منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 81

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب

الجزء الثالث: الدولة العباسية
25- القادر بالله أحمد بن اسحق المقتدر
ولد القادر بالله سَنَةَ 336هـ.
بويع بالبطائح بعد خلع ابْنِ عَمِّه أَبُي بَكْرٍ عَبْدُ الكَرِيْمِ الطائع لله بنُ المُطِيعِ للهِ وذلك يوم السبت 19 شعبان سنة 381هـ .
ثم بويع له بعد أن وصل بغداد يوم 11 رمضان سنة 381هـ.
ومَاتَ فِي 11ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَة 422هـ، وعمره 86 سنة و10 أشهر
فكانت خلافته 43 سنة وَ3 أشهر وَ 11 يَوْمًا، وقيل خلافته 41 وسنة
وبويع بعده ابنه القَائِم بِأَمْرِ اللهِ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ القَادِرِ
اسمه ونسبه:
القَادِرُ بِاللهِ أَبُو الْعَبَّاس، أَحْمَدُ ابنُ الأَمِيْرِ إِسْحَاقَ بنِ المُقْتَدِرِ جَعْفَر بن المعتضد أَحْمد بن ولي الْعَهْد الْمُوفق طَلْحَة بن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم مُحَمَّد بْن الرشيد هَارُون. العباسي، الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ، أَمِير الْمُؤمنِينَ. (سير النبلاء ط الرسالة 15/ 127، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183،مورد اللطافة 1/ 206)
مولده:
ولد القادر بالله سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِمائَةٍ (336هـ). (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 127، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 206)
وَأُمُّه أم ولد اسْمُهَا: تمني (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 127) وقيل تسمى: يمن، مولاة عبد الْوَاحِد بن المقتدر. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 206)
وَكَانَت ديِّنة خيِّرة، توفيت سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ (399هـ) فِي خلافته، وَقَدْ عَجزَتْ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 127، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 206)
صفاته وسماته الشخصية:
كَانَ القادر بالله أَبْيَضَ كثَّ اللِّحْيَة طويلها، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، ديِّناً عَالِماً متعبِّداً وَقُوْراً مِنْ جِلَّة الخُلَفَاءِ وَأَمثلِهِمْ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 127، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 206)
وكان من أحسن الْخُلَفَاء سيرة؛ طلق النفس، واسع المعروف معروفاً بالعدل والزهد، شائع الخير في الخلق، لم تعرف له زلّة مذ ولي الخلافة. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص187) وكان زاهداً ورعاً لا يشرب الخمر ولا يظلم أحداً، لا جرم دام له الأمر إحدى وأربعين سنة (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183)
وَكَانَ من أهل السّتْر والصيانة، وَكَثْرَة الصَّدقَات، ولديه فَضِيلَة وتفقه. (مورد اللطافة 1/ 206) وكان حليماً كريماً ديّنا وكان يخرج من داره في زيّ العامّة وَيَقْصِدُ الأَمَاكنَ المُبَارَكَةَ، ويزور قبور الصالحين كقبر معروف وغيره. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 128،تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
وَطلب مِنْ أَبِي الحَسَنِ بن القَزْوِيْنِيّ أَنْ ينفّذ لَهُ مِنْ طعَامه، فَنفَّذ باذِنجَاناً مقلُواً بخلٍّ وَبَاقِلَّى وَدِبْساً، فَأَكل مِنْهُ وَفَرَّق، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمَائتَيْ دِيْنَار فَقبِلَها. ثُمَّ طلبَ مِنْهُ بَعْدُ طعَاماً، فَبَعَثَ إِلَيْهِ زبَادِي فرَاريج وَدجَاج وَفَالوذج، فتعجَّب الخَلِيْفَةُ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لم أَتكلَّفْ، وَلَمَّا وَسِّع عَلِيّ وَسعتُ عَلَى نَفْسِي فَأَعجبه، وَكَانَ يَتَفَقَّدهُ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 129)
عَدَّه ابْنُ الصَّلاَح فِي الشَّافِعِيَّة. وقد تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بِشْر أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيِّ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 127)
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنَ الدِّين، وَإِدَامَةِ التهجُّدِ، وَكَثْرَةِ الصَّدقَاتِ عَلَى صفَةٍ اشتُهِرَتْ عَنْهُ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 128)
وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي الأُصُوْلِ، ذَكَرَ فِيْهِ فَضَائِل الصَّحَابَةِ، وَإِكفَارَ الْمُعْتَزلَة، والقائلين بِخلق الْقُرْآن، وَكَانَ ذَلِكَ الكِتَاب يُقرأُ فِي كُلِّ جُمُعَة فِي حَلْقَةِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، بِجَامِع الْمهْدي وَيحضُرُه النَّاسُ مُدَّة خِلاَفته،(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 128، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 206) وَاستتَابَ فُقَهَاءَ المُعْتَزِلَة، فَتبرَّؤَا مِنَ الاعتزَال وَالرَّفضِ، وَأُخذت خُطُوطهُم بِذَلِكَ (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 134)
بيعته وخلافته:
وكَانَ ابْنِ عَمِّه الطَّائِع هَمَّ بِالقَبْضِ عَلَيه وَهُوَ أَمِيْرٌ، فَهَرَبَ إِلَى البطَائِح ، وَانضمَّ إِلَى مهذِّبِ الدَّوْلَةِ ، وَبَقِيَ مَعَهُ عَامِين. (سير النبلاء ط الرسالة 15/ 124)
فلما قبض بهاء الدولة على الطائع، ذكر من يصلح للخلافة واتفقوا على القادر بالله أبي العباس أحمد بن اسحق المقتدر وكان بالبطيحة. ولما وصل الرسل إليه كان تلك الساعة يحكي مناماً رآه تلك الليلة يدلّ على خلافته. (تاريخ مختصر الدول 1/ 177)
فبويع للْقَادِر بالله أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن المقتدر بالخلافة بعد خلع الطائع في يوم السبت تاسع عشر شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة (381هـ)، وهو بَعْدُ بالبطائح. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183) وَاسْتقدمُوهُ مِنَ البَطَائحِ فَجَهَّزَهُ أَمِيْرُهَا مهذِّبُ الدَّوْلَةِ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ، وَحمَّله مِنَ الآلاَتِ وَالرخت بِمَا أَمكن، وَأَعطَاهُ طَيَّاراً (نوع من السفن) فَلَمَّا قَدِمَ وَاسِطَ، أَتَاهُ الأَجْنَادُ، وَطَلَبُوا رسمَ البَيْعَة، وَهَاشُوا (الهوشة: الفتنة والهيج والاضطراب)، فوعدهُم بِالجَمِيْلِ، فرضُوا، وَكَانَ مُقَامُه بِالبَطيحَة أَزيدَ مِنْ سَنَتَيْنِ، فَقَدِمَ ، وَاسْتَكْتب أَبَا الفَضْل مُحَمَّد بن أَحْمَدَ عَارض الدَّيْلَم، وَجَعَلَ أُسْتَاذَ دَارِه عَبْد الوَاحِدِ الشِّيْرَازِيَّ وَحلفَ هُوَ وَبهَاء الدَّوْلَة كُلّ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ ثُمَّ سَلْطنه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 128)
وفي يوم الجمعة خطب له بالخلافة على المنابر ببغداد ولم يصل إليها بعد. وشغّب العامة والجند ومنعوا الخطيب من الخطبة له. وطالب الجند بمال البيعة فوعدوا بذلك فسكنوا، وركب من الجند قوم وسكّنوا العامة فسكنوا أيضاً، بعضهم بالرغبة وبعضهم بالرهبة، وتمّت الخطبة للقادر باللَّه. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183) ولما وصل القادر باللَّه إلى بغداد يوم الجمعة العاشر من رمضان من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلثمائة (381هـ) وخرج بهاء الدولة والعساكر كلهم لتلقّيه وبايعوه فِي حادي عشر شهر رَمَضَان ، فأقرّ أصحاب المراتب والقضاة وكل أرباب المناصب على ما كانوا عليه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 128، تاريخ مختصر الدول 1/ 177، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 206)
وَكَتَبَ القَادِرُ: مِنْ عَبْدِ اللهِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ القَادِرِ بِاللهِ إِلَى بَهَاءِ الدَّوْلَةِ، وضيَاءِ المِلَّةِ أَبِي نَصْر بنِ عضُدِ الدَّوْلَةِ. سلاَمٌ عَلَيْك. أَمَّا بَعْدُ: أَطَالَ اللهُ بقَاءَك وَأَدَام عِزَّك؛ وَرَد كِتَابُك بِخَلْعِ العَاصي المتلقِّب بِالطَّائِع لبوَائِقهِ وَسُوءِ نيَّتِهِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 126)
وكانت الخلافة قبله قد طمع فيها الديلم والأتراك فلما وليها الْقَادِر بالله أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن المقتدر هذا ألقى الله هيبته في قلوب الخلق فأطاعوه أحسن طاعة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
وفاته:
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ (391هـ) عَقَدَ القَادِرُ بولاَيَةِ العَهْدِ لابْنِهِ الغَالِبِ بِاللهِ، وَهُوَ فِي تِسْعِ سِنِيْنَ، وَعجَّل بِذَلِكَ، لأَن الخَطِيْبَ الوَاثِق سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، وَافتعل كِتَاباً مِنَ القَادِر بِأَنَّهُ وَلِيُّ عَهْدِهِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 131)
وَمَرِضَ القَادِرُ بِاللهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ (421هـ)، ثُمَّ جَلَس لِلنَّاسِ، وَأَظهرَ وَلاَيَة الْعَهْد لوَلَده أَبِي جَعْفَرٍ . (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137)
وطالت أَيَّام الْقَادِر، إِلَى أَن توفّي لَيْلَة الأثنين فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة أَوَّلِ أَيَّام التَّشْريق مِنْ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ (422هـ)(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220، تاريخ مختصر الدول 1/ 179، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 207)
وكانت خلافته إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر . (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 128، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220، السلوك لمعرفة دول الملوك 1/ 125، مورد اللطافة 1/ 207) وقيل إحدى وأربعون وسنة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص187) وَقيل ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا. (السلوك لمعرفة دول الملوك 1/ 125)
وَعَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً سِوَى شَهْرٍ وَثَمَانيَة أَيَّام (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 207) وقيل كان عمره ستّ وثمانون سنة وعشرة أشهر(تاريخ مختصر الدول 1/ 179) وقيل ستاً وثمانين سنة وعشرة أشهر وإحدى وعشرين يوما، (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220) وَمَا من أَحَد مِنْ خُلفَاء هَذِهِ الأُمَّة بَلَغَ هَذَا السِّنّ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220)
وَصلى عَلَيْهِ وَلَده الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَربعاً، والخلق وَرَاءه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 207)
وجلسوا له للعزاء في ذلك اليوم إلى وقت العصر. ثم قام ابنه من وراء سبنية وصلّى بهم العصر ثم بعد ذلك صلّى على تابوت القادر باللَّه. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص186)
وَدفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء بدار الْخلَافَة، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 207، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص187) وَلم يزل مَدْفُونا فِي الدَّار حَتَّى نقل تابوته فِي مركب لَيْلًا إِلَى الرصافة؛ فَدفن بهَا بعد عشرَة أشهر من مَوته.(سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 207، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص187) ليلة الجمعة لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة(423هـ) (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 15/ 220)
أعماله وأهم الأحداث في خلافته:
وَفي خلافة القادر بالله قَصَدَ طَاغيَةُ الرُّوْم الشَّام فِي ثَلاَث مائَة أَلْف، وَمَعَهُ المَالُ عَلَى سَبْعِيْنَ جَمَّازَة ، فَأَشرَفَ عَلَى عسكرِه مائَةُ فَارس مِنَ الأَعرَابِ، وَأَلفُ رَاجلٍ فَظَنُّوا أَنَّهَا كَبْسَةٌ، فَلَبِسَ ملكُهُم خُفّاً أَسوَد لكِي يختفِي، وَهَرَبَ فنُهِبَ مِنْ حوَاصِله أَرْبَع مائَة بغل بِأَحْمَالهِا. وَقُتِلَ مِنْ جَيْشه خَلْقٌ، وَأَخَذَ البُرْجُميُّ اللِّصُّ وَأَعوَانُه العَمْلاَت وَالمخَازن الكِبَار، وَنهبَوا الأَسوَاق، وَعَمَّ البلاَء ، وَخَرَجَ عَلَى جلاَل الدَّوْلَة جندُهُ لِمَنْع الأَرزَاق (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137)

  • وفي المحرّم من سنة خمس وثمانين وثلاث مائة (385هـ) توفى كافى الكفاة الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بالريّ، ووصل الخبر إلى بغداد بوفاته ففرش أكثر الخلق الرماد في الأسواق وقعدوا عليه. وبلغ الخبر إلى بغداد أنه حين أخرج تابوته إلى المصلّى خرج خلفه أرباب المناصب وأصحاب المراكز وأهل العلم والأدب وأنهم حين شاهدوا التابوت قبّلوا الأرض بين يديه إجلالا له. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص184)
  • وفِي أيامه انبثَّتْ دُعَاةُ الحَاكِمِ بأمر الله العبيدي فِي الأَطرَافِ، فَأَمر القَادِرُ بِعَمَل مَحْضرٍ يتضمَّنُ القَدْحَ فِي نَسَبِ العُبَيْدِيَّة ، وَأَنَّهُم منسوبُوْنَ إِلَى دَيصَان بن سَعِيْدٍ الخُرَّمِيّ، فَشَهِدُوا جَمِيْعاً أَنَّ النَّاجمَ بِمِصْرَ مَنْصُوْر بن نزَار الحَاكِم حَكَمَ الله عَلَيْهِ بِالبوَارِ، وَأَنَّ جدَّهُم لَمَّا صَارَ إِلَى الغَرْب تسمّى بِالمَهْدِيّ عُبَيْدِ اللهِ، وَهُوَ وَسَلَفُهُ أَرجَاسٌ أَنجَاسٌ خوَارجُ أَدْعيَاء، وَأَنْتُم تعلمُوْنَ أَنَّ أَحَداً مِنَ الطَّالبيين لَمْ يتوقفْ عَنْ إِطلاَقِ القَوْلِ بِأَنَّهُم أَدعيَاء، وَأَنَّ هَذَا النَّاجمَ وَسلفه كفَارٌ زَنَادقَة، وَلِمَذْهَب الثَّنَوِيَّة وَالمَجُوْسِيَّة معتقدُوْنَ، عطَّلُوا الحُدُوْدَ، وَأَباحُوا الفروجَ، وَسفكُوا الدِّمَاء، وَسبُّوا الأَنْبِيَاءَ، وَلعنُوا السَّلَفَ، وَادَّعَوُا الربوبيّة، وَكَتَبَ فِي الْمحْضر الشَّرِيْف الرَّضِيّ، وَالشَّرِيْف المُرْتَضَى، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، وَابْن الأَزْرَق العَلَويون، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَكفَانِي، وَالقَاسِم أَبُو القَاسِمِ الجَزَرِيّ، وَالشَّيخ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايينِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الكَشْفُلِيُّ ، وَأَبُو الحُسَيْنِ القُدورِي وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ حَمَكَان. (سير أعلام ط الرسالة 15/ 132)
  • وفي (381هـ) مات سعد الدولة ابن سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب بالقولنج وولي بعده ابنه أبو الفضائل. (تاريخ مختصر الدول 1/ 177)
  • وفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة (382هـ) نزل ملك الروم بأرمينية وحصر خلاط وملازكرد وأرجيش، فضعفت نفوس الناس عنه، ثم هادنه أبو عليّ الحسن بن مروان مدة عشر سنين وعاد ملك الروم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 178)
  • وفي ذي الحجة سنة (382هـ) تَزَوَّجَ القَادِر بِاللهِ سُكَيْنَة بنْت الْملك بهَاءِ الدَّوْلَة وأصدقها مائة ألف دينار (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183). وقيل تزوجها سَنَةِ (383 هـ) (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 130)
  • وفي هذه السنة (382هـ) أيضاً توفى عليّ بن عيسى الرمّاني النحويّ والأستاذ أبو إسحاق الصابي الأديب. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183)
  • وفي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة (384هـ) توفى القاضي أبو عليّ التنوخي، وهو مصنف «نشوار المحاضرة» وكتاب «الفرج بعد الشدّة» وكان له النثر والنظم الّذي فاق بهما كتّاب زمانه فضلا عن قضاته. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص183)
    وفي سنة (387هـ) توفّي مأمون بن محمد صاحب خوارزم وولي الأمر بعده ولده عليّ. (تاريخ مختصر الدول 1/ 178)
  • وفِي سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ (388هـ) هَلَكَ تِسْعَة مُلُوْك، منهم: صَاحِبُ مِصْرَ العَزِيْزُ، وَصَاحِب خُرَاسَان، وَفخر الدَّوْلَة المَذْكُوْرُ، وَصَاحِب خُوَارَزْم مَأْمُوْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَصَاحِب بُسْت سُبُكْتِكيِن وَغَيْرُهُم (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 130)
    وَفِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ (390هـ) ظَهَرَ بسِجِسْتَان معدِنُ الذَّهَب. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 131)
  • وفي سنة إحدى وأربعمائة (401هـ) خطب قرواش بن المقلد أمير بني عقيل للحاكم العلويّ صاحب مصر بأعماله كلّها وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها. (تاريخ مختصر الدول 1/ 178)
  • وفي سنة ثلث وأربعمائة (403هـ) قُتِلَ شمس المعالي قابوس بن وشمكير، وكان سبب قتله أنه كان مع كثرة فضائله ومناقبه عظيم السياسة، شديد الأخذ، قليل العفو، يقتل على الذنب اليسير، فضجر أصحابه منه، ومضوا إليه في الدار التي هو فيها وقد دخل إلى الطهارة متخففا فأخذوا ما عليه من كسوة وكان الزمان شتاء وكان يستغيث: أعطوني ولو جلّ فرس. فلم يفعلوا، فمات من شدّة البرد. وولي بلاده ابنه منوجهر ولقب فلك المعالي. وكان قابوس عزيز الأدب، وافر العلم، له رسائل وشعر حسن، وكان عالما بالنجوم وغيرها من العلوم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179) وقيل مات الأمير قابوس بن وشمكير في سنة أربع وأربع مائة (404هـ) ودفن في تابوت زجاج مملوء من الصبر وعلّق في القبة التي هي الآن تربته بالسلاسل وعلى باب القبّة مكتوب: «هذا القبر العالي للأمير شمس المعالي الأمير بن الأمير قابوس بن وشمكير» وذلك بظاهر جرجان (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص185)
  • توفى أبو نصر عبد العزيز بن نباتة الشاعر البغدادي. سنة (404هـ) (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص185)
  • وفي سنة سبع وأربعمائة (407هـ) قتل خوارزمشاه أبو العبّاس مأمون بن مأمون وملك يمين الدولة خوارزم. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
  • وفي سنة ثماني وأربعمائة (408هـ) خرج الترك من الصين في عدد كثير يزيدون على ثلاثمائة ألف، وملكوا بعض البلاد وغنموا وسبوا وبقي بينهم وبين بلاساغون ثمانية ايام. ولما سمعوا بجمع عساكر طغان خان عادوا إلى بلادهم. فسار خلفهم نحو ثلثة أشهر حتى أدركهم وهم آمنون لبعد المسافة، فكبسهم وقتل منهم زيادة على مائتي ألف رجل، وغنم من الدوابّ وأواني الذهب والفضة ومعمول الصين ما لا عهد لأحد بمثله. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
  • وفي سنة أربع عشرة وأربع مائة (414هـ) مات ولىّ العهد ابن القادر باللَّه وكان أبوه قد لقّبه في حياته «الغالب باللَّه» (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص186)
    وَفِي أَيَّامه أحضر إِلَى بَغْدَاد بِرَجُل من يَأْجُوج وَمَأْجُوج قد ألقته الرّيح من فَوق السد، طوله ذِرَاع، ولحيته شبران، وَله أذنان عظيمان؛ فطافوا بِهِ مَدِينَة بَغْدَاد حَتَّى رَآهُ النَّاس. (مورد اللطافة 1/ 207)
    ابْنُ سُبُكْتِكِين:
  • مات سبكتكين سنة (387هـ) وملك بعده إسماعيل. ثم أرسل إليه وهو بغزنة أخوه يمين الدولة محمود من نيسابور يعرّفه أن أباه إنما عهد إليه لبعده عنه، ويذكّره ما يتعيّن من تقديم الكبير. فلم يجبه إلى ذلك. فسار إليه وقاتله وقبض عليه ثم أعلى منزلته وشركه في الملك (تاريخ مختصر الدول 1/ 178)
    وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مائَة (400هـ) غزا يمن الدولة مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِين بِلَاد الْهِنْد، وَفتح بلاداً كَثِيرَة، وغنم أَمْوَالًا عَظِيمَة، افتَتَح فتحاً عَظِيْماً. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 132) – وَوَرَدَ عَلَى الخَلِيْفَة كِتَابُ يمين الدولة مَحْمُوْد بن سبكتكين أَنَّهُ غَزَا الكُفَّارَ، وَهُم خَلْقٌ مَعَهُم سِتّ مائَة فيل، وَأَنَّهُ نُصر عَلَيْهِم . (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 133) وَقد أهْدى إِلَى الْقَادِر مِنْهَا هَدِيَّة جليلة، مِنْهَا: صنم من ذهب زنته أَرْبَعمِائَة رَطْل، وَقطعَة ياقوت أَحْمَر فِي صُورَة إمرأة زنتها سِتُّونَ مِثْقَالا، وَهِي تضئ كالقنديل. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 207)
  • وفي سنة سبع وأربع مائة (407هـ) وَافتَتَح السلطان محمود بْنُ سُبُكْتِكِين خُوَارَزم وملكها. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 134، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص186) وَبَعَثَ ابْنُ سُبُكْتِكِين إِلَى القَادِرِ بِأَنَّهُ وَردَ إِلَيْهِ الدَّاعِي مِنَ الحَاكِمِ يدعُوهُ إِلَى طَاعته، فَخرَّق كِتَابَهُ، وَبَصَق عَلَيْهِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 133)
  • لما توفى فخر الدولة بالريّ، خلف في الخزانة ثلاثة آلاف ألف دينار، فأفناها ابنه مجد الدولة أبو طالب رستم في أسرع مدة، وكان متخلّفاً منهمكاً في لذّاته غير مفكّر في أمر المملكة. ووصل إليه الخبر بأن ابناً لسبكتكين والي غزنة قد استولى على خراسان وأفنى آل سامان وقد تلقّب ب «يمين الدولة» وأن الرسل لا تنقطع بينه وبين القادر باللَّه وأنه ربما قصد المملكة، ثم جاء الملك يمين الدولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدين سبكتكين وأخذ الملك منه، وأسره ونفذه مقيّداً إلى خراسان، وكتب إلى القادر باللَّه بذلك فكتب له القادر العهد على خراسان والجبال والسند والهند وطبرستان ولقّبه «يمين الدولة وأمين الملّة، ناصر الحق، نظام الدين، نصير أمير المؤمنين» ، وقبل ذلك ما كان يعرف اللقب المنسوب إلى أمير المؤمنين إلا «مولى أمير المؤمنين» . فهو أوّل من غيّر ذلك. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص184) وعاد إلى خراسان وتسمّى بالسلطان وجلس على التخت ولبس التاج(الإنباء في تاريخ الخلفاء ص185)
    وَفِي سنَة تِسْعٍ (409هـ)، قَدِمَ سُلْطَان الدَّوْلَةِ بَغْدَادَ (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 135)
    وفي سنَة (410هـ)، وَافتَتَح ابْنُ سُبُكْتِكِين عِدَّةَ مدَائِن بِالهِنْدِ. وَوَرَدَ كِتَابه وَفِيْهِ: صَدَرَ العَبْدُ مِنْ غَزْنَة فِي أَوَّلِ سَنَةِ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ (410هـ)، وَانتُدِبَ لتنفيذِ الأَوَامرِ، فرتَّب فِي غَزْنَة خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف فَارس، وَأَنهضَ ابْنه فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَشَحنَ بَلْخ وَطَخَارُسْتَان بِاثْنَيْ عشرَ أَلف فَارس، وَعشرَة آلاَف رَاجل، وَانتَخَبَ ثَلاَثِيْنَ أَلف فَارس، وَعشرَة آلاَف رَاجل لصحبه رَايَة الإِسْلاَم، وَانضمَّ إِلَيْهِ المُطَّوِّعَةُ، فَافْتَتَحَ قِلاعاً وَحُصوناً، وَأَسلم زُهَاء عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَأَدَّوْا نَحْو أَلف أَلف مِنَ الوَرِق، وَثَلاَثِيْنَ فيلاً. وَعِدَّةُ الهَلكَى خَمْسُوْنَ أَلْفاً (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 135) وَوَافَى العَبْدُ مَدِيْنَةً لَهُم عَاينَ فِيْهَا نَحْوَ أَلف قَصْر، وَأَلفَ بَيْتٍ لِلأَصْنَام. وَمَبْلَغُ مَا عَلَى الصَّنَم ثَمَانيَةٌ وَتِسْعُوْنَ أَلف دِيْنَار، وَقَلَع أَزيدَ مِنْ أَلفِ صَنَمٍ. وَلهُم صنمٌ معظَّم يُؤرخون مُدَّته بجهَالتهم بِثَلاَث مائَة أَلْف سنَة، وَحصَّلنَا مِنَ الغَنَائِم عِشْرِيْنَ أَلْف أَلف دِرْهَم، وَأَفْرَدَ الخُمْس مِنَ الرَّقيق. فَبلغ ثَلاَثَةٌ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَاسْتعرضنَا ثَلاَث مائَة وَسِتَّةً وَخَمْسِيْنَ فِيلاً (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 136)
    وَامتَثَل ابْنُ سُبُكْتِكِين أَمرَ القَادِر، فَبَثَّ السُّنَّة بِممَالِكه، وَتهدَّد بِقَتْلِ الرَّافِضَة وَالإِسْمَاعِيْليَّة وَالقرَامطَة، وَالمشبِّهَة وَالجَهْمِيَّة وَالمُعْتَزِلَة وَلُعنُوا عَلَى المنَابِرِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 135)
  • وفي سنة إحدى وعشرين وأربع مائة (421هـ) وصل الخبر إلى بغداد بموت السلطان محمود ابن سبكتكين وجلوس ابنه مسعود مكانه. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص186) وخرج التركمان من باديتهم إلى بلاد الإسلام وكانوا ثلاثة إخوة، محمد وهو طغرلبك وداود وهو جغري بك وإبراهيم وهو ينال. وكتبوا إلى القادر باللَّه وطلبوا أن يولّيهم بلدا من بلاد خراسان، وكان محمد أكبرهم وكان يخاطب من ديوان القادر ب «الدهقان الجليل محمد بن ميكائيل» . فنفذ القادر باللَّه إلى مسعود بن محمود يأمره أن يخلى لهم بلداً من بلاد خراسان ليكفوا شرهم عن بلاد المسلمين وأن يكون واحد منهم أبداً في خدمته. وقبل وصول الكتاب قُتِلَ مسعود بن محمود، واستولى التركمان على بلاد خراسان ووقع بأس المحمودية بينهم لطلب الملك فانحجزوا إلى غزنة وقوى أمر التركمان. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص186)
  • وفِي سنة (403هـ) وقعَت القُبَّة الَّتِي عَلَى صخرَة بَيْت المَقْدِس (سير النبلاء ط الرسالة 15/ 134) وَتَزَوَّجَ سُلْطَان الدَّوْلَة بِبِنْت صَاحِب المَوْصِلِ قِروَاش (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 135)
    بني بويه:
    وفي العاشر من رجب سنة سبع وثمانين وثلاث مائة (387هـ) توفى فَخرُ الدَّوْلَة عَلِيُّ بنُ ركنِ الدَّوْلَةِ بن بُوَيه بِالرَّيّ، وَوزَرَ لَهُ ابْنُ عَبَّاد. وَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً، كَانَ الطَّائِع قَدْ لَقبه ملك الأُمَّة عَاشَ ستاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ دَوْلَته أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَترك أَلفِي أَلف دِيْنَار وَثَمَان مائَةِ أَلْف دِيْنَار، وَمِنَ الجَوَاهِرِ مَا قيمتُهُ ثَلاَثَة آلاَف أَلف، وَمِنْ آنيَة الذَّهبِ مَا وَزنُهُ أَلفُ أَلفٍ، وَمِنْ آنيَة الفِضَّةِ مَا وَزنه ثَلاَثَة آلاَفِ أَلفٍ، وَمِنْ فَاخر الثِّيَابِ ثَلاَثَة آلاَفِ حِمْل. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 130، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص184) فأفناها ابنه مجد الدولة أبو طالب رستم في أسرع مدة وكان متخلّفاً منهمكاً في لذّاته غير مفكّر في أمر المملكة. (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص184) وكان عمره أربع سنين وكان المرجع إلى أمّه في تدبير الملك، وعن رأيها يصدرون. (تاريخ مختصر الدول 1/ 178)
  • وفي سنة ثلاث وأربع مائة (403هـ) وقيل فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ (404هـ) توفى بهَاءُ الدَّوْلَة أَحْمَد بن عضد الدَّوْلَة بن بويه بشيراز، وهو الملك حينئذ بالعراق، وكان عمره اثنتان وأربعون سنة، وَتسلطن ابْنه الكبير أبا شجاع سُلْطَان الدولة فنا خسرو، وليّ عهده في الملك. وعهد القادر باللَّه إلى فنا خسرو ولقّبه «سلطان الدولة» (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 134، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص185، تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
  • وفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة (411هـ) عظم أمر أبي عليّ مشرّف الدولة ابن بهاء الدولة ثم ملك العراق وأزال عنه أخاه سلطان الدولة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
  • وفِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ (414هـ) أَقبَلَ الْملك مشرِّف الدَّوْلَة مصعِّداً إِلَى بَغْدَادَ مِنْ نَاحِيَة وَاسِط، وَطَلَب مِنَ القَادِرِ بِاللهِ أَنْ يخرُجَ لتلقِّيه، فتلقَّاهُ فِي الطَّيَّار وَمَا فَعَلَ ذَلِكَ بِملكٍ قَبْلَه، وَجَاءَ مَشرِّفُ الدَّوْلَة، فَصَعَدَ مِنْ زبزبه إِلَى الطَّيَّار، فَقبَّل الأَرْض، وَأُجلس عَلَى كُرْسِيّ (سير النبلاء ط الرسالة 15/ 136)
  • وَكَانَ موت مُشرِّف الدَّوْلَة بن بهَاء الدَّوْلَة فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ (416هـ)، فنُهِبَتْ خَزَائِنه. وَخُطب لجلاَلِ الدَّوْلَةِ، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 136) ثُمَّ إِنَّ الأُمَرَاء عَدَلُوا إِلَى الْملك أَبِي كَاليجَار ، وَنوَّهوا باسمِهِ، وَكَانَ وَلِيَّ عهد أَبِيْهِ سُلْطَان الدَّوْلَةِ فَخُطِبَ لِهَذَا بِبَغْدَادَ، (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 136)
    وَكَثُرَت العَمْلاَت بِبَغْدَادَ جِدّاً، وَاسْتبَاحَ جلاَلُ الدَّوْلَةِ الأَهْوَازَ فَنَهَبَ مِنْهَا مَا قيمتُه خَمْسَة آلاَف أَلف دِيْنَار، وَأُحرقت فِي أَمَاكن ، وَدثرت. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 137)
  • وَمَنَعَ فَخرُ الْملك مِنْ عَمَل عَاشُورَاء بِبَغْدَادَ. (سير النبلاء ط الرسالة 15/ 134)
  • وفي شوّال سنة خمس عشرة (415هـ) توفّي الملك سلطان الدولة فنا خسرو بتخمة النبيذ، بشيراز، وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وخمسة أشهر. وملك بعده ابنه أبو كاليجار ولقّبه الخليفة ب «محيي دين الله» . (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص186، تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
  • وفي سنة ستّ عشرة وأربعمائة (416هـ) توفّي الملك مشرّف الدولة أبو عليّ بن بهاء الدولة وكان عمره ثلاث وعشرون سنة وثلاثة أشهر، وملكه خمس سنين وخمسة وعشرون يوماً وخطب ببغداد لأخيه أبي طاهر جلال الدولة. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179) وملك نصير الدولة بن مروان صاحب ديار بكر مدينة الرها وكانت لرجل من بني نمير يسمّى عطيراً وفيه شرّ وجهل فكتب الرهاويّون ليسلّموا إليه البلد فسيّر إليهم نائباً كان بآمد يسمّى زنكي فتسلّمها وقتل عطيراً. (تاريخ مختصر الدول 1/ 179)
    وفي سنة عشرين وأربعمائة (420هـ) أوقع يمين الدولة بالاتراك الغزّيّة أصحاب ارسلان بن سلجوق وكانوا يفسدون بخراسان وينهبون فيها فأرسل إليهم جيشاً فسبوهم وأجلوهم عن خراسان، فسار منهم أهل ألفي خركاة (كلمة فارسية، معناها: الخيمة الكبيرة) فلحقوا باصفهان. وأما طغرلبك وداود وأخوهما بيغو وهم بنو ميكائيل بن سلجوق بن تقاق فإنهم كانوا بما وراء النهر وطائفة من الغزّ الذين كانوا بخراسان وصلوا إلى أذربيجان وساروا إلى مراغة، فدخلوها وأحرقوا جامعها وقتلوا من عوامّها مقتلة عظيمة ، ومن الأكراد الهذبانية، ثم سار طائفة منهم إلى الريّ وطائفة إلى همذان فملكوها. (تاريخ مختصر الدول 1/ 181)
    وفي سنة (420هـ) أيضاً مَلَكَ الغزّ الموصل ووثب بهم أهل الموصل. (تاريخ مختصر الدول 1/ 181)
    وفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة (421هـ) مات يمين الدولة وكان مولده سنة ستين وثلاثمائة، وملك ولده محمد وكان لقبه جلال الدولة ثم خلعه أخوه مسعود وولي مكانه. (تاريخ مختصر الدول 1/ 181)
    الشيعة:
    وَكَانَ الرَّفضُ عَلاَنيَةً بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَة (400هـ) وَلَقَدْ أَخَذَ نَائِبُهَا تمصُولُت البَرْبَرِيُّ رَجُلاً فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ (393هـ) فطيفَ بِهِ عَلَى حمَارٍ: هَذَا جزَاء مَنْ يُحِبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعمرَ، ثُمَّ قُتِل (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 131)
  • وفي بغداد عَمِلَت الرَّافِضَة عيدَ الْغدير ، يَعْنِي: يَوْم المُؤَاخَاة، فثَارتِ السُّنَّةُ، وَقووا، وَخَرَّقُوا عَلَمَ السُّلْطَانِ. وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ، وَصُلِبَ آخرُوْنَ، فكفّوا. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 129) وَنقَصَ التَّشَيُّع مِنْ بَغْدَادَ، وَاسْتضرَت الأُمَرَاءُ عَلَى بهَاءِ الدَّوْلَة، وَقهروهُ حَتَّى سَلَّم إِلَيْهِم أَبَا الحَسَنِ ابْنَ المُعَلِّم الكوكَبِي، فَخُنق ، وَعَظُمَ القَحْطُ بِبَغْدَادَ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 130)
    وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مائَة (400هـ) عَمِلَ ابْنُ سَهلاَن سوراً مَنِيعاً عَلَى مشهدِ عليٍّ (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 132) وَوقَعَ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الشِّيْعَةِ وَالسُّنَّة فِتَنٌ عُظْمَى، وَاشْتَدَّ البلاَء، وَاسْتضرت عَلَيْهِم السُّنَّة، وَقُتِلَ جَمَاعَة (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 134) وَقُتِلَ الدُّرْزِيّ الَّذِي ادَّعَى ربوبيَّة الحَاكِم. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 135)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى