دين ودنيا

السلام على الجالسين في المسجد

الشيخ د. عبد الرزاق السعدي

عرض مقالات الكاتب

السلام شعار المسلمين، وإلقاؤه يكون على عرفتَ وعلى مَن لا تعرف وهو من سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أنَّ إفشاءَ السلام بين أفراد المجتمع مسلكٌ من مسالك المحبة والأُلفة التعايش السلمي بين أفراد المجتمع، لذلك أصبح السلام سبباً من أسباب دخول الجنة، فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) وروى الترمذي في سننه بسند حسن صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍورضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلاَمَ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَم).
ولإلقاء السلام في الإسلام نظام دقيق وقواعد منضبطة من شأنها أن تجعل السلام مصدرَ خيرٍوسعادة على المجتمع، وحسبنا في مقالتنا هذه أنْ نذكرحكم إلقاء السلام على الجالسين في المسجد ينتظرون إقامة الصلاة وهو كما يأتي:
1 – إذا كان الجالس في المسجد ينتظر الصلاة ساكتا أو ذاكرا اللهَ تعالى فيمكن أن يُلقَى عليه السلام، وعليه أن يرد السلام، والثواب موزع بينهما بفضل الله تعالى.
2 – إذا كان الجالس في المسجد ينتظر الصلاة رافعا يديه بالدعاء والطلب من الله تعالى خاشعا متبتلا صارفا تفكيره وإحساسه إلى ربه فلا ينبغي القاء السلام عليه؛ لأنه مشغولٌ بمناجاة ربه ودعائه والتوسل إليه.
3 – إذا كان الجالس في المسجد ينتظر الصلاة لكنه مشغول بقراءة القرآن فلا ينبغي إلقاء السلام عليه حتى لا يعرض عن القراءة ويقطعها بردِّ السلام .
4 – إذا كان الموجود في المسجد قائما يصلي فلا يلقى عليه السلام لأن المصلي لا يمكن أن يرد عليه السلام، لأنه إن ردَّ عليه السلام بطلتْ صلاتُه .

على هذا فإن من السنة على الداخل إلى المسجد أنْ يبدأ بصلاة ركعتين هما تحية المسجد لأنها تحية لله تعالى وتكون مقدمة على تحية الخلق، ثم يسلم على من هو مؤهل للرد على السلام، وكان الواحد من السلف الصالح يدخل المسجد النبوي فيصلي ركعتين ثم يتقدم فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب جمهورأهل العلم إلى كراهة السلام على المشتغل بالصلاة، بل ذهب بعضهم إلى حرمة السلام على الذي هو في صلاته وذهب الحنابلة إلى القول بعدم الكراه، وعلى المصلي أن لا يرد السلام بالكلام في كل الأحوال ؛ لأنه إن ردَّ السلام بلسانه بطلت صلاته، وأجاز بعض العلماء للمصلي أنْ يردَّ السلام بالإشارة وهو في صلاته. وفي كل ما ذكرناه معزز بالأدلة يطول الحديث بذكرها.
والله أعلم وأحكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى