سياسة

فرضيات انفجار بيروت ومآرب روسيا بإلافراج عن صور الأقمار الصناعية لديها

مالك عبيد

ناشط سياسي وحقوقي
عرض مقالات الكاتب

لقد مضى على كارثة إنفجار بيروت مدة عام وأكثر وكانت هناك تحليلات كثرة جراء هذا الانفجار ،وفرضيات متعددة منها ما يعد عملًا إرهابيًا، ومنها خطأ بتخزين هذه المواد ومنها مايعزى للجانب الإسرائيلي في استخدام صواريخ لتفجير هذه المواد المخزنة .

ولو عدنا لسياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في المياه الدافئة في سوريا ولبنان الآن لوجدنا أن روسيا تريد من هذا الإفراج عن هذه الصور وفي هذه الآونة أولًا إرضاء الجانب الإسرائيلي باإلغاء فرضية استخدام صواريخ لتفجير هذه المواد، وثانيًا إرضاء حزب اللات  بدحض فرضية عمل إرهابي من قبله كي تبقى فرضة الخطأ بعملية التخزين وبالتالي تكون روسيا قد أرضت جميع الأطراف مما يجعلها تضع قدمًا أخرى في المياه الدافئة من خلال هذا الإفراج عن هذه الصور التي امتنعت عدة دول عن تقديمها للبنان؛ وتظهر بمظهر المتعاون بهذا الشأن بينما نرى من جانب آخر قد تعامت روسيا عن صور الأقمار الصناعية للبراميل المتفجرة التي ألقيت على السوريين الأمنين في مدنهم وقراهم وعلى الأحداثيات للمشافي والمدارس التي أصبحت أثرًا بعد عين ،ومهما حاولت روسيا أن تجمل صورتها القبيحة أمام المجتمع الدولي فلن تستطيع ؛وستبقى صور الدمار والخراب تلاحقها ولعنة الشهداء السوريين سوف تلاحقهم لعدة أجيال كما أن الغرب وبخاصة فرنسا لن تسمح بالتوغل الروسي في لبنان كونها تعتبر لبنان محمية من محمياتها فحدود القيصر مرسومة من قبل الغرب لايستطيع أن يتجاوزها ؛أمّا من حيث التوصيف القانوني لهذه الجريمة فهو يسير نحو التسيس والترهيب من قبل حزب اللات الذي لايأل جهدًا لأن يجير القضاء لصالحه ويبعد الشبهة عنه حول تخزين هذه المواد وإشرافه عليها وبكل الأحوال فإنّ السياسة اللبنانية سوف تبقى أسيرة ومرهونة لتوجهات مليشا الولي السفيه الذي يعبث في المنطقة، وبرضاء جهات دولية تعمل من خلف الكواليس والتي أفشلت في وضع حزب اللات ضمن قائمة المنظمات الإرهابية فإن لبنان لن يتحرر من قيوده مالم يجرد هذا الحزب من سلاحه الذي يستخدمه ضد اللبنانين وضد الشعب الذي لفظه من أول قطرة دم سقطت على أرض لبنان العروبي الحر وإن استغلال روسيا لهذه الورقة لن يعوم هذه الحكومة التي تسير وفق توجهات حزب اللات ووفق رؤيته التي ناصبت العداء للشعب اللبناني والشعب السوري، وسياسة الولي السفيه لن تعمر طويلًا وفق المتغيرات الدولية القادمة وبخاصة محادثات الاتفاق النووي على الأبواب والتي سوف تتقرر بها السياسة الدولية تجاه إيران مع الدول خمسة زائد واحد والتي يقودها من الطرف الإيراني حزب المحافظين برئاسة “رئيسي” الذي أعد عدة شروط لإجراء هذه المحادثات منها إلغاء العقوبات على إيران والإفراج عن الأرصدة المجمدة لدى البنوك الأوربية وامريكا مقابل تجميد أنشطتها النووية المزعزعة للأمن والسلم الدوليين وتحجيم نفوذها في عدة دول في الشرق الأوسط وخلاصة القول لن تجني روسيا من هذه الزوبعة الإعلامية سوى غبار هذا الانفجار الذي تناثرت شظياه على الساسة اللبانيين وعلى السياسة الدولية تجاه لبنان وسوف تكون زوبعة في فنجان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى