منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 89

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الجزء الثالث: الدولة العباسية
32- المستنجد باللَّه أبو المظفر يوسف بن المقتفى لأمر الله
ولد يوم الأحد غرّة ربيع الأوّل سنة 518هـ.
بُويِعَ بولاية العهد في حياة أبيه سَنَةِ 547هـ، وَعمره يَوْمَئِذٍ 29 سَنَةً
وبويع له بالخلافة يوم وفاة أبيه، يوم الأحد 2 ربيع الأول سنة 555هـ
توفي يَوْم السبت بعد الظّهْر 8 ربيع الآخر سنة 566هـ. يَوْم السبت بعد الظّهْر ثَامنِ رَبِيْع الآخر، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ( 566هـ)
فَكَانَت خِلَافَته 11 سنة، وَشهراً وَاحِدًا، وَقيل 112 سنة إِلَّا يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ
وعاش 48 سنة، وقيل 47 سنة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه المُسْتضيء بِاللَّه حسن
اسمه ونسبه:
المُسْتَنْجِدُ بِاللهِ، أَبُو المُظَفَّرِ يُوْسُف، ابْن المُقْتَفِي لأَمْرِ اللهِ أَبِي عبد الله مُحَمَّد، ابْن المُسْتَظْهِر بالله أَبِي الْعَبَّاس أحمد، ابْن المقتدِي بالله أَبِي القاسم عَبْد اللَّه، العَبَّاسِيّ الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 412، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 15/ 375، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 362، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226، العبر في خبر من غبر 3/ 48، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386)
وَأُمّه كرجيَة اسْمهَا طَاوُوْس. أدركت خِلَافَته. (العبر في خبر من غبر 3/ 48، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 413، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 15/ 375، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 362، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386)
مولده:
ولد الخليفة المُسْتَنْجِدُ بِاللهِ، أَبُو المُظَفَّرِ يُوْسُف، ابْن المُقْتَفِي يوم الأحد غرّة شهر ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة وخمسمائة (518هـ). (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386)
صفاته وسماته الشخصية:
وَكَانَ المستنجد أسمراً، طَوِيل اللِّحْيَة، معتدل الْقَامَة، شجاعاً، مهاباً، عادلاً فِي الرّعية، أديباً فصيحاً فطناً، وكَانَ مَوْصُوَفاً بِالعَدْل وَالرّفق، وَأَزَال الْمَظَالِم المُكُوْس وَالضّرَائِب، بِحَيْثُ إِنَّهُ لَمْ يَتركْ بِالعِرَاقِ مكساً، وَهُوَ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من الْخُلَفَاء العباسيين (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 414، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 362، العبر في خبر من غبر 3/ 48، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386)
وقيل كان مليح الصورة، بياضه شرّب بحمرة، أزجّ الحاجبين، كثّ اللحية، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217)
كَانَ المستنجد مَوْصُوَفاً بِالفَهْم الثَّاقب، وَالرَّأْي الصَّائِب، وَالذّكَاء الغَالِب، وَالفَضْل البَاهر، والعدل الظاهر، لَهُ نَظْمٌ وَنثر، وَمَعْرِفَة بعمل آلات الفلك والأَسْطُرْلاَب. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 363، العبر في خبر من غبر 3/ 48، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 259)
وَكَانَ شدِيداً عَلَى الْمُفْسدينَ، سجن عوَانِياً كَانَ يَسْعَى بِالنَّاسِ مُدَّة وأطال حبسه، فشفع فيه بعض أصحابه المختصّين بخدمته وبذل رَجُل فِيْهِ عَشْرَة آلاَف دِيْنَار؛ قَالَ المُسْتَنْجِد: فَأَنَا أَبذل عَشْرَة آلاَف دِيْنَار لِتَأْتِينِي بآخر مِثْله أَحبسه، فأكفّ شرّه عن الناس؛ ولم يطلقه. (تاريخ مختصر الدول 1/ 214، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 414، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 362، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 507، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 258)
حَكَيَ: أَنَّ المُقْتَفِي رَأَى ابْنه يُوْسُف فِي الْحر، فَقَالَ: أَيشٍ فِي فَمِك؟ قَالَ: خَاتم يَزْدَن عَلَيْهِ أَسْمَاء الإثْنَيْ عَشَرَ، وَذَلِكَ يُسكِّن الْعَطش. قَالَ: وَيْلَك! يُرِيْد يَزْدَن أَنْ يُصَيِّرك رَافِضِيّاً، سَيِّدُ الإثْنَيْ عَشَرَ الحُسَيْن -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مَاتَ عطشَان. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 413، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 259، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256)
قَالَ المُسْتَنْجِد: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ مُنْذُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ لِي: يَبْقَى أَبُوْك فِي الخِلاَفَة خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. فَكَانَ كَمَا قَالَ، فَرَأَيْتهُ قَبْل مَوْت أَبِي بِأَرْبَعَة أَشْهُرٍ، فَدَخَلَ بِي مِنْ بَاب كَبِيْر، ثُمَّ ارْتفعنَا إِلَى رَأْس جبل، وَصَلَّى بِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَلْبَسَنِي قمِيْصاً، ثُمَّ قَالَ لِي: قل: اللَّهُمَّ اهدنِي فِيْمَنْ هديت. وذكر دُعاء القُنُوت. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 414، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 258)
وقيل: إِن المستنجد رأى فِي مَنَامه – فِي حَيَاة وَالِده المقتفي – كَأَن ملكاً نزل من السَّمَاء؛ فَكتب فِي كَفه أَربع خاءات معجمات؛ فَلَمَّا أصبح سَأَلَ الإِمَام مُحَمَّدًا الْغَزالِيّ أَو أَخَاهُ أَحْمد عَن تَعْبِير ذَلِك فَقَالَ وَالله أعلم أَنَّك ستلي الْخلَافَة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة (555هـ) فَكَانَ كَذَلِك (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، سمط النجوم العوالي في الأوائل والتوالي 3/ 507)
وَكَانَ نقشُ خَاتِمه: مَنْ أَحَبّ نَفْسه عَمل لَهَا. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 413، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، تاريخ بغداد ط العلمية 15/ 375، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256) و كان يقول الشّعر. (تاريخ الإسلام 39/ 256)
وكان من أحسن الخلفاء سيرة مع الرعية، عادلاً (تاريخ مختصر الدول 1/ 214) وكانت أيامه أيام خصب ورخاء، وكان فاضلاً متواضعاً أديباً، شاعراً، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 507)
بيعته وخلافته:
وهو ثاني ثلاثينهم (المختصر في أخبار البشر 3/ 37)
عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِوِلاَيَةِ العَهْد فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ (547هـ)، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 412، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 15/ 375، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 362، العبر في خبر من غبر 3/ 48، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256) وَعمره يَوْمَئِذٍ تِسْع وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 412)
فَلَمَّا اشتدّ مرض المُقْتَفِي واحْتضرَ، وكان وليّ عهده ابنه المُسْتَنْج بالله يوسف، رَام طَائِفَة عزل المُسْتَنْجِد، وَبعثَت حَظِيَّةُ المُقْتَفِي أُمُّ ولده عليّ إِلَى الأُمَرَاءِ تَعدِهُم وَتُمَنِّيهم ليُبَايعُوا ابْنهَا عَلِيّ بن المُقْتَفِي. قَالُوا: كَيْفَ هَذَا مَعَ وُجُوْد وَلِي العَهْد يُوْسُف؟ قَالَتْ: أَنَا أَكفِيكمُوْهُ. وَهَيَّأَتْ جَوَارِي بِسكَاكين ليثبن عَلَيْهِ، فَرَأَى خُويدم لِيُوْسُف الحَرَكَةَ، وَرَأَى بِيَدِ عَلِيّ وَأُمّه سَيْفَيْن، فَبَادر مذعوراً إِلَى سيِّده، وَبعثَت هِيَ إِلَى يُوْسُف: أَن احْضر مَوْت أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. فَطَلبَ أُسْتَاذَ الدَّار، وَلَبِسَ درعاً، وَشهر سَيْفه، وَأَخَذَ مَعَهُ جَمَاعَة مِنَ الحوَاشِي وَالفَرَّاشين، فَلَمَّا دخل ثار به الجَوَارِي، فضَرَبَ جَارِيَةً منهنّ بِالسَّيْفِ فجَرَحَهَا، وكذلك أخرى، وصاح فدخل أستاذ الدار ومعه الفرّاشون فَتَهَارب الجَوَارِي، وَأَخَذَ أَخَاهُ وَأُمّه، فَحَبَسَهُمَا، وَأَبَاد الجَوَارِي تَغرِيقاً وَقَتلاً، وَتَمَكَّنَ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 413، تاريخ مختصر الدول 1/ 211، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 256)
وبُويِعَ له بالخلافة بعد موت أَبِيه المقتفي، قيل: بويع له يوم وفاة أبيه المقتفي (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 507) وقيل اليوم الثالث من وفاة أبيه (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226) بعد الجلوس للعزاء على العادة (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226)
يوم الأحد ثانى ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة (555هـ). (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 15/ 375، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226، تاريخ مختصر الدول 1/ 211، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 222، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217) وبويع الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الِإثْنَيْنِ ثَالِث ربيع الأول (تلقيح فهوم أهل الأثر ص69)
وتولى أخذ البيعة على الناس عون الدِّين أبو المظفر يحيى بن محمّد بن هبيرة وزير أبيه، وابن رئيس الرؤساء أستاذ داره، ودخل إليه الفقهاء والقضاة وسائر أرباب الدولة والمناصب. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217) وكان عمه الأمير هارون بن المستظهر باللَّه واقفاً. وكان يوما مشهودا. (تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 258، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226) وكان أَوَّل مَنْ بَايَع المُسْتَنْجِد عَمُّه أَبُو طَالِبٍ، ثُمَّ أَخُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ، ثُمَّ ابْن هُبَيْرَةَ، وَقَاضِي القُضَاة الدَّامَغَانِيّ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 415) أوّل من بايعه عمه أبو طالب، ثم أخوه أبو جعفر وكان أسنّ من المستنجد، ثمّ الوزير عَوْن الدّين، ثمّ قاضي القضاة.
واستوزر المستنجد باللَّه عون الدين أبا المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير أبيه، ومات الوزير عون الدين ابن هبيرة في جمادي الآخرة سنة ستين وخمس مائة (560هـ). (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص226)
وفاته أو مقتله:
لما اشتدَّ مَرض المستنجد بالله، وَكَانَ قَدْ خَاف أُسْتَاذ الدَّار عضد الدَّوْلَة بن رَئِيْس الرُّؤسَاء، وَقَايمَاز المُقتَفَوِي كَبِيْرُ الأُمَرَاء، فَوَاضَعَا الطَّبِيْب عَلَى أَذِيَّته، فَوصف لَهُ الحَمَّام، فَامْتَنَعَ لضَعْفه، ثُمَّ أُدخل الحَمَّام، وَأُغلق عَلَيْهِ، فَتَلِفَ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 414)
وَقِيْلَ: إِنَّ الخَلِيْفَة المستنجد بالله كَتَبَ إِلَى وَزِيْره مَعَ ابْنِ صَفِيَّة الطَّبِيْب يَأْمره بِالقبض عَلَى قَايمَاز وَعضد الدَّوْلَة وَصَلْبهمَا، وكان قد اشتدّ مرضه، فَأَرَى ابْنُ صَفِيَّة الْخط لِعَضُدِ الدَّوْلَة، فَاجْتَمَعَ بقَايمَاز وَيَزْدَن، وأوقفهما على الخطّ، فَاتَّفَقُوا عَلَى قَتله، فقالا له: عُد إليه وقل له: أنني أوصلت الخطّ إلى الوزير وفعل ذلك، فَدَخَلَ إِلَي المستنجد يَزدن وَآخر، فَحملاَهُ إِلَى الحَمَّام وَهُوَ يَسْتَغِيث، وَأَغلقَاهُ عَلَيْهِ، وهو يصيح إلى أن مات. (تاريخ مختصر الدول 1/ 214، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 415، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 259)
وَكَانَت وَفَاة المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي: يَوْم السبت بعد الظّهْر ثَامنِ رَبِيْع الآخر، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ( 566هـ) (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 363، العبر في خبر من غبر 3/ 48، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 15/ 375، تاريخ الإسلام ت تدمري 39/ 258)
وقيل توفّي تاسع ربيع الآخر (تاريخ مختصر الدول 1/ 214) وقيل: يَوْم السبت ثَانِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة (566هـ) (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 223) وقيل يَوْم السبت ثَالِث ربيع الآخر (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509)
وَكَانَت ولَايَته المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي إِحْدَى عشرَة سنة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 214) وَقيل كَانَت خِلَافَته إِحْدَى عشرَة سنة، وشهراً وَاحِدًا، (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 223، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69) قيل: وأياماً، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217)، وَقيل مُدَّة خِلَافَته اثْنَتَا عشرَة سنة إِلَّا يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509)
وعاش ثمانيًا وأربعين سنة. (العبر في خبر من غبر 3/ 48، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 362، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217) وقيل سبع وَأَرْبَعُونَ سنة وَقيل تسع وَأَرْبَعُونَ وَشهر(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509)
ودفن بداره بالرصافة. (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 5/ 386، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 217) واستوزر وزير أَبِيهِ أبا المظفر بن هبيرة فلما توفي استوزر أبا جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن البلدي. (تاريخ بغداد ط العلمية 15/ 375)
وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه المُسْتضيء بِاللَّه حسن. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417، تلقيح فهوم أهل الأثر ص69، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 363، العبر في خبر من غبر 3/ 48، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 223)
أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه:
فَفِي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة (557هـ) وَهِي السّنة الثَّالِثَة من خِلَافَته جرت الكائنة الغريبة وَهِي إِن الْملك الْعَادِل نور الدّين رأى النَّبِي فِي نَومه لَيْلَة ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ يُشِير إِلَى رجلَيْنِ أشقرين يَقُول أنجدني من هذَيْن فَأرْسل إِلَى وزيره وتجهزا فِي بَيته ليلتهما على رواحل خَفِيفَة فِي عشْرين نَفراً، وَصَحب مَالاً كثيرَاً فَقدم الْمَدِينَة فِي سِتَّة عشر يومَاً، فزار ثمَّ أَمر بإحضار أهل الْمَدِينَة بعد كتابتهم، وَصَارَ يتَأَمَّل فِي كل ذَلِك تِلْكَ الصّفة، إِلَى أَن انْقَضتْ النَّاس فَقَالَ هَل بَقِي أحد، قَالُوا لم يبْق سوى رجلَيْنِ صالحَين عفيفين مغربيين يكثران الصَّدَقَة، فطلبهما فرآهما الرجلَيْن اللَّذين أَشَارَ إِلَيْهِمَا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَسَأَلَ عَن منزلهما فَأخْبر أَنَّهُمَا فِي رِبَاط بِقرب الْحُجْرَة الشَّرِيفَة، فَأَمْسَكَهُمَا وَمضى إِلَى منزلهما، فَلم ير غير ختمتين وكتباً فِي الرَّقَائِق ومالا كثيرَاً، فَأثْنى عَلَيْهِمَا أهل الْمَدِينَة خيراً، فبقى متردداً متحيراً، فَرفع حَصِيراً فِي الْبَيْت فَرَأى سرداباً محفوراً يَنْتَهِي إِلَى صوب الْحُجْرَة، فارتاعت النَّاس لذَلِك، فَقَالَ لَهما السُّلْطَان أصدقاني وضربهما ضرباً شَدِيداً فاعترفا بِأَنَّهُمَا نصرانيان، بعثهما النَّصَارَى فِي زِيّ حجاج المغاربة، وأمالوهما بِالْمَالِ الْعَظِيم ليتحيلا فِي الْوُصُول إِلَى الجناب الشريف وَنَقله، وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ، فَنزلَا قرب رِبَاطًا وصارا يحفران ليلاَ وَلكُل مِنْهُمَا محفظة جلد وَالَّذِي يجْتَمع من التُّرَاب يخرجانه فِي محفظتيهما إِلَى البقيع إِذا خرجا بعلة الزِّيَارَة، فَلَمَّا قرب من الْحُجْرَة أرعدت السَّمَاء وأبرقت وَحصل رجف عَظِيم فَقدم السُّلْطَان صَبِيحَة تِلْكَ اللَّيْلَة، فَلَمَّا ظهر حَالهمَا بَكَى السُّلْطَان بكاءً شَدِيداً، وَأمر بِضَرْب رقابهما فقتلا تَحت الشباك الَّذِي يَلِي الْحُجْرَة الشَّرِيفَة، ثمَّ أَمر بإحضار رصاص عَظِيم وحفر خَنْدَقًا عظيمَاً إِلَى المَاء حول الْحُجْرَة الشَّرِيفَة كلهَا وأذاب ذَلِك الرصاص وملأ الخَنْدَق فَصَارَ حول الْحُجْرَة سور من رصاص إِلَى المَاء انْتهى (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 508)

  • وَفِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة (561هـ) ذكر صَاحب الْخَمِيس عَن شمس الدّين صَوَاب الْموصِلِي بواب الْمَسْجِد النَّبَوِيّ والقائم بأَمْره بِإِسْنَاد صَحِيح عَنهُ أَن جمَاعَة من الروافض وصلوا من حلب فأهدوا إِلَى أَمِير الْمَدِينَة الشَّرِيفَة من الْأَمْوَال والجواهر مَا لم يخْطر ببال فَشَغلهُ ذَلِك وأنساه دينه والتمسوا مِنْهُ أَن يخرجُوا جَسَد أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا من عِنْد النَّبِي فَلَمَّا غشيه من حب الدُّنْيَا والتشاغل بالأموال عَن الدّين وافقهم على ذَلِك، قَالَ صَوَاب الْموصِلِي الْمَذْكُور فطلبني أَمِير الْمَدِينَة وَقَالَ إِن فِي هَذِه اللَّيْلَة يصل إِلَيْك كَذَا وَكَذَا من الرِّجَال فحين يصلونَ إِلَيْك سلم إِلَيْهِم مِفْتَاح الْحُجْرَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة وَلَا تتشاغل عَنْهُم وَإِلَّا أخذت مَا فِيهِ عَيْنَاك، قَالَ صَوَاب فَأَخَذَتْنِي رعدة ودهشة، وَلَا أَدْرِي إلامَ يَئُول الْأَمر، فانتظرت فَلَمَّا كَانَ نصف اللَّيْل أقبل أَرْبَعُونَ رجلا فَدَخَلُوا من بَاب السَّلَام فَسلمت إِلَيْهِم مِفْتَاح الْحُجْرَة المطهرة، فَإِذا مَعَهم المقاحف والمكاتل وآلات الْحفر فَعرفت مُرَادهم، وَغَابَ حسى من الهيبة النَّبَوِيَّة، ثمَّ سجدت لله وَجعلت أبْكِي وأتضرع فَمَا نظرت إِلَّا وَقد انشقت الأَرْض واشتملتهم بِجَمِيعِ مَا مَعَهم من آلَات الْحفر والتأمت لساعتها وَذَلِكَ عِنْد الْمِحْرَاب العثماني فسجدت شكراً لله، فَلَمَّا استبطأ الْأَمِير الْخَبَر، أرسل لي رَسُولا فَأَخْبَرته بِمَا رَأَيْت، فطلبني عَاجلاً فوصلت إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ مثل الواله، فَسَأَلَنِي مشافهة فحققت لَهُ مَا رَأَيْت فَقَالَ إِن خرج مِنْك هَذَا الْأَمر قتلتك، فَلم أزل ساكتاً عَن بَث هَذَا الْأَمر مُدَّة حَيَاة ذَلِك الْأَمِير خوفًا مِنْهُ (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 509)
    أسد الدين شيركوه:
    وفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة (559هـ) هرب شاور وزير العاضد صاحب مصر من ضرغام الذي نازعه في الوزارة إلى الشام ملتجئاً إلى نور الدين، ومستجيراً به، وطلب منه إرسال العساكر معه إلى مصر ليعود إلى منصبه ويكون له ثلث دخل البلاد، فتقدّم نور الدين بتجهيز الجيوش وقدم عليها أسد الدين شيركوه، فتجهز وساروا جميعاً وشاور في صحبتهم، ووصل أسد الدين والعساكر إلى مدينة بلبيس. فخرج إليهم أخو ضرغام بعسكر المصريين ولقيهم فانهزم. وخرج ضرغام من القاهرة فقتل وقتل أخوه أيضاً. وخلع على شاور وأعيد إلى الوزارة. وأقام أسد الدين بظاهر القاهرة فغدر به شاور وعاد عمّا كان قرّره لنور الدين، وأرسل إلى الفرنج يستمدّهم فسارعوا إلى تلبية دعوته ونصرته وتجهزوا وساروا. فلما قارب الفرنج مصر فارقها أسد الدين وقصد مدينة بلبيس وجعلها ظهراً يتحصن به فحصره بها العساكر المصرية والفرنج ثلاثة أشهر وهو يغاديهم القتال ويراوحهم فلم يبلغوا منه غرضاً. فراسل الفرنج أسد الدين في الصلح والعود إلى الشام فأجابهم إلى ذلك وصار إلى الشام. (تاريخ مختصر الدول 1/ 211)
  • فِي سَنَةِ 562: كَانَ مسير شِيْركُوه إِلَى مِصْرَ ثَانِي مرَّة فِي أَلْفَيْن، وَحَاصَرَ مِصْر شَهْرَيْنِ، وَاسْتنجد شَاور بِالفِرَنْج، فَدَخَلُوا مِنْ دِمْيَاط، وَحَارَبَهُم شِيْركُوه، وَانتصر، وَقتلت أُلُوف مِنَ الفِرَنْج، وَسَارَ شِيْركُوه، وَاسْتَوْلَى عَلَى الصّعيد، وَافتَتَح وَلد أَخِيْهِ صلاَح الدِّيْنِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، ثُمَّ نَازلته الفِرَنْج، وَحَاصروهُ بِهَا أَشْهُراً حَتَّى ردّ شِيْركُوه، فَهَرَبت الفِرَنْج عَنْهَا، وَاسْتقر بِمِصْرَ لِلْفرنج شحنَة وَقطيعَةُ مائَةِ أَلْف دِيْنَار فِي العَامِ، وَقَدِمَ شِيْركُوه، وَأَعْطَاهُ نُوْر الدِّيْنِ حِمْص. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 416)
    وَفِي سَنَةِ 564هـ: غزوُ شِيْركُوه مِصْر ثَالِثَ مرَّة، وَملكت الفِرَنْج بَلْبِيْس، وَنَازلُوا القَاهِرَة، فَذل لَهُم شَاور، وَطلب الصُّلح عَلَى قطيعَة أَلف أَلف دِيْنَار فِي العَامِ، فَأَجَابَهُ الطَّاغِيَة مَرِّي إِلَى ذَلِكَ، فَعجل لَهُ مائَة أَلْف دِيْنَار، وَاسْتنجد بِنُوْرِ الدِّيْنِ، وَسود كِتَابهُ، وَجَعَلَ فِي طَيِّه ذوَائِب النِّسَاء، وَوَاصِل كتبه يَحُثُّه، وَكَانَ فِي حلب، فَجَهَّزَ عَسْكَره، وَاسْتخدم أَسد الدِّيْنِ حَتَّى قِيْلَ: كَانَ فِي سَبْعِيْنَ أَلْفاً مِنْ بَيْنِ فَارِس وَرَاجل. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 416) فَتقهقر الفِرَنْج لقُدُومِهِ، وَذلُوا، وَدَخَلَ القَاهِرَة فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، وَجَلَسَ فِي دست المَمْلَكَة، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 416)
    وَخلعَ عَلَيْهِ العَاضد خلع السّلطنَة، وَكَتَبَ لَهُ التَّقْلِيد، وَعلاَمَة العَاضد بِخَطِّهِ: هَذَا عهد لَمْ يُعهد مِثْلُه لوزِيْر،(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417) وَمَاتَ شِيْركُوه بَعْد الوِلاَيَة بِشَهْرَيْنِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417)
    صلاح الدين الأيوبي:
    قَالَ صلاَح الدِّيْنِ: مَا رَأَيْتُ أَكرم مِنَ العَاضد! بَعَثَ إِلَيَّ مُدَّة مُقَام الفِرَنْج عَلَى حِصَار دِمْيَاط أَلفَ أَلفِ دِيْنَار مِصرِيَة سِوَى الثِّيَاب وَغَيْرهَا. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 418)
    أَحرق شَاور مِصْر، وَخَافَ عَلَيْهَا مِنَ الفِرَنْج، وَدَامت النَّار تَعْمَل فِيْهَا أَرْبَعَة وَخَمْسِيْنَ يَوْماً. وَقلد العَاضد منصب شِيْركُوه لابْنِهِ أَخِيْهِ صلاَح الدِّيْنِ، فَغَضِبَ عَرَبُ مِصْر وَسودَانُهَا، وَتَأَلبُوا، وَأَقْبَلُوا فِي خَمْسِيْنَ أَلْفاً، فَكَانَ المَصَافّ بَيْنَ القَصْرَيْنَ يَوْمَيْن، وَرَاح كَثِيْر مِنْهُم تَحْتَ السَّيْف،(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417)
    وفي سنة اربع وستين وخمسمائة (564هـ) ملك نور الدين قلعة جعبر. وملك أسد الدين شيركوه مصر وقتل شاور الوزير. ولما ثبت قدم أسد الدين وظنّ أن لم يبق له منازع، أتاه أجله فتوفّي يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة وكانت ولايته شهرين.
    وأما ابتداء أمره فإنه كان هو وأخوه نجم الدين أيوب ابنا شاذي من بلد دوين وهي بلدة من نواحي أران في آخر حدود اذربيجان بالقرب من تفليس (تاريخ مختصر الدول 1/ 213) وأصلهما من الأكراد الروّاديّة فقدما العراق وخدما مجاهد الدين بهروز شحنة بغداد، فرأى من نجم الدين أيوب عقلاً ورأياً، وكان أكبر من شيركوه فجعله مستحفظاً لقلعة تكريت، فسار إليها ومعه أخوه شيركوه. ثم إن شيركوه قتل كاتباً نصرانياً بتكريت لملاحاة جرت بينهما فأخرجهما بهروز من قلعة تكريت فسارا إلى زنكي، ولما ملك بعلبك جعل أيوب مستحفظاً لها فلما قُتِلَ زنكي وتسلّم عسكر دمشق بعلبك صار هو أكبر الأمراء بدمشق واتصل أخوه شير كوه بنور الدين فأقطعه حمص والرحبة وجعله مقدم عسكره. فلما أراد أن يرسل العسكر إلى مصر لم ير هناك من يصلح لهذا الأمر العظيم والمقام الخطير غيره فأرسله فملكها. (تاريخ مختصر الدول 1/ 213) ولما توفّي أسد الدين شيركوه طلب جماعة من الأمراء النوريّة ولاية الوزارة للعاضد العلويّ صاحب مصر فأرسل العاضد إلى صلاح الدين بن أيوب بن شاذي أحضره عنده وخلع عليه وولّاه الوزارة بعد عمّه ولقبه الملك الناصر، وكان اسمه يوسف. فكان الذي حمله على ذلك أن أصحابه قالوا له: ليس في الجماعة أضعف ولا أصغر سناً من يوسف، فإذا ولي لا يرفع علينا رأساً مثل غيره. فثبت قدم صلاح الدين ومع هذا فهو نائب عن نور الدين وكان نور الدين يكاتبه بالأمير الاسفهسلار ويكتب علامته على رأس الكتاب تعظيما عن أن يكتب اسمه وكان لا يفرده بكتاب بل يكتبه: الأمير الاسفهسلار صلاح الدين وكافة الأمراء بالديار المصرية يفعلون كذا وكذا. واستمال صلاح الدين قلوب الناس وبذل الأموال فمالوا إليه واحبّوه وضعف أمر العاضد. ثم أرسل صلاح الدين يطلب من نور الدين أن يرسل إليه أخوته وأهله فأرسلهم إليه وشرط عليهم طاعته. (تاريخ مختصر الدول 1/ 213)
    وَحَاصرت الفِرَنْج دِمْيَاط خَمْسِيْنَ يَوْماً، فَعَجَزُوا، وَرحلُوا، وَأَخَذَ نُوْر الدِّيْنِ سِنْجَار، وَتوجّه إِلَى المَوْصِل، وَرَتَّبَ أُمُوْرهَا، وَبَنَى بِهَا الجَامِع الأَكْبَر، وَسَارَ فَحَاصَر الْكرْك، وَنصبَ عَلَيْهَا مِنجنِيقَينِ، وَجدَّ فِي حصَارهَا، فَأَقْبَلت نَجدَة الفِرَنْج، فَقصدهُم نُوْر الدِّيْنِ، وَحصدهُم، وَتَمَكَّنَ بِمِصْرَ صلاَح الدِّيْنِ، وَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُوْهُ، فَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، ركب العَاضد بِنَفْسِهِ لِتلقيه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417)
    أحداث أخرى:
  • وَفِي سَنَةِ 555: قبض الأُمَرَاء بِهَمَذَان عَلَى سُلَيْمَانَ شَاه، وَملَّكُوا أَرْسَلاَن شَاه، وَمَاتَ بِمِصْرَ الفَائِز بِاللهِ، وَبَايعُوا العَاضد. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 415)
  • وَفِي سَنَةِ 556هـ: قُتل بِمِصْرَ الصَّالِحُ وَزِيْرُهَا، وَاسْتَوْلَى شَاور، وَسَافَرَ لِلصيد المُسْتَنْجِد مَرَّات، وَالتَقَى صَاحِب أَذْرَبِيْجَان وَالكُرْج، فَنَصَرَ اللهُ، وَتَملك نَيْسَابُوْر المُؤَيَّد أَيَبَه، وَاسْتنَاب مَمْلُوْكَهُ يَنكز عَلَى بِسْطَامَ وَدَامَغَان، وَتَمَكَّنَ، وَهَزَمَ الجُيُوْش، وَهُوَ مِنْ تَحْتِ أَمر السُّلْطَان رسلاَن. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 415)
  • وَفِيْهَا556هـ: أَقْبَل صَاحِب قُسْطَنْطِيْنِيَّة بجَيْشه مُحَارِباً لملك الرُّوْم قلج رسلاَن، فَنَصَرَ اللهُ، وَأَخَذَ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُم حُصُوْناً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 415)
  • وَفِي سَنَةِ 60: وُلدت بِبَغْدَادَ بِنْتُ أَبِي الْعِزّ الأَهْوَازِيّ أَرْبَعَ بنَات جُمْلَةً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 416)
    وَكَانَتِ الزَّلْزَلَة العُظْمَى بصِقِلِّيَّةَ، أَهْلكت أُمَماً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417)
    وَفِي سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ (565هـ): جَاءت زلاَزل عِظَام بِالشَّامِ، وَدكت الْقِلَاع، وَأَفنت خلقاً، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 20/ 417)
  • وفي سنة خمس وستين وخمسمائة (565هـ) في شوّال مات قطب الدين مودود بن زنكي ابن اقسنقر صاحب الموصل توفي قطب الدين وعمره نحو أربعين سنة وكان ملكه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصف شهر . ولما اشتدّ مرضه اوصى بالملك بعده لابنه الأكبر عماد الدين زنكي ثم عدل عنه إلى ابنه الآخر وهو سيف الدين غازي وإنما فعل ذلك لأن القيّم بأمور دولته كان خادماً له يقال له فخر الدين عبد المسيح وكان يكره عماد الدين لأنه كان طوع عمّه نور الدين، وكان نور الدين يبغض عبد المسيح، فاتفق عبد المسيح وخاتون ابنة حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي وهي والدة سيف الدين عليّ صرف الملك عن عماد الدين إلى سيف الدين. ورحل عماد الدين إلى عمّه نور الدين مستنصراً به ليعينه على أخذ الملك لنفسه. (تاريخ مختصر الدول 1/ 213)
    وقد قيل: الإِمَام إِذَا كَانَ لَهُ عقل جَيِّد، وَدين مَتِين، صلح بِهِ أَمر المَمَالِك، فَإِنْ ضعف عَقْله، وَحسنت ديَانتُه، حَمله الدِّيْنُ عَلَى مشَاورَة أَهْل الْحزم، فَتسددت أُمُوْرُه، وَمشت الأَحْوَال، وَإِنْ قلَّ دينُه، وَنَبُلَ رَأْيه، تَعبت بِهِ البِلاَد وَالعبَاد، وَقَدْ يَحمله نبل رَأْيه عَلَى إِصْلاَح ملكه وَرعيته لِلدُّنْيَا، لاَ لِلتَّقْوَى، فَإِنْ نَقص رَأْيه، وَقل دينه وَعَقْله، كثر الفسَاد، وَضَاعت الرَّعِيَّة، وَتعبُوا بِهِ، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ فِيْهِ شجَاعَة، وَلَهُ سطوَة وَهَيْبَة فِي النُّفُوْس، فَيْنجبر الحَال، فَإِنْ كَانَ جَبَاناً، قَلِيْلَ الدِّيْنِ، عَدِيْمَ الرَّأْي، كَثِيْر الْعَسْف، فَقَدْ تَعرَّض لبلاَء عَاجِل، وَرُبَّمَا عُزل وَسُجن إِنْ لَمْ يُقتل، وَذَهَبت عَنْهُ الدُّنْيَا، وَأَحَاطت بِهِ خطَايَاهُ، وَنَدِمَ -وَاللهِ- حَيْثُ لاَ يُغنِي النّدم، وَنَحْنُ آيِسُوْنَ اليَوْمَ مِنْ وُجُوْد إِمَام رَاشِد مِنْ سَائِر الوُجُوه، فَإِنْ يَسَّر اللهُ لِلأَئِمَّةِ بِإِمَامٍ فِيْهِ كَثْرَةُ مَحَاسِن وَفِيْهِ مَسَاوِئ قَلِيْلَة، فَمَنْ لَنَا بِهِ، اللَّهُمَّ فَأَصلح الرَّاعِي وَالرَّعِيَّة، وَارحمْ عبَادَك، وَوَفِّقْهُم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى