منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 78

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية
22- المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفي
بويع بالخلافة سنة 333هـ، وعمره 41 سنه و7 أيام
بعد خلع ابن عمه المُتَّقِي للهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُقْتَدِر بنِ المُعْتَضِد
خلع من الخلافة يوم الخميس 27 أو 22جمادى الآخرة سنة 334هـ
وكان عمره يوم خلع 42 سنة و4 أشهر و7أيام
وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ سنة و4 أشهر وقيل: 16شَهْراً
وخُلِعَ بابن عمه المطيع لله أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ المُقْتَدِرِ جَعْفَرِ بنِ المُعْتضدِ
مَاتَ سَنَة 338 هـ . وعمره 46 سنة و2 شهران.
وعَاشَ بَعْد العَزْل وَالكَحْل 4 أَعْوَامٍ.
اسمه ونسبه:
هُوَ الْمُسْتَكْفِي بِاللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُكْتَفِي بِاللَّهِ عَلِيِّ بْنِ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ، يَجْتَمِعُ هُوَ وَالْمُتَّقِي لِلَّهِ فِي الْمُعْتَضِدِ (الكامل في التاريخ 7/ 134، تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111، تاريخ ابن الوردي 1/ 267، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214)
أمه أم ولد رومية يقَال لَها غصن لم تدرك خلافته (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175، الكامل في التاريخ 7/ 135، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214)
وَفِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة (334هـ) تسمّى بإمام الحقّ، وضرب ذلك على الدينار والدرهم. (الكامل في التاريخ 7/ 135)
مولده:
كلن مولده في في رابع صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين (292هـ) (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214)
صفاته وسماته الشخصية:
وكان رجلًا جَميلًا، ربْعَ القَامَة من الرجال مَلِيحاً ، ليس بالطويل، ولا بالقصير. معتدل الجسم، حسن الوجه، أبيض مشربًا حمرة، أسود الشعر سبطه، خفيف العارضين، أكحل العينين، أقنى الأنف، (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 12، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111)
وبينه وبين أبيه المكتفي أربعة خلفاء؛ وهم المقتدر والقاهر والراضي والمتقي، وهو الخامس. (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214)
خلافته وولايته:
لما قبض توزون على المتقي أحضر المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفي إليه إلى السنديّة وبايعه هو وعامّة الناس في سنة ثلث وثلثين وثلاثمائة (333هـ). (الكامل في التاريخ 7/ 134، تاريخ مختصر الدول 1/ 166)
وكان السفير له في الخلافة امرأة تعرف ب «حسن الشيرازية» وكانت زوجة بعض كتاب الأمير توزون وكانت تدخل دار الأمير أبي القاسم بن المكتفي وتختلط بأهله قبل خلافته، فقالت له إن هذا المتقي قد عاداكم وعاديتموه وكاشفكم ولا يصفو قلبه لكم، وههنا رجل من أولاد الخلافة وذكرت عقله ودينه تنصبونه للخلافة فيكون صنيعكم وغرسكم، ويدلكم على اموال جليلة لا يعرفها غيره وتستريحون من الخوف والحراسة. وقالت له: إنه يعطى الأمير توزون مائتي ألف دينار من خاصته وخمس مائة ألف دينار من وجوه يعرفها، وجسَّرت زوجها على الخطاب في هذا الباب حتى خاطب به توزون ووافق ذلك ما كان في نفس توزون من المتقى وأنه دفعة كاتب بنى حمدان ودفعة كاتب بنى بويه يولّيهم. وكان هذا الرجل قد ألقى إلى سمع توزون وثبت في نفسه: إنك إن أتمت هذا الأمر كان هذا الرجل خليفة من قبلك وكان طوع أمرك ونهيك ورأى نفسه من صنائعك. (الكامل في التاريخ 7/ 134، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175، تاريخ مختصر الدول 1/ 166)
فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْأَحَدِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ صَفَرٍ، وكان الخليفة المتقي لله وصل إلى صحراء السندية ورآه توزون استحيا منه وأراد الرجوع عما عزم عليه أو تأخير الأمر إلى أن يستقر في الدار فقال له ذلك الرجل: إن كنت تريد أن تفعل شيئاً فَافْعَلْهُ السَّاعَةَ، فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ الدَّارَ بَعُدَ عَلَيْكَ مَرَامُهُ، وحالت بيننا وبينه الحيطان، وقبل أن ينمّ إليه شيء من أمرنا فيهلكنا، فأقدم حينئذ توزون على ما أقدم عليه. (الكامل في التاريخ 7/ 135، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175)
وَبُويِعَ الْمُسْتَكْفِي بِالْخِلَافَةِ يَوْمَ خَلْعِ الْمُتَّقِي. وَأُحْضِرَ الْمُتَّقِي، فَبَايَعَهُ وَأَخَذَ مِنْهُ الْبُرْدَةَ وَالْقَضِيبَ، وَصَارَتْ تِلْكَ الْمَرْأَةُ قَهْرَمَانَةَ الْمُسْتَكْفِي، وَسَمَّتْ نَفْسَهَا عَلَمًا، وَغَلَبَتْ عَلَى أَمْرِهِ كُلِّهِ. (الكامل في التاريخ 7/ 135، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175)
فاستخلف وبُوْيِع المستكفي بالله يوم خلع ابن عمه المتقي لله، وبَعْدَمَا كحل في يوم السبت تاسع عشر صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة (333هـ) (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111، الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175، تاريخ ابن الوردي 1/ 267، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214، مورد اللطافة 1/ 198) وقيل ليلة الثلاثاء لأربع عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (333هـ) (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11)
وكان عمره يَوْمَئِذٍ إِحْدَى وَأَرْبَعينَ سنَةً، وسبعة أيام، وكان في سن المنصور يوم ولي، (تاريخ الطبري 11/ 349، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11، الكامل في التاريخ 7/ 135)، وقيل: عمره إذ ذاك أربعون سنة، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214)
ولم يلِ الخلافة بعد المنصور إلى زمانه أسن منه. (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 215) فأما بعد المستكفي فقد ولي الطائع الخلافة وسنه سبع وأربعون، وولي القادر باللَّه وسنه خمس وأربعون. (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11)
وكانت خلافته سنة وأربعه أشهر. حتّى خلعه معزّ الدولة بن بويه (تاريخ الطبري 11/ 349، الكامل في التاريخ 7/ 135)
وَفِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة (334هـ) لقب المستكفي نَفسه: إِمَام الْحق، فكان يخطب له بلقبين، إمام الحق المستكفي باللَّه أمير المؤمنين، (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 11، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 199)
أعماله وأهم الأحداث في ولايته:

  • خلع المستكفي على توزون، وطوقه وسوره، ووضع على رأسه التاج المرصع بجواهر، وجلس بين يدي المستكفى بالله على كرسي. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349)
  • وخَلَعَ أبضاً على معزّ الدولة ولقّبه معزّ الدولة ولقب أخاه عليّاً عماد الدولة، ولقب أخاه الحسن ركن الدولة وأمر أن يضرب ألقابهم وكناهم على الدراهم والدنانير. (تاريخ مختصر الدول 1/ 166)
  • تقلد أبا الفرج محمد بن على السَّامَرِّيُّ الوزارة، ولم يكن إليه غير اسم الوزارة، وأبو جعفر بن شيرزاد الناظر في الأمور. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349) وَوَزَرَ ، ثُمَّ عَزَلَ توزون أَبُا الفَرَجِ السَّامَرِّيُّ بَعْد أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَأَغرمَهُ ثَلاَث مائَة أَلْفِ دِيْنَار (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111)
  • وفي شهر ربيع الاول، تَقلَّد أبو الحسن محمد بن الحسن بن أبي الشوارب القضاء في الجانب الغربي من بغداد. وتَقَلَّد القاضى أبو عبد الله محمد بن عيسى المعروف بابن أبي موسى الضرير القضاء بالجانب الشرقى منها ، (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349) فدخل عليه اللصوص في شهر ربيع الآخر فأخذوا أمواله وقتلوه، فولى أبو السائب مكانه. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 352)
  • وَفِي أَيَّامه كَانَ بَين الأخشيد صَاحب مصر وَبَين سيف الدولة صَاحب حلب حروب، فقد سار سيف الدولة إلى حلب فملكها وكان مع المتقي لله بالرقة، فلما عاد المتقي لله إلى بغداد، قصد سيف الدولة إليها، واستولى عليها، ثم سار منها إلى حمص فلقيه بها عسكر الإخشيد محمد بن طغج صاحب مصر والشام، مع مولاه كافور، فاقتتلوا، انهزم سيف الدولة من الإخشيد، واتباعهم له إلى الرقة، وذلك بعد أن أخذ منهم حلب وملك دمشق، وأسر منهم ألفي رجل، ثم انصرف عنه أصحابه فكانت هزيمته. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 351) فلما انهزم عسكر الإخشيد وكافور، ملك سيف الدولة مدينة حمص. وسار إلى دمشق فحاصرها فلم يفتحها أهلها له فرجع عنها. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350، تاريخ مختصر الدول 1/ 166، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 198) ثمَّ اصطلحا، وسلم إليه سيف الدولة حلب وأنطاكية، وَتزَوج سيف الدولة ببنت أخي الأخشيد عبيد الله بن طغج، وتوسط ذلك الحسن بن طاهر العلوي. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 352، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 198)
  • وفي شهر ربيع الأول، كان لسيف الدولة وقعه مع الروم، رزق الظفر فيها. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350)
  • وفِي ثَامِنِ جُمَادَى الْأُولَى سنَة (333هـ) ، قَبَضَ الْمُسْتَكْفِي بِاللَّهِ عَلَى كَاتِبِهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَعَلَى أَخِيهِ، وَاسْتَكْتَبَ أَبَا أَحْمَدَ الْفَضْلَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيَّ عَلَى خَاصِّ أَمْرِهِ، وَكَانَ أَبُو أَحْمَدَ لَمَّا تَقَلَّدَ الْمُسْتَكْفِي الْخِلَافَةَ بِالْمَوْصِلِ، يَكْتُبُ لِنَاصِرِ الدَّوْلَةِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُ تَقَلُّدِهِ الْخِلَافَةَ، انْحَدَرَ إِلَى بَغْدَاذَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَخْدِمُ الْمُسْتَكْفِيَ بِاللَّهِ، وَيَكْتُبُ لَهُ وَهُوَ فِي دَارِ ابْنِ طَاهِرٍ. (الكامل في التاريخ 7/ 154)
  • وَفِي رَجَبٍ سنَة (333هـ) سَارَ تُوزُونُ وَمَعَهُ الْمُسْتَكْفِي بِاللَّهِ مِنْ بَغْدَاذَ يُرِيدَانِ الْمَوْصِلَ، وَقَصَدَ نَاصِرَ الدَّوْلَةِ، لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ أَخَّرَ حَمْلَ الْمَالِ الَّذِي عَلَيْهِ مِنْ ضَمَانِ الْبِلَادِ، وَاسْتَخْدَمَ غِلْمَانًا هَرَبُوا مِنْ تُوزُونَ، وَكَانَ الشَّرْطُ بَيْنَهُمْ أَنَّهُ لَا يَقْبَلُ أَحَدًا مِنْ عَسْكَرِ تُوزُونَ. (الكامل في التاريخ 7/ 154)
    فَلَمَّا خَرَجَ الْخَلِيفَةُ وَتُوزُونُ مِنْ بَغْدَاذَ، تَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ فِي الصُّلْحِ، وَتَوَسَّطَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ شَيْرَزَادَ في الْأَمْرَ، وَانْقَادَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ لِحَمْلِ الْمَالِ، وَكَانَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مُكْرَمٍ كَاتِبُ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ هُوَ الرَّسُولُ فِي ذَلِكَ، وَلَمَّا تَقَرَّرَ الصُّلْحُ عَادَ الْمُسْتَكْفِي وَتُوزُونُ فَدَخَلَا بَغْدَاذَ. (الكامل في التاريخ 7/ 154)
  • وقبض المستكفى على القاضى ابن أبى الشوارب، ونفاه إلى سر من رأى، وقسم أعماله، فولى الشرقيه أبا طاهر محمد بن أحمد بن نصر، وولى المدينة أبا السائب عتبة بن عبيد. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 352)
  • وفِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ (334هـ) رَدَّ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ شيرزَاد إِلَى الوِزَارَة ، وَاشْتَدَّ بِالعِرَاقِ القَحط، وَمَاتَ النَّاس جُوعاً، وَهَلَكَ ملك الأُمَرَاءِ توزون. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 112)
  • مات توزون في داره ببغداد في المحرّم سنة اربع وثلثين وثلاثمائة (334هـ). فاجتمع الأجناد وعقدوا الرئاسة عليهم لزيرك بن شير زاد وحلفوا له وحلف له المستكفي، ودخل إليه ابن شير زاد وعاد مكرّماً يخاطب بأمير الأمراء. وبعد مدّة يسيرة قَدِمَ معزّ الدولة بن بويه إلى بغداد واختفي المستكفي وابن شير زاد. فلما استتر سار الأتراك الذين في خدمته إلى الموصل، فلما بعدوا ظهر المتسكفي وعاد إلى دار الخلافة وأظهر السرور بقدوم معز الدولة ودخل إليه معزّ الدولة بن بويه وبايعه، وحلف له المستكفي، وظهر ابن شير زاد أيضا ولقي معزّ الدولة فولاه أمر الخراج وجباية الأموال. وكانت إمارة ابن شير زاد ثلثة أشهر وعشرين يوما. (تاريخ مختصر الدول 1/ 166)
  • وطلب المستكفي بالله الفضلَ بن المقتدر طلباً شديداً، فاستتر منه، فأمر بهدم داره التي على دجلة، بدار ابن طاهر، فهدمت، وما زال في أيام المستكفى مستتراً، فلما هدم داره، قال على بن عيسى: اليوم بايع له بولاية العهد. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349)
  • وقد ذكرنا حال أبي عيسى البريدي وهربه من أبي القاسم ابن أخيه، فورد الحضره بعدما أمَّنه أبو القاسم، واختار الإصعاد إليها، فوصلها في شهر ربيع الاول، ولقى توزون، ونزل دار طازاد، التي كانت بقصر فرج على دجلة، وسعى في ضمان البصره إذا سير معه توزون جيشاً، وأوصله توزون إلى المستكفى، فخلع عليه خلعاً سلطانيه، وسار الجيش معه إلى داره. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 349) فبلغ ذلك ابن أخيه، فانفذ إليه توزون مالاً أقره به على عمله. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350)
    وكان الأمير توزون يركب كل يوم مع المستكفي إلى باب الشماسية على الظهر ثم يعود في الماء وهو معه حتى يصعد إلى الدار. ثم إن المستكفي خاف أن يجرى عليه من توزون ما جرى على المتقي لله، وكان قد بقي في بنى البريدي أبو الحسين وهو الّذي جاء إلى بغداد وهتك حرمة الخلافة وهرب منه المتقي إلى الموصل،(الإنباء في تاريخ الخلفاء ص175)
    فأمر المستكفي الأمير توزون باستعطافه ومكاتبته وبذل الأمان له ليحصل في أيديهم ففعل توزون ذلك وكتب له الأمان ونفذ إليه الرسل حتى ورد أبو الحسين الحضرة (الإنباء في تاريخ الخلفاء ص176) فقبض ابن شيرزاد على أبي الحسين، وضربه بدار صافي مولى توزون ضرباً مبرحاً، وقرض لحم فخذيه بالمقاريض، وانتزعت أظافره. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350) وكان أبو عبد الله بن أبي موسى، أخذ أيام ناصر الدولة فتوى الفقهاء بإحلال دم أبي الحسين، فاظهرها في هذا الوقت. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350)
    فلما كان في آخر ذي الحجه جلس المستكفى، وأحضر القضاه والفقهاء، وأحضر البريدى، وبسط النطع وجرد السيف، وحضر أبو عبد الله بن أبي موسى يقرأ ما أفتى به واحد واحد، من إباحه دمه على رءوس الاشهاد، وأبو الحسين يسمع ذلك وراسه مشدود إلى جثته، فأمر المستكفى بضرب عنقه من غير أن يحتج لنفسه بحجه. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350) وأخذ راسه وطيف به في بغداد، ورد إلى دار السلطان، وصلبت جثته على باب الخاصة على دجلة، في الموضع الذى كان حديديه مشدودا فيه، فكان هذا خاتمه أمور الثلاثة، وعقبى ما ارتكبوه من الظلم واهله، ومن البلاء كله. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 350)
  • وَفِي أَيَّامه استولى معز الدولة أَحْمد بن بويه على الأهواز وَالْبَصْرَة وواسط؛ فَخرج إِلَيْهِ توزون؛ فَكَانَ بَينهمَا حروب يطول شرحها ، دَامَت أشهراً، ثمَّ مَاتَ توزون بالصرع فِي هذه السّنة. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 111، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 198)
  • وَدخل معز الدولة أَحْمد بن بويه بَغْدَاد – وَهُوَ أول من ملكهَا من الديلم بِإِذن المستكفي غصباً عَلَيْهِ – ودام أشهراً. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 199) وَاسْتقلَّ بِملك العِرَاق، وضعُفَ دَسْت الخِلاَفَة جِدّاً، وَظَهَرَ الرَّفض وَالاعتزَالُ ببنِي بُويه. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113)
  • وفِي جُمَادَى الْآخِرَة من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ الْمَذْكُورَة (334هـ)، وَكانت وقعت وحشة بَين معز الدولة وَبَين المستكفي، وَدخل معز الدولة بحواشيه على الْخَلِيفَة المستكفي؛ فَوقف وَالنَّاس وقُوف على مَرَاتِبهمْ؛ فَتقدم إثنان من الديلم فطلبا من الْخَلِيفَة الرزق؛ فَمد الْخَلِيفَة يَده إِلَيْهِمَا – ظناً مِنْهُ أَنَّهُمَا يُريدَان تقبيلها – فجذباه من السرير وطرحاه إِلَى الأَرْض، وجرَّاه بعمامته. وهجم الديلم دَار الْخلَافَة إِلَى الْحرم، ونهبوا، وقبضوا على القهرمانة وخواص الْخَلِيفَة. وَمضى معز الدولة إِلَى منزله، وَسَاقُوا المستكفي مَاشِياً إِلَيْهِ. وَلم يبْق فِي دَار الْخلَافَة شئ. (مورد اللطافة 1/ 199)
    وخلع المستكفي، ثمَّ سلمت يَوْمئِذٍ عَيناهُ، فَصَارَ ثَالِث خَليفَة قد سمل – كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ القاهر المسمول أَولاً حَسْبَمَا ذكرنا. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 199)
    ثمَّ أحضر معز الدولة أَبَا الْقَاسِم الْفضل بن المقتدر جَعْفَر وَبَايَعُوهُ بالخلافة، ولقبوه: الْمُطِيع بِاللَّه . (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 199)
    وخرج القاهر إلى جامع المنصور، ملتفاً في قطن يتصدق، ورآه ابن أبي موسى، فمنعه بالرفق وأعطاه خمسمائة درهم، وقصد القاهر بذلك التشنيع. (تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري 11/ 351)
    خلعه من الخلافة:
    وفي يوم الخميس اثنين وعشرين من جمادى الآخرة من سنة (334هـ) بلغ معزّ الدولة أنَّ علم قهرمانة المستكفي عازمة على إزالته، فحضر معزّ الدولة والناس عند الخليفة، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الخَلِيْفَة اثْنَانِ مِنَ نقباء الدَّيْلَمِ، فَطَلبَا مِنْهُ الرِّزْقَ، فتناولا يد المستكفي، فظن أنهما يريدان تقبيلها، فمدَّ يدَهُ لِلتَّقْبِيل، فجبذَاهُ مِنْ سريرِ الخِلاَفَة، وَجَرَّاهُ بعِمَامَته، وجعلا عمامته في حلقه، وسَاقُوا المُسْتَكْفِي مَاشياً إِلَى دار مُعزِّ الدَّوْلَة، فاعتقل بها، وَنُهِبتْ دَارهُ، وخَلَعَ المستكفِي وَسُمِلَ، وَأَمسكُوا علم القَهْرَمَانَة، وأخذت فقطع لسانها. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113، تاريخ مختصر الدول 1/ 167)
    فسملت عيناه في يوم خلعه، وَكَانَ إِكحَالُ المُسْتَكْفِي بَعْدَ أَنْ خَلَعَ نَفْسه ذليلاً مقهوراً فِي ثالث عشر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاثمائة (334هـ)، (سير النبلاء ط الرسالة 15/ 11، مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214)
    وحبس بعد ذلك ولم يزل محبوسًا إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (338هـ)، (مجمع الآداب في معجم الألقاب 5/ 214) وقيل ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة (338هـ) (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 12) .
    فَعَاشَ بَعْد العَزْل وَالكَحْل أَرْبَعَة أَعْوَامٍ (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113)
    وكانت سنه يوم خلع اثنتين وأربعين سنة وأربعة أشهر وسبعة أيام. (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 12)
    وكانت مدة خلافة المستكفي سنة واحدة وأربعة أشهر (ستّةَ عشرَ شَهْراً)، وقيل كَانَت خلَافَتة سنة وَأَرْبَعَة أشهر ويومين. (مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 199) وما زال مغلوباً على أمره مع توزون وابن شيرزاد. (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 12، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113، تاريخ مختصر الدول 1/ 167)
    وَبَايعُوا فِي الحَال الفَضْلَ بنَ المُقْتَدر، وَلقَّبُوهُ المُطِيع للهِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113)
    ولما بويع المطيع سلّم إليه المستكفي وبقي محبوساً إلى أن مات (تاريخ مختصر الدول 1/ 167)
    وفاته:
    سملت عيناه في يوم خلعه، وحبس بعد ذلك ولم يزل محبوسًا إلى أن توفي ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثلاث مائَة (338هـ) (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 12، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113، مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة 1/ 199)
    ومَاتَ الْمُسْتَكْفِي بِاللَّهِ فِي دَارِ السُّلْطَانِ، وَكَانَتْ عِلَّتُهُ نَفْثَ الدَّمِ. (الكامل في التاريخ 7/ 188)
    ودفن ليلة السبت وقت عشاء الآخرة، وعمره في وقت توفي ست وأربعون سنة وشهران. (تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية 10/ 12) وقيل: سِتٌّ وَأَرْبَعُوْنَ سنَةً (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 15/ 113، مورد اللطافة 1/ 199)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى