اقتصاد

القوى والمدارس الفكرية التي ترسم السياسة للنظام الرأسمالي أمريكا مثالاً !

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

القوى والمدارس الفكرية وأصولها ومنطلقاتها التي  ترسم السياسة الأمريكية ،وتضع برامج الحزبين  الجمهوري والديمقراطي ،والتي ترسم بشكل عام السياسات والبرامج للنظام الرأسمالي العالمي في الغرب.
مقدمة : 
لا يمكن أن تحلل علميا وموضوعيا السياسة الدولية ، وبخاصة السياسة الغربية ،وأمريكا كقوى عظمى دولية وحلفائها الغربيين ، دون معرفة  القوى  المسيطرة  وأصولها الفكرية ومدارسها المعاصرة .     
 من هي القوى والمدارس الفكرية وأصولها ومنطلقاتها التي  ترسم السياسة الامريكية ،وتضع برامج الحزب الجمهوري والديمقراطي والتي ترسم بشكل عام السياسات والبرامج للنظام الرأسمالي العالمي في الغرب واضح التناغم الكبير بين كثير من دول اوروبا وامريكا .( نجح ريغان جمهوري ونجاح تاتشر محافظة ) والأمثلة كثيرة   . 
المحور الأول :  الليبرالية اليمنية اقسى اليمين المتطرف .
المدارس الفكرية  التي تمثل 
 الليبرالية اليمنية أقصى اليمين المتطرف ، والتي مازالت تؤمن بفرضية  أن الليبرالية  هي النظام الخالد والأزلي والمثالي لإدارة  العالم ، وأن آلياتها الداخلية كفيلة بحل كافة مشاكلها . هذة المدارس  ومتمسكة بالإرث الفكري لمؤسسة  الفكر الرأسمالي  آدم سميث وريكاردو ومالتوس وساي . أهم المدارس الفكرية  المعاصرة  تمثل هذه الاتجاهات هي مدرسة شيكاغو ، ومدرسة  اقتصاديات العرض ، 
 صعب ولا استطيع في منشور ان اخوض  في أفكارهم ونظرياتهم حتى توضح للقراء أصولها الفكرية .
المحور الثاني : المدرسة الكينزية ،ومدرسة القرارات الرشيدة ، ومدارس اخرى . 
هناك مدارس أخرى  تتنافس مع  افكار ومدارس الليبرالية اليمنية ،وهذه المدارس  ساهمت بمراحل معينة وخدمت في حل المشاكل التي اعترضت مسيرة هذا النظام ،وأنقذته في معارك كثيرة  سواء،مع المعسكر الاشتراكي أو استمراره في قيادة العالم . أو في ايجاد حلول لبعض أزماته ،  المدرسة الكينزية ،ومدرسة القرارات الرشيدة  التي يستند الحزب الديموقراطي على علمائها  في وضع برامجها الانتخابية ، المدرسة الكينزية  هي  التي أنقذت الرأسمالية في صراعها مع الاتحاد السوفيتي .وهي التي أنقذت الرأسمالية من الأزمة العامة 1929-1936 ، وكينز هو  من رسم شكل  النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية ، من تبني ونفذ فكرة النظام الدولي بعد الحرب العالمية  المؤسسات الدولية صندوق النقد الدولي .والبنك الدولي .ومنظمة التجارة العالمية  التي بنت الدولار كعملة دولية وحيدة وعقد اتفاقية بريتون.طبعا كنز يختلف مع كثير مع اليمين المتطرف .هو مع تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية .هو أثبت أن آلية السوق والعرض والطلب لم تعد تكفي لحل مشاكل النظام ، بمعنى برأيه فشلت الية السوق ان تحل المشاكل التي تعترض النظام ولابد من تدخل الدولة بفعالية في الاقتصاد  ، ولذلك نلاحظ  أوباما الديمقراطي  في عهدة تدخلت الدولة  لحل ازمة الرهن العقاري ، بمئات المليارات الدولارات وكانت تهتم بالقضايا الصحية والاجتماعية وعفت الطبقات الوسطى من الضرائب  . 
المحور الثالث : معضلة الليبرالية بكافة مدارسها ومأزقها . 
التنافس على المصالح وعلى ادارة النظام والمجتمع بين اجنحة الطبقات المسيطرة في الرأسمالية .رغم كلا الحزبين يعمل تحت سقف الرأسماليه . ولكن في العقود الاخيرة اثبت الواقع والأحداث أن الليبرالية  فقدت مشروعيتها وفقدت وآلياتها الداخلية أن تحل المشاكل التي تواجه النظام ، وأصبح النظام يعيش مرض عضال و في خطر . توضيح هذه الفكرة بمثال ( كان سائد في الفكر الاقتصادي عبر قرنين وحتى نهاية السبعينيات القرن الماضي ، قانون فيليبس كناية للعالم فيليبس  . بأن العلاقة بين التضخم النقدي “ارتفاع الأسعار والبطالة  هي علاقة عكسيه ، ولكن تطور الاقتصاد العالمي ظهرت مشاكل وظواهر جديدة نسفت المعتقدات السابقة والقوانين التي اعتمدت في التحليل الاقتصادي ومن أجل معالجة المشاكل .وهي ما يسمى بالركود التضخمي . يعني ترافق تضخم نقدي وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات  البطالة ، اصبحت العلاقه طرديه عكس ما كان يعتقد . ولذلك واجهت علماء الاقتصاد صعوبات كبيرة في حل المشاكل التي تواجه الاقتصاد ، إذا حاولوا حل مشكلة التضخم تولد مشاكل اخرى ومن نوع اخر .واذا حاولوا القضاء،على التضخم ولدت الإجراءات مشاكل اخرى . إذا أصبحت الخيارات والحلول محدوده جدا ) وتهددت مصالح الطبقات الاحتكارية وتراكم رأس مال وقيادتها للعالم . وخاصة  ظهرت في العالم نظريات استفادة من ميزات الفكر الاشتراكي وتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية ،والتخطيط الاقتصادي ، وكذلك استفادة من بعض ميزات الفكر الرأسمالي الليبرالي  الحر  من تركيزه على المبادرة الفردية ، ودور القطاع الخاص الفعال في عملية التنمية والتطور. وصياغة نموذج خاص فعال ،  التجربة الصينية . التجربة الهندية .البرازيل . ماليزيا . تركيا . وحققت نجاحات كبيرة وأصبحت تساهم بنسبة كبيرة في التجارة الدولية وأيضا بحركة الاستثمارات الدولية ، الصين تمتلك أكثر من 3500 مليار دولار احتياطي لا تستطيع ضخها في اقتصادها لانه سيولد لها مشاكل كثيرة في اقتصادها ومنها التضخم النقدي وتغيرات  طبقية غير محسوبة النتائج ، لذلك  تبحث عن استثمارات خارج  اقتصادها  في كل العالم لمن يريد لقد استفادت  الرأسماليه من المأثرة الوحيدة لماركس  هو تحليله العلمي   لطبيعة و تناقضات الرأسمالية  وكشف أمراضها ، وكونهم براغماتيين وضعوا العلاجات اذا لم يستطيعوا إنقاذ النظام ، ولكن بأن يمدوا من عمره بتقديم المضادات العلاج الممكن  . في حين الشيوعيين اخذوا من ماركس الشعارات والإلحاد والشكليات ، ولم يأخذوا القوانين العلمية في تحليله للنظام الرأسمالي وبناء نموذج خاص فعال ومتطور ولتاريخه روسيا لم تستطع بناء نموذجها، هي تفرض وجودها بقوتها العسكرية وخاصة النووية )  .                      الرؤية السياسية للتيار اليمين المتطرف  رفع شعار(امريكا اولا ) بعد ان عرف هذا التيار الذي يمثل مجموع القوى الاحتكارية وتراكم رأس المال ، وتمثله مدارس فكرية في أمريكا وفي بعض الدول الأوروبية . منها مدرسة شيكاغو نسبة لجامعة شيكاغو ومدرسة اقتصاديات العرض والتي تضع برامج الحزب الجمهوري  بأن النموذج الليبرالي الذين اعتقدوا بأنه النموذج المثالي الخالد لقيادة وإدارة المجتمع البشري ،لكن في العقود الاخيرة تبين ان هذا النموذج أصبح يفتقد القدرة على   حل المشاكل التي تواجهه ،وأصبح في مأزق حقيقي  . ولذلك رفع هذا التيار و ترامب شعار (امريكا اولا) وبني هذا الشعار على برنامج فكري  اقتصادي وسياسي وإعلامي وهناك الالف من العلماء بكافة المجالات ومراكز بحث علمي تقوم بالتحضير. وخاصة أصبحت أمريكا تواجه تحديات لقيادتها العالم . الصين كقوة منافسة . واستعادة روسيا لدورها .والهند والبرازيل ، ودول أخرى ناشئة النمو وأصبحت تساهم بنسبة كبيرة في التجارة والاستثمارات الدولية . لذلك تسعى أمريكا لإعادة قدراتها لتبقى قائده للعالم كنظام وقوه . نظامها وقدراتها الداخلية  لا تسمح  ولذلك  اعتمدت على ابتزاز العالم  وبدأت تبتز وتضغط على دول العالم حلفاء وأصدقاء وأعداء  بطريقة سوقية قذرة وتخلق فوضى في كثير من مناطق العالم  لكي يساهموا ببقاء امريكا والنظام الليبرالي والاحتكارات وأصحاب تراكم رأسمال  قائد للعالم دون أي منافس وتستخدم القوة الذكية قليلة التكلفة . وكانت منطقتنا لما لها من تميز الموقع والموارد وخاصة الطاقة ، وأنظمة مستبدة تابعة ضعيفة رهنت وجودها  للقوى العالمية ، وضمن سياق الرؤية الاستراتيجية الأمريكية . وهي حجر الزاوية في الاستراتيجية ولذلك جمع ترامب الجميع كل القادة في  السعودية  في أول زيارة خارجية ، وقبلوا القادة اداة رخيصة  في خدمة الاستراتيجية الأمريكية في حربها على العالم ،     وطبعا كانت أكثر الدول  سعيده بقصف إيران لمنشآت ارامكو وارتفاع اسعار النفط . لان امريكا لا تعتمد على النفط العربي لحاجات اقتصادها واصبحت تقريبا مكتفيه ذاتيا ، وعوائد النفط العربية  في بنوكها . وتستطيع أن تبتز الحكام العرب والحصول على ما تحتاجه من أموال الأمة ، لازم أمريكا تقدم  مكافأة لنظام الملالي وغبائهم في خدمة الاستراتيجية الأمريكية أيضا  ضد الصين والهند  ودول اخرى تحتاج في اقتصادها للنفط العربي . 
تحدثت عن عن كينز ومدرسته  الفكرية طويلا في المنشور ، ولكن أرغب أن أقدم فكرة  لعلماء نظرية كينز (الطلب الفعال ) توصل واستخلص  قانون  كثير مهم ( ان الاقتصاد يحقق أعلى كفاءة ممكنة ،ومستوى تشغيل قريب من الأمثل عندما يقترب معدل الفائدة الى الصفر) هذا يعني عدم وجود الربا  في الحياة الاقتصادية ، ولا يؤثر على نمو وتطور الاقتصاد بالعكس عدم وجود الربا يحقق اعلى معدلات نمو وكفاءة اقتصادية . هذا الملاحظه موجهه للعلمانيين والليبراليين العرب  “لا تطرف  بجهل”  .        
                     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى