوْر ابنُ الظَّاهِر بأمر الله مُحَمَّد ابْنِ النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ أَحْمَد ابن المستضيء
ولد المستنصر بِاللهِ سَنَة 588هـ.
وبُويِعَ لَهُ بالخلافة بعد موت أَبِيه الظَّاهِر يَوْمَ الجُمُعَةِ،13رَجَبٍ سنة 623هـ
تُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة 10 وقيل 20جُمَادَى الْأُخْرَى سنة 640هـ.
فَكَانَت خِلَافَته ودَوْلَتُه 17 سنة، وقيل كَانَت خِلَافَته 16 سنة وَ10 أشهر.
عاش 52 سنة وَ4 أشهر، وقيل : 51 سنة، 4 أشهر و9 أَيَّام
اسمه ونسبه:
المستنصر بِاللهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَبُو جَعْفَرٍ مَنْصُوْر ابنُ الظَّاهِر بأمر الله مُحَمَّد ابْنِ النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ أَحْمَد ابْن المستضيئ بِأَمْرِ اللهِ حسن ابْن المُسْتَنْجِد بِاللهِ يُوْسُف ابْن المُقْتَفِي مُحَمَّد بن المستظهر بن الْمُقْتَدِي العَبَّاسِيُّ، الهَاشِمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، وَاقفُ المُسْتَنْصِرِيَّة الَّتِي لاَ نَظِير لَهَا. ( سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 156، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230)
وَأمه أم ولد تركية. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 156، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230)
مولده:
ولد المستنصر بِاللهِ أَبُو جَعْفَرٍ مَنْصُوْر ابنُ الظَّاهِر سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسمِائة. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 156، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230)
صفاته وسماته الشخصية:
كَانَ المستنصر بِاللهِ أَبُو جَعْفَرٍ مَنْصُوْر أَبْيَضَ بِحُمْرَةٍ، أَزَجَّ الحَاجِبَيْن، أَدعَجَ الْعين، سَهْلَ الخَدَّيْنِ، أَقْنَى، رَحْبَ الصَّدْرِ، أشقر الشّعْر، ضخماً، قَصِيراً. ( سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230) مَليح الصُّوْرَة، عَاقِلاً حَازِماً سَائِساً، ذَا رَأْيٍ وَدَهَاءٍ، وَنُهُوْض بِأَعبَاءِ المُلْك، وَكَانَ جَدُّهُ النَّاصِرُ يُحِبُّه ويقربهُ، ويسميه القَاضِي لِحُبِّه لِلْحقِّ، ولهديه وعقله، وإنكار مَا يجده من الْمُنكر.(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 156، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513)
وَلما شَاب خضب بِالْحِنَّاءِ، ثمَّ ترك الخضاب. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230)
وكان عاقلاً عادلاً لبيباً كريماً كثير الصدقات، وَلما ولى الْخلَافَة نشرَ العَدْلَ، وبذل الْإِنْصَاف، وَبثَّ المَعْرُوفَ، وَأقَام منار الدّين، وقمع المتمردين، وَنشر السّنَن، وكف الْفِتَن، وَحمل النَّاس على أقوم سنَن، وَقَرَّبَ العُلَمَاء وَالصُّلَحَاء، وَبَنَى المَسَاجِد وَالمدَارس وَالرُّبط، وَدُورَ الضِّيَافَة، وَالمَارستَانَات، وعمّر المدارس والمساجد والرباطات القديمة وكان قد تهدّم معظمها، وَأَجرَى العطيَات، وَقمعَ المُتمرِّدَةَ، وَحَمَلَ النَّاسَ عَلَى أَقوم سَنَنٍ، وَعَمَّرَ طُرُقَ الحَاجِّ، وَعَمَّرَ بالحرمين دورًا للمرضى، وبعث إليها الأدوية. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 157، تاريخ مختصر الدول 1/ 253، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513) وَفِي العِيْد خلعَ المُسْتَنْصِر عَلَى أَربَاب دَوْلَته؛ قَالَ ابْنُ السَّاعِي: حُزِرت الخلع بثلاثة عشر ألفًا. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 165)
وكانت دَوْلَتُه جيِّدَةَ التّمكن، وَفِيْهِ عدلٌ فِي الجُمْلَةِ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْس، وَسَلَكَ فِي الْخَيْرِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ سِيرَةَ أَبِيهِ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ بِبَغْدَادَ بِإِفَاضَةِ الْعَدْلِ، وَإِنَّ مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ أَوْ مَظْلَمَةٌ يُطَالِعُ بِهَا، تُقْضَى حَاجَتُهُ، وَتُكْشَفُ مَظْلَمَتُهُ. (الكامل في التاريخ 10/ 414، المختصر في أخبار البشر 3/ 137)
ثُمَّ قَامَ بِأَمر الجِهَاد أَحْسَن قيَامٍ، وَجَمَعَ العَسَاكِر، وَقمع الطغَام، وَبَذَلَ الأَمْوَالَ، وَحفظَ الثُّغُوْر، وَافتَتَح الحُصُون، وَأَطَاعَهُ المُلُوْك. ( سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513)
واسْتَجَدَّ عَسْكَراً كَثِيْراً لَمَّا عَلِمَ بِظُهُوْرِ التَّتَارِ، بِحَيْثُ إِنَّهُ يُقَالَ: بَلغَ عِدَّةُ عَسْكَرِهِ مائَةَ أَلْفٍ، وَفِيْهِ بُعْدٌ، فَلَعَلَّ ذَلِكَ نَمَى فِي طَاعَتِهِ مِنْ مُلُوْكِ مِصْر وَالشَّام وَالجَزِيْرَة، وَكَانَ يُخْطَبُ لَهُ بِالأَندلسِ وَالبِلاَدِ البعيدةِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158)
بيعته وخلافته:
وهو سادس ثلاثينهم، (المختصر في أخبار البشر 3/ 137)

  • لَمَّا تُوُفِّيَ الظَّاهِرُ بِأَمْرِ اللَّهِ، بُويِعَ بِالْخِلَافَةِ ابْنُهُ الْأَكْبَرُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، وَلُقِّبَ الْمُسْتَنْصِرَ بِاللَّهِ. (الكامل في التاريخ 10/ 414، المختصر في أخبار البشر 3/ 137، السلوك لمعرفة دول الملوك 1/ 344، تلقيح فهوم أهل الأثر ص68، السلوك لمعرفة دول الملوك 1/ 344) وعمره عشرُون سنة (السلوك لمعرفة دول الملوك 1/ 344، التاريخ المنصوري = تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان ص116)
    فبُويِعَ الْمُسْتَنْصِرَ بِاللَّهِ بالخلافة يوم مات وَالِده الظَّاهِر يَوْمَ الجُمُعَةِ، ثَالِثَ عَشَرَ رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ (623هـ). البَيْعَةَ الخَاصَّة مِنْ إِخْوَته وَبنِي عَمِّهِ وَأُسرتِه، وَبَايَعَهُ مِنَ الغَدِ الكُبَرَاء وَالعُلَمَاء وَالأُمَرَاء. ( سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 156، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513، تلقيح فهوم أهل الأثر ص68، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230، تاريخ مختصر الدول 1/ 243)
    ولما بويع البيعة العامّة كَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبيَضُ وَبَقيَار أَبيض، وَطَرْحَةُ قَصَب بيضَاء، فَجَلَسَ إِلَى الظُّهْر. ( سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158) ثم ركب للناس ركوباً ظاهراً، واستمرّ على هذه الحالة مدّة طويلة لا يختفي في ركوبه من الناس، وأظهر من العدل وحسن السيرة أضعاف ما أظهره والده، وأفاض من الصدقات ما أربى على من تقدّمه (تاريخ مختصر الدول1/ 243)
    وَأول مَا سمع من الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه: تَعَالَى صلوَات الله عَلَيْهِ نستمد من الله المعونة، هَذِه أول كلمة سَمِعت مِنْهُ عِنْد مبايعته بالخلافة فِي السّنة الْمَذْكُورَة (الكامل في التاريخ 10/ 414، التاريخ المنصوري = تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان ص116)
    فَلَمَّا كَانَ أَوَّلُ جُمُعَةٍ أَتَتْ عَلَى خِلَافَتِهِ، أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ فِي الْمَقْصُورَةِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا الْخُلَفَاءُ، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ الْمُطْبَقَ الَّذِي يَسْلُكُ فِيهِ إِلَيْهَا خَرَابٌ لَا يُمْكِنُ سُلُوكُهُ، فَرَكِبَ فَرَسًا وَسَارَ إِلَى جَامِعِ الْقَصْرِ، ظَاهِرًا يَرَاهُ النَّاسُ بِقَمِيصٍ أَبْيَضَ وَعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ، بِسَكَاكِينَ حَرِيرٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ أَحَدًا يَمْشِي مَعَهُ بَلْ أَمَرَ كُلَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ بِالصَّلَاةِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَسَارَ هُوَ وَمَعَهُ خَادِمَانِ وَرِكَابْدَارُ لَا غَيْرَ، وَكَذَلِكَ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ حَتَّى أُصْلِحَ لَهُ الْمُطْبَقُ. (الكامل في التاريخ 10/ 414)
    وفاته:
    تُوفِّي الْمُسْتَنْصِرَ بِاللَّهِ يَوْم الْجُمُعَة، بُكرَة عَاشر جُمَادَي الْأُخْرَى سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة (640هـ) (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158، تلقيح فهوم أهل الأثر ص68، نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك ص138، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230) وَقيل: مَات فِي الْعشْرين من جُمَادَي الْآخِرَة. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 516)
    فَكَانَتْ خلَافَة الْمُسْتَنْصر ودَوْلَتُه سَبْعَ عَشْرَةَ سنة، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 167) وَقيل: كَانَت خِلَافَته سِتّ عشرَة سنة وَعشرَة أشهر(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 516) وَقيل: كَانَت تسع عشرَة سنة إِلَّا شهرا. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 231) وقيل: نحو ثماني عشرة سنة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 253)
    عَاشَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُراً، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 167) وقيل: إِحْدَى وَخمسين سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَتِسْعَة أَيَّام، وكتم مَوته. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 230) وَقيل: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158) قيل: وَأَرْبَعَة أشهر (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 516)
    وَخُطِبَ له يَوْمَ مَوْتِهِ بالجامع ، وكتمُوا ذَلِكَ، حَتَّى جَاءَ الْأَمِير شرف الدّين إقبال الشَّرَابِيّ الْخَادِم وَمَعَهُ جمع من الخدم إِلَى وَلَدِه المُسْتَعْصِمِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ وَأَقعدُوْهُ فِي سُدَّة الخِلاَفَةِ، وَأُعْلِمَ الوَزِيْر وَأُسْتَاذ الدَّار في الليل، فبايعاه. واستخلف المستعصم ، وَتمّ أمره. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 231) وبويع المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله ببغداد. وفي سنة أربعين وستماية (640 هـ).
    أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
    المدرسة المستنصرية:
    كَانَ الْمُسْتَنْصر رَاغِبًا فِي فعل الْخَيْر، مُجْتَهداً على أَعمال الْبر، وَله فِي ذَلِك آثَار جميلَة، وَهُوَ الَّذِي أنشأ المدرسة المستنصرية الَّتِي لم يبنَ مثلهَا فِي مدارس الْإِسْلَام، فعمّرت على أعظم وصف في صورتها وآلاتها واتساعها وزخرفها وكثرة فقهائها، وَلم يُوجد فِي الْمدَارِس أَكثر كسباً مِنْهَا، وَلَا أَكثر أوقافاً عَلَيْهَا، وَلا أكثر كتباً منها، ورتب فِيهَا الرَّوَاتِب الْحَسَنَة لأهل الْعلم. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 231، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513، تاريخ مختصر الدول 1/ 243)
    وقد بناها على دجلة من الْجَانِب الشَّرْقِي وَهِي بأَرْبعَة مدرسين على الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَعمل فِيهَا مارستاناً، ورتب فِيهَا مطبخاً للفقهاء، ومزملة للْمَاء الْبَارِد، ورتب لبيوت الْفُقَهَاء الْحصْر والبسط وَالزَّيْت وَالْوَرق والحبر، ورتب فِيهَا الْخبز وَاللَّحم والحلوى والفواكه وَكِسْوَة الشتَاء وَكِسْوَة الصَّيف، وَجعل فِيهَا ثَلَاثِينَ يَتِيماً ووقف على ذَلِك ضيَاعًا وقرى كَثِيرَة سردها الذَّهَبِيّ وَغَيره، وَلكُل فَقِيه فِي الشَّهْر دِينَار. .(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 514)
    وَشرع فِي عمارتها سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة (625هـ) وَدَامَ البِنَاءُ خَمْس سِنِيْنَ، وَكَانَ مشدّ العمَارَةِ أُسْتَاذ دَارِ الخَلِيْفَةِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 159، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 514) وأتمها فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة (631هـ)
    وَأُديرت المُسْتَنْصِرِيَّة بِبَغْدَادَ، وَلاَ نَظيرَ لَهَا فِي الحُسْنِ وَالسَّعَة، وَكَثْرَةِ الأوقاف، بها مئتان وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ فَقِيْهاً، وَأَرْبَعَةُ مُدَّرِسِيْنَ، وَشَيْخٌ لِلْحَدِيْثِ، وَشَيْخٌ لِلطِبِّ، وَشَيْخٌ لِلنَّحْوِ، وَشَيْخٌ لِلْفَرَائِضِ، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 163، تاريخ مختصر الدول 1/ 243، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 514) وَنقل إِلَيْهَا الْكتب النفيسة.(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 514) وَبيعت كُتب العِلْم فِي أَيَّامِهِ بِأَغلَى الأَثَمَان لِرَغبته فِيْهَا، وَلوَقفِهَا. ( سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158)
    ورتّب لهم من المشاهرات والخبز، والطعام في كل يوم ما يكفي كل فقيه ويفضل عنه، وبنى لهم داخل المدرسة حمّاماً خاصاً للفقهاء، وطبيباً خاصاً يتردّد إليهم في بكرة كل يوم يفتقدهم، ومخزناً فيه كل ما يحتاج إليه من أنواع ما يطبخ من الأطعمة، ومخزناً آخر فيه أنواع الاشربة والادوية. (تاريخ مختصر الدول 1/ 243)
    وكان غَلال مَا وقف عَلَيْهِمَا فِي كل عَام أَزيدَ مِنْ سَبْعِيْنَ أَلْفَ مِثْقَالٍ ذَهَبا ، وَلَعَلَّ قِيمَةَ مَا وَقَفَ عَلَيْهَا يُسَاوِي أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 163، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 514)
    وَكَانَ لِلمُسْتَنْصِرِ مَنْظَرَةٌ يَجْلِسُ فِيْهَا يَسْمَعُ دُروسَ المُسْتَنْصِرِيَّة، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 167)
    ومن شدّة غرامه بمدرسته أعمر لصقها بستاناً خاصاً له فقلّ ما يمضي يومٌ إلّا ويأتي البستان يتنزه فيه، ويقرب من شباك مفتح في إيوان المدرسة، ينظر إلى البستان، وعليه ستر فيجلس وراء الستر وينظر إلى المدرسة ويشاهد أحوالها وأحوال الفقهاء، ويشرف عليهم، ويتفقد أحوالهم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 253)
    التتار:
  • فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ (624هـ): التقَى خُوَارِزْم شَاه التَّتَار بِبلاَد أَصْبَهَانَ فَهَزمَهُم وَمَزَّقَهُم، ثُمَّ تَنَاخَوْا وَكرُّوا عَلَيْهِ، فَانْفلَّ جَمعُه، وَبَقِيَ فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَارِساً وَأُحِيْطَ بِهِ، فَخَرَقهُم عَلَى حَمِيَّة، فَكَانَتْ وقعة مُنْكئَة لِلْفَرِيقَينِ، وَتَحَصَّنَ خُوَارِزْم شَاه بِأَصْبَهَانَ، وقفل طَاغِيَةُ التَّتَار جنكزخان من الممالك الغربية الى منازله القديمة الشرقية، ثم رحل من هناك إلى بلاد تنكوت [تنكوت بلاد شرقي التبت وغربي نهر الصين المسمى النهر الأصفر] وهنالك عرض له مرض، ولما اشتد مرضه استدعى أولاده وأوصاهم، وجعل وليّ عهده ابنه أوكتاي وبعد فراغه من الوصية اشتد وجعه ومات. (تاريخ مختصر الدول 1/ 244) وَتسلطن بَعْدَهُ ابْنه أوكتاي. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158)
  • وَمَاتَ القَان جنكزجان ، طَاغِيَةُ التَّتَار لأربع مضين من شهر رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة (624هـ) (تاريخ مختصر الدول 1/ 244، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158) وَكَانَتْ أَيَّامُهُ المشؤومَةُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 158) وقيل ملك اثنتين وعشرين سنة، وعمَّر ستاً وستين سنة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 244)
  • أما الأمراء فانتخبوا من بناتهم الأبكار الصالحات لخدمة القان أربعين بنتاً، وحملوهنّ مزيّنات بالحليّ الفاخرة، والخيول الرائعة إلى خدمته. ولما فرغ من هذه الأمور صرف همته إلى ضبط الممالك، وجهّز جورماغون في ثلثين ألف فارس، وسيّرهم الى ناحية خراسان، وأنفذ سنتاي بهادر في مثل ذلك العسكر إلى جانب قفجاق وسقسين وبلغار، وجماعة أخرى إلى التبّت، وقصد هو بنفسه بلاد الخطا. (تاريخ مختصر الدول 1/ 245)
  • وَكَانَتْ فرقة في التتار أبعدهم جَنْكِز خَان، وَغَضِبَ عَلَيْهِم، فَأَتَوا خُرَاسَان، فَوَجَدُوهَا بلاَقع، فَقصدُوا الرَّيَّ فَالتقَاهُم خُوَارِزْم شَاه مَرَّتين وَيَنهزِمُ، فَنَازلُوا أَصْبَهَان، ثُمَّ أَقْبَلَ خُوَارِزْم شَاه، وَخرق التَّتَار، وَدَخَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَأَهْلُهَا مِنْ أَشجعِ الرِّجَالِ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِم فَهَزم التَّتَارَ وَطَحَنَهُم، وَسَارَ خَلْفَهُم إِلَى الرَّيِّ قَتْلاً وَأَسْراً، ثُمَّ أَتَتْهُ رسلٌ مِنَ القَانِ بِأَنَّ هَؤُلاَءِ أبعدناهم، فاطمأن لذلك وعاد إِلَى تِبْرِيْز. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 159)
  • وَفِي رَجَبٍ سَنَةِ (628هـ) كسرَ التَّتَار خُوَارِزْم شَاه وتفرق جمعه وذاق الذُّلّ؛ وَذَاكَ أَن خُوَارِزْم شَاه لَمَّا انْهَزَم فِي العَامِ المَاضِي، بعثَت الإِسْمَاعِيْلِيَّة (فرقة من فرق الشيعة الباطنية، ومنهم حكام مصر العبيديون) تُعَرِّف التَّتَار ضَعْفه، فَسَارعت طَائِفَةٌ تَقصدهُ بتورِيز فَلَمْ يَقدم عَلَى الملتقَى، وَأَخَذُوا مَرَاغَة وَعَاثُوا، وَتَقَهْقَرَ هُوَ إِلَى آمد فَكبَسَته التَّتَار، وَتَفرَّقَ جَمْعُهُ فِي كُلِّ جهَة، وَطَمِعَ فِيهِم الفَلاَّحُوْنَ وَالكُرْد، وَأَخَذت التَّتَار إِسعَرد بِالأَمَان، ثُمَّ غَدَرُوا كَعوَائِدِهِم، ثُمَّ طَنْزَة وَبلاَد نَصِيْبِيْن.(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 161)
  • وفي سنة ثلث وثلثين وستمائة (633هـ) غزا التاتار بلد اربل وعبروا الى بلد نينوى ونزلوا على ساقية قرية ترجلى وكرمليس، فهرب أهل كرمليس ودخلوا بيعتها وكان لها بابان فدخلها المغول وقعد أميران منهم كل واحد على باب وأذنوا للناس في الخروج عن البيعة فمن خرج من أحد بابيها قتلوه، ومن خرج من الباب الآخر أطلقه الأمير الذي على ذلك الباب وأبقاه فتعجب الناس لذلك. (تاريخ مختصر الدول 1/ 249)
  • وفي سنة أربع وثلثين (634هـ) في شهر شوّال غزا التاتار بلد أربل وهرب أهل المدينة إلى قلعتها. فحاصروها أربعين يوماً ثم أعطوا مالاً فرحلوا عنها، ثم غزا التاتار العراق ووصلوا الى تخوم بغداد الى موضع يسمّى زنكاباذ وإلى سرّمرّأى. فخرج إليهم مجاهد الدين الدويدار وشرف الدين إقبال الشرابيّ في عساكرهما فلقوا المغول وهزموهم وخافوا من عودهم فنصبوا المنجنيقات على سور بغداد. وفي آخر هذه السنة عاد التاتار إلى بغداد ووصلوا إلى خانقين فلقيهم جيوش بغداد فانكسروا وعادوا منهزمين إلى بغداد، بعد أن قتل منهم خلق كثير، وغنم المغول غنيمة عظيمة وعادوا. (تاريخ مختصر الدول 1/ 251)
  • وفي سنة سبع وثلثين وستمائة (637هـ) جهز السلطان غياث الدين جيوشاً إلى أرمينية، فامتنع المغول من الدخول إلى بلد الروم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 253)
  • وفي سنة أربعين وستمائة (640هـ) سار السلطان غياث الدين كيخسروا إلى أرمينية في جمع كثيف، وجهاز لم يتجهز أحد مثله في عساكره وعساكر اليونانيين والفرنج والكرج والأرمن والعرب لمحاربة التاتار، فالتقى العسكران، وأوّل وهلة أدبر المسلمون ومن معهم من الجيوش النصرانية وولوا هاربين، فانهزم السلطان مبهوتاً، فأخذ نساءه وأولاده من قيساريّة وسار إلى مدينة أنقورة فتحصن بها. وأقام المغول يومهم ذلك مكانهم ولم يقدموا على التقدم، وظنوا أن هناك كميناً، إذ لم يروا قتالاً يوجب هزيمتهم، وهم في تلك الكثرة من الأمم المختلفة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 252)
  • وكان للظاهر ولد آخر يقال له الخَفَاجِيّ أخو المستنصر، في غاية الشجاعة، مِنَ الأَبْطَال يَقُوْلُ: إِنْ وَليتُ، لأَعبُرنَّ بِالجَيْش جَيْحُونَ، وَأَسْترد البِلاَد، وَاسْتَأْصل التَّتَار، فَلَمَّا مَاتَ المُسْتَنْصِر زَوَاهُ الدُّوَيْدَار وَالشَّرَابِيّ عَنِ الخِلاَفَةِ خَوْفاً مِنْ بَأْسِه، وبقي حياً حتى أخذت التتر بغداد، وقتل. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 16/ 375، المختصر في أخبار البشر 3/ 137)
    الفرنج:
  • استولَى الفِرَنْج عَلَى صَيْدَا، وَقَوِيَت نفوسهم، وجاءهم ملك الألمان الأَنبرُوْرُ وَقَدِ اسْتولَى عَلَى قُبرس، فَكَاتَبَهُ الكَامِلُ لِيعينه عَلَى النَّاصِرِ، وَخَافَتْهُ مُلُوْكُ السّوَاحلِ وَالمُسْلِمُوْنَ، فَكَاتَبَ مُلُوْكُ الفِرَنْجِ الكَامِلَ بِأَنَّهُم يُمْسِكُوْن الأَنبرُوْر، فَبَعَثَ وَأَوْقَفَهُ عَلَى عَزْمِهِم فَعَرفَهَا لِلكَامِلِ، وَأَجَابَهُ إِلَى هَوَاهُ، وَتردَّدتِ المرَاسلاَت، وَخضع الأَنبرُوْر، وَقَالَ: أَنَا عَتِيْقُكَ وَإِنْ أَنَا رَجَعت خَائِباً انْكَسَرت حُرمتِي، وَهَذِهِ القُدْس أَصلُ دِيْنِنَا وَهِيَ خرَابَةٌ، وَلاَ دَخَلَ لَهَا، فَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِقصبَةِ البَلَدِ وَأَنَا أَحْمِلُ مَحْصُوْلَهَا إِلَى خزَانَتِكَ، فَلاَنَ لِذَلِكَ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 160)
  • وفي سنة خمس وعشرين وستمائة (625هـ) تردّدت الرسل بين الفرنج والملك الكامل في طلب الصلح، فاتفق على تسليم البيت المقدّس إلى الفرنج، فتسلّموه ومواضع كثيرة أخر من بلاد الساحل – فَواغوثَاهُ بِاللهِ- وإنما أجابهم الكامل لما رأى من كثرة عساكرهم، وأمداد البحر لهم بالرجال والأموال، فخاف على بلاده أن تؤخذ منه عَنوة فأرضاهم بذلك. (تاريخ مختصر الدول 1/ 244) وَأَتبعَ ذَلِكَ بِحصَارِ دِمَشْقَ، وَأَذِيَّة الرَّعِيَّة، وَجَرَتْ بَيْنهُم وَقعَاتٌ، مِنْهَا وَقْعَةٌ قُتِلَ فيها خلق من الفريقين، وأحرقت الحواضر، وزحفوا عَلَى دِمَشْقَ مرَاراً، وَاشتدَّ الغلاَء، وَدَام البَلاَء أَشْهُراً، ثُمَّ قَنِعَ النَّاصِر بِالكَرَك وَنَابُلُس وَالغُوْر، وَسلّم الكَامِل دِمَشْق لِلأَشْرَف، وَعُوِّضَ عَنْهَا بِحَرَّانَ والرقة ورأس عين، ثُمَّ حَاصرُوا الأَمْجَدَ بِبَعْلَبَكَّ، وَرَمَوْهَا بِالمَجَانِيْقِ، وَأُخِذَت، فَتحوَّلَ الأَمْجَدُ إِلَى دَارِهِ بِدِمَشْقَ؛ وَنَازل خُوَارِزْم شَاه خِلاَطَ بِأَوبَاشه وَبَدَّعَ وَأَخَذَ حَيْنَةَ وقتل أهلها. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 160)
  • وفي أوائل سنة سبع وعشرين وستمائة (627هـ) نزل السلطان جلال الدين خوارزمشاه على خلاط وحاصرها اشدّ حصار، وشتّى عليها ونصب عليها عشرين منجنيقا على ناحية البحر، وفيها أخو الملك الأشرف تقي الدين عباس، ومجير الدين يعقوب، والأمير حسام الدين القيمريّ، وعزّ الدين أيبك مملوك الأشرف. فدام الحصار على أهل خلاط واشتدّ حتى أكلوا لحوم الكلاب وبلغ الخبز كل رطل بالشاميّ بدينار مصريّ فتسلّم خوارزمشاه المدينة والقلعة، وانهزم حسام الدين القيمري وأفلت على فرس وحده، ومضى إلى قلعة قيمر، ثم تجهّز إلى خدمة الملك الأشرف إلى الرقّة وأقام عزّ الدين أيبك، وتقيّ الدين، ومجير الدين، مع خوارزمشاه يركبون معه ويلعبون بالكرة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 245)
  • وَفِي سَنَةِ (627هـ): هَزمَ الأَشْرَفُ وَصَاحِبُ الرُّوْمِ جَلاَلَ الدِّيْنِ خُوَارِزْم شَاه، وَتَمَزَّقَ جَمْعُهُ، وَاسْتردَّ الأَشْرَفُ خلاط. (سير النبلاء ط الرسالة 23/ 161)
    أحداث أخرى:
  • في سنة (623هـ) سار علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان صاحب بلاد الروم إلى بلاد الملك المسعود الأرتكي صاحب آمد، فنزل كيقباذ بملطية، وهي من بلاد كيقباذ، وأرسل عسكراً ففتحوا حصن منصور وحصن الكختا، وكانا لصاحب آمد المذكور. (المختصر في أخبار البشر 3/ 137)
  • في خامس عشر ذي الحجة سنة (623هـ) نازل جلال الدين مدينة خلاط، وهي للملك الأشرف وبها نائبه حسام الدين علي الحاجب، وهي منازلته الثانية، وجرى بينهم قتال شديد، وأدركه البرد فرحل عنها في السنة المذكورة. (المختصر في أخبار البشر 3/ 137)
    وَفِي سَنَةِ 628 أُسِّسَتْ دَارُ الحَدِيْثِ الأَشْرفِيَّةِ بِدِمَشْقَ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 161)
  • وفي سنة احدى وثلثين وستمائة (631هـ) مات ناصر الدين محمود بن القاهر بن نور الدين صاحب الموصل ووصل التقليد من الخليفة لبدر الدين لؤلؤ بالولاية فخطب له على المنابر بالسلطنة.
  • وفي سنة اثنتين وثلثين (632هـ) حصر السلطان علاء الدين مدينة الرها وملكها عنوة فدخلها الروميّون ووضعوا السيف بها ثلثة ايام وقتلوا النصارى والمسلمين فتكاً ونهباً فأصبح الرهاويّون فقراء لا يملكون شيئا ونهبت البيع وأخذ ما فيها من الكتب والصلبان وآلات الذهب والنقرة، وحمل أهل حرّان مفاتيح قلعتها فملكوها هدنة وملكوا الرقّة والبيرة أيضا. فلما عاد عنها عسكر الروم، قصد الملك الكامل الرها وحاصرها أربعة أشهر ثم ملكها وهدم برجاً كبيراً من أبرجة قلعتها وحمل من وجد بها من الروميين كل اثنين على جمل وبعث بهم الى مصر مقيّدين. (تاريخ مختصر الدول 1/ 249)
  • وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ (632هـ) أيضاً أَمر الْمُسْتَنْصر بِضَرْب الدَّرَاهِم الفضية ليعامل بهَا بَدَلا عَن قراضة الذَّهَب فَجَلَسَ الْوَزير وأحضر الْوُلَاة والتجار والصيارفة وفرشت الأنطاع وأفرغ عَلَيْهَا الدَّرَاهِم وَقَالَ الْوَزير قد رسم مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بمعاملتكم بِهَذِهِ الدَّرَاهِم عوضا عَن قراضة الذَّهَب رفقَاً بكم وإنقاذَاً لكم من التَّعَامُل بالحرام، وَمن الصّرْف الرِّبَوِيّ، فأعلنوا الدُّعَاء لَهُ ثمَّ أديرت وسعرت كل عشرَة دَرَاهِم بِدِينَار (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 513)
  • وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ (632هـ) أيضاً ختم القرآن عبد الله ابن المستنصر باللَّه، وهو المستعصمُ الّذِي قتلته التّتار، ختم عَلَى مؤدِّبه أَبِي المظفّر عَلِيّ بن النَّيَّار، فعُمِلت دعوةٌ هائلة غرمَ عليها عشرة آلاف دينار، وأعطى ابن النّيّار شيئًا كثيراً، من ذلك: ألف دينار، وخلع عديدة (تاريخ الإسلام ت تدمري 46/ 10)
  • وفي سنة خمس وثلثين وستمائة (635هـ) توفّي الملك الأشرف بن الملك العادل بن أيوب بدمشق وكان عمره ستين سنة وكان كريما سخياً مقبلاً على التمتع بالدنيا ولذاتها، يزجي أوقاته برفاهية من العيش. ومات أيضاً في هذه السنة الملك الكامل بن الملك العادل بن أيوب صاحب مصر بدمشق ودفن بها وكان عمره سبعين سنة وكان عاقلاً فاضلاً حسن السياسة كثير الاصابة، سديد الرأي، شديد الهيبة، عظيم الهمّة، محبا للفضائل وأهلها. (تاريخ مختصر الدول 1/ 250)
  • وقدم رسول محمد بن هود الأندلس بِأَنَّهُ تَمَلَّكَ أَكْثَر المَغْرِب وَخَطَبَ بِهَا لِلمُسْتَنْصِر، فَكُتِبَ لَهُ تَقليدٌ بِسلطنَةِ تِلْكَ الدِّيَار، وَنفذت إِلَيْهِ الخِلَعُ وَاللِّوَاء. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 23/ 161)
  • وفي سنة ثماني وثلثين وستمائة (638هـ) ظهر ببلد اماسيا من اعمال الروم رجل تركمانيّ ادّعى النبوّة وسمّى نفسه بابا، فاستغوى جماعة من العامة بما كان يخيل إليهم من الحيل والمخاريق. (تاريخ مختصر الدول 1/ 251) وكان له مريد اسمه اسحق يتزيّا بزيّ المشايخ فأنفذه الى أطراف الروم ليدعو التركمانيين الى المصير إليه. فوافى اسحق هذا بلد سميساط وأظهر الدعوة لبابا فاتبعه خلق كثير من التركمان خصوصاً، وكثف جمعه وبلغ عدد من معه ستة آلاف فارس غير الرجالة، فحاربوا من خالفهم، ولم يقل كما يقولون لا إله الّا الله بابا رسول الله فقتلوا خلقاً كثيراً من المسلمين والنصارى من أهل حصن منصور وكاختين وكركر وسميساط وبلد ملطية ممن لم يتبعهم وكانوا يهزمون كلّ من لقيهم من العسكر حتى وصلوا الى أماسيا. فانفذ إليهم السلطان غياث الدين جيشا فيه جماعة من الفرنج الذين في خدمته فحاربوهم وكان الجند المسلمون لم يتجرءوا عليهم ويحجموا عنهم لما توهموا منهم. فأخّر الفرنج المسلمين وتولّوا بأنفسهم محاربة الخوارج فكشفوهم ورموا فيهم السيف وقتلوهم طرّا وأسروا الشيخين بابا واسحق فضرب عنقاهما وكفوا الناس شرهم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 251)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى