منوعات

السعي في يوم المولد النبوي في سلطنة بروناي

أ.د. عمار بن عبد الله ناصح علوان

مدير المركز الكندي للبحوث التطبيقية واستشراف المستقبل
عرض مقالات الكاتب

سنة حسنة في الاحتفال بالمولد النبوي

رزت الكثير من البلدان الإسلامية من المشرق الإسلامي إلى غربه  ، وحضرت الكثير من  الاحتفالات بيوم المولد الشريف ،  فكانت معطم احتفالتهم الاستماع-جلوسا-  إلى قصائد في مدح الهادي محمد صلوات الله عليه وسلم مع الاستماع إلى بعض الآناشيد والتواشيح في فضله صلوات الله عليه.

أما احتفال الملاويين عامة و أهل البروناي دار السلام بخاصة فهو مختلف كليًا عن بقية البلدان الإسلامية ن فقد حضرت –بفضل الله تعالى- في بروناي دار السلام ستة احتفالات متتالية؛ سوف أوصفها للمسلمين في العالم لتكون لهم سنة حسنة يتبعونها في بلدانهم  لما تحمله من معان جميلة منها:

تذكرهم وهم يسعون على أقدامهم -الفرق بين المشي والسعي أن المشي هو التمهل في السير أمّا السعي فهو مسارعة في  الخطى ،وهو ما أمرنا الله به في  السعي إلى ذكر الله- لمسافة لا تقل عن خمسة كيلو مترات . فهذا السعي الشاق يذكر المسلم المحب لرسوله صلوات الله عليه شيئا يسيرا من المشقة التي كابدها النبي صلوات الله عليه في تبليغ  رسالة الله إليه حين تحمل عناء السير على قدميه الشريفتين من مكة المكرمة إلى الطائف تبليغًا لرسالة الاسلام ،  ومنها إظهار تعظيم يوم مولده على مستوى الدولة انطلاقًا من سلطان البلاد حسن البلقية الذي يتقدمهم سعيًا هو وأسرته مع  الوزراء وكبار رجالات الدولة ،وجميع فئات الشعب حاشا النساء والأطفال مراعاة لضعف بنيتهم في السعى في يوم المولد النبوي.

وخلال هذا السعي ؛يستمع الساعون في يوم المولد النبوي إلى الكثير من أناشيد المدح النبوي من مكبرات الصوت المنتشرة في جميع أرجاء المنطقة التي سوف يسعى فيها ، فتزيد من حماسهم ونشاطهم في اتمام سعيهم حول محيط وسط المدينة.

  بمجرد ما تصلى صلاة الفجرويبنثق النورالمجلل في السماء ، ومع استهلال تغريدات الطيور الجميلة التي تبشر بيوم جديد على الإنسانية وتذكرهم بخير مولود ولد على وجه البسيطة محمد صلى الله عليه وسلم ،حتى يبدأ تدفق الرجال وهم يلبسون أجمل ثيابهم التقليدية من جميع أنحاء البروناي ،وهم يحملون معهم اللافتات الجميلة كتبت باللغة العربية بمناسبة المولد النبوي الشريف إلى العاصمة بندر سيري بيكاون وما هي إلا ساعة حتى تمتلئ جميع شوارع العاصمة من جميع المحتفلين تقدمهم التشريفات العسكرية، ويجتمعون في الساعة الكبيرة في وسط العاصمة ،ويتناولون خلال ذلك الفطور البروناي الشهي المقدم لهم من الإدارات الدولة بعد ذلك التجمع المهيب الحاشد و يبدأالسعي في مولد النبوى يتقدمهم سلطان البلاد بعد تسليمه على الحشود في الساحة تبدأ مسيرة السعي .

ومن الجميل خلال هذا السعي تجد النساء وكبار السن قد بسطوا أمام الحشود المارة مرطباتهم من الماء البارد الصحي، وشتى أنواع المرطبات المجانية ، وكلهم يترجى المارة الساعين في ذكرى المولد النبوي الشريف أن يأخذوا شيئًا من مرطباتهم المجانية لينالوا الأجر في مساهمة في السعي في يوم المولد النبوي الشريف ، وبعد هذا السعي الطويل ترجع الحشود الكبيرة إلى النقطة التي انطلقت منها ، ويتناولون وجبة الغداء البروناي المميز.      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى