اقتصاد

شتاء إدلب…العائلة بحاجة إلى أربعة ألاف ليرة تركي للتدفئة على المازوت

يحتار أبو عبدو الذي يقيم في مدينة إدلب في وسائل التدفئة التي سيستخدمها هذا العام، فجميع المواد باهظة الثمن لاسيما مع الانهيارات المتتالية التي طالت الليرة التركية، عملة التداول في المنطقة.

ويقول أبو عبدو إن المشكلة لا تتمثل في الاختيار بين المازوت والقشر والحطب وسواها من مواد التدفئة، فجميعها معروضة بكثافة ومتوفرة في الأسواق، بل “القضية العويصة هي في عدم توفر المال.. موسم البرد يقترب وأنا غير مستعد”.

وعلى شاكلة أبو عبدو، ينتاب القلق مئات السكان داخل محافظة إدلب من عدم تمكنهم من تدفئة منازلهم، فيما يتمنى عدد كبير ممن تحدثنا إليهم أن يكون شتاء هذا العام أخف حدة، لعلهم يستطيعون توفير كمية لا بأس بها من لوازم التدفئة الضئيلة أصلاً، وينتهي موسم الشتاء بأخف الضرر.

أسعار فلكية

لا يزال الارتفاع سيد الموقف بالنسبة لجميع مواد التدفئة في حين يشكو تجار من ضعف الطلب وكثافة العرض.
وسجل البيرين (بقايا الزيتون المعصور) 120 دولاراً للطن الواحد، فيما تبدأ أسعار حطب الزيتون من 100 وحتى 125 دولاراً، وحطب السنديان من 120 دولاراً وحتى 130 دولاراً، وحطب الصنوبر 125 دولاراً. أما الفحم المتبقي من عملية تكرير الفيول بشكل يدوي (زوبار) ويستخدم أيصاً للتدفئة فيباع الطن الواحد بـ 100 دولار.

ويمكن ملاحظة الأسعار المرتفعة أيضاً للقشر الذي يستخدم من خلال مدافئ خاصة مصنعة محلياً، حيث يباع قشر الفستق التركي بـ 152 دولاراً، قوشر المشمش التركي بـ 162 دولاراً (للطن الواحد).

أما المازوت فيصل سعر ليتر الديزل المستورد نوع أول إلى 7.95 ليرة تركية، والمازوت المكرر أول 5.02 ليرة تركية، والمازوت نوع محسّن 6.06 ليرة تركية، وفق أحدث تسعيرة لشركة وتد للبترول، حيث سجلت الأسعار قفزة جديدة تعزوها الشركة إلى “المصدر بموجب الارتفاع الحاصل على أسعار النفط العالمي”.

تدهور الليرة يفاقم الغلاء

على الرغم من أن أسعار مواد التدفئة لم تسجل ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بأسعارها في نفس الفترة من العام الماضي وهذا الأمر ناجم عن تسعير معظمها بالدولار، إلا أنها لا تتناسب مع حجم المداخيل في المنطقة، والذي لا يتعدى 25 ليرة تركية يومياً، أو 600 ليرة تركية بشكل شهري.

ويشير سكان من المنطقة خلال حديث لـ “اقتصاد” إلى أن المسألة لا تقف عند هذا الحد من نشوء فارق كبير بين أسعار السوق وحجم الأجور، بل تتعداها إلى كون العملة التركية تعيش حالة الانهيار المستمر، ما يفاقم حجم الغلاء.

يقول أبو عبد الله أحد هؤلاء السكان: “تسعيرة الحطب بالدولار، وأجورنا بالليرة، إذا كان طن الحطب العام الماضي بـ 120 دولاراً= 1050 ليرة تركية، اليوم يصل الطن إلى حدود 1200 ليرة تركية، وهو مؤهل للارتفاع”.

بينما يوضح سليمان وهو مواطن آخر، أن المازوت على الرغم من أنه يسعر بالليرة التركية فقد شهد ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، ويضيف “كان سعر ليتر المازوت المستورد نخب أول 6.5 ليرة تركية، واليوم يصل إلى حدود 8 ليرات.. هذا فظيع حقاً”.

أكلاف كبيرة

تزداد فاتورة التدفئة في إدلب مع تقلبات الليرة التركية نحو قاع جديد. وتحتاج الأسرة التي تستخدم مدافئ المازوت إلى برميلين ونصف وسطياً خلال فصل الشتاء، ما يجعلها تدفع مبلغ 4000 ليرة تركية وفقاً لأسعار السوق الحالية.

في حين تحتاج الأسرة التي تستخدم الحطب أو البيرين إلى مبلغ لا يقل عن 3000 ليرة تركية في حال استخدمت طناً ونصف الطن من حطب الزيتون أو البيرين.

أما الأسر التي تستخدم القشر فسوف تدفع مبالغ تبدأ من 1600 ليرة تركية لقاء ثمن طن واحد من قشر الفستق، وتصل إلى 2400 ليرة تركية، في حال كان المصروف طناً ونصف الطن.

المصدر: مجلة زمان الوصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى