دين ودنيا

الحكمة عطيّة إلهية!

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب


الحكمة هي المفتاح الذي يفتح للمؤمن الأبواب المغلقة نحو الخير ويغلق عنه الثقوب التي يتدفق من خلالها الشر.
وهي البوصلة التي تهديه إلى طريق الاستقامة في ظلمات الفتن، وتدله على سبيل النجاح في ابتلاءات الحياة التي تتقلب بين المنح والمنع، وتسير في طريق تحفّه المزايا والرزايا!
وهي السفينة الأمينة التي توصله إلى شواطئ النجاة وتحمله إلى ضفاف النجاح في أعقد الظروف وأصعب التضاريس.

ولهذا كله فقد جعل القرآن الحكمة عطية إلهية خالصة: {يؤتي الحكمة من يشاء}، ثم قال: {ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}، وبالطبع فإن عطاء الله لعباده لا يعرف المحاباة من أي نوع، بل ينبني على معرفته الدقيقة بعباده فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإنما نسب الإيتاء إلى ذاته تعالى؛ لأن مقدمات الاستحقاق التي يقوم بها البشر لا تتناسب بتاتا مع حجم التوفيق الرباني لمن يمنحه الله كنز الحكمة، ذلك أنه يلهمه وضع كل شيء في نصابه ويعينه على القيام بما ينبغي في كل حال وآن، بمعنى أنه يصير مسددا في أقواله وأفعاله، ومن ثم فإنه يكسب حب الله وحب الناس، وتنهال عليه الأجور في كل أحواله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى