مقالات

سيناريو ومآلات أي ضربة اسرائيلية محتملة ستطال منشآت إيران النووية!

العقيد محمد فايز الأسمر

خبير عسكري سوري
عرض مقالات الكاتب

مما لاشك فيه أن إسرائيل غير راضية بل وقلقة جدًا على أمنها القومي من الخطر و التمدد الإيراني المتواصل في سوريا والعراق، والإنتشار الواسع لميليشياتها الولائية وحرسها الثوري، وتغلغلهم في كافة المناطق السورية وتموضع أسلحتها و صواريخها على مقربة من الحدود مع الجولان المحتل، رغم مئات الغارات والاستهدافات الجوية التي قامت بها لمنع هذا الأمر أو الحد منه، ومما زاد من احتقان تل أبيب في الفترة الأخيرة هو نشر إيران لطائراتها المسيرة الحديثة المفخخة ،والصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى في كل من العراق واليمن وسوريا ،بل ووصول بعض هذه الطائرات والصواريخ الدقيقة إلى حزب الله ،وذلك بهدف الرد و تهديد الداخل الإسرائيلي، إذا قامت تل أبيب بأي مغامرة عسكرية، واستهدافات محتملة لإيران وبرنامجها النووي..

من الجدير بالذكر، أن إسرائيل باتت متأهبة عسكريًا تجاه البرنامج النووي الإيراني وضد مساعي إيران لتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وتسريع وتيرة إنتاجها لليورانيوم المخصب بنسبة 20 ٪ وما فوق والوصول كما تقوله التوقعات خلال أشهر قادمة لإنتاج قنبلة نووية، وأسلحة تدمير شامل وهذا ماتعتبره إسرائيل تهديدًا كبيرًا ومباشرًا لها ،و لأمنها القومي ولذلك نرى أن إسرائيل- وإستعدادا لأي سيناريو محتمل- فد جهزت خططها و زادت من تدريباتها العسكرية التي تحاكي توجيه ضربات جوية إلى المنشآت والمفاعلات النووية الإيرانية وبخاصة بعد تأكيد الأمم المتحدة ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي أن الأسابيع المقبلة تعد هي الأهم و الحاسمة في مسألة إمكانية عودة المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن إلى الاتفاق المبرم بينهما في عام 2015.

ويأتي ذلك مع تزايد التحذيرات عن اقتراب إيران من إنتاج أسلحة الدمار الشامل. وهذا ما صرحت به جميع الأطراف الأخرى المشاركة في الإتفاقية وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والإتحاد الأوروبي الذي يقوم بدور تنسيقي، وتأكيدهم أنه إذا لم تتم استعادة نظام المراقبة بالكامل للنشاطات و المنشآت النووية الإيرانية بالكامل فإنه سيكون من الصعب للغاية الحصول على إتفاق من هذا النوع.؟!

قبل عدة أيام، صرح وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن المواجهة مع إيران قادمة ،وهي فقط مسألة وقت معربًا عن تعتقاده بأن الطرق والوساطات الدبلوماسية لم تتمكن من التأثير على وقف البرنامج النووي لطهران، ولكنني أستطيع أن أضيف هنا ،وأقول تحليلا بأن الواقع والظروف قد تغيرت وأن أية ضربة محتملة ستوجهها إسرائيل لإيران ومنشآتها النووية لن تكون مجرد نزهة كما حدث سابقًا عندما دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي (تموز ) في عملية اطلقت عليها اسم أوبرا (بابل) ونفذتها في 7 حزيران 1981.. أو كما في العملية التي استهدفت فيها إسرائيل مفاعل الكبر في دير الزور شرق سورية ، والتي اطلقت عليها إسرائيل اسم (البستان) ونفذتها في 6 سبتمر عام 2007…

تحليلا أستطيع القول: إن إمكانية توجيه ضربة إسرائيلية أو حتى أمريكية غير مدروسة ولاتقدر فيها المواقف من جميع الجوانب جيدًا للمنشآت الإيرانية لن تكون سهلة بل وستكون ارتداداتها و عواقبها الكارثية على إسرائيل والمنطقة كبيرة جدا ،وواشنطن وإسرائيل تعيان وتدركان ذلك جيدا وهذا مرده لعدة لعدة اسباب اهمها :

1_خشية إسرائيل من ردود فعل إيران العسكرية، وردود فعل أذرعها التي تقبع قرب حدودها وفي اكثر من جبهة!

2_تخوف إسرائيل من خطر تحريك إيران لأذرعها، وتأمرهم بالتصعيد وتهديد جبهتها الشمالية مع حزب الله، وجبهتها مع الجولان، وأيضا جبهتها الداخلية من الضفة وقطاع غزة بتهديدات حركة الجهاد الإسلامي وحماس!

3_تخوف إسرائيل من حرب طويلة وآلاف الصواريخ الدقيقة و التقليدية والطائرات المسيرة المفخخة (الكاميكاز) التي ستنهال على مستوطناتها ومدنها ومن عدة جبهات بما فيها الصواريخ الإستراتيجية بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من إيران والعراق والشمال الشرقي السوري.

4_إن واشنطن ودول الخليج تخشى أيضًا من ردات فعل إيران في حال توجيه أي ضربات إنتقامية، والتي ممكن أن تطال القواعد والمصالح الأمريكية ومصادر النفط والطاقة في الدول الخليجية

5_ ماأثبتته التجارب والحروب السابقة أن إسرائيل عمليًا غير مؤهلة لحرب وحرب استنزاف طويلة، قد تصيب إقتصادها بالشلل والتدمير وتصيب مجتمعاتها السكانية بالرعب وترك البلاد والهجرة خارجها…!

ختامًا:

من كل ماتقدم، فإنني أتوقع أن المجتمع الدولي سيكون حذرًا وسبزيد من تحركاته المكوكية ليتم احتواء المواقف التصعيدية ،والتوصل إلى حلول دبلوماسية وسط ترضي كافة الأطراف وتبعد شبح حرب مدمرة طويلة قد تعرف بداياتها وأطرافها ،ولكن بالتأكيد لن تعرف نهاياتها ،و الأطراف التي ستشارك فيها والمآلات التي ستصل إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى