مقالات

ربيع عربي واحد.. هل تعيد تونس التجربة وتُعدِي الشعوب العربية مرة أخرى..؟

فريق التحرير

مع اقتراب الذكرى السنوية لاندلاع الثورة التونسية في 17 ديسمبر، تتجه الدعوات لحراك تونسي يتزامن مع الذكرى السنوية، في مسارات متعددة أبرزها: دعم ثورة تونس بشكل عام وهي شرارة الربيع العربي، ودعم الحراك في يوم 17 ديسمبر، وحشد شعب تونس لحماية الديمقراطية، بالإضافة لدعم الرئيس منصف المرزوقي كقيادة تونسية ثورية وسياسية.

ومع انقلاب “قيس سعيد” في تونس على الديمقراطية، بدأت الأصوات تتجه إلى ضرورة إعادة الثورة التونسية إلى أهدافها الحقيقية، بعيداً عن أي استبداد سلطوي مثّله “سعيد” بإجراءات سياسية كان أهمها: تجميد المجلس البرلماني إلى تاريخ تنظيم انتخابات جديدة، إلا أنه مع انطلاق الحملات الشعبية المناهضة لإجراءات سعيد، والدعوة لحراك تونسي يقلب الطاولة على رأس سعيد، ويعيد الشرعية إلى نصابها والديمقراطية إلى عهد المرزوقي، الذي رسم مشهدًا رائدًا في الحكم الديمقراطي والتسليم الآني للسلطة عبر إجراء انتخابات حرة نزيهة، وابتعاده عن أي وجه من وجوه احتكار السلطة.

كل تلك الأسباب أسدلت الستار أمام عودة الحراك العربي في الأقطار العربية، وتجديد الربيع العربي وخاصة تونس، التي تعتبر باكورة الثورات العربية، ونقلها العدوى إلى مصر وسوريا واليمن وليبيا وعدة دول أخرى، قبل أن تخمد جذوتها بسبب دعم الأنظمة و_خاصة الخليجية_ الثورات المضادة، ودعم الأنظمة القمعية بالأموال واللوجستيات لوقف المد الثوري، الذي عمل وقبل كل شيء على إسقاط الرموز، إضافة إلى التدخلات الأجنبية الخارجية التي وجدت في الثورات العربية تهديداً مباشراً يمسّ تلك الأنظمة العميلة ويضرب كل مصالح تلك الدول في العالم العربي،

ناهيك عن دفع مليارات الدولارات لتشويه الثورات، عبر عدة إجراءات، كان من أبرزها، خلق تنظيمات متشددة ومعادية لحريات الشعوب، والتي ضربت الأنظمةُ من خلالها الحراكَ العربي، وصوّرت الثورات العربية أنها ثورات إسلاموية متشددة تنتهج منهج الإقصاء للآخر، وتستبيح دم المخالف بأي وسيلة.

وبالمقابل نستطيع القول، بأن هناك ضريبة كبيرة دفعتها الشعوب العربية جراء تلك الممارسات الناجحة التي مارستها الأنظمة الاستبدادية من جهة ووجوهها الأخرى التي ادعت تأييدها للثورات من جهة أخرى، أولها حملات تهجير واسعة بهدف إحداث ديمغرافي وتأليف مجتمعات متجانسة تماما حسب تعبير إعلام الأنظمة، واعتقال مئات الآلاف من الأحرار، وكمُّ الأفواه وحريات الرأي والقلم، وملاحقة الناشطين والإعلاميين وأصحاب الرأي، إضافة إلى خلق واقع اقتصادي متردٍ أجبر مئات الآلاف للتوجه والهجرة خارج أوطانهم.

لكن من جهة أخرى، كثيرون يرون أن جذوة الثورات وإن خمدت إلا أن بصيصها مازال حاضرا، خاصة أن الشعوب العربية مارست هذه التجربة، وذاقت طعم التغيير والحرية، وشاهدت نماذج باهرة لصور الديمقراطية الحقيقية، كالتجربة المرزوقية في تونس التي يعتبرُ “مُنصفها” أحدَ رموز الربيع العربي بمعناه المشرق والمستمر، رغم ما يحيط بالثورات ككل ندوبٌ من الصعب محيها، إلا أن علاجها ليس بالمستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى