مقالات

دفع البدل عن العسكرية للنظام خيانة عظمى

مصعب الأحمد

كاتب وباحث وشاعر سوري
عرض مقالات الكاتب


ملايين السوريين خارجها، ولا تكاد تجد عائلة إلا وأوغل المجرم الأسدي والروسي فيها وقتل قوما وأثكل جمعاً، والنازحون في بلاد الشتات يفكرون بخط العودة ويحسبون حساب الرجعة؟ ويدفعون للنظام بالعملة الصعبة ثمن الصواريخ والأسلحة التي تقتل أمهاتهم ونساءهم في الشام.
( 4,800,000,000)$ هل يمكنك قراءة هذا الرقم؟ هذا فقط ما يجنبه النظام من تجديد جوازات السفر للنازحين بالخارج إن أرادوا تجديد جوازاتهم. (16,000,000,000)$ هل يمكنك قراءة هذا؟ هذا هو ما يجنيه النظام من دفع البدل عن الخدمة العسكرية.. هذا ولم نتكلم عن الأوراق والإثباتات والقيود والمعاملات.. ثم يسأل مستهبل كيف يستمر النظام ويصمد ومن يدعمه؟! هذه الأموال تنعش النظام عبر القنصليات في الخارج. حتى اللحظة أكثر من 80% ممن هم في الخارج يدفعون البدل عن الخدمة العسكرية للنظام المجرم، ويدفعون ثمن المعاملات الغير مصيرية، ويمكن الاستغناء عنها، وثمن الجوازات التي لا يستعملونها فقط خطوة احتياط. اسألوا موظفي القنصليات..اسألوا موظفي الداخل.. اسألوا الناس أنفسهم..انظروا الطوابير أمام القنصليات؟ حتى الآن تجد من يجلس في( برلين) ويقول أخفضوا أصواتكم الحيطان لها أذان. لله در أهل مصر حينما يقولون (نامت عليك حيطة يا بعيد).. عن أي حيطان تتكلم ومن تدعم؟
هزيمة نفسية، رعب متمكن في القلوب، خوف مسيطر، عجز، جهل، غباء، لا أدي ما أسميه ولا كيف أصفه..
تخيل يا أخا الإسلام: أن ‏سورياً -قدم – في الكويت دفع لابنه ثمانية آلاف دولار بدل خدمة الجيش، وعندما عاد إلى سوريا لم تعترف شعبة التجنيد بذلك لأنه نسي وصل الدفع.. ويضيف أخرق آخر بأن يشكر الأسد على قراراته لكن يطالبه بتخفيض البدل إلى خمسة آلاف دولار!!
حتى أميركا تمارس الاستهبال، حيث فرضت عقوبات مالية على الأسد لكنها تجاهلت قنصلياته التي هي عبارة عن بنوك عابرة للقارات تموله..
ويعلق مستفدم آخر فيقول : ‏‎دفع البدل ليس حباً بأرض الياسمين ولا بالجلبانة والكرسنة. دفع البدل عبارة عن تأمين الشخص من الجيش. بحال الطرد و الاستغناء عن الخدمات من الدولة المقيم فيها.. أليس هذا (فقهيا) دفع الضرر الأعلى بالضرر الأدنى.
ثم أيها (الفقيه): ما لفرق بين دفع المال لنظام الأسد أو لإسرائيل؟ ومن أين نزل عليك علم المقاصد وسد الذرائع؟ أم أنك سألت (مشايخ الكبسة والمندي) فعلموك؟
وما تظن؟ وهل تعتقد أن الأموال التي تذهب الى النظام هي لتمويل حملات الحج والعمرة وبناء المساجد مثلا؟ وهل تعتبر خدمتك للجيش، لتريح نفسك في منتجعات البجع وشواطئ أوربا ضرراً أعلى ؟ وإنفاقك على قتل الأطفال والأرامل والقنابل التي تدك المخيمات ضررا أدنى؟ !! ثم من ألزمك بالعودة، وأرض الله واسعة؟ أم أن فخامتك لا تسمح لك إلا أن تعيش في أوربا وأمريكا؟ ثم أيها (الفقيه) ما الفرق بينك وبين من يعطي النظام طلقة؟ ألا تعلم أن (من جهز غازياً فقد غزا)، كذلك من جهز قاتلا فقد قتل. أيها ( الفقيه)..(دونك الكرسنة والجلبانة فكلها).
وقبل أن تقول : سيصادرون أملاكي إن لم أفعل ! وربما لن يصلوا علي، ولن أغسل، ولن أدفن في مقابر المسلمين، وسأحرم حق العودة، وستجمد عضويتي بالأمم المتحدة، ومجالس العالم، وإن عدت سأسحل إلى الجيش سحلا..
أقول: وهل تعتقد أن لك أملاكا في مزرعة الأسد؟ هل تظن أن لك من الأمر شيء! في قوم باعوك وباعوا الوطن والأخضر واليابس. عن أي أملاك تتحدث؟ وعن أي بلد تتكلم؟ وعن أي عودة تتكلم ؟
يا ( غُفل )!! النظام وهو في أوج ضعفه، لم يعطك شيئاً وأذاقك صنوف الذل، والإهانة، والعذاب، والخسف، والمسخ، والعبث، أتريد أن يعطيك شيئا وهو ( المنتصر ) كما يرى نفسه، بعد أن تسببت وأصحابك بقتل عشرات الآلاف من طائفته؟ حتى وإن أعطاك معسول الكلام فإلى حين، وبعدها سترى منه ما لم تره في أفلام الرعب.

ويا للمفارقة.. ولمعرفة صنف الحشيش الذي يتناوله النظام عليك أن تسأل حزب الله في لبنان، ماذا ترسلون له، حيث أن النظام يسجن كل من يلفظ كلمة دولار، أو يحدث نفسه بها في دمشق، ويلزم بالدفع بالعملة المحلية، رفضا للعملات الإمبريالية الصيهوأمريكية والدول المعادية، ومع ذلك قنصلياته لا تقبض إلا بالدولار؟
الغباء جندي من جنود الله.

ثم هب أنه ليس مجرماً وليس حراماً؟! أليس من القذارة بمكان والطبقية والظلم أن يعفى أبناء الأغنياء والضباط من الموت والمعارك والجبهات، ويقدم أبناء الفقراء للذبح كالخراف؟ أليس قذارة أن يعمل الشاب لسنوات في الخارج ويذهب ثروة شبابه وأجمل أيام حياته ليدفع بدلا عن الخدمة!؟ فكيف وقد علمت ما تفعله هذا الأموال باستمرار النظام وبقائه، بصموده وتحمله، أنت تعطيه الأكسجبن والدم وتساهم في إنعاشه ثم تلعنه كل صباح ومساء؟ ! ماذا تركت للمجانين أن يفعلوه؟
اللهم إنا نعوذ بك من فساد العمل وخطل الرأي وسوء الختام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى