تحقيقات

للمرة الثانية منظمة الأمل تستجيب لتقرير رسالة بوست وتوزع مساعداتها في جبل الزاوية ..!

فيصل عكلة – رسالة بوست

بعد غياب طويل من المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال الغربي لسورية  عن مساعدة مئتي ألف مدني يعيشون في جبل الزاوية رغم المناشدات التي تأتي من المجالس المدنية والمدنيين الذين يعانون من الغلاء والجفاف والقصف.

و بعد التقرير الذي نشرته رسالة بوست عن الوضع المأساوي للمدنيين في الجبل، استجابت منظمة أمل الإنسانية  و قامت بتوزيع سلل إغاثية في ست قرى منكوبة ،وعلى تماس مع قوات النظام، و هي أباين و البارة و كنصفرة و قوقفين و أرنبة و الموزرة ، ووعدت بمشروع جديد يغطي المزيد من البلدات ..

خلال تواصلنا مع أحد مسؤولي منظمة الأمل السيد عامر الخطاب ،قال: إنه كان هناك استجابة للنداء الذي أطلقه موقع رسالة .بوست للفت أنظار المنظمات نحو جبل الزاوية و أدرجناه ضمن المناطق المستهدفة في التنفيذ و ايصال المساعدات .

و أضاف الخطاب أن هدف المشروع كان ايصال المساعدات لعشرة آلاف عائلة، و شمل مناطق مخيمات الشمال وعفرين  ،والباب و استطعنا الوصول إلى ما يزيد عن ثمانية آلاف عائلة صمن حملة الأمل في عامها الثامن على التوالي ،والتي تهدف لتأمين في كل عام المواد الغذائية ،و حقائب الألبسة الشتوية، ومواد التدفئة للمحتاجين و المهجرين في الشمال السوري، وسنعمل إن شاء الله على استكمال المشروع في الأيام القادمة .

حال  المدنيين في الجبل موزعين على أربع وثلاثين بلدة ،ويتركز القسم الأكبر منهم في البلدات التي تكون بعيدة عن خطوط التماس مع قوات النظام، لمعرفة أعداد العائلات التقينا عبد الغني العريان رئيس المجلس المحلي في بلدة بليون التي تتوسط الجبل والتي حدثت فيها مجزرة للجنود الأتراك قبل عامين بعد قصف الطيران الروسي، سألناه عن أعداد المدنيين فقال :

في القرى المحاذية لخط التماس مثل البارة يوجد 900 عائلة وهذه البلدة غير مخدمة من قبل أي منظمة، كنصفرة 350 عائلة، موزرة 400 عائلة، عين لاروز 500 عائلة، قوقفين 300 عائلة، أرنبة 300 عائلة، جوزف 1000عائلة، معراتة 1000عائلة، بليون 550 عائلة.وأن جميع هذه البلدات تعاني من غياب المنظمات الانسانية والإغاثية بشكل شبه كامل، حيث تحضر بعض المنظمات بشكل خجول كل ثلاثة شهور أو أربعة لتحضر معها بعض الدعم ولكن بعيدًا عن بلدات التماس بحجة الخطر .

الحالة الطبية في الجبل صعبة ذلك ما وضحه الممرض العامل في نقطة بليون الطبية عدنان الشيخ علي عن الخدمات الطبية المتوفرة في مناطق الجبل فأجاب:

الوضع الطبي في الجبل صعب جدًا وسط غياب النقاط والمراكز الطبية حيث لا توجد أية نقطة طبية مدعومة من المنظمات، وعليه فإن أي جرح كبير أو تسمم أو أي حالة حرجة يضطر الكادر الطبي لنقلها إلى شمالي M4 أي مشافي مدينة إدلب لمعالجتها وتبعد عن جبل الزاوية ما بين عشرين إلى ثلاثين كيلومتروخاصة بعد أن قام طيران النظام بتدمير مشفى كيوان وهو المشفى الأكبر في الجبل. و إن تكلفة الدواء أمست باهظة جدًا ولا سيما على المرضى المزمنين الذين يحتاجون لأخذ الدواء بشكل دائم ( السكر، الضغط) والمريض منهم يحتاج إلى ما يعادل ثلاثمائة ليرة تركية شهريًا.

التعليم في الجبل  بدون دعم ، المعلم المتطوع في بلدة بليون سألناه عن حالة المدارس ودعم المدرسين فقال:

المدارس هنا تعاني كما باقي القطاعات قلة الدعم وخاصة الحلقة الدراسة الثانية والثالثة، حيث تدعم بعض المنظمات الحلقة الابتدائية الأولى من الصف الأول حتى الرابع والمدرسون هنا كلهمادت

متطوعون ويحتاجون بعض الدعم لأنهم مسؤولون عن عائلة وأولاد ومصاريف متنوعة وهم يقدمون خدمات التعليم لكل الطلاب.

 الثروة النباتية والحيوانية في الجبل ليست بأفضل حال وللإطلاع عليها قصدنا  مسؤول الجمعية الفلاحية عثمان علي العمر الذي حدثنا عن الزراعة: الثروة الحيوانية هنا ومنذ السنة الماضية في تدهور مستمر حيث تعرضت المنطقة للجفاف وانعكس ذلك على الثروة الحيوانية وتسبب  في غلاء العلف حيث وصل كيلو (التبن) إلى خمس ليرات تركية وتضاعف سعر الشعير والبرسيم حتى وصل ثمن كيس العلف ذو 25 كغ إلى خمسة وثلاثين دولارًا، كما اشتكى العاملون بتربية الأغنام والأبقار من تفشي بعض الأمراض الداخيلة على مواشيهم مثل الحمّة القلاعية المنتشرة بشكل كثيف جدًا وقد لاحظت بأم عيني خلال الكشف على المواشي من قبل مديرية الزراعة والثروة الحيوانية بإدلب فقدان الكثير منها حيث أحصينا نفوق 10   بالمئة من الأغنام والأبقار.

وأضاف العمر أن الغلاء وصل إلى اللقاحات الضرورية للمواشي حيث يكلف اللقاح للغنمة الواحدة أو البقرة من 50 إلى 75 ليرة تركية وطالب المربون المنظمات بالقيام بعملية تقديم اللقاح لمواشيهم المهددة بالإنقراض، و أوضح العمر أن الجفاف في السنة الماضية كان له الأثر السيء إذ انخفضت كمية الأمطار إلى ما دون منسوب النصف وفي هذه السنة ما زال الجفاف سائدًا والعجز عن تأمين البذار حاضرًا، حيث لم تستطع المجالس المحلية من تقديم سوى نسبة قليلة من البذار للفلاحين والتي لا تعدل سوى 5  بالمئة من الكمية المطلوبة مثل مادة البرسيم، كما أن العجز وصل إلى وقود الديزل اللازم لحراثة الأرض وبالتالي بقي القسم الكبير من الأراضي دون حراثة لعجز أصحابها عن حراثتها.

أمطار الخير رافقتنا خلال إعداد التقرير، شاهدنا الأمل والتفاؤل بموسم وفير يعوض جبل الزاوية ألقه الذي غاب عنه لعشر سنوات عجاف ،عسى أن يكون عاما فيه يغاث الناس و فيه يعصرون ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.معكم رئيس المجلس المحلي بقريةارنبه.استاذمعتزالاحمد.نحنا هنا ع خطوط التماس نعيش وضع مأساوي لأبسط ضروريات الحياة فهناك نقص بوسائل التدفئة والاغاثةوحتى لايوجد اي نقطه طبية في جبل الزاويه.وهناك وضع التعليم السئ جدا لان معلمين لايتقاضون اي راتب إنما عملهن تطوعي.
    نناشد المنظمات والهيئات الاستجابه السريعه لموضوع الجبل ولكم جزيل الشكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى