فنجان سياسي

ما فاز إلاَّ النُّوَّمُ… اتركوا الجولاني فإنه مأمور؟!


فراس العبيد – رسالة بوست
“مراقبة الألم من وراء الزجاج شيء مضحك.. كالأطرش الذي يسمع موسيقى”. محمد الماغوط
“لا تتعجب من الاستفهام”، عبارة تعلمتها من أستاذي، الأخ صالح، لكنني أثناء ارتشاف قهوة الصباح، برفقة زوجتي كالعادة، وبينما أطالع أخبار “ناكث البيعتين”، الشيخ فاتح الطرقات، ورئيس بلدية باب الهوى، أبو محمد الجولاني، لم يتمالك القلم نفسه، وأجبرني على استثناء القاعدة السابقة.
وحتى لا أطيل السرد، ويمل القارئ، فالخلاصة؛ أنّ “ناكث البيعتين”، وهو يعلم معنى “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى”، قرر استثناء تلك الآية، وتجاوزها، بعد أن وقع في فخ “النظام الدولي الصهيوصليبي”، وذريعته للأمانة قوية لدى “الغوغاء”، وهي؛ “حفظ دماء 4 مليون شخص في إدلب”، وسامحوني بالعامية؛ “مين عملك وصي على دمنا يلي مصيتو بالضرايب وشركة وتد وظلم، وما خفي أعظم، وخلي الطابق مستور أحسن؟”. وأعلم يقينًا أن الشيخ فاتح الطرقات يقرأ الآن هذه الكلمات، فهو مهووس بما أكتبه، وكتبته، ويستخدمه أمام “عبيده” للأسف، إلا من رحم الله. ولعل وقوع الناكث أبو محمد الجولاني، في فخ الغرب، ولعبه على حافة الحبل كالقرود، لن يشفع له، أمام أسياده الجدد، فالآية عظيمة المدلولات، واضحة البيان. واستعين في هذا المقام بما كتبه الأستاذ خليل المقداد؛ “تصفية جماعة مسلم الشيشاني، وجماعة أبو فاطمة التركي، هدف مشترك وملح لكل القوى الفاعلة في الشمال وهو الخطوة القادمة، التي بدأ التحضير لها فعليا بحملة شيطنة ودعشنة وتجييش إعلامي، مع حشد عسكري”. والملفت في ملف الناكث ذاته، أنّ أساليبه، تتماهى مع سياسة نظام الأسد، وعلى سبيل المثال؛ بشار يصف من خرجوا ضده بالإخوان، تهمة، وعلى نمطه يقول الجولاني، لكل من خالف “مشروعه”، إذا كان في مشروع أساسًا غير إدارة معبر باب الهوى، يقول؛ “عميل للأمريكان، هذه قالها بحق الزنكي، ثم وصفهم بالإخوة” يعني كيف زبطت معه الله أعلم_ ما علينا، والتهمة المعلبة الجاهزة التي يمررها مرقعته، “داعش”. “شوف التشابه شوووف، مع ابن آل الجحش”.
أمّا الشارع للأسف رغم خروجه على فرعون الشام، لكن ينطبق عليه قول الشاعر، معروف الرصافي:
يا قوم لا تتكلموا إنّ الكلام محرَّمُ ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلاَّ النُّوَّمُ
شخصيّا؛ لا أتوقع ثورة، رغم المظالم، فالناس وصلت إلى درجة الكفر بالديمقراطية، المتأسلمين، يعني يا عمي ما عاد في ثقة بحدا…
والتعويل على التيار الجهادي، أقولها ولا أخشى في الله لومة لائم، مع معرفتي بضعفهم، في هذه المرحلة، بعد ضربات “الجولاني”.
كما أنّ الاتكال على تحرك الشارع، يعتبر مخالف للطبيعة والفطرة، فالمسألة تتعلق بنهوض “النخبة الثورية الصادقة، الجهادية”، ونفض الغبار، قبل أن يقال؛ “أكلنا يوم أكل الثور الأبيض”… الناس تديرها وتقودها “النخبة” هذه حقيقة.
و”مراقبة الألم من وراء الزجاج شيء مضحك.. كالأطرش الذي يسمع موسيقى”. محمد الماغوط، وللأسف، موقف الشيشاني، وغيره، كان مؤشرًا ومقدمة لهذه اللحظة.
بالمحصلة؛ العواقب وخيمة في قادم الأيام، قال تعالى: (وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون)، وكما كتب الأستاذ خليل المقداد، “يوم أعلن الناكث عن افتتاح شعب تجنيد عسكري قلت أنها ليست لقتال العصابة فلديه آلاف المجاهدين لو أراد، لكنه أراد أن يغسل الدماء ويستبدلها بكل فاسد أو طالب مال، يؤمر أن يكفر ويقتل ويسرق وينتهك الأعراض فيطيع ويفعل”.
ارتشفت آخر ما بقي في فنجان القهوة… تبسمت زوجتي وحبيبتي، وهي مؤمنةٌ أنني سأقولها وسأكتبها، خائفةً كانت … طمأنتها بعبارةٍ واحدة؛ “حبيبتي أنتِ آمنة”…تابعت، قلتها وقضي الأمر: ” اتركوا الجولاني فإنه مأمور؟!”.

والعاقبة لمن اتقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى