مقالات

هل يمكن أن تكون الخيانة سببًا للمدح؟

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

اجترأت مجموعة من الانتهازيين ، طالبي السلطه ، على عمل انقلاب عسكري ، اغتصبوا بموجبه السلطة في سورية ، عام ١٩٦٣ ، وزجوا بسياسيين ورؤساء ووزراء واساتذة جامعات في السجون ، ولاحقوا المفكرين والأحرار ، مما اضطر العديد منهم إلى مغادرة البلاد حفاظًا على حياتهم التي باتت مهددة من مجموعة من العسكر الذي يحملون ( أجندة ) مخططًا لتخريب البلد ، وقد جاؤوا من مناطق متعددة ، ليس لأي مدينة نصيب منها .
أعاد هؤلاء بناء ( حزب البعث) الذي جرى حله أيام حكم عبد الناصر والذي كان شرطه لإقامة الوحده ، وأصدر الانقلابيون مراسيم لحماية مشروعهم في الحكم ، ولعبت لجنة العسكر التي تم تشكيلها في مصر أيام الوحده ، من الضباط ذوي الإتجاهات الطائفية ، من أمثال محمد عمران وحافظ الأسد وصلاح جديد ، وغيرهم ممن تم إبعادهم إلى مصر إبّان الوحده ، لعبت هذه اللجنة دورًا في تشكيلات العسكر فيما بعد ، وبعد إعادتهم إلى الجيش تسلّموا مناصب مهمة ، حتى وصل الخائن المجرم حافظ الأسد لأن يكون وزيرًا للدفاع ، بتأييد من كيان صهيون على أثر اجتماعه بضباط صهاينة في بريطانيا وبرعايتها .
في عام ١٩٦٧ وقعت ( مسرحية حرب ه حزيران ) والتي سلم فيها الخائن المجرم حافظ الأسد ، سلم فيها الجولان الحصينة إلى ( إسرائيل ) دون قتال ، وقد ذكر ذلك خليل مصطفى بريز في كتابيه ( سقوط الجولان ، وملفات الجولان ) وأشرت إلى ذلك في العديد من مقالاتي ، ولا تزال أمتنا تحصد ثمار العلقم من هذه الخيانة الخسيسة ، حتى هذه اللحظه ، ولم يكتف الأسد الاب بخيانة تسليم الجولان منذ أعلن عن سقوطها كذبًا وزورًا إلا أنه حافظ على أمن الكيان الصهيوني في فلسطين ، كما دخل إلى لبنان بداعي الحفاظ على أمنه ، إلا أنه وجه جيشه إلى تل الزعتر فقتل الآلاف من الفلسطينيين فيه ، كما دعم الميليشيات لقتلهم في صبرا وشاتيلا ، وأخرج منظمة التحرير من لبنان وشردها في ىبقاع الأرض ، بعد أن كان قفز إلى السلطه بانقلاب عسكري على رفاق دربه الذين عمد إلى تصفيتهم ، وتفرد بالسلطة المطلقة التي ليس فيها غيره .
خلال حكم حافظ الأسد ، شاركه فيه خائن آخر هو مصطفى طلاس ، الذي جاء إلى الحكم معه ، وطوع له جميع الأجهزة العسكرية ، وكان لهذا الفاسق الماجن دورا أساسيا في قتل آلاف السوريين في أحداث حماة ١٩٨٢ ، وفي استباحة المدينة من قبل سرايا الدفاع والوحدات الخاصة ، ومجازر حلب وجسر الشغور من قبل قطعات المجرم شفيق فياض ،كما تولى توقيع أحكام الإعدام بدلا من المجرم حافظ الأسد .
وبغض النظر عما ارتكب الثنائي “أسد طلاس” من جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات أخلاقية معروفة ، فقد مارس المجرمان دور الأمن بخصوص كيان الصهاينه بشكل كامل ، وقد أعرب رامي مخلوف عن ذلك في بداية الثورة .
مات المجرم الخائن حافظ الاسد ، فكان لمصطفى طلاس دور بارز في عملية توريث الحكم للولد بشار ، الذي استمر على نهج والده في حماية أمن ، كيان الصهاينة في فلسطين ، ونحن الآن قد مضى على احتلال الجولان ( بموافقة آل الأسد) نحوا من خمس وخمسين عاما ، لا يسمح بإطلاق رصاصة واحدة لإستردادها ، والمحتلين يعيشون حياة هادئة مطمئنة في الجولان ويجنون خيراتها من مياه وزراعة وغير ذلك .
من هذا يتبين لكم أيها الإخوة السوريون المهمة الخيانية التي يضطلع بها ( حكم الأسد ) الأب ثم الولد ، ولاستمرار الحفاظ على أمن ( إسرائيل) ولمنع شعبنا من المطالبة بحريته التي هي مفتاح التحرير ، فقد استقدم الخاين المجرم ، الولد بشار، دولتي ، روسيا وإيران الفاشية الدينية ، مع المرتزقة والميليشات الطائفية من أجل قتل وتهجير الشعب السوري( من المسلمين السنة ) لاستمرار الحفاظ على أمن كيان صهيون ، بمشاركة داعميه من الدولتين ، ومرتزقتهما .
من المعلوم أن مصطفى طلاس بقي حتى آخر أيامه السوداء مشاركًا في الجرائم والخيانات التي ارتكبتها عصابة الاسد ، من الأب إلى الولد ، وكان لأسرة طلاس دور في دعم رب الأسرة في أعماله وسفاهاته .
الغريب هنا؛ أن نرى أناسًا مما يسمى معارضة ، تهب لتدافع عن المجرم طلاس وتغار عليه أن نذكر جرائمه ، أو أن نتحفظ على السماح لأحد افراد أسرته ، أن تتسلم قيادة ما في الثورة السورية ، وأتساءل هنا ؛هل أجدبت الساحة السورية اأن تلد من القادة النزيهين من يتسلم قيادة أمورها ؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحقائق تزعج أصحاب المصالح الصغيرة من الانتهازيين طالبي النفع المؤقت ،فطلاس شريك هذا النظام الطائفي في كل المجازر من استلام الحكم، و حتى انتهاء صلاحياته، و لا يمكن للعقلاء أن يقفزوا فوق هذه الحقيقة ، و الحقائق التي ذكرتموها بإيجاز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى