منوعات

نحن والعالم

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب


عالمنا اليوم لا يقبل اللامبالاة، ولا اتخاذ موقف الحياد السياسي سواء على مستوى السياسة أو القيادة، عالم تقوده وتسوده القوة المتوحشة القاسية، تتربع على عرشه منظمات دولية تحمل مسميات إنسانية أخلاقية، وتحمل شعارات إنسانية، ولكنها مُجندة وتُسيرها دول عظمى، وخاصة الدولة المركزية وفق رؤية موجهة هادفة لتحقيق المصالح على حساب الشعوب المتعثرة.
عالمنا اليوم، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي تربعت على عرشه الولايات المتحدة وانفردت بالسياسة العالمية وهي التي تحرك النزاعات الإقليمية والقومية والعرقية والدينية وتقوم على تغذيتها وتأجيجها، فاستمرار هذه النزاعات هو المجال الحيوي لبقاء أمريكا قوية ومتحكمة بمصير كل الدول والشعوب في وسط وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية، ومنذ ذلك الوقت أدركت أمريكا ضرورة وجود رؤية استراتيجية معميقة تدعم هذا العرش للانفراد بالسياسة العالمية. لذلك فقد لجأت الى تفجير الصراع في منطقتنا أولاً تحت مسميات مختلفة، كالإرهاب، وحماية الأقليات، والتطرف، والفوبيا الإسلامية وغيرها، بهدف السيطرة على مراكز الدعم الجيواقتصادي في منطقتنا ومناطق أخرى من العالم، وتأمين الإمكانيات القتالية لقواتها ضد أي نزاع او حرب قد تنشأ وفي أية بقعة من العالم.
وعالمنا اليوم يتخبط في صراع المصالح وتحقيق المكاسب للسيطرة على الثروات الاستراتيجية والمواقع العسكرية، وهو عالم غير مستقر ولا تسوده العدالة ولا الأخلاق التي تحفظ الأمن والسلم العالميين. والعالم اليوم ليس احجار شطرنج يمكن التحكم بها كيف تشاء ومتى تشاء، وهناك دول لها استراتيجيتها التي تتعارض مع سياسات القطب الواحد وتملك من الإمكانيات القتالية بما يؤهلها لاتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة لتلك الدول والتي تؤثر في صناعة السياسة العالمية، وقد تتعارض مصالحها مع مصالح الدولة المركزية.
والسؤال ما هو دورنا وماذا يجب ان نعمل في هذه الظروف امام عالم المصالح والأجندة اللاإنسانية؟ هذا السؤال برسم التفكير لكل الأحرار.
ولكن يجب ان نعلم أن اليأس والخنوع والرضى بالذل لا يحقق الوصول إلى الهدف أو النصر على الأعداء، ويجب ان نعد العدة ونكون جاهزين لاقتناص الفرص للتحرر والخلاص من العملاء والخونة والجهل والأنانية اولاً، ومن ثم بناء مجتمعنا ودولتنا ثانياً. ويجب ان يكون ايماننا بالله إيماناً مطلقاً، انما امره إذا أراد شيء ان يقول له كن فيكون، وقد يسخر لك عدوك لقضاء حاجتك ولكن علينا العمل وعدم الاسترخاء او التواكل.

لابد من قيادة موحدة للوصول إلى الهدف ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى