مقالات

ثلاثة أحداث سورية في يوم واحد!

معاذ عبدالرحمن الدرويش

كاتب و مدون سوري
عرض مقالات الكاتب


بالأمس جرت ثلاثة أحداث سورية في أماكن متفرقة ، لها مدلولاتها و إنعكاساتها السلبية و الإيجابية ، سواء على الثورة المباركة و سواء على النظام المجرم.
الحدث الأول كأس العرب لكرة القدم و التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، و المحزن بالأمر مشاركة منتخب البراميل الممثل لنظام الأسد القاتل، و الأكثر حزناً إرتفاع علم النظام في سماء الدوحة ، و أمام ملايين المشاهدين من الجماهير العربية، و خسر فريق البراميل كعادته أولى مبارياته أمام فريق دولة الإمارات.
و كالعادة إنبرى لنا الرماديون المنافقون بأن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة، متناسين أن النظام لا يسمح لأي مواطن يعيش في كنفه بالدخول إلى غرفة نومه الخاصة بدون إذنه، في حين خرج الشارع الثوري شامتاً من خسارة منتخب البراميل، الحقيقة أن النظام لا يهتم بالخسارة و الربح مادامت مؤخرته على كرسي السلطة، فهو خسر سوريا و أفناها و شرد شعبها في بقاع الأرض ، في حين لا يزال يحتفل بالنصر على المؤامرة الكونية المزعومة.
الحدث الثاني كانت حلقة الإتجاه المعاكس و على تلفزيون الجزيرة و من العاصمة القطرية الدوحة أيضاً، حيث إلتقى شخصان محسوبان على الثورة مع الأسف.
من الطبيعي أن يوجد هناك أفكار متضادة و آراء متخالفة داخل أي منظومة أو مؤسسة ، و إختلاف الفكر دائما يكون محفز إيجابي لو تم إستغلاله بشكل منطقي و منهجي، لكن المؤلم بالأمر أن أنصار الثورة “بين قوسين” لم يخجلا من نفسيهما ، و شتما و سبا و أهانا بعضيهما و على مرأى من الملايين من البشر، و هنا لا يسعني إلا أن أذكر موقف النبي صلى الله عليه و سلم حين أبلغ أصحابه عن وجود منافقين بينهم قالوا يا رسول الله لماذا لا تعريهم و تقتلهم؟. قال رسول الحكمة ” لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه “، الحريص على الثورة لا يشتم و لا يسب أي مدعي للثورة و لو كان كاذباً ، و خاصة أمام الملايين من الناس، المواطن العربي الغير سوري، لا يهتم كثيراُ من تكون أنت و من يكون هو ، لكنه يعرف أنكما الإثنان محسوبان على الثورة و ليس على النظام ” يا عيب الشوم”.
لكن من حسن حظنا لا يزال هناك الملايين من الشرفاء و المخلصين للثورة، حاملين راياتها و فكرها حيثما كانوا و أينما إرتحلوا، و هنا يأتي الحدث الثالث ، يأتي رداً على الحدثين الأنفي الذكر ليرد لقلوبنا الأمل و يبعث الدفء في آمالنا من صقيع المثبطين و خناجر المتآمرين و السهام الطائشة من الجهلة.
الحدث الثالث كان في نيويورك و في قاعة الأمم المتحدة ، حيث إعتلى الشاب السوري أنس الشغري و الشابة السورية وعد الخطيب كراسيهما في مجلس الأمن الدولي، ليمثلا الثورة خير تمثيل، و ليصدح صوت الحق عالياً في قاعة مجلس الأمن الدولي، و أمام الملايين من الناس في كل بقاع الأرض.
فقالوا كلمتهم دون ريب و بكل جراة و بكل شجاعة ، و بكل شفافية و وضوح أوصلوا صوت الثورة و أنين الثكالى و صراخ المظلومين و المقهورين.، و في نفس الوقت أوصلوا صورة النظام المجرم القاتل .
فجلوس ممثلين شرفاء للثورة على كراسي مجلس الأمن يقض مضجع النظام ، و صوت المخلصين الشرفاء يهز أركان كرسي سلطته.
رغم كل ما يحيط بنا اليوم من قهر و ظلم، لكن الأمل لم ينطفئ يوماً من قلوبنا بالنصر بإذن الله ، و كما قالت البطلة و عد الخطيب بالأمس أمام مجلس الأمن “لن يتوقف الشارع السوري و يصدح كل يوم و بأعلى صوته الشعب يريد إسقاط النظام”.
تحية للأخت وعد الخطيب تحية للأخ أنس الشغري تحية لكل الشرفاء من بلادي المتناثرين كالنجوم الجميلة في كل مكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى