ثقافة وأدب

تتمة قصيدة ” لماذا يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الانسان”، وصار يعبث بالثورة و الثوار؟!

أ.د. عمار بن عبد الله ناصح علوان

مدير المركز الكندي للبحوث التطبيقية واستشراف المستقبل
عرض مقالات الكاتب

رحم الله شاعر الأمة العربية  نزاراً الذي كان يكتب بمداد دمه ، وجراحات أمته بقصائد  تحرك مشاعر الباعة في الأسواق قبل المثقف الهمام ! وصار يلقى شعره على منابرالمساجد قبل النوادي الأدبية!-رغم نقد المشايخ لبعض تشبيهاته!

فهو بحق شاعر النكثة وشاعر جراحات الأمة ، ونكاباتها من غير تكلف وتصنع وكل من جاء بعده امتطى حصانه وجارى معاناته..والعجب ألا يمنح جائزة نوبل! وهو قد رسم آلام أمة العرب التي تزيد عن ثلاثمائة مليون! ، ورسم أرقى مشاعرها الانسانية ألا و هو الحب! ، و كتب أعذب شعر الحنين إلى وطنه الذي تغرب عنه ، لأنه لا يطيق النفاق لأي طاغية! وكتب -أيضا- أمجاد أمته العربية في الأندلس.

هذا الشاعر الصدوق في مشاعره لم يستغل موهبته الشعرية في النفاق الاجتماعي في شعره ، فلم يمدح طاغية ، أو صاحب مال ،  أو صاحب جاه، وشاعرنا المجيد أكره ما يكره النفاق، وبين في إحدى قصائده في الجيل الذي يريده بأنه يريد جيلا حرا لا يعرف النفاق ! لو تعرف جائزة نوبل ماذا يعنى الشعر للعرب؟ وماذا يعني ألا يوج أي شاعر عربي لجائزتها العالمية !! إن الشعر عند العرب أهم بكثير من القصة والرواية، وهو مجال إبداعهم ، وفخر بلاغتهم ، ومهوى تشبياتهم!! . وندخل الآن في صلب الموضوع ، وهي قصيدة شاعرنا نزار شاعر الحرية والحب وشاعر نكبات العرب وآوجاعهم  ” لماذا يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الانسان،  سوف اقتبس بعض أبيات القصيدة الطويلة ، وبعدها  أتبعها بتتمتي لقصيدة نزار السابقة على ضوء المكر بثورات الربيع العربي على يد حلف متعب بن تعبان ، ولا شك أن تتمة القصيدة جاءت على صدى شعر شاعرنا الكبيرنزار القباني  ، وعلى وقع خطى صهوة خيله ، فالقصدة عند التحقيق ، نزار قائلها ، ونحن الصدى الذي ترك وقعه في النفوس  –كما قال شاعر العروبة المتنبي- ودع كل صوت غير صوتي ،  فإنني أنا الطائر المحكي ،   والآخر الصدى! 

بداية القصيدة:


مواطنوان.. دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن..
مسافرون دون أوراقٍ
وموتي دونما كفن.
نحن بغايا العصر.. كل حاكمٍ
يبيعنا، ويقبض الثمن!!
نحن جواري القصر، يرسلوننا
من حجرةٍ لحجرةٍ
من قبضةٍ لقبضةٍ
من هالكٍ لمالكٍ
من وثنٍ إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلةٍ
من عدنٍ لطنجةٍ
من طنجةٍ إلى عدن
نبحث عن قبيلةٍ تقبلنا
نبحث عن عائلةٍ تعيلنا
نبحث عن ستارةٍ تسترنا
وعن سكن..
وحولنا أولادنا
إحدودبت ظهورهم، وشاخوا
وهم يفتشون في المعاجم القديمه
عن جنةٍ نضيرةٍ
عن كذبةٍ كبيرةٍ كبيرةٍ..
تدعى الوطن

انظر الأبيات في مقطعها الأول؛  كيف تنبطق بحذافيراها على حال السوريين اليوم؟! إذا أراد السوري السفر يوما ، فكم دولة من دول العالم سوف تعطي له تأشيرة دخول؟ ثم نأتي لتوصيف شاعرنا الكبير نزار مصيبة العرب الأولى –وهي حكامهم-:


حكامنا آلهةٌ يجري الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجاريه

ثم يرجع نزاز لتوصيف لواقع الانسان العربي مع عالمه العربي المحيط به ، بل مع العالم كله بأكلمه لم يتعرف عليه وهو ما يصدقه واقع حال الشعب السوري المسكين اليوم :                                                                                                        
لا سادة الحجاز يعرفوننا..
ولا رعاع الباديه.
ولا أبو الطيب يستضيفنا..
ولا أبو العتاهيه.
إذا ضحكنا لعليٍ مرةً..
يقتلنا معاويه..
لا أحدٌ يريدنا
من بحر بيروت.. إلى بحر العرب..
لا الفاطميون، ولا القرامطه
ولا المماليك، ولا البرامكه
ولا الشياطين، ولا الملائكه لا أحدٌ يريدنا 

في المدن التي تقايض البترول بالنساء،
والديار بالدولار، والتراث بالسجاد،
والتاريخ بالقروش، والإنسان بالذهب
وشعبها يأكل من نشارة الخشب!!
لا أحدٌ يريدنا..


فلا بنو هاشم يعرفوننا، ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعةٍ، ولا بنو شيبان
ولا بنو (لينين) يعرفوننا.. ولا بنو (ريغان)

يا وطني: كل العصافير لها منازلٌ
إلا العصافير التي تحترف الحريه
فهي تموت خارج الأوطان!!

وأتممت القصيدة السابقة بهذه التتمة المتواضعة:

رحمة الله عليك  نزار ، لو كنت حاضرا في هذا الزمان!

قد ترقى متعب بن تعبان ، فصار ثعبانا مثل الشيطان!

قد ملّ  كثرة  الجواري والعبث بالأموال والغلمان!

فصار يعبث بمصير الشعوب ، ويعبث بالثورة ، والثوار!

قد ملّ  ملك يمين العاهرات ، فغدا يشترى صوت الأحرار!

قد جنّد كل مارد خبيث ،  وشيوخ رشاهم بالدرهم  ، والدينار!

فقدسوه سرا ، وعلانية ، وسبحوا بحمده في الصبح والابكار!

باركوا مجازره ،  ذبح الاحرار!!  وافتوا كل ذبح مولانا حلال!

باركوا فجوره في الأجيال !!  ففجور مولانا صلاح للأجيال! 

وقالوا نحن، ومولانا  سفينة نوج من يعيبها  يغرق في الأوحال! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى