مقالات

عندما يتحول المنكر معروفًا !

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

منذ أيام تحدث بيدرسون المبعوث الأممي الرابع إلى سورية ، عن خيبة أمله ، بعدم تحقق أية نتائج لهذا المسخ الذي اطلقوا عليه ( اللجنة الدستورية ) ، التي كان لمساعي السلف ( ديمستورا) الفضل بإنشائها ، منفذًا بحرفية عالية لمشروع المحتل الروسي لسورية ، وهو بيدرسون كما سلفه ( ديمستورا ) يعلمان أن الدساتير تضعها الشعوب عبر ممثليها المنتخبين ، لا لجنة معينة كما هي الحال الآن .

بنعومة الأفعى استطاع ديمستورا ، تنفيذ مخطط روسيا ، الذي تهدف من ورائه تثبيت حكم أقلوي ، ارتكب بحق الشعب السوري أفظع الجرائم ، وأكثرها خسة ونذالة ، وتشهد لها تقارير المنظمات الدولية ، من جنيف إلى نيويورك ، والكونغرس الأمريكي ، عبر صور ( قيصر) .

ما يقوم به المبعوث الأممي ، غير النزيه ، سواء بيدرسون الحالي ، أو سلفه ديمستورا ، هو تنفيذ مخططات ، أقل ما يقال فيها إنها لا تخدم الثورة السورية في شيء ، ففي ظل هذه المفاوضات العبثية ، استمر شركاء الشر ، أسد و إيران وروسيا ، بارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري الذي طالب بحريته وكرامته ، واستمر تكديس السوريين والسوريات في السجون والمعتقلات ، وممارسة كافة الجرائم اللا أخلاقية بحقهم ، ولم يهتم هؤلاء مثلث الجريمة لأنات النساء والأطفال في سجونهم بل والأصح أن هؤلاء كانوا يتشفون بما يرونه من عذابات أخواتنا وإخواننا ، وبناتنا وابنائنا ، الذين تتهاوى أجسامهم تحت ضربات التعذيب من قبل الجلادين ممثلي محور الشر .

كل هذا كان مفهومًا لدى شعبنا ، ولكن غير المفهوم أن يتمسك ، صبيان لم يكن لهم أي صوت ، أو أي تاريخ في الماضي ، ويقفزون لقيادة عمل يحتاج لدهقانة في السياسة والمفاوضات ،والغريب حين كنت في وفد التفاوض أثناء عمل الأخضر الإبراهيمي ، مبعوثًا في الملف السوري في أوائل المفاوضات ، وكان هادي البحرة “الشخص النكرة” الذي لم يسمع به أحد قبل ذلك ، وقد جاء مع رئيس الإئتلاف ، أحمد الجربا ، مرشح الديمقراطيين الذي ترأس الإئتلاف ، وقد حرص البحرة على عدم إعطائي فرصة لأية مداخلة ، ووضعني بالترتيب الدبلوماسي ٫ آخر شخص بعد أنس العبدة على المنصة ، ولولا انفعال برهان غليون وميشيل كيلو ، على هذا التصرف لما كان سمح لي بالكلام ، كما تصرف “بشكل منفرد” حين سلّم الأخضر الإبراهيمي ، وثيقة لمشروع التفاوض دون اطلاعنا عليها ومناقشتها

وقد تقدمت بمداخلتين ، أثناء الاجتماعات ، إحداهما حول الشرعية والمشروعية ، والثانية حول ما يسمى بـ( الإرهاب ) ترجمة لكلمة (تيروريست ) بالإنجليزية ، وفي أثناء إلقائي الكلمتين كان بشار الجعفري ينصت إلي جيدًا ، ثم علّق قائلًا ( أنا مع الأستاذ هيثم ، نحن لدينا فساد ولدينا استبداد ، ونريد أن نصلح )

بعد هذا العرض ، كيف لنا أن نفسر تمسك هؤلاء سواء فيما يسمى هيأة مفاوضات ، أو ( لجنة لوضع دستور لسورية ) معينة ممن لا يملك من خارج الشعب السوري ؟ بل وأتساءل بعد الموتمر الذي انعقد يوم أمس ، وبغض النظر عن قوة تمثيله على الأرض ، كيف يقبل هؤلاء على أنفسهم الاستمرار في المراوحة ، بينما قوى الشر من المثلث ، الروسي الإيراني الأسدي ، يقتلون أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ، ويدمرون سورية الحضارة والتاريخ ؟!

في المثل العربي المشهور يقال : إذا لم تستح فافعل ما شئت !

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قرار مجلس الأمن رقم 2254 المتعلق بسوريا الصادر “بإجماع” بتاريخ 18 كانون الأول / ديسمبر 2015 كان يحتوي على بنود عديدة لم يجري تنفيذ أي بند منها من جانب بشار و عصابته إلى يومنا هذا تحت سمع و بصر الدول الكبرى و على رأسها أمريكا ، و هذا يعني في الواقعية السياسية أن الدول الكبرى موافقة على عدم التنفيذ بل و ربما هنالك أمر صارم من إحداها بعدم التنفيذ .
    في نفس القرار إياه كان موقع وضع دستور جديد لسوريا “مع عدم حاجة سوريا لدستور بالطبع” هو بعد تشكيل لجنة أو هيئة حكم انتقالي “لا يكون بشار جزءاً منها ” خلال 18 شهراً ” أكرر بعد تشكيلها ” . لذلك كل جولات اللجنة الدستورية الستة لا تتفق مع قرار مجلس الأمن و أغلب الظن أنها جولات لإلهاء أهل سوريا و إيهامهم أن الدول الكبرى و هيئة الأمم تسعى لحل سياسي في سوريا لكن لم يحصل نجاح حتى اللحظة لأسباب خارجة عن إرادة الدول الكبرى !!! علامات التعجب الثلاثة هذه وضعتها لأن أي سياسي متابع يدرك حقيقة أن الدول الكبرى و خاصة أقواها تستطيع إلزام بشار بتنفيذ القرار 2254 كله خلال 48 ساعة كما ألزمته من قبل بسحب جيشه من لبنان خلال 48 ساعة بعد أن أمضى ذلك الجيش 37 سنة في لبنان.
    لا يعترف بشار أن الوفد الموجود هو وفد يمثله رسمياً و لا يعترف بشار أن هنالك معارضة سورية . إنه لا يؤمن بحل سياسي و إنما كان ما قاله أول الثورة أنه “سيقاتل حتى آخر طلقة” ، و هذا القول منه كان يعني إما أنه من أقوى الأشخاص في العالم أو أنه عميل لأقوى دولة في العالم . المتابع للسياسة الدولية يعرف ما هو الاحتمال الأرجح بسهولة بالغة.
    من المؤسف أن هنالك أشخاص يزعمون أنهم معارضة و يعطون أنفسهم صفة تمثيلية للشعب من دون سابق علم لدى الشعب أي لم يختارهم لكن من حق الشعب أن يعرف من قام بتعيينهم و نقلهم من خانة النكرات إلى أضواء الشهرة و من يعطيهم رواتبهم و مصروفاتهم. مع أنني لا أهضم وجود منصة القاهرة و منصة موسكو في صفوف المعارضة إلا أن هؤلاء على الأقل أعلنوها صراحة لمن ولاؤهم .
    قد يقول قائل إن الظروف لا تسمح لشعب سوريا بانتخاب ممثلين عنهم . مع تحفظي على هذا الكلام “لأنه يوجد ألف حل لهذه المشكلة في ظل تقدم الاتصالات و التواصل بين الناس” ، إلا أنه إذا كان و لا بدَ من هيئة “معارضة ” فلتكن من أشخاص يعرفهم شعب سوريا من قبل مثل رياض سيف ، أنور البني ، هيثم المالح ، رياض حجاب ، مازن درويش ، برهان غليون ، مشعل العدوي … القائمة طويلة فالمعذرة على عدم ذكر العديدين من الأعزاء . يقال أن أمريكا حين تدير أزمة “أقول تدير لأنها لا تحلَ أزمة” تحرص على أن تمسك خيوط اللعبة من طرفيها ، و اللبيب بالإشارة يفهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى