مقالات

ما زالوا يرسمون على قفا الحذاء شمسًا ساطعة!

د. أسامة الملوحي

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

في اسبوع المعتقل السوري وفي ذكرى استشهاد أهم رموز الثورة السورية خرجنا في مظاهرتين خلال أسبوع واحد في هولندة في مدينة لاهاي التي تؤوي محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية….ويبدو أننا قد نبشنا ونكشنا عشّاً ضخماً للدبابير السامَّة المؤيدة لنظام بشارالأسد من حزب “كنا عايشين” فنشطوا طائشين بشدة وانتشروا على كل وسائل التواصل الاجتماعي وراحوا يزنون ويطنون ويقرصون في كل مكان وفي كل وقت.
وهناك من قال إن أجهزة مخابرات نظام بشار الأسد اتصلت بالمرتبطين بها من قيادات حزب “كنا عايشين” على عجل وقالت وأمرت….”كيف تسمحون بشتم الرئيس والنظام وأنتم ساكتون”
حزب “كنا عايشين” في سورية حزب له أنصار كثر ومنتسبين يتزايدون وهم جميعاً يتحدثون بكلام متقاربً…..ومعظم قادات هذا الحزب مرتبطون مأمورون من أجهزة أمن النظام.
ويبدو أن قيادات هذا الحزب تمارس عملية التثقيف الفكري لعناصره بطريقة تلقائية ذاتية ومفروضة.
ويستفيد هؤلاء من امتداد زمن الثورة السورية ومن تضاعف تضحياتها سنة بعد سنة ويستخدمون صور الدمار والخراب الذي حل بالمدن السورية ليكسب المزيد من المنتسبين والأنصار.
ولهذا الحزب فقهاء ومفكرون ومنظِّرون ومجددون ويحاولون أن يردوا دائماً على الهجمات الإعلامية التي يشنها بعض الثوار ضدهم…
ولطالما تعرض أنصار هذا الحزب إلى حملات إعلامية معادية ضارية ، ورفع الثوار لهم شعار الحذاء العسكري المرفوع وهم تحته يرسمون على قفاه شمساً ساطعة وسماءً زرقاء، وشكل هذا الشعار إحراجا كبيراً للحزب فانقسم لجناحين…
جناح من البسطاء الخائفين على الدوام أصر على تغنيه بالحياة الماضية بما فيها من مشويات ومشروبات ونزهات حتى لو كانت تحت الجزمة العسكرية ولم يقحم نفسه في فلسفات تبريرية ومربعات.
وجناح آخر مرتبط…. جناح يحاول أن يصنع و يتصنع طرحاً راديكالياً تنظيرياً أصحابه يتبنون موقفاً موالياً أشد تطرفاً، ووصلوا في طروحاتهم إلى درجة راحوا يعددون فيها محاسن الديكتاتورية والاستبداد والعبودية.

كتابات حزب “كنا عايشين” فيها نوع خاص من الخداع قد يكون أصحابه قد صدقوا ما يقولون حتى لو علموا أصل الكذبة وآلياتها بل قد يكونوا هم من انشأ الكذبة وصدقها بعد تدويرها.
إنه كذب مرضي يصيب صاحبه بالازدواجية …. إنها حالة موصوفة من التحفيز الإجباري التي تدفع بصاحبها إلي خلق الأكاذيب وربطها ببعض الحقائق لينتهي في النهاية إلى خداع نفسه وخداع الآخرين ليحصل التجميل والتعتيم و الاستهزاء تجاه من يتحدث إليه.

حزب “كنا عايشين”ينشط ويطور خطابه ويقول اليوم “كنا مكيفين”وليس عايشين فقط.
وهذا الخطاب ربما يدمر كل جهود أفراد الحزب لنيل الإقامة والجنسية في الدول الأوربية.
وهذا يرجح فعلاً أن قيادات حزب “كنا عايشين” لم تدرس أثر شعاراتها على إقامات أفراد الحزب وفرص حصولهم على الجنسية في الدول الأوربية، وأن الأوامر أتتهم من فروع الأمن في سورية أن ينشطوا فورا بدون حساب العواقب.
فبشار الآن يحاول كسب الدول الأوربية أكثر من أي وقت مضى ويحاول إنجاح عملية إعادة التدوير والتصنيع رغم كل الجرائم والمذابح التي أشرف عليها شخصياً بطريقة ممنهجة منظمة.
ويحاول بشار إبعاد صورة ولقب “بشار الكيماوي” الذي التصق وتذكره تقارير “حظر السلاح الكيمياوي” بلقبه كل حين.
وأن تكون المظاهرات أمام المحكمة الجنائية الدولية ليتذكر كل العالم ما ارتكبه بشار، وليتذكر بشارنفسه أن مصيره بلا ريب نزيلاً في هذه المحكمة فهذا أهم وأدعى أن يأمر أجهزته بإسكات المظاهرات والتشويش عليها.
ويبدو أن أصحاب المظاهرات ضد بشار الأسد في لاهاي بهولندة قد داسوا على جرح بشار الملتهب العميق وأن كل مظاهرة لهم أمام المحاكم الدولية هناك بألف مظاهرة في أماكن أخرى.
ويبدو أن أتباع حزب “كنا عايشين” في أوربا مستمرون في رسم الشمس الساطعة والسماء الزرقاء والعيش الهانئ على قفا حذاء بشار الأسد ويزيدون في المنظر زخارف ورتوش ويحتاجون من يطلع إدارات الهجرة الأوربية على لوحاتهم ليعيدوهم تحت قفا حذاء بشار الأسد الجميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى