منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 90

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية
33- المستضي بالله الحسن بن المستنجد
ولد في 16 شعبان سنة 536هـ
وبويع الْبيعَة الْعَامَّة بكرَة الْأَحَد 9 ربيع سنة 566. بعد وفاة ابيه المستنجد
وَتُوفِّي ليلة السبت سلخ شوال، وقيل: لَيْلَة الْأَحَد 2 ذِي الْقعدَة سنة 575هـ
كَانَت مُدَّة خِلَافَته 8 سِنِين وَ8 أشهر و28 يَوْمًا، وَقيل 9 سِنِين وَ3 أشهر
توفي وعمره 39 سنة، قيل: وشهرين .
وولي الخلافة بعده ابنه أبو العباس أَحْمَد النّاصر لدين اللَّهِ
اسمه ونسبه:
المستضيء بِأَمْر الله أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن المستنجد بالله يُوسُف بن المقتفي بِاللَّه مُحَمَّد بن المستظهر أَحْمَد بن المقتدي العبّاسيّ، الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 165، العبر في خبر من غبر 3/ 68، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 205، النجوم الزاهرة فى ملوك القاهرة 6/ 85)
وَأَمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ أَرْمِنِيَّةٌ تُدْعَى غَضَّةَ، (الكامل في التاريخ 9/ 442، العبر في خبر من غبر 3/ 68، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206)
مولده:
وُلِد المستضيء سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (536هـ) (الكامل في التاريخ 9/ 442، العبر في خبر من غبر 3/ 68) في سادس عشر شعبان، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206) وقيل مولده فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة (539هـ). (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224) ومولده مستهل ربيع الآخر سنة عشر وخمسمائة، وكان أسمر تام القامة، (المختصر في أخبار البشر 3/ 49)
أوصافه وسماته الشخصية:
وكان المستضيء أبيض أقنى الأنف أزج الحاجبين، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206) وهو ثالث ثلاثينهم (المختصر في أخبار البشر 3/ 49)
وَكَانَ جواداً كريمَاً مؤثرَاً للخير كثير الصَّدقَات سخياً، محيياً للسّنة أمنت الْبِلَاد فِي زَمَانه وأبطل مظالم كَثِيرَة واحتجب عَن أَكثر النَّاس فَلم يكن يركب إِلَّا مَعَ مماليكه وَلم يكن يدْخل عَلَيْهِ غير الْأَمِير قيماز(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509)
وكان ذا دين وحُلُم وأناة، وفيه رَأفة ومعروف زائد. وكان كثير الصدَقة والمعروف. (العبر في خبر من غبر 3/ 68، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414)
وَأَظْهَرَ مِنَ الْعَدْلِ أَضْعَافَ مَا عَمِلَ أَبُوهُ، وَفَرَّقَ أَمْوَالًا جَلِيلَةَ الْمِقْدَارِ. (الكامل في التاريخ 9/ 358، تاريخ مختصر الدول 1/ 216) وَكَانَ عَادِلًا حَسَنَ السِّيرَةِ فِي الرَّعِيَّةِ، كَثِيرَ الْبَذْلِ لِلْأَمْوَالِ، غَيْرَ مُبَالَغٍ فِي أَخْذِ مَا جَرَتِ الْعَادَةُ بِأَخْذِهِ، وَكَانَ النَّاسُ مَعَهُ فِي أَمْنٍ عَامٍّ وَإِحْسَانٍ شَامِلٍ، وَطُمَأْنِينَةٍ وَسُكُونٍ، لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، وَكَانَ حَلِيمًا، قَلِيلَ الْمُعَاقَبَةِ عَلَى الذُّنُوبِ، مُحِبًّا لِلْعَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ الْمُذْنِبِينَ، (الكامل في التاريخ 9/ 442) وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الخلفاء آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مزيلاً عن الناس المكوسات والضرائب، مبطلاً للبدع والمعائب، وكان حليماً وقوراً كريماً،(البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 374) حَلِيمًا شفيقاً على الرّعية، محباً للعفو، لَيْسَ لِلْمَالِ عِنْده قدر، أسقط فِي أَيَّامه المكوس والضرائب. (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 6/ 85، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224) وفرّق مالا عظيماً على الهاشميّين، والعلويّين، والعُلماء، والمدارس، والرُّبُط. وكان دائم البَذْل للمال ليس لَهُ عنده وقْع. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68، تاريخ مختصر الدول 1/ 216)
بيعته وخلافته:
وهو ثالث ثلاثينهم: (المختصر في أخبار البشر 3/ 49)
لما مات المستنجد، أَحْضَرَ عضد الدين وقطب الدين المستضيء بأمر الله ابن المستنجد، واشترطا عَلَيْهِ شُرُوطًا: أَنْ يَكُونَ عَضُدُ الدِّينِ وَزِيرًا، وَابْنُهُ كَمَالُ الدِّينِ أُسْتَاذَ الدَّارِ، وَقُطْبُ الدِّينِ أَمِيرَ الْعَسْكَرِ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ. (المختصر في أخبار البشر 3/ 49)
فلما أظهروا موت المستنجد أحضر أُسْتَاذُ الدَّارِ وَقُطْبُ الدِّينِ ابْنَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ، وَبَايَعَاهُ بِالْخِلَافَةِ، وَلَقَّبَاهُ الْمُسْتَضِيءَ بِأَمْرِ اللَّهِ، فَبَايَعَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ بيعة الْخَاصَّةُ يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُوهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ مِنَ الْغَدِ بَيْعَةً عَامَّةً، (الكامل في التاريخ 9/ 358، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، المختصر في أخبار البشر 3/ 49، تاريخ مختصر الدول 1/ 214، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224، العبر في خبر من غبر 3/ 68)
وذلك فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة (566هـ). (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224)
يوم السبت تاسع ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة (566هـ)، (الكامل في التاريخ 9/ 358، تاريخ مختصر الدول 1/ 214، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206)
ونهض بخلافته الوزير عضد الدّين أَبُو الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه ابن رئيس الرؤساء فاستوزره، (شذرات الذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68)
واسم المستضيء الحسن، وكنيته أبو محمد،(المختصر في أخبار البشر 3/ 49) وَلَمْ يَتَوَلَّ الْخِلَافَةَ مَن اسْمُهُ الْحَسَنُ إِلَّا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْمُسْتَضِيءُ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَاتَّفَقَا فِي الْكُنْيَةِ وَالْكَرَمِ (الكامل في التاريخ 9/ 358، المختصر في أخبار البشر 3/ 49، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
وفاته:
كان ابتداء مرض الْمُسْتَضِيءُ بِأَمْرِ اللَّهِ أواخر شوال فَأَرَادَتْ زَوْجَتُهُ أَنْ تَكْتُمَ ذَلِكَ فَلَمْ يُمْكِنْهَا، وَوَقَعَتْ فِتْنَةٌ كَبِيرَةٌ بِبَغْدَادَ وَنَهَبَتِ الْعَوَامُّ دُورًا كَثِيرَةً، وَأَمْوَالًا جَزِيلَةً (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373)
وقيل كان مرضه بالحمى؛ ابْتَدَأَ فيها يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ(البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510) وَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ يَتَزَايَدُ به حتى استكمل في مرضه شهراً(البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373)
ومات يَوْم السبت سَلْخَ شَوَّالٍ سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة (575هـ) (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 225، ، تاريخ الخلفاء ص317، تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206)
وَقيل كَانَت وفاة الْمُسْتَضِيءُ بِأَمْرِ اللَّهِ بِبَغْدَاد لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة (575هـ) (الكامل في التاريخ 9/ 442، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 6/ 85، تاريخ مختصر الدول 1/ 216، تلقيح فهوم أهل الأثر ص70، تاريخ مختصر الدول 1/ 216، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224)
وَغُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373)
وَدُفِنَ بِدَارِ النَّصْرِ الَّتِي بَنَاهَا، وذلك عن وصيته التي أوصاها، (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373)

  • وَكَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ تِسْعَ سِنِينَ (تاريخ مختصر الدول 1/ 216، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 6/ 85) قيل: وَسَبْعَةِ أَشْهُرٍ،(الكامل في التاريخ 9/ 442) وقيل: وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373) وقيل: كَانَت ولَايَته عشر سِنِين تنقص أَرْبَعَة أشهر(تلقيح فهوم أهل الأثر ص70) وَقيل: كَانَت مُدَّة خِلَافَته ثَمَان سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَثَمَانِية وَعشْرين يَوْمًا (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510) وَقيل: تسع سِنِين وَثَلَاثَة أشهر(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510)
  • وتوفي المستضيء عَن سِتّ وَثَلَاثِينَ سنة (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 6/ 85، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224) وقيل توفي وعمره سبع وَثَلَاثُونَ سنة (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 510) وقيل مات وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ تِسْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373، تاريخ مختصر الدول 1/ 216) قيل: وشهران. (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206) وقيل عاش خمساً وأربعين سنة (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68)
    وترك ولدين: أحدهما ولي عهده وهو عدة الدنيا والدين، الْإِمَام أبو العباس أَحْمَد النّاصر لدين اللَّهِ، وهو الذي وَليَ الخلافة بعده، وَالْآخَرُ أَبُو مَنْصُورٍ هَاشِمُ (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373، العبر في خبر من غبر 3/ 68، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414)
    فلما مات المستضيء بويع بالخلافة من بعده لولده أحمد الناصر لدين الله (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 374، تاريخ الخلفاء ص317، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 225) في سلخ شوال (مورد اللطافة 1/ 225)
    وخُطِبَ لِوَلِيِّ الْعَهْدِ أبي العباس أحمد بن المستضئ، وَهُوَ الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ الثَّانِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَوَّالٍ وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا نُثِرَ الذَّهَبُ فِيهِ عَلَى الْخُطَبَاءِ وَالْمُؤَذِّنِينَ، ومن حضر ذلك، عند ذكر اسمه على المنبر. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 12/ 373)
    أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
  • لما استخلف المستضيء خُطِب لَهُ على منابر بغداد، (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 415) ونُثِرت لَهُ الدّنانير كما جَرَت العادة. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 415) وخلع على أرباب الدّولة وغيرهم، فحكى خيّاط المخزن أنّه فصّل ألفاً وثلاثمائة قباء إبريسم. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414) واحتجبِ عن أكثر الناس، فلم يركب إلا مع الخدم، ولم يدخل عَلَيْهِ غير قيماز. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167)
  • وفي أيّامه ضَعُفَ الرفْض ببغداد ووهى، وأمن النّاس. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68) وأما بمصر والشام فتلاشى، وزالت دولة العبيديين أولي الرفض(شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68)
  • وفي أيّامه استخلصت مصر من الأدعياء وكان آخرهم العاضد بالله وخطب له بمصر سنة سبع وستين (567هـ) (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 206)، وعَادَتْ الْخطْبَة باسمه فِي الديار المصرية إلى أسوان والبلاد الشامية والثغور وبعض المغرب واليمن وبَرقة، وتَوْرَز، ودانت الملوك بطاعته. وَكَانَت الْخطْبَة مُنْقَطِعَة مِنْهُمَا فِي زمن الْمُطِيع العباسي عِنْد اسْتِيلَاء الْمعز الفاطمي على مصر(تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، العبر في خبر من غبر 3/ 68، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 224)
    وَاجْتمعت الْأمة فِي أَيَّامه على خَليفَة وَاحِد، وعلى يَد الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب انقطعت دولة بني عُبَيد الفاطميين خلفاء مصر فِي أَيَّامه وخُطِب لَهُ بمصر، وضُرِبت السّكّة باسمه، وجاء البشير بذلك إلى بغداد، فغلّقت الأسواق ببغداد وعلمت القباب. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 225)
  • وولّى روح الحديثي القضاء، وأمَّر سبعة عشر مملوكا. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 415)
  • وكان المستضيء يطلب ابْن الجوزيّ، ويأمر بعقد مجلس الوعظ، ويجلس بحيث يُسمع، ويميل إلى الحنابلة. (تاريخ الإسلام ت تدمري 40/ 167، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 414، العبر في خبر من غبر 3/ 68)
  • وفيها ملك البهلوان مدينة تبريز. (تاريخ مختصر الدول 1/ 216)
  • وفي سنة ثلث وسبعين (573هـ) قُتِلَ عضد الدين وزير الخليفة المستضيء ووزر ظهير الدين المعروف بابن العطّار وكان خيراً، حسن السيرة، كثير العطاء وتمكن تمكناً كثيراً. (تاريخ مختصر الدول 1/ 216)
  • وكان في هذا الزمان من الحكماء المشهورين بالمشرق السموءل بن ايهوذا المغربيّ الاندلسيّ الحكيم اليهوديّ قدم هو وأبوه الى المشرق وكان أبوه يشدو شيئا من الحكمة وكان ولده السموءل قد قرأ فنون الحكمة وقام بالعلوم الرياضيّة وأحكم أصولها وفوائدها ونوادرها وله في ذلك مصنّفات وصنّف كتبا في الطبّ وارتحل إلى اذربيجان وخدم بيت بهلوان وأمراء دولتهم وأقام بمدينة مراغة وأولد أولادا هناك سلكوا طريقته في الطبّ ثم أسلم وصنّف كتابا في اظهار معايب اليهود ومواضع الدليل على تبديلهم التوراة ومات بالمراغة قريبا من سنة سبعين وخمسمائة (570هـ).
    نور الدين محمود بن زنكي:
  • لما بلغ نور الدين محمود بن زنكي وفاة أخيه قطب الدين مودود صاحب الموصل وملك ولده سيف الدين غازي الموصل وتحكم فخر الدين عبد المسيح عليه، أنف لذلك، وسار في قلّة من العسكر وعبر الفرات عند قلعة جعبر وملك الرقّة والخابور ونصيبين وحاصر سنجار وملكها وسلّمها إلى عماد الدين ابن أخيه، وأتى مدينة بلد شهراباذ مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا، وعبر دجلة عندها مخاضة إلى الجانب الشرقيّ ونزل على حصن نينوى. ومن العجب أنه يوم نزوله سقط من سور الموصل بدنة كبيرة، فأرسل فخر الدين عبد المسيح إلى نور الدين في تسليم البلد إليه على أن يقرّه بيد سيف الدين، ويطلب لنفسه الأمان ولماله وأهله، فأجيب إلى ذلك وشرط أن فخر الدين يأخذه معه إلى الشام ويعطيه عنده أقطاعاً مرضية، فتسلّم البلد ودخل القلعة وأمر بعمارة الجامع النوريّ وسلم الموصل إلى سيف الدين، وسنجار لعماد الدين، وعاد إلى الشام واستصحب معه فخر الدين عبد المسيح وكان مقامه بالموصل أربعة وعشرين يوما. الكامل في التاريخ 9/ 359، تاريخ مختصر الدول 1/ 214، الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية 2/ 167)
  • وفي سنة تسع وستين وخمسمائة (569هـ) توفّي نور الدين محمود بن زنكي بن اقسنقر صاحب الشام وديار الجزيرة ومصر يوم الأربعاء حادي عشر شوّال [كان مولده سنة احدى عشرة وخمسمائة] ولم يكن في سير الملوك أحسن من سيرته ولا أكثر تحرّيا للعدل منه، وكان لا يأكل ولا يلبس ولا يتصرّف في الذي يخصّه إلا من ملك كان له قد اشتراه من سهمه من الغنيمة، ولقد شكت إليه زوجته من الضائقة فأعطاها ثلثة دكاكين في حمص كانت له، يحصل منها في السنة نحو العشرين ديناراً. فلما استقلّتها قال: ليس لي إلا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين، لا أخونهم فيه، ولا اخوض نار جهنّم لأجلك. (الكامل في التاريخ 9/ 394، تاريخ مختصر الدول 1/ 216)
    قال الرحبي هذا: استدعاني نور الدين محمود في مرضه الذي توفّي فيه مع غيري من الأطباء فدخلنا إليه وهو في بيت صغير بقلعة دمشق وقد تمكنّت منه الخوانيق، وقارب الهلاك فلا يكاد يسمع صوته، وكان يخلو فيه للتعبّد، فابتدأ به المرض فلم ينتقل عنه. فلما دخلنا ورأينا ما به قلت له: كان ينبغي أن لا تؤخّر إحضارنا إلى أن يشتدّ بك المرض، الآن ينبغي أن تعجل الانتقال من هذا الموضع إلى مكان فسيح مضيء فله أثر في هذا المرض. وشرعنا في علاجه وأشرنا بالفصد، وامتنع عنه فعالجناه بغيره فلم ينجع فيه الدواء. (تاريخ مختصر الدول 1/ 216) ولما مات ملك بعده ابنه الملك الصالح إسماعيل وكان عمره إحدى عشرة سنة، وأطاعه الناس بالشام، وصلاح الدين بمصر، وخطب له بها وضرب السكة باسمه. (تاريخ مختصر الدول 1/ 216)
  • وفي سنة سبعين وخمسمائة (570هـ) لما ملك سيف الدين غازي الديار الجزرية خاف الأمراء الذين في دمشق وحلب لئلا يعبر إليهم سيف الدين فسيّروا الملك الصالح ومعه العساكر إلى حلب ليصدّ سيف الدين عن العبور الى الشام. فلما خلت دمشق عن السلطان والعساكر سار إليها صلاح الدين فملكها وملك بعدها حمص وحماة وبعلبكّ وسار إلى حلب فحصرها. فركب الملك الصالح وهو صبيّ عمره اثنتا عشرة سنة، وجمع أهل حلب وقال لهم: قد عرفتم إحسان ابي إليكم، ومحبّته لكم، وسيرته فيكم، وأنا يتيمكم، وقد جاء هذا الظالم الجاحد إحسان والدي إليه يأخذ بلدي، ولا يراقب الله ولا الخلق، وقال من هذا كثيراً وبكى فأبكى الناس واتفقوا على القتال دونه، فكانوا يخرجون ويقاتلون صلاح الدين عند جبل جوشن ولا يقدر على القرب من البلد فرحل عنه. (تاريخ مختصر الدول 1/ 216)
    صلاح الدين الأيوبي:
  • وفي سنة سبع وستين وخمسمائة (567هـ) لما ثبت قدم صلاح الدين بمصر وضعف أمر الخليفة العاضد بها، وصار قصره يحكم فيه صلاح الدين ونائبه قراقوش وهو خصيّ من أعيان الأمراء الأسديّة كلهم يرجعون إليه، عزم على قطع خطبة العاضد بأمر من نور الدين، وكان يخاف المصريين ألا يجيبوه. وأرسل نور الدين إلى صلاح الدين يأمره حتماً جزماً بقطع الخطبة العلوية، وإقامة الخطبة العباسية، فراجعه صلاح الدين في ذلك خوف الفتنة، فلم يلتفت نور الدين إلى ذلك، وكان قد دخل إلى مصر رجل أعجمي يعرف بالأمير العالم، وقيل: هو رجل من أهل بعلبكّ يقال له محمد بن المحسّن بن أبى المضاء البعلبكّىّ فلما رأى ما هو فيه من الإحجام، وأن أحداً لا يتجاسر يخطب للعباسيين قال: أنا ابتدئ بالخطبة للمستضيء. فلما كان أوّل جمعة من المحرّم صعد المنبر قبل الخطيب ودعا للمستضيء فلم ينكر أحد ذلك، فقطع الخطباء كلهم بمصر خطبة العاضد وخطبوا للمستضيء، ولم ينتطح فيها عنزان. (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 355، تاريخ مختصر الدول 1/ 215، المختصر في أخبار البشر 3/ 50) وتوفّي العاضد يوم عاشوراء ولم يعلموه بقطع خطبته. (تاريخ مختصر الدول 1/ 215)
  • في سنة إحدى وسبعين (571هـ) ملك صلاح الدين قلعة عزاز، ونازل حلب وبها الملك الصالح، وقد قام العامّة في حفظ البلد المقام المرضيّ وتردّدت الرسل بينهم في الصلح فوقعت الإجابة إليه من الجانبين ورحل صلاح الدين عن حلب بعد أن أعاد قلعة عزاز إلى الملك الصالح فإنه أخرج إلى صلاح الدين أختاً له صغيرة طفلة. فأكرمها صلاح الدين وقال لها: ما تريدين. قالت: أريد قلعة عزاز. وكانوا قد علّموها ذلك. فسلّمها إليهم ورحل. (تاريخ مختصر الدول 1/ 216)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى