فنجان سياسي

مؤامرة بريشة عاشقٍ مجاهد


فراس العبيد – رسالة بوست
وجدتني ارتشف قهوتي، وأمسك ريشتي التي لم أخبر يومًا، أقرب أحبائي، أني “أرسم لوحةً” زيتية، باستخدام فنٍ، اكتشفته في “حلمٍ” قديم… ورغم أني مزجت اللون الأبيض بالأحمر، وابتعدت إلى درجةٍ كبيرة عن “الرمادي” إلا في حالاتٍ أخفيت فيها التفاصيل لوجه تلك “الأنثى” التي تماهت مع كل شخصيةٍ رسمتها بين “حروفي” وأوراقي”، إلا أنني تأخرت في إتمام اللوحة.
ولعلي أكتب هذه الحروف، بينما أتأمل تفاصيل لوحتي، وألمس بعطفٍ ريشتي، كأنما أداعب يد امرأةٍ بانتظار “الفرصة”، وكغيري أمرّ بمراحل ضعفٍ… وارتقاءٍ في همتي… صعودًا وهبوطًا… حتى وجدتني أنشد تلك الحروف وكأنما بلسمٌ وضعته فوق “الحروق” و”الجراحات” التي تركت أثرها في قلبي و”أفئدة” من أحببتهنّ… ولم أكن يومًا “عابر سرير”.
حتى وإن بدت السماء بعيدة إن الذي فوق السماء قريب
فارفع يديك إلى الإله مناجيًا إن الجروح مع الدعاء تطيب
ما ضرنا بعد السماء وإن علت ما دمت يا رب السماء قريب
أيضرنا أبواب خلق أغلقت والله نقصد بابه فيجيب
واعترف أني عجزت عن توصيف مشاهد مرّت خلال الأيام القليلة الماضية، بدايةً من حليقة الشعر، التي تصدرت مشاهد تلفزة “الطواغيت”، مرورًا بتلك التي أرداها خاطبها قتيلةً، بعد رفضه!
وحتى لا أخوض في تفاصيل تلك الأحداث؛ فإنّ تشويه الأمة المسلمة، مستمر، بالمقابل؛ ثمة “ثرثرةٌ فوق سطح العالم”… وريشةٌ ترسم أحداثًا عالميةً، على بصيرةٍ، تقابل، ريشةً ترسم هي الأخرى، خريطةً ملوثةَ شيطانية… وأجزم أنّ صراع الألوان مستمر، كما أنّ شلال الأحمر والأبيض، سينهي بعد حين “الرمادي والأسود”.
لهذا أجدني أعقد مقارنة سريعة بين حلمين.. الأول في طريقه للتبدد والثاني في طريقه للتحقق.. وشتان بين الطرفين..
فأما الأول فهو الحلم الأمريكي.. وأما الثاني فهو الحلم الإسلامي..
ولا أبالغ إن قلت بأنّ “انكفاء الويلات الشيطانية الأمريكية”، يسير تدريجيًا، وفق سنن كونيةٍ وشرعيةٍ، إلا أنّ الموانع بدايةً “تقصير أفراد الأمة” من أمثالي، وما اعتراهم من مكدراتٍ، ستزول بفضل الله تعالى في الشام، أرض العجائب الكاشفة الفاضحة، وحتى لو سلمنا جدلاً بالتوقف إلى حين، فإنّ الريشة سترجع بعد “سنة الاستبدال” بخيرٍ منّا، ونسأل الله أن يستعملنا في بناء ورسم مدماكٍ ضمن “اللوحة التشكيلية” التي بدأت ولن تتوقف إلى “قيام الساعة”.
ولعل المتابع للمشهد الذي تعيشه الساحة الدولية، وأعني هنا “اللوحة القديمة” العبثية، يلمح مشاهد الانهيار، وانحلال الألوان وتدفقها، حتى وإن وصفت بأنها “تكعيبية أو سريالية” إلى غيرها من “التوصيفات”…
فالأمة التي تعيش تحت هاجس الخوف والرعب؛ ستتخلى عن حلمها وتنحدر إلى المرارة والانهيار… وما “أفغانستان” والـ”طالبان” من الأمر ببعيد… ولسنا عاجزين عن إتمام لوحتنا… إلا أننا نحتاج إلى فهمٍ حقيقي على بصيرة لـ”أحكام الجهاد”، و”الوقوف على الثغور” التي تنادي أن شمروا يا شباب الأمة… الإعلامي والطبيب والمقاتل… المرأة قبل الرجل، فأين أين منّا “مريم بنت عمران عليه السلام”… وأين أين منّا “خديجة وعائشة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم”، بل أين أين منّا “أم مريم” عليهما السلام؟
وأين أين منا من يبذل ماله “من جهز غازيًا فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا”، وأين خليفة “يحيى عيّاش”، و”عبد الله البرغوثي”، فالمحطة التالية قادمة؛ و”إنما نحن نحمل رايةً أعاننا الله تعالى على أداء الأمانة ولعلنا نسلمها لمن هم وراءنا… فأين أين المشمرون… وأين أين الملبوّن الذين ارتفعت يومًا أصواتهم “لبيك اللهم لبيك… لبيك لا شريك لك لبيك”، فإنما هنا في هذه المواقف تترجم التلبية بأسمى معانيها… فاختر لنفسك ريشةً وهلمّ من مكانك… وأطلق العنان للذئب داخلك…
وللأمانة فإنّ أستاذي، الصالح صالح، أحسبه والله حسيبه، اختار العنوان؛ الذي بدأت به، حروفي، ولأنني عادةً ما أذكر بين طيات الكلمات “الأحبة”، فله مني “التحية”…
وبين كلّ حرفٍ اكتبه، ثمة رجالٌ أعنيهم وأنثى رافقتني مشروعي هذا، ملهمةً، فاختر لنفسك “ملهمتك” وابدأ واحمل ريشتك وأطلق العنان للألوان تطيش بالأحمر… وارسم خطوط الطول والعرض… والتفاصيل…
وهلمّ هلمّ نجعل أجسادنا طريقًا وجسرًا للعبور، تسير عليه الأمة إلى بر الأمان.. فالمحطة الثانية الكبرى قادمة… وانظر وترقب فإنّ شاشاتهم الفضائية ما ستنقله بعد حينٍ… وما ذلك على الله بعزيز.
وأخيرًا؛ “العبيد لا ينتصرون فتحرروا.. “، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
وكالعادة ختمت، “لا تخافي يا حبيبتي: فأنتِ آمنة”.
والعاقبة لمن اتقى….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى