منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 91

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الجزء الثالث: الدولة العباسية
34- الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء
وُلِدَ بِبَغْدَادَ يَوْم الأثنين 10 رَجَب سَنَةِ 553هـ
بويع الْبيعَة الْعَامَّة بعد موت أبيه الْمُسْتَضِيءُ بِأَمْرِ اللَّهِ وعمره 23 سنة
وكانت بيعته يَوْم الْأَحَد 2 ذِي الْقعدَة سنة 575هـ،
وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد سلخ رَمَضَان سنة 622هـ،
وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ 69 سَنَةً وَشَهْرَانِ وَ20 يَوْمًا
وَهُوَ أطول بني الْعَبَّاس خلَافَة، فَكَانَت خِلَافَته 47 سنة إِلَّا شَهْرًا
وَوليَ بعده الخلافة وَلَده وليّ عَهده الإِمَام الظَّاهِر بِأَمْر الله مُحَمَّد أبو نصر
اسمه ونسبه:
الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ الله أبو العباس أحمد بن المستضئ بِأَمْرِ اللَّهِ أَبِي الْمُظَفَّرِ يُوسُفَ بْنِ الْمُقْتَفِي لِأَمْرِ اللَّهِ، أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ المستظهر بالله، أبي عبد الله أَحْمَدَ بْنِ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ، أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذَّخِيرَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ، أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَادِرِ بِاللَّهِ، أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَفَّقِ أَبِي أحمد بن محمد المتوكل أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَادِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَفَّقِ، أَبِي أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ أَبِي إِسْحَاقَ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الرَّشِيدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العبَّاس بن عبد الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 124، فوات الوفيات 1/ 66، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226)
وَأمه أم ولد تركية. (الكامل في التاريخ 10/ 400، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226) اسْمُهَا زُمُرُّدُ (الكامل في التاريخ 10/ 400)
مولده:
وُلِدَ الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أحمد بن المستضئ بِأَمْرِ اللَّهِ، بِبَغْدَادَ يَوْم الأثنين عَاشر شهر رَجَب سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (553هـ) (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 124، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226، البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 296، فوات الوفيات 1/ 66، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
صفاته وسماته الشخصية:
وَكَانَ أَبيض اللَّوْن، تركي الْوَجْه، مليح الْعَينَيْنِ، أنور الْجَبْهَة، أقنى الْأنف، خَفِيف العارضين، أشقر اللِّحْيَة، رَقِيق المحاسن. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، فوات الوفيات 1/ 66، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512)
كان شهماً شجاعاً أبيّ النفس حازماً متيقظاً، ذا فكرة صائبة، وصرامة وإقدام، وعقل رصين، ودهاء ومكر، ودهاء وَكَانَ مستقلاُّ بِأُمُور الْملك بالعراق مُتَمَكنًا وكانت هيبته عظيمة جداً، (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 163، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
وَكَانَ عادلا ديانا حسن السِّيرَة كَرِيمًا ورعاً فِي زَمَانه ترك الْحُقُوق وَغَيرهَا وَأعَاد على النَّاس مَا أَخذ لَهُم فِي زمَان أَبِيه من مَال وَملك، وَطَابَتْ قُلُوب النَّاس بِهِ وَسَار سيرة حَسَنَة (التاريخ المنصوري = تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان ص116)
كَانَ نقش خَاتمه: رجائي من الله عَفوه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226، فوات الوفيات 1/ 66)
وأَجَاز لَهُ طَائِفَةٌ من أهل العلم. وَأَجَازَ لجَمَاعَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ وَالكُبَرَاءِ، فَكَانُوا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ فِي أَيَّامِهِ، وَيَتنَافسُوْنَ فِي ذَلِكَ، وَيَتفَاخرُوْنَ بِالوَهْمِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193)
و كَانَ النَّاصِرُ شَابّاً مَرِحاً، عِنْدَهُ مَنعَةُ الشَّبَابِ، يَشقُّ الدُّروبَ وَالأَسواقَ أَكْثَرَ اللَّيْلِ، وَالنَّاسُ يَتهيَّبُوْنَ لُقيَاهُ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، فوات الوفيات 1/ 66)
وَكَانَت لَهُ دسائس وعيون، وأصحاب أخبار، في العراق وسائر الأطراف، عِنْد كل أحد من الْأُمَرَاء والعظماء والسلاطين والحكام من الْأَجْنَاس الْمُخْتَلفَة، يطالعونه بجزئيات الأمور وكلياتها، فكان لا يخفى عنه من الأمور إلا ما قل، حَتَّى كَانَ يظنّ أَن لَهُ اطلاعاً على المغيبات (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 163)
وكان ذا سطوة شديدة فكان أهل العراق يخاف أحدهم أن يتحدث مع زوجته في منزله بما يظن أن الخليفة إذا بلغه عاقب عليه. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 163) وَقَدْ ذُكِرَ عَنْهُ أَشْيَاءُ غَرِيبَةٌ، مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِلرُّسُلِ الْوَافِدِينَ عَلَيْهِ فَعَلْتُمْ فِي مَكَانِ كَذَا وكذا، وفعلتم في الْمَوْضِعِ الْفُلَانِيِّ كَذَا، حَتَّى ظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَوْ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُ كَانَ يُكَاشَفُ أَوْ أَنَّ جِنِّيًّا يَأْتِيهِ بِذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)
بيعته وخلافته:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ الثَّانِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَوَّالٍ خُطِبَ لِوَلِيِّ الْعَهْدِ أبي العباس أحمد بن المستضئ، وَهُوَ الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا نُثِرَ الذَّهَبُ فِيهِ عَلَى الْخُطَبَاءِ وَالْمُؤَذِّنِينَ، ومن حضر ذلك، عند ذكر اسمه على المنبر. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373)
ولما مات المستضيء، قام ظهير الدين ابن العطّار في أخذ البيعة بِالْخِلَافَةِ لولده الناصر لدين الله أبي الْعَبَّاس أَحْمَد ولقّبوه النّاصر لدين اللَّه. (الكامل في التاريخ 9/ 443، تاريخ مختصر الدول 1/ 217) فِي أول ذِي الْقعدَة سنة خمس وسبعين وخمسمائة (575هـ) (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 124، فوات الوفيات 1/ 66، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
فجلس للمبايعة فِي القُبة، فبدأ أخوه وبنو عمّه وأقاربه، ثمّ دخل الأعيان، فبايعه الأستاذ دار مجد الدّين هبة اللَّه ابْن الصّاحب، ثمّ شَيْخ الشّيوخ، ثمّ فخر الدّولة أَبُو المظفَّر بْن المطّلب، ثمّ قاضي القُضاة عليّ ابْن الدّامغانيّ، وصاحب ديوان الإنشاء أَبُو الفَرَج مُحَمَّد ابن الأنباريّ، والحاجب أَبُو طَالِب يحيى بْن زيادة. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 36)
ثمّ طلب الوزير ظهير الدّين بْن العطّار، وكان مريضاً، فأركب على فرس، ثمّ تعضده جماعة، وأدْخِل فَصَعد وبايَعَ، ووقف عَن يمين الشُباك الَّذِي فِيهِ الخليفة، فعجز عَن القيام، فأدخل إلى التّاج، ثمّ راح إلى داره، وبايع مِنَ الغَد من بقي من العلماء والأكابر. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 36)
وكانت الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الْأَحَد ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة (575هـ) (تلقيح فهوم أهل الأثر ص70)
وقد بُويِعَ بالخلافة وعمره ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
فَبسط الْعدْل وَأمر بإراقة الْخُمُور وَكسر الملاهي وَإِزَالَة المكوس والضرائب فعمر الْبِلَاد وَبسط الأرزاق وقصدت النَّاس بَغْدَاد وتبركوا بِهِ (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
فلما تمّت البيعة صار الحاكم في الدولة مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب. (تاريخ مختصر الدول 1/ 217)
مرضه:
أَصيبَ النَّاصِرُ لِدِينِ الله فِي آخر عمره الفالج فَبَقيَ مَعَه سنتَيْن أو ثلاث سنين عاطلاً من الْحَرَكَةِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَالْأُخْرَى يُبْصِرُ بِهَا إِبْصَارًا ضَعِيفًا، وَآخِرُ الْأَمْرِ أَصَابَهُ دوسنطارية عشرين يوماً ومات. (الكامل في التاريخ 10/ 400، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512)
وَكَانَ مَرَضُهُ قَدْ طَالَ بِهِ وَعانا مِنْ عَسَارِ الْبَوْلِ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُجْلَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنْ مَرَاحِلَ عَنْ بَغْدَادَ لِيَكُونَ أَصْفَى، وَشُقَّ ذَكَرُهُ مَرَّاتٍ بِسَبَبِ ذَلِكَ، وَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ هَذَا الْحَذَرُ شَيْئًا، (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)

  • وَلَمْ يُطْلِقْ فِي أَيَّامِ مَرَضِهِ مَا كَانَ أَحْدَثَهُ مِنَ الرُّسُومِ الْجَائِرَةِ، وَكَانَ قَبِيحَ السِّيرَةِ فِي رَعِيَّتِهِ ظَالِمًا لَهُمْ، فَخُرِّبَ فِي أَيَّامِهِ الْعِرَاقُ وَتَفَرَّقَ أَهْلُهُ فِي الْبِلَادِ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ وَأَمْلَاكَهُمْ، وكان يفعل الشئ وَضِدَّهُ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ عَمِلَ دُورًا لِلْإِفْطَارِ فِي رَمَضَانَ وَدُورًا لِضِيَافَةِ الْحُجَّاجِ، ثُمَّ أَبْطَلَ ذَلِكَ، وَكَانَ قَدْ أَسْقَطَ مُكُوسًا ثُمَّ أَعَادَهَا وَجَعَلَ جُلَّ هَمِّهِ فِي رَمْيِ الْبُنْدُقِ وَالطُّيُورِ الْمَنَاسِيبِ وَسَرَاوِيلَاتِ الْفُتُوَّةِ. (الكامل في التاريخ 10/ 400، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)
    وفاته:
    وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد آخِرَ يَوْمٍ مِنْ (سلخ) شَهْرِ رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة (622هـ) (الكامل في التاريخ 10/ 398، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125، فوات الوفيات 1/ 66، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 227، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512)
    وَهُوَ أطول بني الْعَبَّاس خلَافَة كَانَت مدَّته سِتا وَأَرْبَعين سنة (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512) وَقيل كَانَتْ خِلَافَتُهُ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً وَعَشْرَةَ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا (الكامل في التاريخ 10/ 400) وَقيل سبعاً وأربعين سنة. (فوات الوفيات 1/ 66، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 227، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512) وَقيل: كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا شَهْرًا (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)
    وَبلَغ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَشَهْرَانِ وَعِشْرُونَ يَوْمًا (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125) وقيل كان عمره سَبْعُونَ سنة إِلَّا شهراً (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512) كَانَ عُمْرُهُ نَحْوَ سَبْعِينَ سَنَةً تَقْرِيبًا (الكامل في التاريخ 10/ 400)
    وَوليَ بعده الخلافة وَلَده وليّ عَهده الإِمَام الظَّاهِر بِأَمْر الله(التاريخ المنصوري = تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان ص116، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 227)
    وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ غَسْلَهُ محيي الدين ابن الشيخ أبي الفرج ابن الْجَوْزِيِّ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَدُفِنَ فِي دَارِ الْخِلَافَةِ. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)
    ثُمَّ نُقِلَ إِلَى التُّرَبِ مِنَ الرُّصَافَةِ فِي ثَانِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنة. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)
    ولم يقم أحد من الخلفاء العباسيين قبله فِي الْخِلَافَةِ هَذِهِ الْمُدَّةَ الطَّوِيلَةَ، وَلَمْ تَطُلْ مُدَّةُ أَحَدٍ مِنَ الْخُلَفَاءِ مُطْلَقًا أَكْثَرَ مِنَ الْمُسْتَنْصِرِ بِاللَّهِ الْعُبَيْدِيِّ الْعَلَوِيِّ صَاحِبِ مِصْرَ، فقد أَقَامَ بِمِصْرَ حَاكِمًا سِتِّينَ سَنَةً، وَلَا اعْتِبَارَ بِهِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ وَلَهُ سَبْعُ سِنِينَ، فَلَا تَصِحُّ وِلَايَتُهُ. (الكامل في التاريخ 10/ 400، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 226، فوات الوفيات 1/ 66) وَكَذَا وَلِيَ الأَنْدَلُسَ النَّاصِرُ المَرْوَانِيُّ خَمْسِيْنَ سَنَةً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 193)
    وَقَدِ انْتَظَمَ فِي نَسَبِ الناصر لدين الله أَرْبَعَةَ عَشَرَ خَلِيفَةً، وَوَلِيَّ عَهْدٍ عَلَى مَا رَأَيْتَ، وَبَقِيَّةُ الْخُلَفَاءِ الْعَبَّاسِيِّينَ كُلُّهُمْ مِنْ أَعْمَامِهِ وَبَنِي عَمِّهِ. (الكامل في التاريخ 10/ 399، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125)
    أعماله وأهم الأحداث في أيَّامِه:
  • وفي اليوم الخامس مِن البَيعة سابع ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة (575هـ) قبض على ابن العطار، فدخلوا عليه في داره من غير إذْن، وقبضوا عَلَيْهِ بين الحريم، وترسّم بداره أستاذ دار، فنهبت العامة فِيهَا، ثم نقل إلى التاج وقيّد وطلبت ودائعه وأمواله، ثم أُخرج ميتاً على رأس حمّال سراً، فغمز به بعض العامة فثار به العامة فألقوه عن رأس الحمّال وكشفوا سوءته وشدّوا في ذكره حبلا وسحبوه في البلد وكانوا يضعون بيده مغرفة ويقولون: وقّع لنا يا مولانا. إلى غير ذلك من الأفعال الشنيعة. ثم خُلِّص من أيديهم ودفن. هذا فعلهم به مع حسن سيرته فيهم وكفّه عن أموالهم وأعراضهم. (الكامل في التاريخ 9/ 443، تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 36، تاريخ مختصر الدول 1/ 218)
    وَكَانَ النَّاصِر فِي أَكثر اللَّيْل يشق الدروب والأسواق وَكَانَ النَّاس يتهيئون للقائه (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 512)
  • وكَانَ أَبُوْهُ المُسْتَضِيْءُ قَدْ تَخوَّفَ مِنْهُ، فَحَبَسَهُ، وَمَالَ إِلَى أَخِيْهِ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَكَانَ ابْنُ العَطَّارِ وَكُبَرَاءُ الدَّوْلَةِ مَيْلُهُم إِلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ أيضاً؛ وَكَانَتْ حَظِيَّةُ المُسْتَضِيْءِ بَنَفْشَا وَالمَجْدُ ابْنُ الصَّاحِبِ، وَطَائِفَةٌ مَعَ أَبِي العَبَّاسِ، فَلَمَّا بُوْيِعَ، قُبِضَ عَلَى ابْنِ العَطَّارِ، فَسُحِبَ فِي الشَّوَرَاعِ مَيْتاً، وَطَغَى ابْنُ الصَّاحِبِ إِلَى أَنْ قُتِلَ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 194)
  • وَفِي أَيَّامه كان ظُهُور صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب واستخلاصه بَيت الْمُقَدّس من الفرنج واستيلاؤه على مصر وَإِزَالَة دولة الفاطميين عَنْهَا فَخَطب بهَا للناصر العباسي (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
  • وَفِي أَيَّامه مَاتَ السُّلْطَان طغرلبك شاه بن أرسلان بن طغرلبك بن مُحَمَّد بن ملك شاه وَهُوَ آخر مُلُوك الدولة السلجوقية وَكَانَ عدتهمْ نيفاً وَعشْرين ملكاً أَوَّلهمْ طغرلبك الَّذِي أعَاد الْخَلِيفَة الْقَائِم إِلَى بَغْدَاد وَمُدَّة دولتهم مائَة وَسِتُّونَ سنة وطالت أَيَّامه فأحيا رسوم الْخلَافَة وامتلأت الْقُلُوب بهيبته وَكَانَ ذَا فكر صائب وَكَانَت أَيَّامه من غرر الزَّمَان وَهُوَ الَّذِي وَقَعَ للشريف قَتَادَة بن إِدْرِيس صَاحب مَكَّة مَعَه تِلْكَ الْوَاقِعَة حِين استدعاه، وَكَانَ لَهُ إِحْسَان على أهل الْحَرَمَيْنِ وَكَانَت الْكَعْبَة الشَّرِيفَة تُكسَى الديباج الْأَبْيَض زمن الْمَأْمُون إِلَى آخر أَيَّام النَّاصِر هَذَا فكساها الديباج الْأسود وَاسْتمرّ إِلَى زَمَاننَا هَذَا. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 511)
  • وفى أيام الناصر عظمت حشمة الخلافة جداً، وقوى شأنها، واستولى مع العراق على إقليم خوزستان وغيرها من الأطراف، وملك همذان وأصفهان ثم انتزعتا منه. وقصده سلطان العجم علاء الدين محمد بن تكش خوارزم شاه يريد أن يستولى على بغداد ويكون له فيها دار سلطنة ، كما كان ذلك السلاطين السلجوقية، فحيل بينه وبين مقصده بما وقع من الثلوج في تلك السنة، فرجع إلى بلاده. وأعقب ذلك خروج التتر وجرى على خوارزم شاه ومعظم بلاد الإسلام ما ما هو مشهور، حتى قيل إن الخليفة هو الذى حسن للتتر الخروج وأطمعهم فيه فإن كان صح ذلك فقد قدر الله تعالى من عقوبة ذلك انقطاع الدولة بهم، وهلاك ذريته.(مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 170)
  • وفي سلخ شعبان سنة (589هـ) توفّي أتابك عزّ الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن اقسنقر صاحب الموصل بالموصل، وملك بعده ابنه نور الدين أرسلان شاه. وكان عزّ الدين خيّراً محسناً حليماً، قليل المعاقبة، حييّاً كثير الحياء، لم يكلّم جليساً له إلا وهو مطرق، وما قال في شيء سُئِلَه: لا ،حبّاً وكرم طبع. (تاريخ مختصر الدول 1/ 224)
  • وفي سنة أربع وتسعين (594هـ) توفّي عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي بن اقسنقر صاحب سنجار ونصيبين والخابور والرقّة وملك بعده ابنه قطب الدين محمد وملك نور الدين مدينة نصيبين. وفيها قصد خوارزمشاه بخارا وكان قد ملكها الخطا فنازلها وحصرها وامتنع أهلها منه وقاتلوه مع الخطا لما رأوا من حسن سيرتهم معهم حتى انهم أخذوا كلباً أعور وألبسوه قباء وقلنسوة وقالوا: هذا خوارزمشاه. لأنه كان اعور. وطافوا به على السور ثم ألقوه في منجنيق إلى العسكر وقالوا: هذا سلطانكم. فلم يزل هذا دأبهم حتى ملك خوارزمشاه البلد بعد أيام يسيرة عنوة وعفا عن أهله وأحسن إليهم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 225)
  • وفي سنة (594هـ) أبضاً حصر الملك العادل أبو بكر بن أيوب قلعة ماردين في شهر رمضان وكان صاحبها حسام الدين يولق أرسلان صبيّاً فسلّم بعض أهلها الربض بمخامرة، فنهب العسكر أهلها نهباً قبيحاً فلما تسلّم العادل الربض تمكّن من حصر القلعة وقطع الميرة عنها وبقي عليها إلى أن رحل عنها سنة خمس وتسعين (595هـ).(تاريخ مختصر الدول 1/ 225)
  • وفي سنة خمس وتسعين (595هـ) في العشرين من المحرّم توفّي الملك العزيز صاحب مصر وأرسل الأمراء من مصر إلى الأفضل أخيه يدعونه إليهم ليملّكونه لأنه كان محبوباً إلى الناس يريدونه فدخل إلى مصر وملكها. (تاريخ مختصر الدول 1/ 225)
  • وفي سنة ستّ وتسعين (596هـ) سار العادل فنزل على القاهرة وحصرها فأرسل الأفضل إليه في الصلح فتقرّر أن يسلّم الديار المصرية إلى عمّه ويأخذ العوض عنها ميّافارقين وحاني وجبل جور [حاني مدينة بديار بكر والنسبة إليها حنوي. وجبل جور اسم لكورة كبيرة متصلة بديار بكر من نواحي ارمينية.] وتحالفوا على ذلك. وخرج الأفضل من مصر وسار إلى صرخد وأرسل من يتسلّم ميّافارقين وحاني وجبل جور فامتنع نجم الدين أيوب بن الملك العادل من تسليم ميّافارقين وسلّم ما عداها. فردّدت الرسل في ذلك والعادل يزعم أن ابنه عصاه. فأمسك الأفضل عن المراسلة في ذلك لعلمه أن هذا فعله بأمر العادل. (تاريخ مختصر الدول 1/ 225)
  • وفي سنة (596هـ) في شهر رمضان توفّي خوارزمشاه تكش بن أرسلان وولي ملك خوارزم بعده ابنه قطب الدين محمد ولقّب علاء الدين لقب أبيه. (تاريخ مختصر الدول 1/ 225)
    الفتوة ورمي البندق:
    وكان النَّاصِر لدين الله يميل إلى رمى البندق (البندق كرات تصنع من الطين أو الحجارة أو الرصاص كان يستخدمها الرماة في تطيير الطير ونحوه ويعدون ذلك من قبيل الفتوة) واللعب بالطيور المناسيب، ولبس سراويلات الفتوة (الكامل في التاريخ 10/ 400، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 164)
  • فَفِي أَيَّامه ظَهرتِ الفُتوّةُ وَالبُندق وَلعب الحَمام، وَتَفَنَّن النَّاسُ فِي ذَلِكَ، وَدَخَلَ فِيْهِ الأَجلاَّء ثُمَّ المُلُوْكُ، فَأُلْبِسَ الملك العَادلُ وَأَوْلاَده سرَاويل الفُتوّة ، وكذلك الملك وَشِهَاب الدِّيْنِ الغُوْرِيّ صَاحِب غَزْنَةَ وملك َالهِنْد وَالأَتَابَك سَعْد صَاحِب شيرَاز، وجميع الملوك الذين كانوا في أيامه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 194، فوات الوفيات 1/ 66، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 227) وكاتب سائر ملوك الأطراف في أن ينتموا إليه في رمى البندق وفى الفتوة. فبطل الفتوة في البلاد جميعها إلا من يلبس منه سراويلها ويدعى له فيها، فلبس سائر ملوك الأطراف سراويلات الفتوة له، وادعوا له في رمى البندق. (الكامل في التاريخ 10/ 400، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 164)
    وَأما لعب الْحمام، فَخرج فِيهِ عَن الْحَد. يحْكى عَنهُ أَنه: لما دخلت التتار الْبِلَاد، وملكوا من وَرَاء النَّهر إِلَى الْعرَاق، وَقتلُوا تِلْكَ المقتلة الْعَظِيمَة من الْمُسلمين، الَّذِي مَا نكب الْمُسلمُونَ بأعظم مِنْهَا، دخل عَلَيْهِ الْوَزير فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: إِن التتر قد ملكت الْبِلَاد وَقتلت الْمُسلمين. فَقَالَ لَهُ النَّاصِر لدين الله : دَعْنِي، أَنا فِي شَيْء أهم من ذَلِك؛ طيرتي البلقاء لي ثَلَاثَة أَيَّام مَا رَأَيْتهَا ! وَفِي هَذِه الْحِكَايَة كِفَايَة – إِن صحت عَنهُ -. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 227)
    وَإِنْ كَانَ مَا يَنْسُبُهُ الْعَجَمُ إِلَيْهِ صَحِيحًا مِنْ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَطْمَعَ التَّتَارَ فِي الْبِلَادِ وَرَاسَلَهُمْ فَهُوَ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى الَّتِي يَصْغُرُ عِنْدَهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَظِيمٍ. (الكامل في التاريخ 10/ 400، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 125، كيف دخل التتر بلاد المسلمين ص49، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 170)
  • وصنف الخليفة كتاباً في الحديث النبوى فيه أسانيد صحيحة عالية رواها الخليفة عن أكابر من المحدثين، وسمى الكتاب «روح العارفين ».(مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 165) ثم أجازه الخليفة الناصر لدين الله لجماعة وأمرهم أن يسمعوه في العراق وفى سائر الآفاق. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 165)
    الشيعة في أيام الناصر:
    وَفِي أَيَّام الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ الله أبو العباس أحمد بن المستضئ بِأَمْرِ اللَّهِ ظَهرَ الرَّفضُ التشيع بِسَبَبِ ابْنِ الصَّاحبِ، ثُمَّ انْطفَأَ بِهَلاَكِه، وَظهرَ التَّسَنُّنُ المفرط، ثُمَّ زَالَ، وَظَهرتِ الفُتوّةُ وَالبُندق وَلعب الحَمام (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 22/ 194، تاريخ الإسلام ت تدمري 45/ 85، فوات الوفيات 1/ 66، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 227)
    وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الأمامية وله شعر مشهور وفي شعره ما يدل على تشيعه (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 168) وهو خلاف ما كان عليه أباؤه من القادر بالله إلى المستضيئ بنور الله فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللخليفة القادر عقيدة مشهورة في ذلك. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 166)
    فتقدم عند الناصر جماعة من الشيعة، وبلغه أنَّ شخصاً من أهل بغداد كان يرى صحة خلافة يزيد بن معاوية فأحضره الخليفة ليعاقبه على هذه المقالة، فلما حضر الرجل، قيل له: أنت تقول بصحة خلافة يزيد؟ فقال في الجواب: أنا أقول أن الإمام لا ينعزل عن الأمامة بارتكاب الفسق. فأعرض الخليفة عنه، وأمر باطلاقه إذ لم يمكنه محاققته في ذلك لئلا يرد عليه ما يرد. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 166)
    وكان الشيخ جمال الدين بن الجوزى وغيره من الوعاظ إذا تكلموا بحضرته ربما أتوا بأمر موهم خوفاً منه، وسئل الشيخ جمال الدين وهو على المنبر والخليفة يسمع: من أفضل الناس بعد رسول الله؟ وقصد بذلك أن يقول جمال الدين صريحاً ما يخالف رأى الخليفة. فقال الشيخ جمال الدين مسرعا: أفضلهم بعده من كانت إبنته تحته؛ وهذا القول كما علم محتمل للأمرين معاً. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 167)
    وكان إبنه أبو نصر محمد – وهو الذى ولى الخلافة بعده ولقب الظاهر بأمر الله – على خلاف مذهبه، وكان يرى رأى الحنابلة ويبغض الروافض. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 167)
    وكان للناصر لدين الله غير أَبُي نصرٍ مُحَمَّد الذي وليّ الخلافة بعده، ابن آخر أصغر منه أسمه علي، موافق لأبيه على رأيه فأحبه الخليفة وأبغض إبنه أبا نصر، وكان قد ولاه عهده فخلعه من ، ثم توفى عليٌّ فحزن عليه الخليفة حزناً شديداً، وكتب إلى سائر الأطراف يأمر بأن يتقدم إليه الشعراء بالرثاء له، وإقامة شعار الحزن، ثم دعته الضرورة إلى تجديد العهد لإبنه أبي نصر في سنة ثمان عشرة وستمائة (618هـ)، وهو مع ذلك محبوس مضيّق عليه فأنه كان شديد البأس جداً شهماً، فكان يخاف منه. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 167)
    وما مات أبوه حتى قارب أبو نصر ستين سنة من العمر، فلهذا لما ولي بعد أبيه قال: من فتح دكانه بعد العصرأى شيئ يربح.(مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4/ 168)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى